• ×

تسلط الفرس على العرب في الأهواز وقهرهم

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
تسلط الفرس على العرب في الأهواز وقهرهم

ربما لم يكن أحد يسمع بهذا الشعب العربي قبل الثاني عشر من إبريل المنصرم 2005، وهو اليوم الذي بدأت فيه انتفاضة شعب إقليم "الأحواز" أو "عربستان" مطالبا فيها بحق تقرير مصيره واستقلاله عن الأراضي الإيرانية. والأحواز (عربستان) إقليم عربي -يقع على السواحل الشرقية للخليج العربي- وإن كاد يسقط من الذاكرة العربية. وعروبته لم تكن وليدة ظرف تاريخي معين بل ترجع في أصولها إلى الفترة "العيلامية" التي كانت أول حضارة نشأت في هذه البقعة بعد حضارة بلاد الرافدين بحوالي مائتي سنة. وفيه استقرت قبائل عربية جاءت في هجرات متتالية قبل الإسلام وبعده.
عروبة التاريخ والجغرافيا

حقائق كثيرة يمكن الاستناد إليها لإثبات عروبة إقليم الأحواز منها التاريخية والجغرافية. فيذكر "أحمد كسروي" في كتابه "تاريخ بانصد سال خوزستان" أي "تاريخ خوزستان في خمسمائة عام" أن التاريخ الجيولوجي لأراضي كل من الأحواز والسهل الرسوبي من العراق متماثل، حيث تكونا من ترسبات نهري دجلة والفرات ونهر كارون وتفرعاته؛ وهو ما أدى إلى ظهور الأراضي على جانبي شط العرب، وكونت بذلك مع سهول بلاد العراق وحدة قائمة بذاتها لها خواص مناخية متشابهة. ويؤكد أن العلاقات المكانية الطبيعية التي تربط بين عربستان وإيران تكاد تكون معدومة؛ إذ ليست هناك أي علاقة في التكوين الطبيعي بين سهل عربستان وهضبة إيران الجبلية.

ويذهب "موسى سيادت" في كتابه (تاريخ خوزستان أز دوره إفشاريه تا دوره معاصر) أي (تاريخ خوزستان منذ العهد الإفشاري إلى الآن) إلى الرأي نفسه حين يقول: إن مقاطعة أو إقليم الأهواز في العهد القاجاري 1210 هجريا يتكون من عدة مناطق، وكان لكل منطقة حاكمها المحلي الذي يحكمها، من جملة ذلك مناطق البختياريين تحكم من قبل الزعماء البختياريين، وكان المشعشعيون يحكمون الحويزة وما جاورها، وكان الكعبيون يحكمون جنوب غرب خوزستان حتى بوشهر، أما مدينتا دزفول وشوشتر فكان حكامهما من زعماء قبائل آل كثير العربية. ولم يخضع هؤلاء الحكام في أي يوم من الأيام لإدارة سلطة الدولة المركزية الإيرانية قط. وكانت الأحواز تدار بواسطة نوع من الحكومات المحلية التي تتمتع بالحكم الذاتي التي كانت تعرف بـ"الممالك المحروسة الأحوازية".

وكذلك تحدث الدكتور جمال زكريا في كتابه (الخليج العربي- دراسة لتاريخ الإمارات العربية) عن عربستان كواحدة من الإمارات العربية في الخليج العربي قائلا: "لا شك أن فارس قد استفادت من حكام هذه الإمارة -عربستان- في رد غارات الدولة العثمانية على المقاطعات الفارسية الجنوبية في وقت تردت فيه الدولة إلى مرحلة كبيرة من الضعف. والثابت أن فارس لم تمارس أي سيطرة فعلية على هذه الإمارة التي ظل يحكمها أمراء من العرب كان آخرهم الشيخ خزعل خان".

اختلفت الأسماء والإقليم واحد

وللإقليم عدد من التسميات، مثل: "الأحواز والأهواز وعربستان وخوزستان". ولكل مسمى تفسير. فالأحواز هي جمع لكلمة "حوز"، وهي مصدر للفعل "حاز"، بمعنى الحيازة والتملك، وهي تستخدم للدلالة على الأرض التي اتخذها فرد وبين حدودها وامتلكها. و"الحوز" كلمة متداولة بين أبناء الأحواز فمثلا يقولون هذا حوز فلان، أي هذه الأرض معلومة الحدود ويمتلكها فلان. وعند الفتح الإسلامي لفارس أطلق العرب على الإقليم كله لفظة "الأحواز"، وأطلقوا على العاصمة سوق الأحواز للتفريق بينهما. وكلمة الأهواز هي نفسها الأحواز، هكذا ينطقها الفرس؛ لأن اللسان الفارسي عند نطق "الحاء" يقلبها إلى "هاء".

وقد وردت لفظة الأهواز في أشعار العرب فنجد جرير يقول في أحد الأبيات:

سيروا بني العم فالأهواز منزلكم *** ونهر "تيري" ولم تعرفكم العرب

وتبقى الأحواز اسما عربيا لهذا القطر حتى عهد "إسماعيل الصفوي"، وربما في عهد ابنه "طهماسب" حيث أطلق الفرس عليه "عربستان" ويعني ذلك إقليم العرب. لأن كلمة "إستان" تعني بالفارسية "القطر" أو "الإقليم". ومهما اختلفت الآراء في هذه التسميات فهي تشير إلى أصل الإقليم وسكانه العرب الذين يكونون الأغلبية وهو دليل اعتراف من الفرس أنفسهم بعروبة هذه المنطقة وعدم تبعيتها لدولتهم.

