بين أزمة مصر ونكبة سورية وإن يكن موقف المملكة هو الأقوى في أزمة مصر الحبيبة، فهو كذلك الأقوى فيما يتعلق بنكبة سورية الغالية
عشنا جميعاً أحداث مصر الدامية المؤلمة التي لم تعرف لها مثيلاً في القديم ولا في الحديث، بما يدمي القلب ألماً وحسرة، إرهاب وسفك دماء، قلاقل واضطرابات ما عهدناها يوماً في أرضٍ أخبر القرآن الكريم أن الناس يدخلونها آمنين، وأن من يدخلونها لهم ما يسألون، ومنذ فجر تأريخها وإلى ما قبل هذه الأحداث الأخيرة، كانت مصر ملاذاً للمضطهدين وأملاً للمظلومين من أهلها وغير أهلها، بل إنها منذ فجر تأريخها أكرمت الوافدين إليها كما لم تكرمهم أرض أخرى، حتى أصبح يوسف الشريد الطريد المغيّب في الجُبّ عليه السلام، القادم إليها مشترىً بثمن بخس، أصبح عزيز مصر بما منَّ الله عليه، ثم بما اتسمت به هذه الأرض الطيبة المباركة من سمات الكرم وحسن الوفادة، والمبالغة في تكريم الضيف، كما يقال دائماً: (مصر: البيت بيتك).
ورغم فداحة المصيبة وجلالة الخطب، إلا أن مصر قادرة على تجاوز محنتها بعون الله لها، ومن ثم بإخلاص رجالها، ومؤازرة أشقائها وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية لتي لم تضنّ على شقيقتها مصر في الماضي، ولن تضنّ عليها في الحاضر والمستقبل بكل دعم ومؤازرة وعون وتأييد. فكل من البلدين قُطب رحىً في العمل العربي والإسلامي المشترك، وما يزال العالمان العربي والإسلامي في حاجة إلى هذين القطبين معاً لضمان العزة والمنعة، والتصدي لكل المؤامرات الداخلية والخارجية.
وإن يكن موقف المملكة هو الأقوى في أزمة مصر الحبيبة، فهو كذلك الأقوى فيما يتعلق بنكبة سورية الغالية، حين طالبت المملكة بعقد اجتماع لمجلس الأمن حول سورية للخروج بقرار واضح رادع يضع حداً للمأساة الإنسانية في سورية.. وهذا الموقف السعودي كان الموقف العربي والإسلامي الأقوى لمواجهة طغيان النظام الحاكم في سورية، بينما كان الموقف الفرنسي هو الأقوى بين المواقف الغربية المترددة، حين صرح وزير الخارجية الفرنسي بأن استخدام القوة أمر ضروري في حال ثبوت استخدام النظام الحاكم في سورية للسلاح الكيماوي في المذبحة الأخيرة؛ لتي قُتل فيها غيلةً وغدراً ألف وثلاثمائة من المواطنين الآمنين وهم نائمون، ولم يتورع الجيش النصيري الصفوي عن إمطارهم بغاز السارين المميت ، وكأنه يرش المبيدات الحشرية، بعد أن أعتقد سفاح دمشق وزبانيته أن العالم كله سيستمر في صمته عنه حتى لو استعمل السلاح النووي..ولسوء تقدير آخر ظن المجرمون أن خط الرجعة مضمون لهذا النظام الدموي، اعتقاداً منهم بأن روسيا والصين سيُفشلان أي قرار صارم في مجلس الأمن، وصدق ظنهم إلى حد ما، وخرج (بيان) مجلس الأمن كعادته بارداً هزيلاً، لا يُلوي على شيء سوى العبارات المكرورة. إلا أن تحالفاً دولياً خارج مجلس الأمن يضم أمريكا وعشر دول أخرى لوحت بضربة عسكرية قريبة لسورية.
(وقد تنشر هذه المقالة في وقت تكون فيه الهجمات العسكرية قد بدأت لردع سفاحي سورية)، فبعد أن وصلت إليه الحال في سورية كما لم تصل إليه في أي وقت مضى من قتل هذا العدد الهائل من المدنيين الآمنين، باستهتار ولا مبالاة بل وفي وجود المفتشين الدوليين الذين جاؤوا للتحقيق في حادثة سابقة تعتبر رغم فداحتها أقل أهمية من الحادثة الأخيرة. وبعد أن رضخ النظام النصيري من باب المراوغة والخداع للضغوط الدولية وسمح كذباً للمفتشين بتفقد الغوطة، دبّر عملية إطلاق الرصاص عليهم فور تحركهم، ليمنعهم من الوصول ثم يتهم أطرافاً أخرى بإطلاق الرصاص، ولكن هذا الخداع لم يعد ينطلي على أحد كما يعلم الجميع.
