سيرة العلم الشريف محمد بن هاشم الهاشمي الأمير رحمه الله
لشويعرة الهواشم الأمراء
بسم الله الرحمن الرحيم
لشويعرة الهواشم الأمراء
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .
سأتناول في هذه الأسطر لمحة عن سليل من سلالة النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم سليل قبض في يمناه مهجة العز وفي يسراه قصائد المجد حتى توارى جثمناه تحت الثرى, رجل مازالت غصة فضله خنجر في حناجر المتفضل عليهم من لئام النفوس , وورد فواح في نفوس الكرام , جائر المستجير ومفرح قلب المحتاج الكسير, راحم الصغير ذو مكانة بين جيله كالقمر المنير بل كالنجم كان مرجعاً للباحثين ودليل , لعيونه فصول فنظرة الجد تهيب كصقيل سيف مسلول, ونظرة حنان تسكن الأمن في القلب المذعور ,ونظرة شوق لسيد الخلق لا تفارق تلك العيون, ونظرة وفاء مازالت تسطرها ألسنة العالمين لتكون ضمن سطور التاريخ كفارسٍ يصول ويجول , رجل بعد رحيله شمس المفاخر كاسفه وأرض الكرم جادبة ,ليث علم شبله لا تقل هذا أبي بل هذا أنا وأجادوا أشباله فهم الدرس ولمعناه حققوا , رجل بعد رحيله بات النهار في عيون أحبابه أسود , والليل بارد يرجف ُ.
هو الشريف محمد بن هاشم بن محمد الهاشمي الأمير
الشهير : بـ ابن هاشم .
مولده ونشأته :
مسقط رأسه كان في أرض الحجاز بمدينةِ جده خاتم الأنبياء والمرسلين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم بمكة المكرمة عام 1348هـ ,رباه والده تربية قاسية لم يضع ملعقة ذهب في فمه مما جعلت منه تلك التربية ذاك الرجل الذي يقهر الظروف ويجيد جلب قوته ببراعة وينام لاطالباً ولا مطلوب ,أشتهر بقوة ساعديه فقد ضرب بهم في الأرض ضرباً حتى باتت كسواعد عشرة من أقرانه سريع البديهة محنك يأسر الجالسين بسحر قوله وبراعة منطقه فيه من الذكاء والدهاء قدر لا يمكن مجاراته عالي الهمة مصيب للأهداف ملماً بالأنساب والأخبار والسير علم نفسه تعليماً ذاتياً حتى بات يدعم قوله بآيةٍ وحديثٍ ومثلٍ وشعر , ذو رأي سديد ومبدأ شديد , يقربه كبار القوم في مجالسهم مستشاراً أميناً , مقداماً لايخشى في الله لومة لائم , كان محسن الظن بالجميع حتى أبتلع حقوقه أصحاب الضمائر الميته رغم ذلك كان ذا الصفح والعفو يرجو أن يكتب من الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس ,كان لايهمه أن يكون في صدارة المجالس فحيث يجلس تصبح صدارة المجلس , غزير الدمع ودائمه من فرط حنانه ورقة قلبه , مجيد للفكاهة يرسم الإبتسامة على الوجه القريب التعيس فيفرحه وفي قلب الغريب فيجذبه , تمنته النساء لهن حليلات من ذكر مراجله , كان أحمر العينين إذا سار بشوارع حيه في شبابه خلت له مهابةً وتجنُبا , توفي والده وترك له 4 إخوة وأختان إضافةً لابنائه فرعاهم وأحسن رعايتهم حتى شبوا رجالاً يُؤتى على ذكرهم ,له معارف من كبار القوم , في الأعياد يقصده الكبير ويترقب كرمه الصغير , يقصده أقاربه لحل النزاع بينهم فكان يفتح قلبه لهم كفتحه لباب بيته , لم يتنازل عن مرحه ولعبه مع أصدقائه المقربين حتى في آخر أعوام له على وجه هذه الأرض , كانت تتمايل الأشجار في فناء منزله فرحاً بطلته بل وتترقب الأزهار شربة ماء من يده الكريمة , حافظ على صلاة الجماعة في بيت الله الحرام رغم بعد سكنه عنه, كان يختم كتاب الله مرة أو مرتين في الشهر الواحد حتى تكالبه عليه الأمراض فألتزم مسجده الصغير الذي بالقرب من منزله مؤذناً وتارةً إماما يقيم الليل ,ويفرح الصبح ببسمته , ويثير أركان بيته بنشاطه وحيوته , ثم مالبث حتى تكالبت عليه الهموم فسقط طريح الفراش يتقلب على سرير المواجع يتنفس الألم فتعب الجسد إثر ذلك حتى أخذ الله أمانته بعد مرض لم يطل كثيراً في أحد مستشفيات مكة المكرمة يوم الأحد الموافق 1429/5/6.