ورغم محاولات الفرس للحيلولة دون إظهار الروابط المشتركة بين سكان ضفتي شط العرب، فإنهم فشلوا أمام وحدة التاريخ والوحدة الجغرافية وكذلك وحدة اللغة. وهناك العديد من الكتب التاريخية استخدم كتابها الفرس أو الإيرانيون التسمية الحقيقية للإقليم، وهي "عربستان" مثل: حبيب السير لـ"خواند مير"، وتذكرة شوشتر لـ"القاضي نور الدين شوشتري"، وسفرنامه لـ"نجم الملك"، وغيرها الكثير من المصادر التاريخية وكتب الرحالة.

أما "خوزستان" فهو الاسم الذي أطلقه الفرس على الإقليم وهو يعني بلاد القلاع والحصون تلك التي بناها العرب المسلمون بعد معركة القادسية، وسمي به الإقليم مرة أخرى بعد الاحتلال الفارسي بأمر من رضا شاه عام 1925م.

في إقليم الأحواز الكثير من المدن القديمة الجذور، العريقة في الحضارة والتي لها ماض تاريخي إلى جانب المدن الجديدة التي نشأت في الفترة الحديثة لعوامل متعددة منها تجارية ومنها سياسية. ومن أهم مدن الإقليم: "الأحواز" وهي العاصمة، والمحمرة، وعبادان، والحويزة، وتستر أو شوشتر، ومدينة السوس، والفلاحية ومسجد سليمان وغيرها.

الشعب العربي الأحوازي


شعارات احتجاج عربية على الجدران

ويبلغ عدد سكان شعب الأحواز نحو 8 ملايين نسمة، كان 99% من أصل السكان عربا، ولكن هذه النسبة اختلت فأصبحت 95% من العرب، والـ5% الباقية من الفرس والقوميات الأخرى. وذلك بفعل سياسة الحكومة الإيرانية في تشجيع الفرس على الهجرة إلى إقليم الأحواز والاستيطان فيه، وفي تهجير العرب السكان الأصليين منه، لإضفاء الصبغة الفارسية على هذا القطر بهدف طمس هويته العربية.

وتعود جذور شعب الأحواز إلى العديد من القبائل العربية نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: "بني كعب"، و"بني طرف"، وقبائل "آل سيد نعمة"، و"بني تميم"، و"آل كثير" وغيرها من القبائل، كما أن هناك أقليات دينية عربية مثل الصائبة والمسيحيين واليهود.

ومعظم العرب الأحواز يعتنقون المذهب الشيعي ويتحدثون باللهجة العربية بين النهرية، فيما يعتنق عرب الجزر والمواني الشمالية للخليج المذهب السني ويتحدثون باللهجة الخليجية وتفرض اللغة الفارسية كلغة رسمية للتعلم في الإقليم. ويلاحظ أن العديد من عرب "الأحواز" يقيمون خارج الإقليم، إما في دول الخليج أو في الدول الأوربية، وذلك لأسباب سياسية أو اقتصادية.

ويتميز عرب الأحواز بتاريخهم الأدبي ومخزون فقهي خاص بهم حيث صدرت لهم العديد من الأعمال المميزة بعد الإسلام في هذا المجال. وكانت النهضة الأدبية الثقافية الأحوازية قد بلغت ذروتها إبان حكم المشعشعين والكعبيين أواخر القرن السابع عشر، وخلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.

الاحتلال الفارسي للأحواز

ترجع نكبة هذا الاحتلال الذي بدأ في عهد "رضا شاه بهلوي" إلى العام 1925م. وكان للاحتلال مقدمات داخلية تمثلت في ضعف أبناء الأحواز بما أصابهم من فقر وجهل ومرض وانخفاض مستوى المعيشة، وانعدام الوعي السياسي والاجتماعي، وسيطرة النفوذ الأجنبي، وكذلك التنكيل بالشيخ خزعل (كان أمير إمارة الأحواز من 1897 إلى 1925، وهو من الشخصيات البارزة في تاريخ العرب الحديث، وقد لعب دورا رئيسيا في أحداث منطقة الخليج والأحواز في الربع الأول من القرن العشرين).

أما العوامل الخارجية فقد تضافرت للإطاحة بإمارة الأحواز العربية، وتتمثل في النقاط الآتية:

1. الأهمية الاقتصادية للأحواز بعد ظهور النفط بها في عام 1908م، والموقع المتميز للإقليم على رأس الخليج العربي وسيطرته على كل موانيه، وهو كذلك يقع ضمن الجسر الأرضي الذي يوصل آسيا وأفريقيا وأوربا ببعضها البعض، والذي يعد الطريق الأقصر وهو يربط البحر المتوسط بالمحيط الهندي.

2. الظروف الدولية والإقليمية التي أوجدتها الحرب الباردة شجعت إيران على ممارساتها ضد الشعب الأحوازي، حيث كانت إيران في عهد "رضا شاه" كالابن المدلل للغرب، فانتهكت إيران أبسط حقوق "الأحوازيين" دون رادع.

