اليمن: السلفيون يحكمون الخناق على الحوثيين بصعدة ويقطعون طرق الإمداد الرئيس في حرض
قتيلان و12 جريحًا في قصف مسجد دماج.. ومقتل 10 قادة للحوثيين في كتاف
منصور الغدرة - صنعاء
الأحد 10/11/2013
اليمن: السلفيون يحكمون الخناق على الحوثيين بصعدة ويقطعون طرق الإمداد الرئيس في حرض
المصدر: صحيفة المدينة
قالت مصادر عسكرية يمنية وأخرى قبلية لـ»المدينة»: إن السلفيين بدأوا في إحكام الخناق على جماعة الحوثيين بمحافظة صعدة من خلال فرض الحصار المطبق على محافظة صعدة وقطع عنها الإمدادات.. يأتي هذا في وقت لاتزال جماعة الحوثيين تقصف منطقة دماج بمحافظة صعدة شمال البلاد ولم يلتزم الحوثيون بإعلان اللجنة الرئاسية المكلفة بالوقف الفوري لإطلاق النار والحرب المندلعة بين الحوثيين والسلفيين منذ أسبوعيين.
وأكدت مصادر محلية وشهود لـ»المدينة» أن المقاتل السلفيين أحكموا الحصار على جماعة الحوثيين في محافظة صعدة، شمال اليمن، بعد أن قطعوا الطرق الرئيسية المؤدية إليها من ثلاث جهات، بعد أن نصبوا حواجز ونقاط تفتيش في كل من محافظة حجة والجوف وعمران.. في وقت أكد فيه المتحدث الرسمي باسم السلفيين في جبهة كتاف بمحافظة صعدة، التي تشهد معارك عنيفة بين الحوثيين والسلفيين، الذين يطلقون على أنفسهم اسم «حلف النصرة» في إشارة إلى «نصرتهم» لبلدة دماج.. وقال الناطق السلفي باسم كتاف أبو إسحاق الشبامي، إن «مجاهدينا قتلوا ـ خلال الأيام الماضيةـ نحو 100 حوثي في المعارك التي شهدتها بعض جبال وتباب كتاف بينهم 10 قادة».. مضيفًا «أحرقنا عددًا من سياراتهم واستولينا على أسلحة لهم، وإخواننا المجاهدون في حرض منعوا الحوثيين من تلقي الإمدادات والدعم، وسمعنا أن أبناء مأرب يهددون بقطع النفط وفي الجوف هناك نقطة احتجزت سيارات عدة للحوثيين وخطتنا الآن هي فتح جبهات عدة على الحوثيين لإجبارهم على فك الحصار عن دماج».. ويواصل الحوثيون قصفهم المتقطع على بلدة دماج، التي يقطن فيها سلفيون في محافظة صعدة شمال اليمن، أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 12 آخرين خلال الـ24 الساعة الماضية.. رغم أن إعلان اللجنة الرئاسية المكلفة عن وقف إطلاق النار في صعدة بين السلفيين والحوثيين.
وقال الناطق باسم السلفيين سرور الوادعي لـ»المدينة»: إن جماعة الحوثي قصفت ظهر أمس لثلاث ساعات متواصلة مسجد دار الحديث بدماج، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة 7 آخرين.. مؤكدًا أن الحوثيين يقصفون دماج بالسلاح الثقيل الذي يتلقونه من إيران لتنفيذ مشروعات وأجندة إيرانية في المنطقة.
وفي سياق متصل ذكر الوادعي أن الصليب الأحمر نقل 45 جريحًا من دماج، لكنه تحدث عن قيام الحوثيين باحتجازهم في إحدى المناطق، وقام بتصويرهم والتحقيق معهم.. ونفى المتحدث عن وجود اتصالات منذ يومين مع اللجنة الرئاسية، وقال إنها لا تقوم بواجبها، ولم تحرك ساكنًا في إيقاف الحرب على دماج..
إلى ذلك، قالت مصادر محلية في محافظة حجة، شمال غرب البلاد: إن مسلحين موالين للسلفيين قطعوا الطريق الرئيسي الممتدة من حرض في محافظة حجة الة محافظة صعدة.. وأضافت المصادر إن السلفيين استحدثوا نقاط حواجز تفتيش في كل في طرق رئيسية مؤدية إلى محافظة صعدة شمال اليمن لفرض طوق على المناطق، التي تسيطر عليها جماعة الحوثيين المسلحة.. فيما يبدو أنها استجابة لدعوة أطلقها الشيخ السلفي يحيى الحجوري، الذي دعا إلى نصرة سكان بلدة «دماج»، التي تتعرض لهجوم عنيف من المسلحين الحوثيين.. وفي حين يعتبر الطريق الواصل بين بلدة حرض الحدودية ومدينة صعدة هو المنفذ التجاري الأهم، حيث تعتمد عليه صعدة لوصول البضائع من ميناء الحديدة أو القادمة من السعودية عبر مدينة حرض.
