تحقيق المطالب بمكان قرن الثعالب
بقلم : د / عمر بن غرامه العمروي
بسم الله الرحمن الرحيم
قـــرن الثعــــالب
بقلم : د / عمر بن غرامه العمروي
بسم الله الرحمن الرحيم
قـــرن الثعــــالب
المدخل إلى البحث :
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين ، نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، إلى يوم الدين .
أما بعد : فإنه لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة ، وبدأت الغزوات ومنها غزوة أحد ، بينه وبين كفار قريش ومن معهم من قبائل العرب ، وقتل من قتل ، وهزم من هزم فيها من الجانبين ، قام النبي صلى الله عليه وسلم ، يتفقد القتلى واحدا واحدا ، حتى وقف على جثمان عمه حمزة بن عبد المطلب ــ رضي الله عنه ــ ، وكان أحب الناس إليه وخيرة أهل بيته يومئذ ، فرأه وقد بقر بطنه ، واستخرجت أحشائه ، ومثل به أي ما تمثيل ، فقال صلى الله عليه وسلم وقد أخذه الحزن الشديد : (( لن أصاب بعد اليوم بمثل مصيبتي فيك )) .
فلما رأت وسمعت أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ قوله ، قالت له صلى الله عليه وسلم ، يا رسول الله ، هل أتى عليك يوم أشد من يوم أحد ؟ قال : (( لقد لقيت من قومك ما لقيت ، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة ، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال ، فلم يجبني إلى ما أردت ، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي ، فلمأستفق إلا وأنا بقرن الثعالب ، فرفعت رأسي ، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فنظرت فإذا فيها جبريل ، فناداني فقال : إن الله قد سمع قول قومك لك ، وما ردوا عليك ، وقد بعث الله إليك ملك الجبال ، لتأمره بما شئت فيهم ، فناداني ملك الجبال ، فسلم علي ، ثم قال : يا محمد ، فقال : ذلك فيما شئت ، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ، لا يشرك به شيئا )) . (1)
ثم واصل سيره حتى وصل إلى موقع حي نخب من أحياء الطائف الجنوبية اليوم ، فأستقبله سادة ثقيف أسوأ إستقبال ، فقد كذبوه وآذوه ، وسيأتي بيان ذلك في دراسة نصوص الحديث .
دراسة نصوص الحــــــديث
سند البخاري ، قال : حدثنا عبد الله بن يوسف ، أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس عن ابن شهاب قال : حدثني عروة ، أن عائشة رضي الله عنها .
وسند مسلم ، قال : حدثني أبو طاهر أحمد بن عمرو بن سرح ، وحرملة بن يحي ، وعمرو بن سواد العامري « وألفاظهم متقاربة » قالوا : حدثنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس عن ابن شهاب قال : حدثني عروة بن الزبير ، أن عائشة رضي الله عنها .
قوله : (( لقد لقيت من قومك ما لقيت )) :يعني : لقي من قومها قريش ، من تكذيب وشدة أذى ، وعدم سماع منهم لما يقول ، وذلك أنه بعد موت عمه أبو طالب ، أشتد عليه الأمر ، وقام سبعة من كبار قريش بالتصدي له ولدعوته ونالوا منه ما نالوا ، برئاسة عمه أبو لهب .
(( وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة )) : وكان أشد الأذى الذي لاقاه صلى الله عليه وسلم منهم ، هو يوم عرض نفسه على وجهاء وكبار الناس في القبائل ، ومنهم « ابن عبد ياليل » رئيس قبيلة ثقيف عند جمرة العقبة ، حيث كان صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه في كل حج على الناس ، ليبلغهم ما أرسل وأمر به من ربه .
قوله : (( إذ عرضت نفسي )) :كان صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه كما ذكرت على ورؤساء القبائل في مواسم الحج ، وفي مواطنهم ، لعل الله يقيّض له من ينصره ويسانده في دعوته .
قوله (على ابن عبد ياليل بن عبد كلال )) : هو : كنانة بن عبد ياليل بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن ثقيف ، كان رئيسا لقبيلة ثقيف في الجاهلية .