نسائه :
تزوج ثلاث نسوة أنجب من الأولى بنت ثم طلقها وأخذ أختها وأنجب منها ولد وبنت توفي الولد رحمة الله عليه في سن مبكر ثم طلقها أيضاً وتزوج الثالثة التي أبقى عليها حتى رحل عن هذه الدنيا وقد أنجب منها 4 ذكورة و3 إناث .
ابنائه :
له أربعة من الابناء هم :
1- خليفة أبيه أبو محمد: الهاشمي الشريف منصور بن محمد بن هاشم
2- ومفسر الرؤى الشاعر : الشريف ياسر بن محمد بن هاشم الهاشمي الأمير
3- طالب العلم : الشريف هاشم بن محمد بن هاشم الهاشمي الأمير .
4- والبار ساعد أبيه: الشريف درويش بن محمد بن هاشم الهاشمي الأمير .
أسفاره :
كان محباً للسفر لم يمضِ عام إلا وقد عقد فيه العزم للسفر , سافر بضع مرات بمفرده , وبضع مرات مع أصدقائه , وكثيراً مع عائلته كان يحقق معنى المتعة في أسفاره .. سافر لبلدان عدة منها أم الدنيا مصر , سويسرا , وتونس , الجزائر , الكويت , والمنامة , والبحرين , والأردن , والمغرب ومدن داخل المملكة كالرياض والمدينة ,ينبع وأبها ,الباحة وميسان , والجوف , هذا ماعلمت منها والله أعلم بما لم أعلم .
أصدقاؤه المقربون شخوص لا تنسى :
على رأسهم السيد الهاشمي محمد بن عبد الّه الذي كان صاحب الطفولة والشباب الشاهد على قوته البدنية وسرعة بديهيته رغم أن الزمن أبعد المسافات بينهما ببعض الخلافات إلا أن الكريم الهاشمي محمد بن عبد الّه لم يكن إلا الذاكر له بكل الخير نعْم الصاحب هذا الهاشمي الذي لم تثنيه غضبةٌ ولم تحده عن قول الحق غصة , فلقد كان له مواقف معه مازالت تتناقلها الألسن كدليل على قوة ساعديه وذكاؤه ومنها نقلاً عن سيد الأشراف وشيخ السادة الهواشم الأمراء الشريف الليث عتيق بن سعد أن المحمدين كانا برحلة في مرة من المرات كانا يركبا ( لوري ) أي شاحنة فتعطلت عليهم في منتصف الطريق قد فسدت عجلة الشاحنة ( الكفر ) ولم يكن لدبهم فاتحة الصواميل بمعنى حكم عليهم بالمكوث في منتصف الطريق حتى يمن الله عليهم بمن يساعدهم ولكن يقول محمد بن عبد الّه قام بن هاشم وقد أرشده ذكائه لحل يقول قال لي : إقطع لي الواير أي السلك الموصل بالفرملة اليدوية ثم لفّ الواير على الصاموله بشده ثم قال لي : أتبع الشرارة أنّى ذهبت ثم سحب الواير بتلك الكف القوية فأرتمت الصامولة بعيداً يقول فلحقتها وإذا بها من شدة اللف كأنها جمرة في يدي وفعل بالبقية حتى أبدل الكفر وأكملنا مسيرنا .. والمواقف والشواهد على قوته كثر .
وصديق المرح واللحظات الجميلة كل الأنسِ يتحقق باجتماعهما سوياً الظاهري المكرم : إبراهيم بن فالح الذي مازال يذكره والود يتقاطر من عينيه .. قال فيه بعد وفاته بيتان تثير الشجون وتبكي العيون :
أراه في الصباح وفي المسـاء= بعين الوهم لا عين الحقيقه
لأن الأرض قد وارته عني =وخلفت لي جراحاتٍ عميقه
والصديق الذي أحبه بصدق والتي تقف الحروف بكل عجز أمام ذكره الهاشمي السيد : شحات بن محمد سعيد الدعيس رحمة الله عليه , فحصر الذكريات بينهما يحتاج فصول , كما أن محمد بن هاشم بكا وقت وفاته بشدة حتى فطر قلوب من حوله .
والرجل الفاضل رحمة الله عليه السيد عقيل السقاف الذي كان يقول له على الدوام يامحمد لا أرتاح عند أحد مثل ما أرتاح عندك فللمبيت وللطعام لذة في قلبي لم أجدها في أي مكان آخر .
