الحمدلله والصلاة والسلام على رسول وعلى آله وصحبه ومن والاه .
عندما عزمت على إعداد دراسة تاريخية وثائقية عن بني قومي الأشراف الحرث بدأت في البحث والقراءة والاطلاع على عدد كبير من المصادر والمراجع التاريخية بما فيها كتب الأنساب ،والوثائق والصكوك القديمة وشجرات الأنساب القديمة.
ومن بين كتب الأنساب الحديثة التي اطلعت عليها كتاب (كنز الأنساب ومجمع الآداب للشيخ حمد بن إبراهيم الحقيل ) في طبعته الرابعة عشر، وأثناء مطالعتي للكتاب وتصفحي لصفحاته تذكرت قول الخطيب البغدادي : \" من صنف فقد جعل عقله في طبق يعرضه على الناس \" وقول ابن المقفع : \" من وضع كتاباً فد استُهدف فإن أجاد فقد استُشرف، وإن أساء فقد استُقذف\" ، فقد وجدت في الكتاب أخطاء وخلط وتداخل في كثير من أنساب أشراف الحجاز عامة ، فقد وقع الخلط والتداخل في معلومات المؤلف في أسماء قبائل وفروع الأشراف التي وردت في ص219-220.
وكان الأمر ميسوراً لو عاد المؤلف إلى كتب أنساب الأشراف وكتب تاريخ مكة لأنه من المعلوم والشائع لدى أبناء الجزيرة العربية خاصة ولكل باحث في الأنساب أن أوثق الأنساب العربية أنساب أشراف الحجاز لعدة أسباب منها:
1- أهمية ومكانة النسب النبوي الشريف الطاهر.
2- السكنى والاستقرار في الحجاز.
3- تولي الإمارة في مكة لكثير من أجدادهم.
4- توالي وشهرة الأوقاف والأملاك للأجداد من الأمراء و حصرها في ذريتهم.
5- عادة التشجير \" إعداد مشجرات النسب \" المتوارثة بالتواتر نسلاً بعد نسل وجيلاً بعد جيل ، والتي تربطهم بجدهم الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.
6- ساهمت في ضبط أنسابهم كتب الأنساب والتاريخ والتراجم والرحلات والجغرافيا وصكوك الأملاك والأوقاف.
وعن بني قومي (الأشراف الحرث) فقد وجدت ما هو أشد:
1- فقد غفل المؤلف عن ذكر (الأشراف الحرث) أبناء الشريف محمد الحارث بن الشريف الحسن بن أبي نمي بمنطقة مكة.
2- وقع المؤلف في خطأ فاحش حيث نَسَبَ معظم فروع قبيلة شمر الطائية القحطانية إلى الشريف محمد الحارث الذي توفي قُبيل منتصف القرن الحادي عشر الهجري ..ص202-203.
مما يشير إلى خلل واضح واضطراب في معلومات المؤلف ،فلم تشر كتب الأنساب عامة وكتب أنساب شمر-بحسب ما اطلعت عليه- إلى هذه النسبة ، وإنما هناك نسبة مشابهة تذكرها بعض كتب أنساب شمر هي أقرب للصواب فبعض فروع شمر تنسب إلى محمد بن الحريث ابن زيد الخير ابن عم حاتم بن سعد الطائي ،وكتب التاريخ تذكر أن لزيد الخير ولدان هما مكنف وحريث وقد اشتركا إلى جانب الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه في حروب الردة. ولمزيد اطلاع في هذا الشأن : (أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري، آل الجربا في التاريخ والأدب، الطبعة الأولى ، 1403هـ-1983م ، دار اليمامة، الرياض ، محمد الخالد الشرعبي العنزي: البادية بين عراقة الماضي وأصالة الحاضر و ما تيسر من أخبار قبائل عنزة ويام وشمر،1996م، مطبعة : الكاتب العربي، دمشق، الجزء الثاني).
ولعل مرد الأخطاء والخلط في هذه النسبة إلى غزوات الشريف أحمد الحارث بن محمد الحارث وابنه محمد الحارث في نجد في النصف الثاني من القرن الحادي عشر الهجري ، وقد وضحت بشكل مفصل في كتابي (الاستشراف على تاريخ أبناء محمد الحارث الأشراف \" دراسة تاريخية وثائقية ) كل أحداث غزوات الشريف أحمد الحارث وابنه محمد الحارث من المصادر النجدية والمكية القديمة ، وصححت الأخطاء الشائعة حول هذه الغزوات .
ولتصحيح الأخطاء والخلط والتداخل في كتاب الشيخ الحقيل ؛ حاولت الاتصال بالمؤلف إلا أني لم أوفق ، فتوصلت لعنوان صاحب الدار الناشرة للكتاب وهو الأستاذ عبدالمحسن العلي ، وبعثت له خطاباً أوضحت فيه بعض هذه الأخطاء . ولم أكتف بذلك حتى توفر لي عنوان الباحث الأستاذ عبدالكريم بن حمد الحقيل فقمت بمراسلته، ووجدت منه مبادرة كريمة بخطاب بتاريخ 18/12/1425هـ، يفيد أنه حوّل ملاحظاتي إلى صاحب دار النشر السابق الذكر الذي وعده بعرضها على المؤلف.
لذا أرجو من المؤلف أو الدار الناشرة في حال رغبتهما في إعادة طبع الكتاب العودة في أنساب الأشراف إلى المراجع الموثوقة التالية:
1- قبائل الطائف وأشراف الحجاز، الشريف محمد بن منصور بن هاشم آل عبدالله آل سرور ، الطبعة الأولى ، 1401هـ.
2- تحقيق منية الطالب في نسب الأشراف الهواشم الأمراء بني الحسن بن علي بن أبي طالب، الشريف إبراهيم بن منصور الهاشمي، الطبعة الأولى، 1419هـ-1998م، مؤسسة الريان، بيروت.
3- الإشراف في معرفة المعتنين بتدوين أنساب الأشراف..، الشريف إبراهيم بن منصور الهاشمي ، الطبعة الأولى، 1421هـ-2000م، مؤسسة الريان، بيروت.
4- أخبار المحدث الفقيه أبي محمد عبدالله بت الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ،الشريف إبراهيم بن منصور الهاشمي الطبعة الأولى ، 1425هـ -2004م.
5-معجم أشراف الحجاز في بلاد الحرمين، الشريف أحمد ضياء بن محمد قللي العنقاوي الحسني، ثلاثة مجلدات ، الطبعة الأولى ، 1426هـ- 2005م ، مؤسسة الريان بيروت.
6- معجم قبائل الحجاز، عاتق بن غيث البلادي، الطبعة الثانية، 1403هـ ـ 1983م، دار مكة.
ختاماً: احتفظ بكامل التقدير والاحترام للشيخ حمد بن إبراهيم الحقيل وجهودهم العلمية ، وأسأل الله له التوفيق وحسن الختام.
كتبه: الشريف محمد بن حسين الحارثي
باحث تاريخي
ومشرف تربوي بتعليم العاصمة المقدسة
ويسعدني التواصل معكم
طبعا قسم سنجارة من شمر هم الذين ينسبون انفسهم للشريف محمد الحارث والبعض يقول محمد الحريث ابن زيد الخير فلو عملنا مقارنه بسيطه بين تاريخ وفاة المحمدين تجد ان تاريخ سنجاره لايتجاوز الاربع مئة عام وهو متوافق مع عصر محمد الحارث الشريف