الممارسات العنصرية الفارسية

وتتلخص الإجراءات التعسفية التي مارستها السلطات الفارسية ضد الشعب العربي الأحوازي -وما زالت حتى اللحظة- في الآتي:

إلغاء مؤسسات الحكم العربي السياسية والإدارية والقضائية في الأحواز، وإعلان الحكم العسكري المباشر، حيث أقيمت الثكنات العسكرية والمعسكرات، وضم الإقليم إلى الأراضي الإيرانية.

إنكار حق تقرير المصير للشعب الأحوازي، والحرمان من أبسط الحقوق والحريات السياسية التي تقضي بحق الشعب في المشاركة في حكم بلده سواء بصورة مباشرة أو بواسطة ممثلين عنهم.

اقتطاع أجزاء من الإقليم وضمها إلى المحافظات الفارسية، وتغيير الملامح العربية للإقليم مثل تغيير اسمه من "عربستان" إلى "خوزستان"، وكذلك "تفريس" أسماء العديد من المدن وأسماء الشوارع والميادين بهدف طمس الهوية العربية.

فرض الضرائب الباهظة على أبناء الأحواز واستخدام كل أنواع الاضطهاد ضدهم، كتهجيرهم إلى المدن الفارسية، وإحلال الأسر الفارسية محلهم بعد مصادرة أراضي وأملاك العرب.

منع الحكومة الفارسية المحاكم "الأحوازية" من الترجمة للغة العربية وإليها، فوضعت بذلك أكبر عائق أمام المواطن الأحوازي لضمان حقوقه بمراجعة المحاكم.

مصادرة جميع الكتب العربية الموجودة في الأحواز سواء ملك المكتبات أو الأشخاص، ومن ثم منع تدريس اللغة العربية في المرحلة الابتدائية على الرغم من وجود المادة 15 من الدستور الإيراني التي تنص على ضرورة تدريس لغة القوميات غير الفارسية في المدارس الابتدائية، ولكن السلطة الإيرانية لم تطبق هذه المادة رغم مرور 27 عاما على المصادقة عليها، وبصفة عامة إهمال شئون التعليم، وانعدام الرعاية الصحية.

التباطؤ في عملية إعادة إعمار ما دمرته الحرب العراقية الإيرانية، والتجاهل المتعمد لمشكلة الألغام التي خلفتها تلك الحرب؛ الأمر الذي يتسبب في مقتل وجرح المئات من أبناء الأحواز، ذلك على الرغم من المساعدات المالية الدولية التي تتلقاها إيران في هذا المجال.

حرمان الشعب الأحوازي من مياه الشرب والزراعة من خلال تحريف مسار روافد نهر "كارون" باتجاه المناطق الفارسية مثل "أصفهان"، أو من خلال السعي لتنفيذ مشاريع لتصدير هذه المياه إلى دول الخليج المجاورة.

انتزاع الحكومة الفارسية الأراضي الزراعية من أصحابها العرب وإقامة مستوطنات فارسية تحت غطاء مشاريع صناعية زراعية مثل مشروع "قصب السكر".

عقد الحكومة الإيرانية لاتفاقيات مع دول أو شركات أجنبية في مجال استثمار ثروات نفط الأحواز، رغم أحقية الشعب الأحوازي في التحكم في هذه الثروات.

المقاومة "الأحوازية"

ومنذ احتلال الإقليم تفجرت ثورات وحركات مقاومة "أحوازية"، وكانت البداية بعد 3 أشهر من الاحتلال بثورة شعبية سميت بـ"ثورة الغلمان"، وتوالت الانتفاضات والثورات مثل ثورة الحويزة 1928، وثورة بني طرف 1936، ومعركة الشيخ عبد الله بن الشيخ خزعل 1944، وثورة عشيرة النصار 1946، وغيرها الكثير.

وتنوعت مقاومة الشعب الأحوازي بين السلمي والعسكري. وقد تكون أول حزب سياسي منظم عام 1946 عرف باسم حزب السعادة، وبعدها تشكلت منظمات ثورية وسياسية أخذت على عاتقها مقاومة المحتل، ومنها: "منظمة الجماهير الثورية الأحوازية"، و"حركة التحرير الوطني الأحوازي"، و"الاتحاد العام لطلبة وشباب الأحواز"، و"المجلس الوطني الأحوازي"، و"الجبهة العربية لتحرير الأحواز"، وغيرها العديد من المنظمات الثورية الأخرى التي تأثرت بحركات التحرر العربية التي تكونت قبل وبعد ثورة الضباط الأحرار في مصر.

التشيع في ايران:
ظلت إيران دولة سنية حتى القرن العاشر الهجري. وفي الفترة التي كانت فيها البلاد على عقيدة أهل السنة والجماعة قدمت بسبب ظروفها الاجتماعية والتاريخية والثقافية، المئات من الفقهاء والمحدثين والمؤرخين والمفسرين والعلماء، كلهم إيرانيون إلى أن شيعت، فأصبحت بؤرة اصطدام ومركزا للصراع ضد أهل السنة، وعملت الدولة الشيعية الصفويه قديماً على وقف المد السني الإسلامي بالتعاون مع قوى الاستعمار في المنطقة.

