• ×

القصيدة المنسوبة للشريف محمد بن عبدالمعين بن عون أمير مكه

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
القصيدة المنسوبة للشريف محمد بن عبدالمعين بن عون أمير مكه
لحامد محمد الشريف

يتداول بعض الناس ، سواءا في مجالسهم الخاصة أو من خلال المنتديات المنتشرة في الشبكة العنكبوتية ، قصيدة ينسبونها إلى أمير مكة الشريف محمد بن عون ، ويقولون أنه أنشدها بعد أن هزمته شمر في غزوة من غزواته التي جردها لإخضاع بعض القبائل إلى أن انتهى إلى قبيلة شمر وحصل له ما حصل حسب زعمهم . هذه القصيدة تختلف من راو إلى آخر ومن منتدى إلى منتدى آخر ، بالزيادة والنقصان ، وتكاد تتفق رواياتهم على أن الشريف محمد بن عون قال هذه القصيدة تقريبا في عام 1860 م عندما غزا شمر وذلك لتمهيد الطريق أمام قوات محمد علي باشا ، حيث غزا عدة قبائل معروفة منها قبيلة مطير ثم توجه إلى شمر واستمر قتاله لهم حوالي ثلاثة أشهر استفزعت فيها شمر ابناء عمومتهم من الأسلم وزوبع حيث انتهت المعركة لصالحهم وانهزم الشريف محمد بن عون وقال القصيدة التي تتغنى وتهتم بها شمّر إلى اليوم ، ولكنهم لا يتفقون على نص واحد ، حيث تختلف روايتهم لهذه القصيدة ، فبعضهم يجعل أبياتها 26 بيتا ، والبعض يرويها في 44 و 49 و50 بيتا . ونبدأ بنَص قال صاحبه أنه للشريف محمد بن عون بن الحارث بعد معركته مع شمّر حسب ما حفظه عن جده وذكر أن القصيدة حتى حدود 1403 كانت تروى على هذا النحو :


يامـن لعـيـنٍ للشـريـف محـمـد ..... تهلهـل دمعه وسط الـرأس حادر
جريت السرايا من الطايـف والحـرم ..... وصلـنـا وجلـنـا يم وادي الـدواسـر
وصلنـا على إبـن حميـد بالنير وانتـحـى..... أقـفـى وقفى عن لقانا مخاير
وصفقناهن باليسرى على الصقوروانتحوا .... اقفوا وعرفو به حمران النواظر
وجينا الديره اللي أسمها باسم أهلها .... كرام اللحى بايام حر المساعر
رجنا وروجنا بديار شمر ..... بديار مروين العدى بالشواطر
وفاضوا مع بيضا وفضنا وراهم ..... لجو والتجو في طمان المغاتر
بالقلعه اللي جعلها لساقي الحيى .... التلعه اللي كل حصوه جفادر
وجتنا السرايا بين متالع والحضن .... تسمع زغاريت البنات الجواهر
جتنا جحافلهم على ظهور ضمر ..... قب(ن) يشادي صرعهن كل نادر
إذا اقبلن مثل الشياهين للعلف .... وان ادبرن مثل اللقاح الصوادر
واتطاردن باللقف في حد موقق ..... وصارت علينا من كبار الكساير
صحنا وقلنا الخيل يا بيص فكنا ..... يابيص يا بيص الوغى يابن شاكر
رده عليهم بيص واحمر السما .... وصارت فروق الخيل مثل البواخر
تسمع حسيس سيوفهم في ظهورنا .... مثل نشيش المزن من نو ماطر
وتشوف جثي الخيل من حر ضربهم ..... مثل خشب سدر(ن) مع السيل حادر
عبده وزوبع لا تصافو بينهم ...... حريبهم ضاقت عليه المعابر
يا مكرمين الجار يا غش ضدهم ... وساع الطعون ومدركين التفاخر
يا مدلهين الخور بارض المخافه .... لا جا نهار(ن) فيه وارد وصادر
وردنا الحليفه تاركينن شيوخنا ..... فياض وحوشان ومقتفي الخيل ناصر
وتركنا سالم والزناتي عبدالله ..... والله عليمن بالخفى والظواهر
ملنا عليهم ميلتن من خطانا ..... وانا على ما قدر الله صابر
حلفت ماتي ديارهم عقب ما مضى ...... لما انتواجه عند رب المقادر
هذا كلام(ن) للشريف محمد ..... يذكر فعول(ن) ماضي(ن) له بوادر
وختامها صلو على سيد الملا .... عداد من أذن براس المناير

