الشيخ القرضاوي أوصلَ لهم رسالةً عملية مفادها: أن الصواب لايمكن أن ينحصر فيه أو يقتصرَ عليه!
د. فهد بن سعد الجهني
مضت سنةُ الله في العلماء مهما بلغوا من العلم مكانةً ومن العمُر عتياً وفي الحياة تجارب ، أنهم عُرضةٌ للخطأ ؛وتَغَيُّر الاجتهاد ، وكلٌ يـُؤخذُ من قولِه ويُرد إلا المعصوم صلوات الله وسلامه عليه.
وتغير الاجتهاد ليس عيباً أو محلاً للقدح في العالم،بل هو محلُ مدحٍ وأمارةُ صدقٍ، إذا كان مخلصاً في البحث عن الحق،حتى إذا لاح له بأدلته وعلاماته لم يملك إلا أن ينقاد إليه.
والشيخ يوسف القرضاوي حفظه الله؛ وهو عالمٌ وداعيةٌ كبير وفقيه مُدِّقق،ليس بدعاً من العلماء في هذا،عندما يرى أن رأياً رآه أو اجتهاداً رجّحهُ قد جانبه الصواب،فينتقل لقولٍ جديد لظهور دليل أوتغيرٍ لواقع يقتضي تغيير الاجتهاد،وهذا منهجٌ مطروق عند أهل العلم! لقد كان للشيخ حفظه الله رؤية واجتهاد في مسألتين عظيمتين يترتب عليهما آثارٌ عظيمة وخطيرة، وهما: موقفه المشهور من مسألة التقارب بين مذهبي السنة والشيعة وجهوده الطويلة في هذا المجال وتبنيه لهذا الأمر ،والأخرى:موقفه من حزب الله ونظرته الإيجابية السابقة له.
وبعد أن قضى الشيخ سنين من عمُره الطويل ــ وقد شارف الآن على التسعين ــ وهو يجتهد في محاولات مُضنية للتقارب بين المذهبين في مؤتمرات ودعوات وشعارات،تبيّن له الحق بعد تجارب مريرة، وظهر له أن ملالي إيران وعلماءها لايرقبون في سُـنـيٍ إلاّ ولا ذِّمـّة ، بل ظهر له أن التقارب كان يحصلُ من جانبٍ واحد ــ من جانب بعض علماء السنة ــ والطرف الآخر لايحرك ساكناً ولا يُغيّرُ موقفاً !حتى في الأصول التي كان الشيخ وغيرُه يدعون للوصول فيها إلى كلمةٍ سواء،لم يصلوا إلى شيء!! فما كان من الشيخ وفي مؤتمرٍ شهير وموقفٍ خطير وبكلّ شجاعةٍ إلّا أن أُعلِنَ موقفَه الجديد وأن جهود التقارب ماهي إلا سرابٌ في خراب! وأن القومَ ليسوا دعاةَ اجتماع بل دعاة فِتنةٍ وافتراق!!
والموقف الثاني الشهير الذي أعلنه بالأمس القريب من المدعو: حزب الله بزعمهم،والذي أسماه الشيخ :بحزبِ الشيطان!
لاشك أن الموقفين جاءا متأخرين، وأن خطأَ التقديرِ والاجتهاد في مثل هذه المسائل الكبرى الكُلية،ليس كالخطأ في مسائل الفقه والفروع! لخطورة الآثار المترتبة عليها.
وفي كلا الموقفين أشاد الشيخ حفظه الله وهو العلم المشهور، أشاد بمواقف وصحة اجتهاد من خالفوه الرأي في هذا ، وهو يخص بالذكرِ كبارَ علمائنِا ــ وفقهم الله للحق دائماً ــ وذكر بكل شجاعةٍ وتجرد أنهم كانوا أكثر بصيرة منه في تقدير هذه الأمور!
هذا التراجع في الاجتهاد، ممايُحمدُ للشيخ ،فإن عدداً من الدعاةِ والعلماء الذين يتبنون مواقف فكرية أو علمية أو حركية ،ويظهر لهم ولغيرهم خطأ أنفسهم،إلا أنهم لايملكون من التجرد والشجاعة ما يوفقهم لإعلان ذلك وبيانه! حتى لايظل الأتباع رهينةً لهذا الموقف الذي ظهر خطؤه!
إن موقف كبار علمائنا من لدن الشيخ الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله وإلى يومنا هذا،من هاتين المسألتين الخطيرتين وثبات هذه المواقف ،مع كثرة الضغوط الإعلامية والانتقادات المتكاثرة ومن كلَّ إتجاه، ممّا يسجلُ بكل فخر لعلمائنا، ويدل على سلامة وصحة المنهج الذي ينطلقون منه،والذي هو مناطُ ثباتِ المواقف وصحة الاجتهادات في الغالب؛بعد توفيقِ الله! وهذا مما يجعل طلبة العلم الشرعي وغيرهم من الحركيين وعامة المثقفين الذين كانوا ينتقدون علماءنا في كل موقف يتخذونه ،لاسيما ومنهم منْ كان يحصر الصواب ــ لاسيما في المسائل التي لها تعلق بمصالح الأمة ــ كان يحصرها في رؤية واجتهاد الشيخ القرضاوي حفظه الله!والحق لاينحصر في قول بشرٍ مهما كان قدْره.
إن الشيخ في موقفيه هذين يتجه ببوصلة هؤلاء الأتباع إلى (الطائف) حيث يوجد الآن كبار علماء المملكة ،ليسمعوا وجهة نظرٍ أخرى ؛ويُـنزِّلوها منزلتَها التي تستحق منْ التقدير والمكانة، فإنّ الشيخَ القرضاوي أوصلَ لهم رسالةً عملية مفادها: أن الصواب لايمكن أن ينحصر فيه أو يقتصرَ عليه! وفق الله علماء الأمة وأتباعهم وطلابهم لمعرفة الحق والأخذ به والثبات عليه!