وتتضارب المعلومات بشأن الحجم الحقيقي للسنة في إيران، فالإحصاءات الرسمية للدولة تقول أنهم يشكلون 10 % من السكان، إلا أن مصادر السنة تؤكد أنهم يشكلون ثلث حجم السكان البالغ عددهم أكثر من 70 مليون نسمة، ومصادر مستقلة تقول أن السنة يشكلون من 15 إلى 20 % من سكان إيران. مقسمون إلى 3 عرقيات رئيسة هي الأكراد والبلوش والتركمان، إلى جانب العرب في إقليم خوزستان المحتل، ويسكنون بالقرب من خطوط الحدود التي تفصل إيران عن الدول المجاورة ذات الأغلبية السنية مثل باكستان وأفغانستان، والعراق وتركمانستان، أما المسلمون السنة من العرق الفارسي فوجودهم نادر.

ورغم هذه النسبة التي ليست بالقليلة، يشكو السنة في إيران من القمع الديني والسياسي، سواء خلال حكم الشاه أو منذ قيام الثورة الشيعية بقيادة الخميني. قبل الثورة، نظرا إلى النظام السائد آنذاك وهو النظام العلماني الملكي، كان لا يهمه إلا قضية السلطة والحفاظ عليها، لأجل ذلك ما كانوا يرون فرقا بين السنة والشيعة، ولم يكن للمذهب دور مؤثر في التوظيف وتفويض المناصب، لأجل ذلك كان يوظف أتباع أهل السنة والجماعة في المناصب الحكومية، كما كان هناك توظيف لأبناء السنة في الشرطة وقوات الجيش في مناصب عالية ووفقا لما ذكرته مصادر أهل السنة في إيران فإن أوضاعهم تذبذبت بشدة خلال الاثنين والثلاثين عاما الأخيرة، فحين اندلعت الثورة الخمينية عام 1979 شارك أبناء السنة بكل أطيافهم فيها وكانوا في مقدمة المؤيدين لإقامة الجمهورية الإسلامية، إلا أنه وبعد انتصار الثورة وسقوط نظام الشاه بدأ الخميني وتلاميذه في احتكار السلطة، وسيطروا على الحكم، وحولوا آمال الشعب في إقامة جمهورية إسلامية إلى إقامة جمهورية طائفية شيعية، واستعملوا السلطة لقمع الأقليات المذهبية والقومية.

بالرغم من كون أهل السنة يمثلون أكبر أقلية مذهبية في إيران، إلا إن مستوى تمثيلهم السياسي في البرلمان والتشكيل الوزاري لا يتناسب مع نسبتهم العددية، حيث منعوا من تمثيل برلماني يتناسب مع حجمهم الحقيقي، إذ لا يمثلهم في البرلمان سوى 14 نائباً فقط، وليس لهم أي وزن حقيقي في البرلمان بل يستغل وجودهم لأهداف سياسية بما ينافي مصالحهم، كما يتهم السنة في إيران الحكومة بإنجاح العناصر السنية الموالية لها وليست المعبرة عن مطالبهم.

أضف إلى ذلك أن السني محروم من تولي المناصب العالية في الدولة كرئاسة الجمهورية أو رئاسة البرلمان مهما بلغ هذا المواطن من العلم ومهما نال من تأييد جماهيري، بناء على شرط الدستور في ضرورة كونه شيعي المذهب.

ولا يوجد في طهران مركز أو مؤسسة رسمية لمتابعة قضايا أهل السنة إلا ممثلو أهل السنة في مجلس الشورى، و يبلغ عدد هؤلاء الممثلين نحو عشرين ممثلا من مجموع 280 ممثلا في مجلس الشورى الإيراني. ولا شك أنه عدد قليل جدا بالنسبة إلى عدد أهل السنة، فالتقدير الحقيقي بالنسبة إلى عدد أهل السنة أن يكون لهم أكثر من أربعين ممثلا في المجلس، والسبب في تقليل عدد ممثلي أهل السنة أن مجلس صيانة الدستور في الغالب يرفض صلاحية معظم المرشحين من أهل السنة من ذوي الخبرة والصلاحية.
وفي حوار أجرته جريدة الشرق الأوسط بتاريخ 6 يناير 2010 مع الشيخ عبد الحميد الزهي المرجع الديني لأهل السنة في إيران قال: (أن النظام الجديد قام في بعض القضايا العمرانية ومجالات التطوير المدني مدة ثلاثين سنة من عمرها بشكل متساو بين جميع المواطنين، وقام بتقديم خدمات رفاهية بطريقة مساوية في جميع المناطق حسب الطاقة، وليس لأهل السنة قلق خاص في هذه المجالات. ولكن القضية المهمة التي أقلقت أهل السنة هي التمييز في التوظيفات في المناصب الرسمية والرئيسية وتوليتهم مثل هذه المناصب. فقد نص دستور البلاد أن المذهب الرسمي هو الشيعي الجعفري الاثنا عشري ويجب أن يكون رئيس الجمهور من الشيعة، لأجل ذلك لا يستطيع أبناء السنة الترشح للرئاسة في أيام الانتخابات الرئاسية.)

دخول التشيع إيران

تاريخياً كان أهل السنة الأكثرية في إيران، وكان الشيعة أقلية، محصورة في بعض المدن الإيرانية، مثل قم، وقاشان، ونيسابور، ولما وصل الشاه إسماعيل الصفوي إلى الحكم سنة 907 هـ أجبر أهل السنة على التشيع وأشاع التشيع في إيران (كرد فعل للدولة العثمانية السنية) وفي عصره ثبتت أركانه ،وتزايد عدد الشيعة بتقادم السنين فانتشر المذهب الشيعي بالتدريج في وسط إيران بينما بقي أهل السنة في الأطراف.