ويقول من أورد هذا النص انه بعد عام 1403 من الهجرة حصل للقصيدة الكثير من التغيير والزيادة حتى أن بعض الرواة سجلها على شريط وبعد عام سجلها على شريط آخر وقد زاد فيها عشرة أبيات ، ثم سجلها مرة أخرى وزاد فيها خمسة عشر بيتا عن سابقتها ، ويشير إلى أن شخصا معروف لديهم اسمه نايف الحواس الخمسان متوفي واجه هذا الشخص صاحب الاشرطة قبل وفاته وقال له "لماذا حُست قصيدة الشريف فقال أنا ما حستها ولكن سويت لها ديكورات بس "
وتحفل الشبكة العنكبوتية بالعديد من الروايات المختلفة لهذه القصيدة ، ونورد هنا أطول النصوص والذي يقول من أورده أنه أخذه عن ورقة مطبوعة بالآلة الكاتبة وجدت في مكتبة الملك حسين ملك الأردن يرحمه الله ونص القصيدة هو :

يا مل لعين(ن) للشريف محمد
دمعه تهلل من شف الراس حادر
غذينا الخيل من الفلا ليما أشتهن
من البر والحذا واللبس زين المصادر
وجرينا السبايا من الطايف والحرم
حلنا وحلينا بديار الدواسر
وهزنا أبن حميد وعنا تنحو
كره ملاقانا وسند النير ناير
وخذينا بوادي النير للصقور عزبه
صملان أهلها عقب البلال غادر
وجينا على بعض القباليل ودبحوا
أقفوا وعرفو بها حمران النواظر
وغرنا على طرشن للصويطات بالحفر
خلينا الحوض المليان حاير
وهزعناها باليسرا على ديار شمر
مادبر المولى على العبد صاير
أدلينا بالديرة اللي أسمها بسم أهلها
أكرام اللحى بيام حرالمساعر
ومناخنا لعبده تسعين ليله
غربي بزاخه لا سقتها القواطر
لو ندنا هوش السناعيس قطر
تقطير دغلوباً نشت عنه المغادر
هاضوا مع بيض وهضنا بأثرهم
ولاجوا بموقق وألتجوا بالبيادر
وجتنا الجحافل مع متالع والحضن
تسمع زغاريت البنات الجواهر
ومعهم لقتنا سربتن زوبعيه
يلاوي مصارع خيلها كل نادر
ليا أقبلوا كالصواقع بالسما
وإن صدروهن كالقاح الصوادر
السربة ما تناقل خيلهم
يردون حياض الموت ورد المخاطر
وعليهم من عيال الغفيلي سربه
وساع الطعون ومدركين المفاخر
وعليهن ذيب الخيل شايع يقودهم
ولهم مقامن بالجدود الأكاسر
ومعهم من موارث ثابت سربه
دكاتهم بالكون دكت عساكر
ما تشوف ضرب سيوفهم بظهورنا
مثل خطات المزن من نوع ماطر
حلو بتالينا وإنقاد سرحنا
ويدي بيص قطعاً بحد شاطر