قال عنه أهل السير : قال المدائني : قدم كنانة بن عبد ياليل على النبي صلى الله عليه وسلم في النفر الوفد من ثقيف ، فأسلموا غير كنانة ، فإنه قال : لا يربني رجل من قريش ، وخرج كنانة إلى نجران ، ثم إلى الروم ، فمات بأرض الروم كافرا .
قلت : وهذا سبب وهم من ذكره في الصحابة . (2)
قوله : (( فلم يجبني إلى ما أردت )) : فوجد النبي عليه الصلاة والسلام ، من ابن عبد ياليل ما لم يتخيَّله من الجحود ، والإنكار ، والإستهزاء ، والصد عن سبيل الله .
وكان سبب ذهاب النبي إلى ابن عبد ياليل هذا ، أنه قد أخبر قريشا حينما سألوه عن نار يرونها في السماء ، كما يرون اختلاف الشهب ، فقال لهم : أن فعلها ذاك ، ينذرهم بظهور نبي لهم ، المصدر السابق .
قوله : (( فانطلقت وأنا مهموم على وجهي )) : الذي أراه أنه أنطلق من مكة إلى الطائف ليعرض نفسه على زعماء كفار ثقيف ، الثلاثة وعلى رأسهم « ابن عبد ياليل بن عمرو » ، وأخويه : مسعود ، وحبيب ، ومثلهم زعماء هوازن .
قوله : (( فلمأستفق إلا وأنا بقرن الثعالب )) :من شدة الهم والحزن ، الذي يعانيه من قومه ، وموت عمه ، وعدم استجابة « ابن عبد ياليل » له ومناصرته ، وقرن الثعالب ، وقرن المنازل سيأتي بيان مكانه ، وزمانه إن شاء الله .
قوله : (( فرفعت رأسي ، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فنظرت فإذا فيها جبريل ، فناداني فقال : إن الله قد سمع قول قومك لك ، وما ردوا عليك )) : القول هنا هو قول قومه : وهم كفار قريش السبعة ، الذين منعوا أبا جهل من حمايته بعد موت عمه أبو طالب ، وكانوا إذا قام إلى الصلاة وضعوا رحم الأنعام التي ولدت على رقبته ، والشوك ، وآذوه أشد الأذى .
قوله : (( وقد بعث الله إليك ملك الجبال ، لتأمره بما شئت فيهم ، فناداني ملك الجبال ، فسلم علي ، ثم قال : يا محمد ، فقال : ذلك فيما شئت ، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ؟ )) .
قلت : وهذا النص هو الدليل والبرهان ، على أن النبي صلى الله عليه وسلم ، خرج من مكة حزينا ، هائما على وجهه ـ بأبي وأمي هو ـ فما وعى بنفسه إلاّ في قرن الثعالب ، وسيأتي بيانه قوله : (( الأخشبان)) . قال ابن حجر : هما جبلا مكة : أبو قبيس والذي يقابله ، وكأنه قعيقعان )) قلت : نعم ، وهو الصحيح . (2)
(( فقال النبي صلى الله عليه وسلم : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ، لا يشرك به شيئا )) . (3)
ثم سار رسول الله من قرن الثعالب إلى حي نخب من أحياء الطائف الجنوبية ، وفي هذا الحي كان يقيم سادة ثقيف الثلاثة ، وهم : كنانة بن عبد ياليل ، وحبيب ، ومسعود أبناء عمرو بن عمير بن ثقيف ، فعرض نفسه عليهم ليبلغهم ما أرسل به ، وكان ذلك في شهر شوال سنة عشر من البعثة ، وقد مكث يدعوهم عشرة أيام ، فسخروا منه ، وأغروا به سفهائهم وواجهوه بأقبح الردود ، وأشنع الصدود ، فقرر صلى الله عليه وسلم ، العودة إلى مكة ، بعد هذا الصدود وهذا الإعراض ، وقد رجع حزيناً مكلوم الفؤاد ، فرفع يداه إلى السماء ، ودعا ربه بهذه الدعوات وهو يقول : (( اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس ، أرحم الراحمين أنت ؛ ارحمني ، إلى من تكلني ؟ إلى عدو يتجهمني ، أم إلى قريب ملكته أمري ؟ إن لم تكن غضبانا علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك هي أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن تنزل بي غضبك أو تحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك )) . (4)
وبعد لجوؤه إلى الحي القيوم ، بهذا الدعاء النبوي ، استجاب الله له وهيأ له من كفار الطائف : أبناء ربيعة : عتبة وشيبة الذين شاهدا حاله ، وما أصابه ، فدعوا غلاما لهما نصرانيا يقال له : عداس ، فقدم له قطفا من العنب فسمى الله وأكل منه .