من سنة 1500إلى سنة 1502 غزا إسماعيل الأول تبريز،أذربيجان وأرمينيا. كرس عقد كامل من الزمن من أجل تعزيز سيطرته على إيران حيث كان الفارسيون ما زالوا يدينون بالمذهب السني. انتشر جيش إسماعيل الأول في المناطق الوسطى سنة 1504 ثم سيطر على جنوب غرب إيران بين سنة 1505 و1508 ثم سيطر على خراسان الكبرى ومدينة هرات في 1510. تأسست سلالة الصفويين في البداية على قاعدتين الأولى كانت المذهب الشيعي والثانية العرق الفارسي وكان إسماعيل أكثر تأثيرا على الأول من الثاني وعرف عن حقده على أهل السنة وأنه ليس له حدود منذ سقوط الدولة الفاطمية الشيعية في مصر في سنة 1171 وهو يهدف إلى إنهاء الاعتقاد بالمذهب السني ولذلك فإن الخيار لغالبية الفرس كان إما اعتناق المذهب الشيعي أو الموت ،واستطاع في الأراضي التي سيطر عليها أن يحول أهلها من المذهب السني إلى المذهب الشيعي.وقد اتبع أساليب عدة لتحويل المذهب:

1-إنشاء مكتب يكون مسئولاً عن الإشراف على المؤسسات الدينية والأوقاف بغية تحويل إيران إلى المذهب الشيعي الإثني عشري .

2-تدمير مساجد السنة وإجبار الخطباء في جميع المساجد على شتم الخلفاء الراشدين الثلاثة أبو بكر الصديق، عمر بن الخطاب، عثمان بن عفان ،والذين يعتبرهم مغتصبون لحق الخلافة من علي بن أبي طالب كما سلب جميع ممتلكات السنة وتم توجيهها لتطوير العتبات الشيعية والمؤسسات الدينية كما تم استضافة العلماء الشيعة ليحلوا مكان علماء الدين السنة وأباح دم أهل السنة و أمر أن تدمر وتدنس المقابر والمساجد السنية، كما اضطهد وسجن وأعدم المقاومون السنيون بعناد .

3-مع إقامة حكم صفوي كان يتم الاحتفال بعيد الغدير في 18 ذي الحجة والذي من وجهة نظرهم نصب رسول الإسلام محمد ابن عمه علي بن أبي طالب إماما من بعده كما يتم الاحتفال في 9 ربيع الأول بمقتل الخليفة عمر بن الخطاب وذلك بصنع دمية على شكل عمر ثم يتم لعنها وطعنها وإهانتها ثم إحراقها. مع تحسن العلاقات بين إيران والدول العربية فإن الأولى قررت عدم الاحتفال رسميا بمقتل عمر ولكن على الصعيد الشعبي ما زال يتم الاحتفال

4-في سنة 1501 دعا إسماعيل الأول جميع الشيعة الذين يعيشون خارج إيران للعيش في إيران من التأكيد على حمايتهم من الأغلبية السنية. كما استقدم العديد من علماء الشيعة العرب (من لبنان خاصة) لتشييع إيران، وفي طليعتهم الشيخ نور الدين الكركي (نسبة إلى كرك نوح في البقاع..)، حيث قام هذا الأخير بمهمة شيخ الإسلام في أصفهان.

وبالتالي فإن أغلبية الفرس قرروا التحول إلى المذهب الشيعي بنهاية الدولة الصفوية سنة 1722 .

أما من وجهة نظر الشيعة فإنه لا يوجد مرحلة تشيع منفصلة عن مرحلة دخول الإسلام إلى إيران ، بل يُقرن التشيع بدخول الإسلام إلى إيران ، والتشيع فيها قديم قِدم الإسلام ،حيث أن الفرس دخلوا في الإسلام كدخول سائر الشعوب ، والعلة في الجميع واحدة أو متقاربة ، وحاصلها : أنهم وقفوا على أن في هذه الشريعة الغراء من سمات العدل والمساواة ، ورفض التمييز العنصري ، والنظام الطبقي ، وأن الناس فيه كأسنان المشط لا فضل لأعجمي على عربي ولا لعربي على أعجمي إلا بالتقوى ، وكانت الثورة الإسلامية تحمل يوم تفجرها رايات العدل العظيمة ، فكان ذلك هو الدافع المهم للشعوب للدخول في الإسلام ، والانضواء تحت رايته ، من غير فرق بين قوم دون قوم وشعب دون شعب .

وإن نسبة التشيع إلى الفارسية إنما نشأت في عصور متأخرة ليس إلا ولأسباب وظروف سياسية خاصة أهمها: أنّ الفرس لما كانوا غير مرغوبين من قبل العرب ولما كان الشيعة فئة معارضة للحكم طيلة العهود الثلاثة الصدر الأول والأموي والعباسي، وكوجه من وجوه محاصرة التشيع أرادوا رمي التشيع بما هو مكروه عند العرب.