صكوا علينا سربتين تذودنا
هذاك يوردها وهذاك شاهر
زوبع وعبدة لا تصافوا بينهم
عدوهم ضاقت عليه المعابر
صاحوا علينا صيحتن تنثر الدما
وخذو نوادي الخيل والعج ثاير
خذوا نوادي خيلنا واقرشو بنا
رحنا على الطوعات والكون عامر
الخيل بالفرسان قامت تذودنا
ومن دور العيلات هذاك خاسر
جونا على الطوعات عيال المحمد
من فوق طفقات المهار العنابر
يذودنا طلق اليمين محمد
يشعث بتالينا والعج ثاير
صاحوا علينا صيحتن ترمل النسا
يشيب به المالود وباقي التذاكر
علنا عليهم عيلتن من خطانا
وانا على ماقدر الله صابر
وتجاولنا بالجرع باطراف موقق
وصارت علينا من كبار الكساير
وقمنا ننخى كل قرمن مجرب
يالله ياقادر على كل قادر
وتشوف جدع الخيل منت ومنهم
هشيم طلحن جابه السيل حادر
قلت يابيص يابيص النيا احتم ربعنا
يابيص يافرز الوغى يابو شاكر
رده عليهم بيص واحمر السما
وغدت فروق الخيل مثل البواخر
ولاقاه قندح التجفيف وأعطبه
بشلفا تلطا بين الأضلاع شاطر
وتركنا بيص بريع المغنى
تمره القطعان ياقفت صوادر
ياصدرت من جو العويقرة تمرة
عشاة ليله كدرها بالأكادر
وردنا الحليفه تاركين شيوخنا
فياض وهوشان ومحتمي الخيل ناصر
وخلينا جبار والزناتي عبدالله
بالتلعة اللي حصاها جفادر
عفيه بني عمي وجادت رفاقتي
هل الشيمة العليا وساع البنادر
ردو علينا خيلنا عقب قوة
شيمة عرب من مدلهين القصاير
وخلاف ذا ياراكبن شيدهيه
كنه جمل عقب الأضراب فاتر
تلقى لربعي بني عمي هل الجود والصخا
اشراف لفروع القبايل مصادر
ان نشدوك عن حالنا عطهم الخبر
ترى حلات العلم ياتي مبادر
باسباب سرنا ثم غرنا وصارت كسيره
الراس من كثر الهواجيس سادر
جادوا بنا شمر بغيبت رفاقتي
هل الشيمة العليا وساع البنادر
عز الله اني ما انتويت حربهم
مار الله اللي قدر الأمر قادر
حلفت ماجي دارهم عقب مامضى
كود نتواجه عند رب المقادر
هذا كلامن للشريف محمد
يذكر افعولن ماضي له بوادر
هذا وصلينا على سيد البشر
عدد ماكبر بروس المنابر

وأوردها بعضهم كالتالي بعد أن أشار إلى أن هذا النص ألذي أورده تم الحصول عليه من احفاد /محمد الشريف ولايوجد بها زياده او نقصان وتم ارسالها من الاردن وعدد أبياتها 43 بيتا:


