• ×

وفاة الداعية المصلح الشريف فايز بن خميس الشنبري رحمه الله

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 وفاة الداعية المصلح الشريف فايز بن خميس بن حسن الشنبري

في افضل البقاع

وبعد صلاة عظيمة صلاة الضحى وهو صائم

وتم دفنه مغرب هذا اليوم

جموع غفيرة احتشدت لجنازته

لعلم لي معرفه بسيطه به فرحمه الله رحمة واسعة

اترك ماقد تم نقله

انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم أمس الإثنين الأخ المعلم فايز الشمبري ..إثر قتله غيلة من قبل أحد الجناة ..حيث تهجم عليه داخل مدرسته وقام بإطلاق النار عليه حتى فارق الحياة ..

والفقيد ممن تربطني به علاقة وطيدة ..فقد تزاملنا في العمل في مدرسة أبي موسى الأشعري ثم انتقل إلى مدرسة أبي زيد الأنصاري وقبل ذلك كنا زملاء في حلقة التحفيظ بمسجد عاشور بخاري ..وكانت بيننا ذكريات جميلة في الحل والسفر ..وهو من الدعاة المحبوبين ..دمث الأخلاق كريم السجايا ..
يحبه كل من يلتقي به ..وهو شاعر نبطي متمكن ويجيد الفصحى كذلك ..ولنا ذكريات عديدة في المجال الأدبي والمساجلات الشعرية على الخصوص ..
رحل أبو أنس صائما ضمآنا إلى لقاء الله في يوم من أيام الهجير..بعدما أدى صلاة الضحى في المدرسة ..

وإليكم ما قاله أحد الذين شهدوا الفاجعة في المدرسة..

الرد رقم 29 في صحيفة سبق..
محب للشيخ فايز الشنبري


وفاة الشيخ: فايز الشنبري -رحمه الله- إثر طلقتين رصاص أردته قتيلاً!..

--------------------------------------------------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم

المـوت حـقٌّ والبـريّـة رُحّـلٌ تفـنـيـهم اللحـظـات والأيـامُ
فاجعـل بقاءك في البسيطة غـربة أو عابراً لسـبـيـلـه إلـمــامُ

عرفناه أسيف القلب, رقيق الطبع, إذا قرأ القرآن بكى وأبكى..
دمث الطباع, مكللاً بالوقار..


شيخنا: فايز الشنبري رحمه الله-
أحد الدعاة المشهورين بمكة المكرمة!..
ومدرس التربية الإسلامية بمدرسة من مدارسها المتوسطة والثانوية!..

له زوجتان, وتسعة من الأبناء..
ومن العمر ثمانٌ وثلاثون سنة..

كان أول لقاء جمعني به قبل أربع سنوات, في معتكف جامع الهدى بالرصيفة, الجامع الذي كان يؤمه ويخطب فيه فضيلة الشيخ: فيصل بن جميل غزاوي _ إمام المسجد الحرام حالياً_..

كان يؤمنا في صلاة القيام أحيانا, والفجر أيضاً ..
فيهزّ بقراءته القلوب, ويحملها لعالم أخروي, بعيد عن سفاسف الدنيا وملهياتها ..

وفي آخر ليلة من ليالي رمضان ذلك العام وجدناه يراجع القرآن الكريم, فتوجهت إليه أنا وبرفقتي نزرٌ من الإخوة, وسلمنا عليه, ثم طلبنا منه بعض النصائح قبل أن نفارقه, ونفارق معه شهر رمضان!..
فطلب من كل منا أن يعرف بنفسه, ثم عرف بنفسه, وبدأ يوجه سؤالاً لنا عن شعورنا ونحن نفارق رمضان, شهر الخير والغفران.. وبعد أن انتهينا من كلامنا, صبّ علينا رضابا من معينه العذب, فخلب الألحاظ والقلوب, وأرسل للأفئدة أشعة من نور سماويّ, قربها من بارئها, وحواها بنميره العذب الزلال!..

كان رحمه الله دائم المراجعة والاستذكار للقرآن الكريم, حريصاً على تطبيق السنة في الصلاة.. لا يحيد عنها طرفة عين, ولا ينأى عنها لمح بصر -ما استطاع- !..

زرناه في بيته يوم عيد الفطر, فرحب بنا خير ترحيب, وآوانا بقلبه الواسع, وصدره الرحب, وابتسامته الدائمه, وانبساطه بنعم الله وفضله..
كلما رأيته ذكرني بالله, ونقلني من غيابات الدنيا الفانية, إلى سماءات العلا الباقية!..

ومرت الأيام تلو الأيام, وفي كل عام أقابله في المعكتف كعادته..