حادثة أثرت به :
حادثة عمه عبد العزيز رحمه الله وغمده فسيح جناته الذي كان كلما ذكرها بكى بكاءً مريراً وسأل الله عفوه وجدد توبته , يلعن أبليس وكأن لسان حاله يقول لو أن إبليساً رجلاً لمزقته, أوصى أبنائه بأبناء عمه خيراً وكان يقول لهم مهما أتاكم منهم فأعلموا أنّهم معذرون واحرصوا على صلتهم مادامت السموات والأرض .
وقفة :
اتهمه البعض وجوروا عليه ونسبوا إليه ما ليس فيه , وهذا أمر صحي .. لا أصفه بالكامل فنحن بشر حياتنا مابين الصواب والخطأ تتأرجح , ولكن من ينجح بحياته ويحظى بمكانة هو الذي سيحظى بالنصيب الأكبر من الأعداء , سامحهم الله نقولها إقتداءً بقوله رحمه الله رحمة واسعة وأدخله فسيح جناته وجمعه مع حبيبه وحامل جينه عليه أفضل الصلاة والتسليم وصحبه الكرام وزمرة المتقين ..
ومما يخفف مصاب أهل بيته الموجوعين أن ترك خلفه ليث يشبهه ألا وهو ابنه الأكبر منصور بن محمد بن هاشم الهاشمي الذي ورث من أباه كثيراً من صفاته أوقد النار وأحيا المجالس ومسح من على خد الليل الحزين مدامعه , إن أقبل رأينا في عينيه جِدُّ أبيه , وإن تبسّم سِحْرُ محمدٍ يعتليه , وإن تحدث رأينا حكمة وذكاء ودهاء ألهبت أشواقنا لأبيه , وإن أقفى وأبصرنا في خطاه سعياً حثيثاً لا ينهاه عنه نومة أولحظة تيه .. وكأن لسان حاله يردد بيت الشاعر الذي يقول :
النوم للضآن والهلباج والنسا = مايهتني بالنوم سرحان ذيبها
جاورت أحزاني وجاور ربه = شتان بين جواره وجواري
لفته :
نسب المؤرخ المُجد وابن الهواشم البار بقومه : الشريف إبراهيم بن منصور الهاشمي الأمير الفضل في أحد المجالس للشريف محمد بن هاشم الهاشمي الأمير ولصديقه الشريف زيد بن يوسف الهاشمي الأمير في حفظ نسب قومهم وقت العمل على المشجرة آن ذاك .. بارك الله في مؤرخنا المتميز وسدد خطاه وعفا عن موتانا .
وختاماً :
قد رثاه ابنه الشاعر ياسر بقصيدة كان مطلعها :
قالوا تنحنح مالقلبك كالحجر =لم يعلموا أن الفؤاد قد أنفطر
وتناثرت عند الوداع مدامعي=وأزيل كلّ ضلع ٍ مني وأنكسر
رحل العزيز ومات وردي في يدي= ونثرت حزناً رافضاً لســـلامِ
ضاع الأمان وضاع فرحي يومهــا= ونزعت من فوق الدموع لثامي
فبكيت من فرط الحنين كطفلــةٍ = وسألت ربِّ الصبر والإنعـــام
ماذا أقول وريشتي بين الأنـــــا= مل تشتكي يا راحلاً أسقامــي
ماذا أقول وشوق قلبي يشتهـــي= من ثغر أمنٍ قبلــة الأنســــام
ياروضة الحزن المميت عبيرهـــا= يكفي عيوني صادرت أحلامـي
صوت الدلا ومشية المفتنون صــا= درها الأنين وقسـوة الأرحـــام
لاحـضـن أمٍّ لا حنـــان أخٍ ولا =شـيءً يزيــل مخـاوف الأوهـام
فجعات عمرٍ لن يداوي نزفهـــا= أسف الصديق ولا رضا الأعـلام
كيف السبيل لراحةٍ بعد الجوى = فالقلب يرجو راحةً بمنامـــي
والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين ومن أهتدى بهديه ليوم الدين .
بقلم : شويعرة الهواشم الأمراء
بتاريخ : 1433/4/12
بتاريخ : 1433/4/12
ولكن من ينجح بحياته ويحظى بمكانة هو الذي سيحظى بالنصيب الأكبر من الأعداء
وأقول النجاح له ضريبة ولكنها كما قلتي هو أمر صحي
هذة هي سنة الحياة( ولا يزال للنجاح صدى )
اللهم أغفر لأشرافنا الماضين وبارك لنا في الحاضرين
و الله لم ننكر فضله علينا جميعا و الفضل لله الكريم ، و لم ننسى ذكره و الدعاء له أبدا ، ونعرف أضعاف و أضعاف ما ذكر عنه في الأسطر القليلة السابقة من سيرته الطيبة .
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
أعجبني جدا جدا شعره.. رحمه الله
وشكرا لكم لمشاركتكم تاريخه وأدبياته.
وفقكم المولى لمرضاته.