يقول محمد من حليات الالحان ==== فكرت بدنيا وانا منه ماهر

يامل عين للشريف محمد ==== دمعه تهلهل من شفا الرأس حادر

باسباب وقت غرنا ثم ضرنا ==== والبال من كثر الهواجيس صادر

وخلاف ذا ياراكبن عيديه ==== تشدا جمل من كثر الاضراب فادر

تلفي بني عمي هل الجود والصخا ==== اشراف لفروع القبائل مصادر

فن سايلو عن حالنا عطهم الخبر ==== ترا حلات العلم يأتي مبادر

وقل غذينا الخيل والفلأ بالكلأ ==== من البن والبر وزين المصادر

وجرينا السبايا ءمن الطايف والحرم ==== وحلنا وحلينا بوادي الدواسر

وهزنا بني حميد وعنا وانتحا ==== وقفا وسند النذير ناير

وخذينا بالنذير لصقور عزبه ==== وخلينا الحوض المليان حاير

ماتشوف وجيه رجالهم تطلب مالهم ==== دغاليب صيف نش عنها المغادر

وهزنا بعض القبايل عنا وانتحو ==== وعرفو بها حمران النواظر

وفاجينا سلطان السويطي بغاره ==== ولاهو عن تالي التوالي مبادر

وخذينا بوش السويطات على الحفر ==== وياما طاح في وسطهن كل شاطر

وهزنا بعض القبايل وللعراق انتحو ==== لياما شربنا من ديار المغاير

وردينا باليسرى على ديار شمر ==== وساع الصحون مدلهت كل فاطر

وجينا وجتنا سربة زوبعيه ==== قب يلاوي مصرعه كل نادر

وطاردنا بيض بسلفان موقق ==== وكد طيرت شخص المهار الاكادر

وفاضو مع الشعيب بيض وفضنا باثرهم ==== وفاضو والتجو بطمان المغادر

ومنهم نحيناهن على ديار عبده ==== وحنا وعبده بين وارد وصادر

ومناخنا لعبدة تسعين ليله ==== بالتلعه اللي حصاها جفادر

وجونا على الطفقات من كل جانب ==== من فوق طفقاة المهار العنابر

عليهن من عيال السناعيس غلمه ==== كوونا وانجضوا بحاميات المخاطر

سناعيس ضريرين بالهوش واللقا ==== بايمانهم دهم العروق السمادر

سناعيس ياما طوعو من قبيله ==== دكاتهم بالكون مثل العساكر

ياقيل عيس يشلعون المعادي ==== منهم بهيج ترك الملك حادر

ونخيت بيص يزهم الخيل عنا ==== وسناعيس وردو بالسيوف الشواطر

وان وردوهن كالشياهين خيلهم ==== وان دبرن مثل اللقاح الصوادر

ماتشوف ضرب سيوفهم بظهورنا ==== مثل جشاة المزن في نو ماطر

ماتشوف جدع خيلنا قدام خيلهم ==== هشيم طلح زته السيل حادر

ماتشوف جضع خلينا بوجيه خيلهم ==== يالله ياقادر على كل قادر

جونا السناعيس مع التلاع والحصن ==== تسمع زغاريت البني الجواهر

بالمعركه طاح منا ومنهم ==== كم كريم توطته صم الحوافر

رده عليهم بيص واحمر السماء ==== وغداء كز الخيل مثل البواخر

ورده علينا الطليعه واعطبن ==== شلفا تلضا بين الاضلاع شاطر

ياحيف ابو شاكر على الدار خلي ==== بركضات ذربين الرماح الشواطر

قل صارت علينا كسيره ==== ( بزاخه ) اللي لاسقتها القواطر

وردنا الحليفه تاركين شيوخنا ==== فياض وهوشان وحتمي الخيل ناصر

وجادو بنا شمر بغيبة رفاقتي ==== هل الشيمه والعليا وساع البنادر

يامكرمين الاماني ضدكم ==== اكرام اللحا بيام حر المساعر

وحلو بتالينا وتقادو سرحهم ==== ويدي بيص قطعن بيدي شاطر

وصاحو علينا صيحة تنثر الدما ==== وخذو نوادي الخيل هي العشاير

خذو نوادي خيلنا واقرشوبنا ==== ورحنا على الطوعات والكون عامر

وعلنا عليهم عيلة من خطانا ==== وانا على ماقدر الله صابر

والله اني مانويت حربهم ==== والله ياقادر على العبد قادر

حلفت ماجي دارهم عقب مامضى ==== والرأس من كثر الهواجيس حاير