وتغير الاجتهاد ليس عيباً أو محلاً للقدح في العالم،بل هو محلُ مدحٍ وأمارةُ صدقٍ، إذا كان مخلصاً في البحث عن الحق،حتى إذا لاح له بأدلته وعلاماته لم يملك إلا أن ينقاد إليه.
والشيخ يوسف القرضاوي حفظه الله؛ وهو عالمٌ وداعيةٌ كبير وفقيه مُدِّقق،ليس بدعاً من العلماء في هذا،عندما يرى أن رأياً رآه أو اجتهاداً رجّحهُ قد جانبه الصواب،فينتقل لقولٍ جديد لظهور دليل أوتغيرٍ لواقع يقتضي تغيير الاجتهاد،وهذا منهجٌ مطروق عند أهل العلم! لقد كان للشيخ حفظه الله رؤية واجتهاد في مسألتين عظيمتين يترتب عليهما آثارٌ عظيمة وخطيرة، وهما: موقفه المشهور من مسألة التقارب بين مذهبي السنة والشيعة وجهوده الطويلة في هذا المجال وتبنيه لهذا الأمر ،والأخرى:موقفه من حزب الله ونظرته الإيجابية السابقة له.
وبعد أن قضى الشيخ سنين من عمُره الطويل ــ وقد شارف الآن على التسعين ــ وهو يجتهد في محاولات مُضنية للتقارب بين المذهبين في مؤتمرات ودعوات وشعارات،تبيّن له الحق بعد تجارب مريرة، وظهر له أن ملالي إيران وعلماءها لايرقبون في سُـنـيٍ إلاّ ولا ذِّمـّة ، بل ظهر له أن التقارب كان يحصلُ من جانبٍ واحد ــ من جانب بعض علماء السنة ــ والطرف الآخر لايحرك ساكناً ولا يُغيّرُ موقفاً !حتى في الأصول التي كان الشيخ وغيرُه يدعون للوصول فيها إلى كلمةٍ سواء،لم يصلوا إلى شيء!! فما كان من الشيخ وفي مؤتمرٍ شهير وموقفٍ خطير وبكلّ شجاعةٍ إلّا أن أُعلِنَ موقفَه الجديد وأن جهود التقارب ماهي إلا سرابٌ في خراب! وأن القومَ ليسوا دعاةَ اجتماع بل دعاة فِتنةٍ وافتراق!!
والموقف الثاني الشهير الذي أعلنه بالأمس القريب من المدعو: حزب الله بزعمهم،والذي أسماه الشيخ :بحزبِ الشيطان!
لاشك أن الموقفين جاءا متأخرين، وأن خطأَ التقديرِ والاجتهاد في مثل هذه المسائل الكبرى الكُلية،ليس كالخطأ في مسائل الفقه والفروع! لخطورة الآثار المترتبة عليها.
وفي كلا الموقفين أشاد الشيخ حفظه الله وهو العلم المشهور، أشاد بمواقف وصحة اجتهاد من خالفوه الرأي في هذا ، وهو يخص بالذكرِ كبارَ علمائنِا ــ وفقهم الله للحق دائماً ــ وذكر بكل شجاعةٍ وتجرد أنهم كانوا أكثر بصيرة منه في تقدير هذه الأمور!
هذا التراجع في الاجتهاد، ممايُحمدُ للشيخ ،فإن عدداً من الدعاةِ والعلماء الذين يتبنون مواقف فكرية أو علمية أو حركية ،ويظهر لهم ولغيرهم خطأ أنفسهم،إلا أنهم لايملكون من التجرد والشجاعة ما يوفقهم لإعلان ذلك وبيانه! حتى لايظل الأتباع رهينةً لهذا الموقف الذي ظهر خطؤه!
إن موقف كبار علمائنا من لدن الشيخ الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله وإلى يومنا هذا،من هاتين المسألتين الخطيرتين وثبات هذه المواقف ،مع كثرة الضغوط الإعلامية والانتقادات المتكاثرة ومن كلَّ إتجاه، ممّا يسجلُ بكل فخر لعلمائنا، ويدل على سلامة وصحة المنهج الذي ينطلقون منه،والذي هو مناطُ ثباتِ المواقف وصحة الاجتهادات في الغالب؛بعد توفيقِ الله! وهذا مما يجعل طلبة العلم الشرعي وغيرهم من الحركيين وعامة المثقفين الذين كانوا ينتقدون علماءنا في كل موقف يتخذونه ،لاسيما ومنهم منْ كان يحصر الصواب ــ لاسيما في المسائل التي لها تعلق بمصالح الأمة ــ كان يحصرها في رؤية واجتهاد الشيخ القرضاوي حفظه الله!والحق لاينحصر في قول بشرٍ مهما كان قدْره.
إن الشيخ في موقفيه هذين يتجه ببوصلة هؤلاء الأتباع إلى (الطائف) حيث يوجد الآن كبار علماء المملكة ،ليسمعوا وجهة نظرٍ أخرى ؛ويُـنزِّلوها منزلتَها التي تستحق منْ التقدير والمكانة، فإنّ الشيخَ القرضاوي أوصلَ لهم رسالةً عملية مفادها: أن الصواب لايمكن أن ينحصر فيه أو يقتصرَ عليه! وفق الله علماء الأمة وأتباعهم وطلابهم لمعرفة الحق والأخذ به والثبات عليه!