وحول نفي الفارسية عن التشيع (أي أنه ليس من اختراعهم كمذهب) يقول الشيخ الشيعي مرتضى مطهري مصححاً هذه الصورة: "إنما تحتمل هذه التهمة فيما إذا كان الشيعة إيرانيين فقط، أو كانت الفرقة الأولى من الشيعة فارسية على الأقل، أو كان الذين أسلموا من الفرس أو أكثرهم - على الأقل - اختاروا مذهب التشيّع من أول الأمر.. بل نرى أن أكثر العلماء المسلمين الإيرانيين في التفسير والحديث والكلام والأدب من السنة لا الشيعة.. وأن هذا الأمر استمر بهم إلى ما قبل الصفوية".

واختلف المستشرقون في أصل التشيع في جذوره الأولى إلى الفرس

يقول المستشرق الألماني آدم متز في كتابه (الحضارة الإسلامية ): إن مذهب الشيعة ، ليس - كما يعتقد البعض - رد فعل من جانب الروح الإيرانية يخالف الإسلام ، فقد كانت جزيرة العرب شيعية كلها ، عدا المدن الكبرى - مثل مكة وصنعاء - وكان للشيعة غلبة في بعض المدن أيضا " - مثل عمان وهجر وصعدة - أما إيران فكانت كلها سنة ماعدا قم .

وأيضاً يقول المستشرق الهنغاري جولد تسيهر في كتابه (العقيدة والشريعة): إنه من الخطأ القول بأن التشيع في منشئه ومراحل نموه ، يمثل الأثر التعديلي الذي أحدثته أفكار الأمم الإيرانية في الإسلام - بعد أن اعتنقته ، أو خضعت لسلطانه عن طريق الفتح والدعوة وهذا الوهم الشائع مبني على سوء فهم للحوادث التاريخية ، فالحركة العلوية نشأت في أرض عربية بحتة.

أما (يوليوس فلهاوزن) الباحث التوراتي والمستشرق الألماني فيقول في كتابه (الخوارج والشيعة ) رداً على المستشرق الهولندي (رينهارت دوزي) الذي زعم أن التشيع كمذهب ديني ، إنما هو إيراني الأصل - أما أن آراء الشيعة كانت تلائم الإيرانيين ، فهذا أمر لا سبيل إلى الشك ، أما كون هذه الآراء قد انبعثت من الإيرانيين فليست تلك الملائمة دليلا " عليه ، بل إن الروايات التاريخية إنما تقول بعكس ذلك ، إذ تقول : إن التشيع الواضح الصريح إنما كان قائما " أولا " في الدوائر العربية ، ثم انتقل منها إلى الموالي.

السنة قبل الثورة

كان السنة في زمن الشاه يتمتعون بحرية البيان في عقيدتهم ، ومزاولة جميع النشاطات من بناء المساجد والمدارس وإلقاء المحاضرات، وطباعة الكتب في خارج البلاد ،ولكن في نطاق المذهب .وكان محذورا وممنوعا باتا التعرض من الشيعة لمذهب السنة أو السنة للشيعة. كما كان أهل السنة يتمتعون بالأمن والأمان في أموالهم ، وأعراضهم، ودماءهم قبل الثورة.

ولكن الباحث (علي لافي) ذكر في دراسته (أهل السنة والجماعة في إيران قبل ثورة الخميني):أن المراقبين يختلفون في المقارنة بين مرحلة الشاه محمد رضا وما بعد الثورة في وضعية أهل السنة وموقعهم السياسي والثقافي ،فالمرجع الديني لسنة إيران الشيخ عبد الحميد الزهي يؤكد انه (قبل الثورة ، نظراً إلى النظام السائد آنذاك...كان لا يهمه إلا قضية السلطة والمحافظة عليها ،لأجل ذلك ما كانوا يرون فرقاً بين الشيعة والسنة ،ولم يكن للمذهب دور مؤثر في التوظيف،وتفويض المناصب ..كما كان هناك توظيف لأبناء السنة في الشرطة وقوات الجيش في مناصب عالية ) بينما يرى آخرون أن محمد رضا بهلوي كان معادياً للإسلام بغض النظر عن موقفه ولهذا ضيق على أهل السنة.

ويقول (علي الحسيني) في دراسته (سنة إيران :دراسة سوسيوسياسية في أحوال تشكل الوعي الجماعي للطائفة): إن أهل السنة في إيران ،واجهوا التمييز في ظل نظام الشاه من منطلقات عرقية ،لأن أهل السنة بصفة عامة هم من الشعوب غير الفارسية ولذلك عاشوا مواطنين من الدرجة الثانية،وهذه الأوضاع دفعت زعيمهم الروحي الشيخ أحمد مفتي زادة للاتفاق مع عبد العزيز البلوشي وهو زعيم سني أيضاً بتأسيس مجلس لشورى أهل السنة عرف باسم (شمس) للمطالبة بحقوقهم

السنة بعد الثورة

أما أوضاعهم بعد الثورة فمع مشاركة السنة في الثورة ،ورغم الوعود التي أطلقاها الخميني لهم إلا أنه اتضح أن سياسة التمييز ضدهم ضلت قائمة وربما أخذت بُعداً قانونياً عندما اشترط الدستور شيعية الرئيس والمواقع المتقدمة ،وبدأ بعض أهل السنة يشتكون من بعض الممارسات من قبل السلطات ضدهم ، منها:

1-إغلاق أماكن الصلاة في المناطق ذات الأغلبية الشيعية ومنع إقامة الجمعة وصلاة العيد فيها واعتقال أئمة الجماعة.