وإن كان لي أن أقدم تحليلاً مختلفاً عما تروجه بعض الوسائل الإعلامية المغرضة، من أن النظام الآثم لا يمكن أن يقدم على استخدام السلاح الكيماوي في وجود المفتشين الدوليين، فإني أقول إن هذا النظام الفاشي تعمد ولاشك أن يُقدم على هذه الفعلة في وجود المفتشين ليوصل رسالة واضحة وصريحة للعالم كله أنه لا يعبأ بمجلس الأمن ولا بالقرارات الدولية، وأنه في مأمن من أن يُدَان مجرد إدانة في ظل وقوف روسيا والصين إلى جانبه، ولكن المواقف الدولية الأخيرة غيرت كل حساباته، بما في ذلك موقف أمريكا التي كانت قد صرّحت بعد المجزرة المروعة الأخيرة بأن التدخل العسكري الأمريكي في سورية ليس في مصلحة أمريكا، غير أن فداحة المجزرة والتحول العالمي الكبير إثرها جعل أمريكا في مقدمة الداعين إلى الرد العسكري ، وفي كل الأحوال، أصبحت طبول الحرب تقرع في كل دول المنطقة، ورغم أن القرار جاء متأخراً جداً، إلا أن ذلك خير من أن لا يجيء أبدا، ويبدو أن الحسم قريب انشاء الله
ورغم فداحة المصيبة وجلالة الخطب، إلا أن مصر قادرة على تجاوز محنتها بعون الله لها، ومن ثم بإخلاص رجالها، ومؤازرة أشقائها وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية لتي لم تضنّ على شقيقتها مصر في الماضي، ولن تضنّ عليها في الحاضر والمستقبل بكل دعم ومؤازرة وعون وتأييد. فكل من البلدين قُطب رحىً في العمل العربي والإسلامي المشترك، وما يزال العالمان العربي والإسلامي في حاجة إلى هذين القطبين معاً لضمان العزة والمنعة، والتصدي لكل المؤامرات الداخلية والخارجية.
وإن يكن موقف المملكة هو الأقوى في أزمة مصر الحبيبة، فهو كذلك الأقوى فيما يتعلق بنكبة سورية الغالية، حين طالبت المملكة بعقد اجتماع لمجلس الأمن حول سورية للخروج بقرار واضح رادع يضع حداً للمأساة الإنسانية في سورية.. وهذا الموقف السعودي كان الموقف العربي والإسلامي الأقوى لمواجهة طغيان النظام الحاكم في سورية، بينما كان الموقف الفرنسي هو الأقوى بين المواقف الغربية المترددة، حين صرح وزير الخارجية الفرنسي بأن استخدام القوة أمر ضروري في حال ثبوت استخدام النظام الحاكم في سورية للسلاح الكيماوي في المذبحة الأخيرة؛ لتي قُتل فيها غيلةً وغدراً ألف وثلاثمائة من المواطنين الآمنين وهم نائمون، ولم يتورع الجيش النصيري الصفوي عن إمطارهم بغاز السارين المميت ، وكأنه يرش المبيدات الحشرية، بعد أن أعتقد سفاح دمشق وزبانيته أن العالم كله سيستمر في صمته عنه حتى لو استعمل السلاح النووي..ولسوء تقدير آخر ظن المجرمون أن خط الرجعة مضمون لهذا النظام الدموي، اعتقاداً منهم بأن روسيا والصين سيُفشلان أي قرار صارم في مجلس الأمن، وصدق ظنهم إلى حد ما، وخرج (بيان) مجلس الأمن كعادته بارداً هزيلاً، لا يُلوي على شيء سوى العبارات المكرورة. إلا أن تحالفاً دولياً خارج مجلس الأمن يضم أمريكا وعشر دول أخرى لوحت بضربة عسكرية قريبة لسورية.
(وقد تنشر هذه المقالة في وقت تكون فيه الهجمات العسكرية قد بدأت لردع سفاحي سورية)، فبعد أن وصلت إليه الحال في سورية كما لم تصل إليه في أي وقت مضى من قتل هذا العدد الهائل من المدنيين الآمنين، باستهتار ولا مبالاة بل وفي وجود المفتشين الدوليين الذين جاؤوا للتحقيق في حادثة سابقة تعتبر رغم فداحتها أقل أهمية من الحادثة الأخيرة. وبعد أن رضخ النظام النصيري من باب المراوغة والخداع للضغوط الدولية وسمح كذباً للمفتشين بتفقد الغوطة، دبّر عملية إطلاق الرصاص عليهم فور تحركهم، ليمنعهم من الوصول ثم يتهم أطرافاً أخرى بإطلاق الرصاص، ولكن هذا الخداع لم يعد ينطلي على أحد كما يعلم الجميع.
وإن كان لي أن أقدم تحليلاً مختلفاً عما تروجه بعض الوسائل الإعلامية المغرضة، من أن النظام الآثم لا يمكن أن يقدم على استخدام السلاح الكيماوي في وجود المفتشين الدوليين، فإني أقول إن هذا النظام الفاشي تعمد ولاشك أن يُقدم على هذه الفعلة في وجود المفتشين ليوصل رسالة واضحة وصريحة للعالم كله أنه لا يعبأ بمجلس الأمن ولا بالقرارات الدولية، وأنه في مأمن من أن يُدَان مجرد إدانة في ظل وقوف روسيا والصين إلى جانبه، ولكن المواقف الدولية الأخيرة غيرت كل حساباته، بما في ذلك موقف أمريكا التي كانت قد صرّحت بعد المجزرة المروعة الأخيرة بأن التدخل العسكري الأمريكي في سورية ليس في مصلحة أمريكا، غير أن فداحة المجزرة والتحول العالمي الكبير إثرها جعل أمريكا في مقدمة الداعين إلى الرد العسكري ، وفي كل الأحوال، أصبحت طبول الحرب تقرع في كل دول المنطقة، ورغم أن القرار جاء متأخراً جداً، إلا أن ذلك خير من أن لا يجيء أبدا، ويبدو أن الحسم قريب انشاء الله
أ. د. محمد خضر عريف