ثم خرج من الطائف قاصدا مكة عن طريق السيل الكبير ، فخرج له سفهاء الطائف وقعدوا له صفين على جانبي الطريق ، وأخذوا يرمون قدميه بالحجارة حتى أدموهما ، ثم خلص منهما إلى نخلة ، الموضع المعروف اليوم : بالنزلة اليمانية غرب ميقات السيل الكبير ، وفيها صلى صلاة جهرية ، فلما سمعت الجن قراءته للقرآن ، هرعت إليه وحضرت معه الصلاة ، فلما سمعوا القرآن أسلموا وعادوا إلى قومهم يدعونهم إلى الإسلام ، وأنزل الله في ذلك قوله تعالى : ( وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن ) سورة الأحقاف .
ثم دخل مكة المكرمة في جوار المطعم بن عدي وأولاده الستة ، الذين تقلدوا سيوفهم ورافقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأمنه وحماية حتى طاف بالبيت الحرام ، وعلمت قريش بأنه في جوار المطعم وبنيه .
بيان قرن الثعالب المذكور في الحديث :
أولا : قوله : (( فلم أستفق إلا وأنا في قرن الثعالب )) .
قلت : أما قرن الثعالب : فهو ما نحن بصدد بيانه ، فقد ورد فيه أقوال مختلفة كثيرة ، بين علماء : اللغة ، والتاريخ ، والجغرافيا ، والفقهاء ، وشراح الحديث ، وغيرهم ، فمنهم من قال بوجوده في موضع قرن المنازل بالسيل الكبير ، ومنهم من قال : بل هو في منى وحدد موقعه بالأمتار ، ومنهم من قال : إنه جبل مشرف على عرفات .
ولما كان الأمر يقتضي معرفته من باب الإستحباب ، لعلاقته بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم من جهة ، والمشاعر المقدسة من ناحية أخرى ، فقد طلب مني من لا أرفض له قولا ، ولا أرد له طلبا ، وهو أخي الحبيب : د / عباد الرحمن بن حسين السعدي المشهور بالموجان ، الأستاذ بكلية الشريعة ـ جامعة أم القرى ـ طلب الكتابة عن ذلك الموضع وبيان حاله ومكانه اليوم ، وما قال العلماء فيه ، فأقول وبالله التوفيق :
أولا : ذكر أقوال العلماء ، وبيان مضانها .
وثانيا : تحقيقها ، والرد عليها بالشواهد والبراهين الموثقة بمصادرها ومراجعها العلمية ، وقد رأيت أن يكون تحقيقها ، وبيانها كما يلي :
أقـــوال العلمــــاء :
قــال أهل اللغــــــة :
في صحاح الجوهري : (( ضبطه بفتح الراء ، وقال : أن أويسا القرني منسوب إليه )) فغلطه النووي وبالغ في ذلك . (5)
وقال الفيروزآبادي في قاموسه : (( قرن جبل مشرف على عرفات ، وميقات أهل نجد وهي بلدة عند الطائف ، أو اسم الوادي كلّه ، وبعد سقوط الواو من كلام المطرزي إما نسياناً منه أو من النساخ جرى عليه من تبعه كالفيومي وغيره ، وليس ذلك بدعاً فإنّ الجوهري غلط في المقام غلطتين اتفقوا على تخطئته فيهما وهما تحريك قرن ، ونسبة أويس القرني إليه ، فتكون للفيومي غلطتان أيضا أحدهما أنّ قرن المنازل هو قرن الثعالب ، والأخرى أنّه جبل مشرف على عرفات ، وما ذلك إلاّ لعدم التدقيق والنقل بلا تحقيق . (6)
في معجم متن اللغة لأحمد رضا : (( قرن المنازل قرية عند الطائف أو اسم الوادي كلّه وهو ميقات أهل نجد ، وقرن الثعالب موضع قرب مكة )) .(7)