2-إبطال بطاقات الهوية لكثير من أبناء القبائل البلوشية وطردهم من البلاد بسبب انضمامهم لجماعات معادية للنظام.

3-المصير المجهول لعشرات الأشخاص من أهالي المناطق السنية .

4 -احتجاز جوازات السفر لبعض علماء السنة وفرض حظر السفر عليهم.

5-تشكو الطائفة السنية من قلة الساعات الممنوحة لهم في وسائل الإعلام الرسمية، ففي منطقة بلوشستان على سبيل المثال تمنح ساعة واحدة لهم يخصص معظمها للحديث عن منجزات الثورة والحكومة، وليس لمناقشة قضاياهم ومشاكلهم المهمة.

وقد طالبت جماعة (الدعوة والإصلاح) السنية في إيران والتي تأسست عام 1997 وهي الحركة الوحيدة التي تعمل بشكل علني-بتنفيذ المادة 15 من الدستور التي تنص على وجوب تدريس لغات القوميات -التي تمثل أقلية في البلاد-في مختلف المراحل التعليمية،وعدم حرمان أهل السنة من استلام الحقائب الوزارية وإعمال التنمية والتوسعة الثقافية في مناطق أهل السنة،ومنح التراخيص لإصدار النشرات ،ورفع الرقابة عن الكتب الخاصة بهم ،وتفويض شؤون الأوقاف السنية لهم.

ولكن رئيس هيئة العلماء السُنة في إيران الشيخ عبد الرزاق البخاري نفى في حوار مع جريدة الوطن الكويتية بتاريخ 3/5/2007 أن يكون السنة في إيران مضطهدين، مؤكداً بأنهم يعيشون جنباً إلى جنب مع الشيعة في ظل من العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات، موضحا بان السنة لديهم أكثر من 250 مسجداً إضافة إلى مراكز دينية وحوزات علمية مناهجها تطابق المناهج الدراسية في الأزهر الشريف والمدينة المنورة وسورية.

ورداً على سؤال كيف ترى وضع المسلمين سنة وشيعة بعد قيام الثورة الإسلامية في إيران؟ قال: (هناك الكثير من الايجابيات بعد انتصار الثورة الإسلامية، فقد ذابت الخلافات التي كانت بين السُنة والشيعة خلال حكم الشاه، ولكن بعد انتصار الثورة الإسلامية أعلن السيد الخميني في كافة الصحف بان المسلمين سُنة وشيعة جميعهم إخوة متساوون في الحقوق والواجبات، ومنع اهانة البعض معتبراً أن من يقوم بهذا العمل ليس سنيا ولا شيعيا، حيث أن الأمة الإسلامية تجتمع على كلمة التوحيد والشهادتين «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، وان من دخل الإسلام ونطق الشهادتين فقد عصم نفسه وعرضه وماله وجميعهم أخوة في الإسلام ويجب عليهم التآلف والمحبة وفقاً لما جاء في القرآن الكريم وكذلك الأحاديث النبوية الشريفة)

بوشهر (الأحواز)
تقع جنوب إيران على الخليج العربي ،وتعد حالياً جزء من إقليم الأحواز ،يصل إجمالي عدد سكانها إلى 0.886 مليون نسمة .

ويسمى الأحواز أيضاً ب (عربستان ) و(خوزستان) وهي منطقة ذات أغلبية عربية في إيران ،ظل إقليم الأحواز منذ عام 637 إلى 1258 بعد ما قام (أبو موسى الأشعري رضي الله عنه) بفتحه ،تحت حكم الخلافة الإسلامية وتابعاً لولاية البصرة حتى الغزو المغولي ،ثم نشأت الدولة المشعشعية العربية 1724 في الوقت الذي لم يكن فيه للفرس أي جود سياسي،ثم قامت (إمارة بني كعب) واعترفت الدولتان الصفوية والعثمانية باستقلالها.

وتضم مدنا عربية عريقة، كالأحواز والمحمرة وعبدان والحويزة. وكانت هذه المنطقة تشكل إمارة عربية موحدة، آخر أمرائها هو الشيخ خزغل الكعبي. وقد تم احتلالها من قبل الفرس عام 925م، أثناء حكم رضا خان، والد شاه إيران الذي أطاحت به الثورة.

ورغم محاولة الحكومات الإيرانية المختلفة تفريس هذه المنطقة، من خلال حرمان أهلها من تعلم لغتهم، وتشجيع الاستيطان الفارسي من داخل إيران إلى المحمرة، فقد تمسك أهلها بهويتهم العربية، وظلوا يطالبون بحقوقهم الثقافية والقومية.

كان سكان بوشهر خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر من العرب الذين انتقلوا من الجزيرة العربية إلى هذه المنطقة في بر فارس ،ويدين معظم العرب فيها بمذهب أهل السنة والجماعة ،وقد تعرضت لمحاولات نشر المذهب الشيعي فيها عندما قدم أحد علماء البحرين إليها عام 1216 هجري .

تتواجد في جنوب المدينة محطة كهرباء بوشهر النووية ،ويوجد فيها مسجدان لأهل السنة ،وأكثر من مائة مسجد في مختلف أنحائها.