هذا كلام للشريف محمد ==== يذكر بها من ماضيات القوادر



هذه النصوص نماذج لكل تلك القصائد ، وما يربط بينها جميعا هو ركاكة اسلوب القصيدة الشعري ، مبنى ومعنى ، والإختلاف والتباين الكبير في ألفاظ ومفردات القصيدة ، كما أن مطلع القصيدة مختلف عندهم ففي الوقت الذي يوردها بعضهم بالمطلع الذي أوردناه في القصائد أعلاه ، يوردها آخرون هكذا :
يقول محمد من حليات الالحان ..... فكرت بالدنيا وانا منه فاكر
ولا شك ان هناك الكثير من التساؤلات والوقفات والملاحظات على هذه القصيدة
ويمكن تلخيص ذلك في التالي :
اولا : لا جدال على فداحة خطأ من ينسب هذه القصيدة لأمير مكة الشريف محمد بن عبدالمعين بن عون ، وإن كان بعضهم تراجع عن هذا الخطأ ، لأن سيرة الشريف بن عون وتاريخه وغزواته كلها موثقة ومعروفة للقاصي والداني ، ناهيك عن تعارض تاريخ قول هذه القصيدة حسب رواتها عن تاريخ حياة الشريف محمد بن عون ، حيث يذكر الرواة أن هذه القصيدة قالها الشريف محمد بن عون عندما غزى شمّر في حدود عام 1860 ميلادي ، بينما وفاة الشريف محمد بن عون كانت في مارس 1858 للميلاد . كما أن شمّر كانت تدين بالولاء للشريف محمد بن عون
ثم حاول بعضهم بعد تأكدهم من انه ليس الشريف محمد بن عبدالمعين بن عون إلى القول تارة بأن قائل القصيدة هو الشريف محمد الحارث وتارة الشريف محمد بن بركات ، وانا اميل إلى انه الشريف محمد بن بركات المشعشعي لأنه كان بينه وبين شمر غارات وغزوات .
ثانيا : هذه القصيدة صيغت ببحر شعري غير مشهور في الحجاز ولا ينظمون على طرقه ، وهو أقرب ما يكون لشعر شمال الجزيرة وشعر عرب ايران في الأحواز وفي جنوب العراق سواء شعرشعراء الدوله المشعشعية أو الدولة الحمدانية بعدها ، ومعروف انه كانت هناك غارات لتلك القبائل على شمر وبينهم الكثير من الغزوات
ثالثا : القصيدة شابها الكثير من الركاكة وضعف الأسلوب وتباينه وكثير من الخلل في الوزن ، وكتابة ونطق بعض الكلمات ، ناهيك عن استخدامها مفردات لا تنتمي للحجاز الذي ينتمي إليه الشريف محمد بن عون ، وهي أقرب للهجة شمال الجزيرة العربية عن غربها .
رابعا : أن هذه القصيدة خضعت لعمليات تجميل وزيد فيها تقريبا الضعف ، وذلك لإبراز مآثر قبيلة شمر التي لا تحتاج لهكذا قصيدة أو لهكذا انتصار في غزوة من الغزوات لتأكيد اهمية وقوة قبيلتهم ، فهي قبيلة غنية عن التعريف بكل ما تمثله من اهمية في النسيج الوطني للمملكة شأنهم شأن بقية القبائل التي تمثل لبنات في بناء هذا الصرح العظيم .
خامسا : أغرب وأطرف ما في هذه القصيدة ، أن قائلها ، وهو الشريف محمد بن عون يصف تلك المعركة التي خسرها وكابد فيها ماكابد ، ولكن ما نلاحظه في القصيدة أنها تنبري بكل سذاجة لمدح قبائل شمر ، زوبع وعبده وانظروا إلى قوله :
وجتنا الجحافل مع متالع والحضن ****تسمع زغاريت البنات الجواهر
ومعهم لقتنا سربتن زوبعيه **** يلاوي مصارع خيلها كل نادر
ليا أقبلوا كالصواقع بالسما **** وإن صدروهن كالقاح الصوادر
السربة ما تناقل خيلهم ****يردون حياض الموت ورد المخاطر
وعليهم من عيال الغفيلي سربه ****وساع الطعون ومدركين المفاخر
وعليهن ذيب الخيل شايع يقودهم ****ولهم مقامن بالجدود الأكاسر
ومعهم من موارث ثابت سربه ****دكاتهم بالكون دكت عساكر
ما تشوف ضرب سيوفهم بظهورنا ****مثل خطات المزن من نوع ماطر