إلى أن حلّ عشاء يوم الأحد الموافق 14/6/1430هـ, حيث اتصل على أحد الإخوة طالباً منه اللقاء, فرحب بذلك, واقترح على الشيخ أن يذهبا لشرب شيء من لبن النوق التي للشيخ, لكنه أبى وأخبر هذا الأخ أنه يشعر بشيء من الضيق النفسي, وأنه يفضل الذهاب سوياً لشرب شيء من العصيرات..
خرجا سويّاً!.. وتقابلا مع أحد المشايخ الذين كانوا ملازمين له, حيث يراجعون القرآن الكريم سويّاً, ويتدراسون العلم.. ودار الحديث بينهم في أمور منها طلبه إكمال الدراسات العليا!.. ثم كان ختام اللقاء مراجعة للقرآن الكريم, حيث يوجه كل منهم سؤالاً ويجيب الآخر, كي يُعرف مقدار تثبته من حفظ القرآن الكريم..
ووصل الشيخ فايز رحمه الله- آيات عن الموت, فصار يكررها بصوت خاشع, وكأنه يوحي بشيء!..
ثم دار الحديث بينهم عن الدنيا الفانية, والدار الباقية...
وسأل الأخ الشيخ عن علاقاته مع الناس, فحمد الله وأخبره أنه لا توجد بينه وبين أحد من الخلق أية مشاحنة!..
ثم انفض الاجتماع بينهم على أمل اللقاء!..
وقفل كل منهم راجعاً, وتوجه الشيخ رحمه الله- إلى بيته حيث قابل ابنته الصغيره والتي لها من العمر خمس سنين, فصار يقبلها ويسلم عليها بعد كل هنيهة..
ثم أقبل اليوم , يوم الاثنين الموافق 15/6/1430هـ, حيث أصبح الشيخ صائماً.. وتوجه لمدرسته التي يدرس فيها بحيّ الزاهر بمكة.. وهو لا يعلم ماذا يخبئ له القدر!..
وحين بانت للكون غزالة الضحى, توجه الشيخ لمصلى المدرسة, وشرع في صلاة الضحى, وهو في صلاته .. يدخل المدرسة شاب ثلاثيني يسأل عن الشيخ فايز, فقيل له: ستجده في حجرة المدرسين, فتوجه لها؛ لكنه لم يجده, فقيل له: لعلك تجده في المصلى!,, وهو في طريقه للشيخ, كان الشيخ قد أنهى صلاته وبدأ في صعود الدرج, ففوجئ بهذا الرجل يقابله, ولم يكن أحد موجودا تلك اللحظة غيرهما, إلا أنه سُمع علوّ صوت في الكلام بينهما وهمهمة لم تُفهم!.. ثم أخرج هذا الشاب من جيبه سلاحاً (مسدسا), وأطلق على الشيخ ثلاث طلقات قُرب كُلاه.. ودوى الصوت أرجاء المدرسة!..
حيث اجتمع الطلاب والمدرسون, فرأوا الشيخ ينازع سكرات الموت, ووجدوا الشاب واقفاً..
فجاء أحدهم ولطم الشاب وهم في حالة ذهول, فصرخ الشاب وقال لهذا المعلم: تذهب وإلا ألحقتك به!..
وساد الصمت لحظة, ثم صعد الشاب لغرفة الوكيل, وجلس بها, والكل ينظر مذهولاً!..
ثم قال بعدها: اتصلوا على السلطات!..
فجاءت السلطات بعد أن تم البلاغ, وكان الشيخ رحمه الله قد فاضت روحه..
وتم القبض على الجاني, وهو من الذين يعانون من المس, حيث أن الشيخ كان يقرأ عليه دائماً, وهو أخ لصديق حميم للشيخ..
وكما أكدّ ذلك الشيخان: سعود بن بركي المسعودي, وعبد الله بن منيع العبدلي, في مهاتفة مع الشيخ: عبدالحفيظ بن عثمان القاضي [إمام وخطيب جامع المنشاوي بمكة بحي الرصيفة], أن سبب القتل كما يظهر تأثير المس على هذا الشاب, وتأجيج الشيطان على هذا الشيخ القارئ الذي يحاول إخراجه من هذا الشابّ..
ولا زالت التحقيقات من السلطات الأمنية جارية, ولا زالت جنازة الشيخ رحمه الله- لم يصلى علها ولم تدفن بعد, حتى يتم الانتهاء من التحقيق..
وقد ذُهب به إلى مستشفى الزاهر بمكة, ثم حول لمستشفى الششة!..
وهو الآن يرقد في ثلاجة الموتى..

ومن الأمور العجيبة أن أخ القاتل وجماعته من محبي الشيخ, والمتواصلين معه..
وكان لهذه الحادثة أثرٌ كبيرٌ في نفوسهم ونفوس ذويهم!..
كذلك من الأمور أن اثنان من أبناء الشيخ أحدهما في الصف الثالث الثانوي, والآخر في المرحلة المتوسطة, من طلاب المدرسة التي يدرس فيها الشيخ!..

رحمه الله, فقد كان قدوة للمربي والمعلم والقارئ والداعية!..

كان دائماً يتمنى الشهادة, وهاهي قد بلغته إن شاء الله- ..



أبو الليث الشيراني
مكة المكرمة
الاثنين 15/6/1430هـ

بواسطة : hashim
 2  0  3217
التعليقات ( 2 )

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    10-07-30 03:14 مساءً الشريف مشهور بن مساعد آل زيد :
    نقول لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم - رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جنّاته وعظّم الله أجر أبنائه وذويه وإنا لله وأن إليه راجعون -
  • #2
    01-08-30 02:43 صباحًا محب الشيخ رحمه الله :
    رحم الله الفقيد رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.

    لقد حضرت جنازته التي لم أشهد مثلها ، صلي المغرب عليه في الحرم الشريف وشيع الى

    المعلاة وقد اغلق الشارع المار بطريق الجنازه وتدخل الأمن وتوقفت الحركة تماما والآلآف

    تشيعه ومنهم أئمة الحرم وكبار المسؤؤلين والمشايخ والمحبون وأبناء قبيلته حتى وصلت

    المقبره وهناك صلى عليه من لم يدرك الصلاة في الحرم أربع مرات تتعاقب الجموع ولم يدفن

    إلا بعد العشاء لشدة الزحام ولم ينصرف أهله إلى منزلهم إلا بعد منتصف الليل لكثرة المعزين.

    رحمك الله يا أبا أنس .

    وقد رثاه العديد بقصائد متنوعه بين الفصيح والنبطي وهذا رابط للشاعر سمير بن سليم

    الشنبري في رثاء الشيخ وهي بلون المجالسي.
    http://www.3mints.info/upload/download.php?filename=ef8388b391.rar

-->