• ×

ترجمة جديدة للسلطان أجود بن زامل

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط

ترجمة جديدة للسلطان أجود بن زامل

لا تزال المطابع تدفع بالجديد من كتب التراث المحققة ، ففي كل حين نرى كتباً جديدة في كافة فنون العلم ، ومن بينها كتب علم التاريخ ، فقد قام الأستاذ الدكتور عمر بن عبدالسلام تدمري الطرابلسي اللبناني أستاذ علم التاريخ في الجامعة اللبنانية ، بتحقيق كتابٍ نادر في تراجم أهل القرن التاسع الهجري و أول العاشر ، اسمه " المَجْمع المُفَنّن بالمُعْجَم المُعَنْوَن " وتعود ندرة هذا الكتاب أنه ليس له في العالم إلا نسخة مخطوطة وحيدة محفوظة في مكتبة بلدية الإسكندرية بمصر تحت الرقم (85) ، بالإضافة إلى أن مؤلف الكتاب انفرد بذكر ترجمة أكثر من 700 شخصية لم يذكرها شمس الدين السخاوي (ت902هـ) في كتــــــابه العــظيم "الضوء اللامع لأهل القرن التاسع" الذي يعتبره أهل العلم أوفى كتاب في تراجم أعيان أهل القرن التاسع الهجري وذلك لأنه شمل مساحةً كبيرة من العالم الإسلامي ، كما أن مؤلف الكتاب قد ترجم في كتابه لأكثر من ثلاثين شخصية من أهل أول القرن العاشر الهجري .
أما مؤلف هذا الكتاب الذي نحن بصدد الكلام عنه فهو أبوالمكارم زين الدين عبدالباسط ابن الأمير خليل ابن الأمير شاهين الظاهري الملطي الحنفي ، ولد في ملطية ليلة الأحد 11 من شهر رجب سنة 844هـ ، وتوفي بالقاهرة يوم الثلاثاء 15 من شهر ربيع الآخر سنة 920هـ ، وهو من أصول تترية وقد أشار المؤلف إلى ذلك عندما ترجم في كتابه هذا لجده شاهين ، والظاهري نسبة لأحد سلاطين المماليك يلقب بالظاهر وليس هو الظاهر بيبرس أول سلاطين المماليك .
لقد بدأ ابن شاهين تراجم كتابه من وفيات سنة 844هـ وهي سنة مولده إلى سنة 920هـ وهي سنة وفاته والنسخة الوحيدة لهذا الكتاب هي مسودة المؤلف حيث أنه كان يصحح ويضيف بها إلى سنة وفاته ، وقد ذكر المحقق أنه عانى كثيراً من قراءة المخطوط الذي طُمست بعض أوراقه ، وتداخل البعض الآخر ، وقد أخرجه في مجلدين في حُلةٍ قشيبة ، وقامت بنشره المكتبة العصرية ببيروت سنة 1432هـ / 2011م .
لم نكن نعلم قبل صدور هذا الكتاب أن أحدٍ من أهل العلم قد ترجم للسلطان أجود بن زامل الجبري سوى الحافظ السخاوي في كتابه "الضوء اللامع" ج1 ص190 ، بالإضافة إلى الإشارة المقتضبة عند السمهودي (ت911هـ) في كتابه " وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى " الذي لا أشك أنه (أي السمهودي) قد أسهب في ترجمة أجود بن زامل وذلك لأن الترجمة التي عند السخاوي للسلطان أجود إنما هي مستقاة من السمهودي كما صرح بذلك السخاوي ، بالإضافة إلى العلاقة الحميمة بين السلطان أجود وبين علي السمهودي المدني ، إلا أنه يجب أن يُعلم أن معظم كتب السمهودي قد احترقت في الحريق الكبير الذي أصاب المسجد النبوي في نهاية القرن التاسع الهجري ، حيث كان للسمهودي غرفة في المسجد يأوي إليها ويؤلف كتبه بها ويحتفظ بتلك الكتب في تلك الغرفة التي احترقت مع ما احترق من المسجد . ومن الذين أشاروا إلى السلطان أجود البحار العربي الشهير أحمد بن ماجد الركابي النجدي (ت بعد 906هـ) في كتابه " القواعد " . وها هو ابن شاهين الحنفي المصري