الملك عبدالله يقود «غضبة الأمة» ...ويجدد فروض البيعة لـ«سيد البشر» !
جدة - مصطفى الانصاري
السبت ٢٩ سبتمبر ٢٠١٢
بعد موجة استياء إسلامية عامة نحو «الفيلم المسيء»، توج العاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز الحدث بوضع بصمة ذهبية على توسعة مهولة للمسجد النبوي الشريف، الذي زار ساكنه عليه الصلاة والسلام، وجدد فروض حب وطاعة، وبيعة على النصرة لـ «سيد البشر» حتى الأبد. وفي وقت تسابق فيه رؤساء العالم الإسلامي وملوكه إلى منبر الأمم المتحدة، كان هاجس خادم الحرمين الشريفين، كيف يرد الاعتبار للمقام النبوي برد عملي لا غوغائية فيه ولا حريق، فتوجه إلى «طيبة الطيبة»، وهو الاسم الذي انتقاه بين أسماء المدينة الفاضلة، ووجّه رسالته إلى الكون بأن «إيماننا بالحق تعالى نستمد منه عزيمتنا وقوتنا في الدفاع عن شريعتنا وعقيدتنا، وعن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، في وجه كل حاقد أو كاره أو مبغض لذلك، وسنبقى ثابتين على ذلك لا نتراجع عنه إلى يوم الدين - إن شاء الله». وهو بذلك يصارح المسيئين ومن بعدهم الغاضبين، بأن «الجناب النبوي في قرار مكين، محصّن من أن تمتد إليه أيدي الإساءة، فهو متربع في عرش القلوب، مطبوع في الوجدان لا يتزعزع».
ولئن كان ابن سعود في هذا الشأن، إنما يمضي على نهج سلفه من الصحابة والتابعين في توقير النبي وإجلاله، فإنه كذلك يسير على خطى سلف قريب هو آباؤه وإخوته، الذين عظموا المقام النبوي من أي نيل منه معنوياً كان أو حسياً، ناهيك عن التذلل والخضوع لجبروت العظمة الإلهية في الموقع ذاته، كما فعل عبدالله نفسه قبل بضع سنين، عندما صارح جلساءه عند المسجد النبوي أمام الشاشات بأنه «لا جلالة إلا لله، ولا مولى إلا هو تعالى»، في إشارة إلى عدم ارتياحه لتعبيرات شائعة ممن يصفون ملوكاً مثله أو قبله بـ «صاحب الجلالة»، أو «مولانا».
وحول التوقيت الذي اختاره خادم الحرمين، اعتبر الكاتب السعودي حسين شبكشي المناسبة ذات دلالة عميقة، إذ على رغم إقرار التوسعة منذ حين، إلا أن تدشينها في هذا التوقيت، له مغزى يفهمه المعنيون به من الطرفين المسيء للإسلام، والمستاء من تلك المحاولة اليائسة. لكن الأمين المساعد للهيئة العالمية لنصرة النبي الدكتور خالد الشايع، اعتبر موقف الملك السعودي، خطوة موفقة في نصرة النبي بالقول والفعل جميعاً، استدعت إلى ذهنه مناسبة سبقت، جرت فيها محاولة الإساءة إلى المسلمين عبر نبيهم، وحينها كان رد فعل خادم الحرمين عندما استقبل الدعاة المعنيين بتنظيم عمل مؤسسي يهتم بهذا الجانب، أن قال لخالد وصحبه: «النبي عليه الصلاة والسلام ليس في حاجتنا، وهو منصور من الله بدوننا، لكن الخوف علينا إن تخاذلنا لا سمح الله عن نصرته، فالدفاع عنه وعن سنته مسؤولية المسلمين جميعاً».
وعلى هذا الصعيد يرى أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة الملك سعود الدكتور أحمد المزيد أنه من المفيد في هذا المقام إقامة مركز ضخم لنصرة النبي بجوار مسجده عليه الصلاة والسلام، يقوم بالترويج للسنة النبوية وهديه وسيرته بين زائري المسجد الشريف، فيعود الزائرون للحرم النبوي وقد زادوا معرفة بنبيه، وتعلقاً بحبه أكثر.
ورأى المزيد الذي كان عضواً مؤسساً في الهيئة العالمية لنصرة النبي، أن المركز الذي اقترحه يمكن أن ينظم ندوات وملتقيات ومعارض متنقلة حول المدينة وخارجها للزائرين لأرض الحرمين من غير المسلمين أيضاً من صحافيين ومحامين، ليتم تعريفهم عبر الصور المرئية بمعالم الشخصية المحمدية، التي أبهرت كل الذين اقتربوا منها.
وكان مركز المدينة للدراسات التاريخية، الذي تعهدت دارة الملك عبدالعزيز أخيراً بتفعيله وإحيائه، يقوم بجهود متواضعة على هذا الصعيد، عبر مجسمات وخرائط توعوية للزوار، إلا أن إمكاناته الخجولة التي يتوقع أن تتحسن، لم تمكنه من تقديم العروض اللائقة بحياة النبي وغزواته، وحياته وسيرته على ثرى الأرض التي سكنها، وأقام فيها عاصمة الإسلام الأولى.
المصدر: صحيفة الحياة