القنوات الإسلامية البديلة والحاجة إلى بديل
قبل نحو عقدين من الزمان خرجت علينا الأطباق الفضائية لتقدم لنا الكثير من القنوات التلفزيونية وبرامجها المتنوعة، لم يستبشر الكثير بهذه القنوات فعملوا على محاربتها والتحذير منها ولكن مع مرور الوقت لم يبدوا ذلك فاعلا ولا مجديا بل كان الإقبال عليها في تسارع لما لها من عظيمِ قدرةٍ على جذب العديد من فئات المجتمع فكان الإتجاه لعمل قنواتٍ تلفزيونية بديلة وبصيغة إسلامية ثم بدأ العمل قناة وإثنتين وثلاث حتى أصبحت بالعشرات.
أدخلت هذه القنوات البهجة على كثير من الأسر إضافة إلى المعلومة وشكلت بديلا يخرج كثير من أرباب الأسر من الحرج أمام أطفاله ومن يعول إما لعدم وجود تلفاز داخل المنزل وإما وجوده بنطاقٍ ضيقٍ يتمثل في قناتين وطنيتين يلفها الكثير من الرتابة والبعد عن التجديد.
مع ذلك، بعض برامج هذه القنوات في رأيي عليها بعض الملاحظات التي يمكن تجاوزها فيما لو تمت مراجعة أجندتها بالتشاور مع أهل الرأي من وقت لآخر وتتمثل هذه الملاحظات في الآتي:
أنها تقدم معلومات سطحية ليست ذات قيمة علمية وليست لها أُسس بحثية ومثال ذلك برنامج عن النباتات والفوائد العلاجية لها. البرنامج صورة مكررة لكتب تجارية تباع على الأرصفة فيها الكثير من الاجتهاد الشخصي ونصائح محلات العطارة وشيئ من بقايا الأجداد.
نشر ثقافة تفسير الأحلام والرقىٰ بصورة إما مبالغ فيها وإما إدخال عليها ماليس منها لتكون النتيجة مضار عقدية كالتعلق بغير الله وأخرى إجتماعية كبث الفرقة بين الأقارب والمعارف على صورة تحذير من حلم ما. في إحدى الحالات يقول مفسر الأحلام للسائل أن هناك شخصاً يريد أن يضرك ويوقع بك ويصف هذا الشخص بانه شخص مقرب تثق به كثيراً فيدفع السائل للشك في صديقه أو جاره أو أخاه أو ربما كلهم دفعة واحدة وذلك لأنه لا يعرف خصمه على وجه التحديد. في حادثة أخرى، سمعت أحد المفسرين يفسر حلما لإمرأة ويسألها إن كان زوجها كثير السفر ثم يخبرها بأنه إن صدقت الرؤيا فأنه متزوج عليها في بلد ما وكلنا قد يستطيع أن يتنبأ بالقادم في هكذا موقف.
تردد بعض الألفاظ التي لاتليق بمسلم عوضا عن قناة إسلامية هادفة تسعى للاصلاح والتهذيب كأن تصف بعض الفئات بالجرذان أو الكلاب أو (..).
لست هنا بصدد التشكيك في قدرة هذه القنوات فهي ولاشك تزخر ببرامج مفيدة يراها كلٌ متابعٍ لها بعضها على صورة محاضرات دعوية أو تربوية هادفة وأخرى على صورة برامج حوارية ثقافية متنوعة إضافة إلى بعض المسلسلات المسلية الجيدة و أهم من هذا وذاك قنوات تعني بالقرآن الكريم تلاوةً وحفظاً وتفسيراً. وأخرى تعني بالسنة المطهرة والعقيدة والفقه. ولاشك أن لهذه القنوات خطوات في الإتجاه الصحيح ولكن في رأيي لابد من نقد إيجابي متتابع والغاية الوصول بها الى القمة والمساهمة في التطوير.
تركي بن عبدالكريم البركاتي
وفكر نير..
ورؤيا واسعة ..
دمت ودام قلمك للعطاء ..