ويوجد فيها منظمات مناهضة للحكومة الإيرانية تسعى لتحرير الأحواز مما تعتبره احتلالاً لها من قبل إيران ،ك (المنظمة الإسلامية السنية الأحوازية) التي تأسست عام 2001 بشكل سري ،و(المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز-حزم) التي أعلنت انبثاقها عام 2010 و(الجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية) و(حركة النضال العربي لتحرير الأحواز) التي تأسست عام 1999 وبدأت عملها المسلح ضد السلطات الإيرانية عام 2005 .
ولهذا أقول دولة الأحواز العربية
دولة الأحواز العربية احتلها الفارسيون عام 1925م (إيران حاليا) وقد حضروا لذلك منذ الحرب العالمية الأولي وهم يهتمون ... عفوا أقصد يشغلون أنفسهم بالقضية الفلسطينية حتى تغفل الأنظار عن احتلالهم لدولة الأحواز العربية السنية وهم منذ سقوط دولتهم الساسانية المجوسية أيام الخلافة الإسلامية الراشدة اعتنقوا المذهب الشيعي وها هي نظرة عامة علي عقائدهم ونحلهم فهم من يومهم يكيدون للإسلام والمسلمين وتبدأ مع الفتنة أواخر الخلافة الإسلامية :
علاقة المجوس بالشيعة: فهي مؤامرة بدأها المجوس باغتيال الفاروق رضي الله عنه على يد أبى لؤلؤة المجوسي واستمروا في حربه حتى بعد وفاته لأنه طهر الأرض من ظلمهم وأطفأ بيوت نارهم 0
وعندما وقع الخلاف المشهور بين أمير المؤمنين على ابن أبي طالب ومعاوية بن أبى سفيان رضي الله عنهما كان هذا الخلاف فرصة العمر عند المجوس ،فأعلنوا أنهم شيعة على، والوقوف مع على رضي الله عنه حق ،لكنهم أرادوا إضعاف كلمة المسلمين،والدعوة لآل بيت رسول الله تجد رواجا خاصة عند العامة ،ومن ذا الذي لا يحب آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرادوا من وراء ذلك تحقيق الأهداف الآتية( ) :
1- عند المجوس لابد من وجود عائلة مقدسة تتولى شئون الدين ومنها يكون الحكام وسدنة بيوت النار ومن هذه العائلات:ميديا،المغان0
2- في تشيعهم لآل البيت إحياء لعقائد زرادشت ومانى ومزدك وكل الذى فعلوه استبدال المغان وميديا بآل البيت ،وقالوا للناس إن آل بيت رسول الله هم ظل الله فى أرضه وأئمتهم معصومون0
3- خدمة يزدجرد الساسانى حيث تزوج الحسين بن على رضى الله عنهما شهربانو ابنة يزدجرد ملك إيران فوقوفهم جانب الحسين رضى الله عنه نابع من عصبيتهم الساسانية ليزدجرد الساسانى
- الشيعة الغالية يشبهون المجوس و أصحاب الهياكل والأشخاص من الصابئة :
أ- عُلم أن أصحاب الهياكل والأشخاص هم المشركين من الصابئة فضلا عن بقية الصابئة منذ ظهور الإسلام ،وكما أورد :د/مانع الجهنى فى موسوعته فإن لدى الصابئة قسط وافر من الوثنية القديمة (ولا يقصد بهم أصحاب الروحانيات قبل الإسلام ) يتجلى فى تعظيم الكواكب والنجوم.
وهذه يا أخي بعض المراجع الهامة في العقيدة وكتب التاريخ و:التي رجعنا إليها علي الإجمال:
الحضارة الإسلامية للمستشرق الألماني آدم متز
العقيدة والشريعة للمستشرق الهنغاري جولد تسيهر
تاريخ البخاري للإمام البخاري
برنامج الاحواز المنسية الحلقة 103 و مشاركة السيد/ ابو شريف الاحوازي الامين العام للجبهة الديمقراطية الشعبية الاحوازية في هذه الحلقة
تاريخ ايران السياسي بين ثورتين (1906-1979)اسم المؤلف: امال السبكي
وهذه بعض مراجع العقدة الت أخذت منها بعض المعلومات:
- كتاب الفصل فى الملل والأهواء والنحل لابن حزم الأندلسى(ت 456ه)
- كتاب الملل والنحل للشهرستانى(ت548 ه)
- كتاب الفرق بين الفرق لعبد القاهر البغدادى .
- الموسوعة الميبسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة للدكتور مانع الجهني.
- وجاء دور المجوس; تأليف: عبدالله الغريب.

المصدر: ملتقى أهل الحديث

بواسطة : hashim
 2  0  2988
التعليقات ( 2 )

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    03-08-33 12:18 مساءً ابو فهد الشريف :
    بارك الله فيكم إدارة الموقع على هذا المجهود المبارك
    والتعريف بمعاناة أخواننا العرب السنة في الأحواز
    ونسأل الله أن يثبتهم وينصرهم ويكشف عنهم البلاء
  • #2
    02-04-34 01:10 صباحًا العنتري :
    [اشكر سيادتكم ....واليكم السؤال الاتي؛؛؛؛؛؛؛هل دخل او احتل الاستعمار...ماقبل الميلاد ومابعد الميلاد الى السودية او مكة؟؟؟.
-->