زوبع وعبدة لا تصافوا بينهم ****عدوهم ضاقت عليه المعابر
صاحوا علينا صيحتن تنثر الدما ****وخذو نوادي الخيل والعج ثاير
خذوا نوادي خيلنا واقرشو بنا ****رحنا على الطوعات والكون عامر
الخيل بالفرسان قامت تذودنا ****ومن دور العيلات هذاك خاسر
جونا على الطوعات عيال المحمد **** من فوق طفقات المهار العنابر
يذودنا طلق اليمين محمد **** يشعث بتالينا والعج ثاير
صاحوا علينا صيحتن ترمل النسا **** يشيب به المالود وباقي التذاكر

فهو هنا يصفهم بالسربة وانهم كالصواعق بالسما ، وينعتهم بعيال محمد وانه ماذا تصافوا تضيق على عدوهم المعابر إلى آخر ما جاء اعلاه ، من كلام على لسان شاعر يمجد من قام بهزيمته ، فالقصيدة فيها من الأبيات التي تظهر بما لا يدع مجالا للشك ان هناك من دس فيها ابيتا تمجد شمر وتعلي من شأنهم وشأن فرسانهم
سادسا : وردت في القصيدة اسماء غريبة ، ولا نجد لها مثيلا في اسماء اهل الحجاز مثل (بيص) الذي ذكروا انه عبد الشريف محمد وأحد فرسانه واسماه بعضهم ابو شاكر وبعضهم بيص بن شاكر ، وإسم (فياض) و(هوشان) و(الزناتي) .
نخلص من كل ما سبق إلى أن هذه القصيدة لم يكن الإلتفات لها ونقدها مهما نظرا ضعف اسلوبها وركاكتها وتضارب معلوماتها ، ولكن كان لا بد من ذلك لأن بعض ضعاف النفوس أخذ يغمز ويهمز جانب الاشراف من خلالها ، مع علمنا انهم قلة تحمل من الجهل اكثر مما تحمل من معرفة التاريخ والشعر والثقافة بشكل عام . ونختم هنا بإيراد أبيات من قصيدة الشريف محمد بن عون لإبراز اسلوب الشعر الحجازي وشعر الشريف نفسه الذي تعتبر قصيدته هذه من الغرر النوادر والتي تحمل من الشعر والحكمة الكثير والكثير جدا ، يقول الشريف محمد بن عون :
يالله يـا الّلـى كـل حـي يسألـك **** يـا واحـد كـل يخافـك ويرجيـك

