عذرا يا وطني !
للسيد أسامة بن علي الأهدل
للسيد أسامة بن علي الأهدل
وطني المملكة العربية السعودية فيه ولدت وفيه ولد أجدادي ..!
وفيه تربيت وربيت أولادي ..!
لا زلت يا وطني لك وفيا رغم تخلي بعض أبنائك عنك !
لم تغيرني الأحداث فأنكرك وأتنكر لك !
ولم تحرفني الأفكار فتزيل قلبي عن محبتي لك !
أعرف يا وطني أنني قصرت في الدفاع عنك وأنت تتلقى السهام ترمى إليك !
وأعلم أنك تزداد ألما وحرقة حينما تعلم أن رامي تلك السهام أناس يعيشون على أرضك وينعمون بخيراتك التي وضعها الله فيك !
عذرا يا وطني كم خانك القريب قبل البعيد فغرز في ظهرك خناجر مسمومة ظلما وعدوانا !
أعداؤك يا وطني يعلمون أنك من خير البقاع إلى الله ولكن لم يمنعهم ذلك من الوقوف مع أعدائك ضدك !
هم يعيشون على أرضك في رغد من العيش يحسدهم عليه القريب والبعيد ومع ذلك هم ينكرون !
هم يعلمون أنهم آمنين على ترابك لا يصيبهم ما يصيب غيرهم من الخوف ومع ذلك فإنهم لا يرضون !
يرون الصغيرة منك كبيرة .. ولو حصلت الكبيرة عند غيرك لما أنكروها !
ويشيعون الأباطيل عنك ليلا ونهارا .. ولو أنصفوا لما أشاعوها !
ويقفون المواقف المخزية مع أعدائك ضدك .. ولو اتقوا الله لما وقفوها !
لا تحزن يا وطني فلئن خذلت وأسيئ بك الظن فإن معك من أبنائك من يدافع عنك بصدق .. !
ومن يقوم لله فيقول كلمة الحق .. !
ومن يقف في وجه أعدائك حتى لو سالت آخر قطرة من دمه ؟
يرون الخطأ فيعالجونه بالحكمة !
ويرون المعصية فلا يشيعونها ويفرحون بها بل ينكرونها بدون أن يجعلوا ذلك وسيلة للطعن فيك !
يعلمون أن لك خصوصية ليست لغيرك من البلدان .. ففيك الحرمان الشريفان .. وإليك يحج المسلمون ! وأن الفتن لو حصلت على أرضك لتأذى بها المؤمنون !
فهل يظن أولئك الخصوم أننا بعد هذا عنك
متخلون ؟!
أو يظنون أننا نسمع ونرى طعنهم فيك فنجعلهم يسرحون ويمرحون ؟!
وطني الغالي !
إن المخلصين من أبنائك يقدرون النعم التي لا توجد إلا فيك من إقامة التوحيد وتطبيق الحدود وتحكيم الشريعة .. والأمن على الأموال والأنفس والأعراض فيشكرون الله عليها ويحمدونه على ما أنعم به عليهم ويسألونه المزيد من فضله .
فنحمد الله أننا نعيش على أرضك .
ونحمد الله أننا نقدر النعم التي حباك الله بها ونحمد الله أننا لا نؤيد من يطعن فيك أو يحاول تشويه صورتك .
ونحمد الله أن بصرنا بالحق في وقت أعمى الله فيه غيرنا عن رؤيته .