قال شهود لـ»المدينة»، إن مسلحين قبليين موالين للسلفيين قطعوا الطريق الواصل بين بلدة حرض الحدودية ومدينة صعدة ومنعوا المركبات من المرور.
وأضافوا أن عشرات المسلحين من قبيلة «حجور» في محافظة حجة قطعوا الطريق الواصل بين حرض وصعدة ومنعوا المركبات وشاحنات نقل البضائع من المرور.. وقال شهود إن المسلحين موالون للسلفيين، يقودهم شخص يُكنى بـ«أبي مسلم»، وهو ينتمي إلى قبيلة حجور التي ينتمي لها القيادي السلفي الشيخ يحيى الحجوري مدير معهد «دار الحديث» في دماج، وأن المسلحين يهدفون عبر هذا التقطع إلى «فرض حصار على الحوثيين، ومنع وصول المواد الغذائية وبقية الإمدادات لهم».. وفي سباق متصل، قتل شخص وجرحى أربعة آخرين في منطقة حرض بمحافظة حجة شمال اليمن إثر إلقاء حوثي قنبلة على سيارتين كان على متنهما مسلحين سلفيين، متنهما مجاميع مسلحة سلفية في منطقة الفج بمديرية حرض، ما أسفر عن سقوط أربعة جرحى، أعقبه تبادل لإطلاق النار أسفرت عن مقتل الشخص الحوثي الذي رمى بالقنبلة وجرحى الأربعة السلفيين.
وأكدت مصادر أن المسلحين السلفيين أطلقوا الرصاص الحي على سائق السيارة الذي ألقى القنبلة، وأردوه قتيل.. مؤكدا نقل الجرحى إلى المستشفى لتلقي العلاج.. وبحسب المصادر فإن حشود مسلحة توافدت إلى المنطقة عقب الحادث، وإن السكان يبدون تخوفهم من وقوع مواجهات مسلحة بين الطرفين.
وحذر سكان محليون من تحويل مدينة حرض إلى ساحة صراع مسلح بين السلفيين والحوثيين، في وقت تشير معلومات غير مؤكدة إلى اعتزام حرس الحدود القيام بحملة عسكرية من اللواء الثاني حرس حدود ستتجه لفتح الطريق المقطوع من قبل السلفيين.. في المقابل، تفيد معلومات بأن الحوثيين يحشدون أنصارهم على حدود صعدة مع حرض للرد على أي اعتداء من قبل السلفيين.. ولا يزال المسلحون يقطعون الطريق التي تربط مدينة حرض بمنطقة الملاحيظ في صعدة، على بُعد ثلاثة كيلومترات، كما قطعوا الخط الأسفلتي الجديد، الذي يربط صعدة بحرض على بُعد كيلومترين خارج مدينة حرض، في المنطقة المعروفة بالخيمة، على مقربة من النقطة الأمنية.
وذكرت مصادر أن حوثيين هددوا بشن هجوم على المسلحين السلفيين في حرض وميدي، لكن سكانًا أبدوا تخوفهم من أن تكون تلك ذريعة لسيطرة الحوثيين على تلك المناطق التي تقع على ساحل البحر الأحمر.
إلى ذلك، قال مصدر محلي إن مسلحين محسوبين على السلفيين استحدثوا مساء الثلاثاء الماضي حاجزي تفتيش على الطريق الواصل بين العاصمة صنعاء ومحافظة الجوف، بالقرب من مواقع لمسلحين حوثيين، في منطقتي «براقش» و«الصفراء»، والأخير يقع بالقرب من مدينة الحزم، العاصمة الإدارية لمحافظة الجوف.. ويسيطر مسلحون سلفيون على شبكة الطرق الواقعة شرق محافظة صعدة، بما في ذلك المنفذ الجنوبي لصعدة، والقادم من عمران، قالت مصادر محلية إن مسلحين محسوبين على السلفيين، بعضهم ينتمون إلى صعدة، نصبوا حاجزًا في الطريق الرئيسي لتفتيش المركبات التي تمر هناك.
وأضافت أن المسلحين نصبوا الحاجز في منطقة «عجمر» بالقرب من بلدة «حوث» في عمران، وأنهم يفتشون السيارات للبحث عن مسلحين ينتمون إلى جماعة الحوثيين ويمنعون مرور السيارات والمركبات المحملة بالبضائع والمواد التموينية.. مؤكدة أن كثيرًا من المحال التجارية رفعت أسعار بيع السلع والبضائع بعد سماعهم خبر قطع الطريق وتوقف وصول الإمدادات التموينية.