وقال ابن الأثير : (( وفي حديث المواقيت : أنه وقت (( أنه وقت لأهل نجد قرنا )) ، وفي رواية : (( قرن المنازل )) . . . ويسمى أيضا (( قرن الثعالب )) وقد جاء في الحديث . (8)
وقــــال الجغرافيــون :
قال البكري في معجمه : (( قرن الثعالب : جمع ثعلب ، موضع تلقاء مكة ، قال نصيب :
أجـارتنـا في الحج أيـام أنتـم ونحن نزول عند قرن الثعالب )) . (9)
وذكر ياقوت الحموي أقوال من سبقوه فقال : (( قال الأصمعي : جبل مطل على عرفات ، وقال الغوري : هو ميقات أهل اليمن ، والطائف ، يقال له : قرن المنازل ، وقال القاضي عياض : قرن المنازل : وهو قرن الثعالب ، بسكون الراء ، ميقات أهل نجد تلقاء مكة ، على يوم وليلة ، وقال الحسن المهلبي : قرن : قرية بينها وبين مكة أحد وخمسون ميلا ، وهي ميقات أهل اليمن )) أ هـ (10)
وفي الدرر الفرائد ، قال الجزيري : (( وميقات أهل نجد : قرن المنازل ، ويقال له : قرن الثعالب ، وهو على يوم وليلة من مكة ، ــ وهو بفتح القاف ، وسكون الراء )) .
ثم قال المحقق في تعليقاته : (( يعرف باسم السيل الكبير ، وقرن الثعالب جبل يشرف على عرفة ، كما يدل على ذلك خبر رجوع الرسول صلى الله عليه وسلم من الطائف ، حين ذهب يدعو أهله للإسلام ، ( فلم أستفق لإلاّ بقرن الثعالب ) وهو عليه الصلاة والسلام ، قد عاد مع أقصر الطرق ، طريق كرا )) . (11)
وقال رشدي ملحس بعد قول الفاكهي الآتي : (( قلنا : وقد وهم بعض الكتاب فجعلوا قرن الثعالب ، وقرن المنازل واحداً ، والحقيقة أنهما مختلفان اسماً ، ومكاناً ، فقرن الثعالب : هو من منى ، وقرن المنازل : هو ميقات أهل نجد واقع في النخلة اليمانية)) .(12)
وقال الشيخ حمد الجاسر ـ رحمه الله ـ في تعليقة على كتاب مقتطفات من رحلة العياشي : (( هنا خلط بين قرن الثعالب ، وقرن المنازل .
فالأول جبل مطلّ على عرفات ، وليس بمحل الإحرام .
وأما الثاني : فقرن المنازل وهو ما يعرف الآن باسم السيل ، والمؤلف يقصد وادي قرن )) .(13)
وفي مجلة ميقات الحج ذكر : (( أن قرن الثعالب كان بمنى ، أكيمة صغيرة ، ثم أزيلت ، ونقله عنه الفضلي )) . (14)
وقـــال المؤرخـــــــون :
قال الفاكهي في أخبار مكة : (( وقرين الثعالب : جبل مشرف أسفل منى ، بينه وبين مسجد منى ألف وخمسمائة ذراع ، وقيل له قرن الثعالب : لكثرة ما كان يأوي إليه من الثعالب ، فظهر أن قرن الثعالب ليس من المواقيت ، وقد وقع في حديث عائشة في إتيان النبي صلى الله عليه وسلم الطائف يدعوهم إلى الإسلام وردهم عليه ، قال : (( فلم أستفيق إلا وأنا بقرن الثعالب )) الحديث. (15)
ثم بين أميال منى فقال : (( وموضع الميل الثالث عند مأزمي منى ، وموضع الميل الرابع دون الجمرة الثالثة التي تلي مسجد الخيف بخمسة عشر ذراعاً ، وموضع الميل الخامس وراء قرين الثعالب بمئة ذراع ، وموضع الميل السادس حدّ جدار حائط محسر (( .(16)