ياقاسم أنـوال المـلا مـن نوالـك ****وقبضة نواصى الخلق كلّـه بياديـك

إتفـك عقـد إحبـال عبـد شكالـك**** مستبـرم حبلـه بعقـد الشّرابيـك

بعيد عن الدّانى دعـا والتجـا لـك **** يامن هو المالـك وحنّـا المماليـك

أرمـى بحالاتـى لذيـك التّهـالـك **** تفرج عن القلب الّذى فيـه تشكيـك

ما له من الحرفـات إلاّ الدعـا لـك **** والحيـل قصّـر والأيـادى مفاليـك

فيلا انقضى عسرى بحسن الرّضالك **** فاجعل لنا صبر على العسر يرضيـك

إلى ان يقول :
لا تعترض أمر القـدر فـي جدالـك ****ولا تحسب أن اللى مصيبك بيخطيـك

قسّمت أحضوض الخلق قسم السّوالك **** ومكتوب حظّك بالفتى فـي نواصيـك

جـفّ القلـم باللّـوح فيمـا ينالـك ****إمّـا سعيـد الحـظ ولاّ مشقـيـك

وأنا اشهد ان اللى قد كتب لك ينالـك ****يالعبد ربـك باسـم حظّـك يناديـك

كـل بتقديـر الولـى طـاب فالـك ****إصبر علـى مـا قـدّر الله يأتيـك

وهي معروفة ومشهورة عند كل الناس ، رحم الله الشريف محمد وموتى المسلمين جميعا وسامح من أراد ان يلوث تاريخه بهذه القصيدة الركيكة الشاذه .



بواسطة : hashim
 4  0  33180
التعليقات ( 5 )

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    25-04-33 01:54 مساءً ابو وجود الشريف :
    سلمت أناملك حامد محمد الشريف ودمت لنا معلومات وافرة وقيمة زودتنا بها جزاك الله خير ورحم الله الشريف محمد بن عبدالمعين بن عون
  • #2
    26-04-33 02:42 صباحًا ابو علي الشنبري :
    بارك الله فيك وشكراً لك على هذا البحث القيم
  • #3
    06-08-34 02:19 صباحًا فيصل الشمري :
    الضلعان باسماءالذين قتلوا الى الان موجوده في موقق والله صحيح اخي الكريم طبعا" الشيوخ والفرسان الطيبين امثال الاشراف وغيرهم من القبائل يذكر طيب وشجاعة عدوا نزاهتن من الشاعر لعلمك الديره اللي اسمها باسم اهلها شرق حايل ديار الاسلم من شمر لان الشريف الله يرحمه كان جاي من شرق بعد هزيمة الفبائل ومن ثم عبده مناخهم 90 يوم ومن ثم سنجاره (زوبع) في غرب اجاء يعني غرب حائل حيث كانت كسيرة وهزم الشريف محمد الحارث على يدهم نعم هذا الصحيح والضلعان والاوديه اللتي حول موقق لازالت الى ساعتك الساعه بسمائهم الشريف شجاع وغني ولا هي منقصه من حقه الهزيمه ولكن القصيده فيها تحريف نعم لانه لم يذكر فرع من عبده ولامن سنجاره قط بل قال
    مناخنا عبده تسعين ليله الى انا قال وجتنا الجحافل من متالع والحضن او كما قال جتنا سربة زوبعيه ومتالع والحضن ضلعان سنجاره وموجوده الى الان ومتالع كان سابقا للفضول من بني لام واعطوها لاحد بناخيهم من سنجاره وتسمى سابقا الغوطه وقال الشريف ايضا
    عشتوا عيال عمي وجادت رفاقتي وعيال عمه كما يقال سنجاره لان جد سنجاره هو محمد الحارث الشريف من النايف ويسمى نعير والله اعلم
  • #4
    22-04-35 11:11 مساءً سالم الشمري :
    عندما وجدت أن من أركان تشكك هو مدح إبن عون لقبيلة شمٌر ، تأكدت أن بينك وبين البحث العلمي سنوات ضوئية - فلو كنت عالماً بأبجديات أحوال العرب وأكوانهم وسجالاتهم الشعرية لوجدتهم يثنون على أخصامهم بكل أريحية ، كما يفعلوا ذلك مع رجالات قبائلهم.
    على أي حال قبيلة شمٌر كسرت كل من حاول غزوها ، فهي قبيلة لا تعتدي على أحد ، ومن يحاول ذلك تسحقه ليكون أمثولةً أبد الدهر .
  • #5
    14-03-36 08:11 مساءً مدلول الشمري :
    ممكن تكمل القصيده وسببها ومتى قالها الشريف رحمه الله
    ثاني
    انت اختصرت القصيده وهذا ليس من امانة النقل انت جالس ترد اقوال يجب عليك احضار القصيده كامله
    مع شكري وتقديري لجنابك الكريم
-->