د. عبد العزيز حسين الصويغ
الثلاثاء 02/04/2013
أنت وطني
كانوا يسألونني: أين أحلى الأماكن؟!
وكنت أقول: المكان الذي أنتِ فيه.
فأنتِ كنتِ مكاني
وأنتِ كنتِ مدينتي.. ووطني
*****
اليوم.. وبعد أن رحلتِ
أصبح لا وطنَ لي
فبدونك أصبحتُ مشردًا
غريبًا.. حتى عن وطني
*****
أنتِ كنتِ لي الحياة والوطن
فلمّا رحلتِ لا أجدُ للحياةِ طعمًا
ودونَكِ
لا مكانَ لي في الوطن
*****
معكِ كنتُ أتذوقُ طعمَ الحياة
وأرى الوطنَ جميلاً
ومعكِ كنتُ أحسُّ بقيمةِ الأشياء
فلمّا رحلتِ لم يعدْ للحياةِ طعم
واسودّت سماء الوطن
*****
معكِ كنتُ أحلمُ بالمستقبل
وأرى الدنيا أمامي مُقبلة
ولمّا رحلتِ أصبحتُ أنظرُ للماضي
وأرى المستقبلَ خلفي
فقد كنتِ أنتِ مستقبلي وغدي
*****
أنتِ كنتِ لي كلّ شيءٍ
ولمّا رحلتِ أصبحَ هناك لا شيء
حتى أنا لم أعدْ أنا
أشعرُ أنَّ شيئًا مني قد ذهب
*****
أدخلُ البيتَ فأبحثُ عنكِ
أهتفُ باسمِك في داخلي
وأبحثُ عنكِ في كلِّ غرفة
وأشعرُ أنكِ لابد عائدة
*****
أنا أعرفُ أنكِ رحلت
عقلي يعي حقيقةَ الرحيل
ولكن قلبي يبحثُ عنكِ
وكأنه لا يُصدق الحقيقة
*****
سألني مرةً صديقٌ رحلَ هو الآخر:
هل تحلمُ بها أحيانًا؟
هل تشعرُ أنّها معك؟
فأجبته: نعم..
أشعر أنها لم تتركني قط!
*****
سنوات طويلة مرَّت
ولم أنْسَكِ
ولا أدرِ كم بقي منها
لكنني أشعرُ أنَّ الوقتَ قد اقترب
حتى أكونَ معكِ
*****
فإلي لقاءٍ قريبٍ
أقرب ممّا تظنُّ النفسُ
وأبعد عن الإدراك
(وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مّاذَا تَكْسِبُ غَدًا
وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ)
* نافذة صغيرة:
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).. سورة الروم آية 21.