ينضم إلى العلماء السابق ذكرهم فيترجم للسلطان أجود بن زامل ويسهب في ترجمته ، في المجلد الأول ص 338 و 339 ، ويتفرد بذكر شيء لم يذكره سابقوه ممن ترجم للسلطان أجود وذلك عندما قال : ويقال أن اسمه (محرز) ويلقب بالأجود ، ويقال : بل اسمه العلم ، كما نص ابن شاهين على صداقة أجود الحميمة مع صاحب مكة الذي لم يسمّه ، وهو بالطبع الشريف بركات بن حسن بن عجلان الذي كان معاصراً للسلطان أجود ، وأشار أيضاً إلى ولع السلطان أجود بتحصيل كتب الفقه المالكي وأنه من أهل العلم بذلك المذهب فلديه إلمام بفروع المذهب المالكي ، إلا أنه للأسف لم يذكر ابن شاهين سنة وفاة السلطان أجود وهو المعاصر له وربما يعود السبب إلى نأي ديار أجود عن المؤلف ابن شاهين وقد رجّح أكثر الباحثين وفاة السلطان أجود أنها كانت بعد سنة 911هـ حيث لم يحضر موسم حج تلك السنة وهو الذي كان لا يترك الحج في كل سنة ، وإليكم الترجمة بنصها كاملةً وهي الترجمة رقم 253 من المجلد الأول حيث قال ابن شاهين : " أجود بن زامل العُقيلي الجبري النجدي الأصل المالكي المعروف بابن جبر صاحب البحرين وعُمان والحسا والقطيف وما والى تلك البلاد من العراق ، يقال إن اسمه محرز ويلقب بالأجود ، ويقال : بل اسمه العَلَم ( أي أن اسمه أجود )، وهو من مشاهير ملوك تلك النواحي وله شهرة وصيت متّسع ويذكر بالكرم والأفضال والعطاء والنوال وعلو الهمة والمحاسن الجمة ، وبينه وبين صاحب مكة المشرفة الآن مودة وصداقة ، وحج غير ما مرة ، وجنده جند كثيف وله أخبار تطول ، مولده في رمضان سنة إحدى وعشرين وثمانمائة ، ونشأ على خير وديانة وصيت عليّ ، له انتساب بمذهب مالك بل يعرف بعض الفروع ولي بعد أخيه ( اسم أخيه سيف بن زامل ) واتسع ملكه بخيره ودينه وعفته وملك هرموز ( جزيرة في أسفل الخليج العربي ) مرة ، وهو مغرم بتحصيل كتب المالكية ، وقرر في قضاء بلاده بعض أهل السنة من الفقهاء ، بعد أن كانوا شيعة وأقام شعائر الدين والجمعة والجماعات ، وأكثر من الحج ، وجنوده وأتباعه الآف مؤلفة ، لهم الشجاعة وحسن الرأي بل هو من كرماء الملوك كثير العدل والإحسان " أ.هـ . ما بين قوسين ( ) هو إيضاحٌ مني وليس بالأصل .
رحم الله السلطان أجود (محرز) بن زامل بن حسين بن ناصر بن جبر المضاوي القيسي العامري العُقيلي من بني عامر بن صعصعة من هوازن من قيس عيلان من مضر من عدنان من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام .
ملاحظة : من أراد إيضاحات حول الرفع في نسب السلطان أجود فليراجع مشكوراً مقالي عن حفيده السلطان مقرن بن زامل بن أجود الذي نُشر في جريدة الرياض على هذا الرابط :
http://www.alriyadh.com/2006/09/22/article188430.html

وكتبه
أبوخالد علي بن سالم الصيخان
في 11/6/1433هـ

بواسطة : hashim
 2  1  11240
التعليقات ( 2 )

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    14-06-33 10:16 صباحًا محمد الغالبي :
    الأستاذ علي بن سالم الصيخان حفظه الله نشكرك على هذه المشاركة القيمة وبارك الله فيك ووفقك
  • #2
    27-06-33 06:24 مساءً أبو فهد الشريف :
    اشكرك استاذي على المقال الرائع
    ترجمة جديدة للسلطان أجود بن زامل
    وتقبل تحياتي
-->