قال المحقق في الحاشية على الكتاب : (( وقرن الثعالب سألت عنه الشريف محمد ابن فوزان الحارثي ، فأخبرني أنّه القرن الذي يقابل ريع البابور من الشمال ، وقد أزيل رأسه وسوي بالشارع الموازي لجسر الملك خالد حتى صار أشبه بهضبة من الهضاب ، ويطلق عليه اليوم (ربوة) ويرى على طرفه الغربي الشارع القادم من جسر الملك خالد)) . (17)
وقال الأزرقي : (( ومن مسجد منى إلى قرين الثعالب ألف ذراع وخمسمائة وثلاثون ذراعاً ، وموضع الميل الخامس وراء قرين الثعالب بمائة ذراع ، وموضع الميل السادس في جدار حائط محسر )) .(18)
وفي رياض المسائل وكشف اللثام والجواهر ، قالوا : (( أن قرن المنازل غير ، وقرن الثعالب جبل مشرف على أسفل منى بينه وبين مسجدها ألف وخمسمائة ذراع ..)) . (19)
وقال الأصفهاني : (( ومنزل أبو حمزة ، بقرن الثعالب من منى )) . (20)
قـــال المحدثــــون :
وفي صحيح مسلم بشرح النووي ، قال النووي : (( ولأهل نجد قرن )) هكذا وقع في أكثر النسخ قرن ، من غير ألف بعد النون ، وفي بعضها : قرنا ، بالألف وهو الأجود ، لأنه موضع ، واسم لجبل ، فوجب صرفه ، . . . ويحتمل أن يقرأ قرن منصوبا بغير تنوين ، ويكون أراد به البقعة فيترك صرفه )) .
وقال في المغازي : (( قوله : فلم أستفق إلا بقرن الثعالب )) ، أي لم أوطن لنفسي ، وأنتبه لحالي وللموضع الذي أنا ذاهب إليه ، إلا وأنا عند قرن الثعالب ، لكثرة همي الذي كنت فيه ، قال القاضي : قرن الثعالب ، هو قرن المنازل ، وهو ميقات أهل نجد ، وهو على مرحلتين من مكة ، وأصل القرن ، كل جبل صغير ينقطع من جبل كبير )) . (21)
وفي فتح الباري كتاب الحج ، قال الحافظ ابن حجر : (( قوله : لأهل نجد قرن المنازل : أما نجد : فهو كل مكان مرتفع وهو لعشرة مواضع ، والمراد منها هنا : التي أعلاها تهامة واليمن ، وأسفلها الشام والعراق ، والمنازل : بلفظ جمع المنزل ، والمركب الإضافي هو اسم المكان ، ويقال له : قرن أيضا بلا إضافة ، وهو بفتح القاف وسكون الراء بعدها نون .
لكن حكى عياض تعليق القابسي : أن من قال بالإسكان : أراد الجبل ، ومن قال بالفتح : أراد الطريق ، والجبل المذكور: بينه وبين مكة من جهة الشرق مرحلتان .
وحكى الروياني عن بعض قدماء الشافعية : أن المكان الذي يقال له قرن ، موضعان :أحدهما في هبوط ، وهو الذي يقال له قرن المنازل ، والأخر في صعود وهو الذي يقال له : قرن الثعالب ،والمعروف الأول ، ثم ذكر قول الفاكهي )) . (21)
وفي كتا بدء الخلق ، قال ابن حجر : (( قوله : قرن الثعالب : هو ميقات أهل نجد ، ويقال له : قرن المنازل أيضا ، وهو على يوم وليلة من مكة ، وقرن : كل جبل صغير منقطع من جبل كبير )) . (22)
ونقل الشوكاني ما ذكر الحافظ آنفا ، ولم يذكر قرن الثعالب . (23)
1. وفي شرح السيوطي على النسائي ، قال السيوطي ( حكى الرويان عن بعض قدماء الشافعية : أن المكان الذي يقال له قرن موضعان : أحدهما في هبوط ، وهو الذي يقال له قرن الثعالب; لكثرة ما يأوي إليه من الثعالب ، فظهر أن قرن الثعالب ليس من المواقيت )) .(24)
قــال الفقهـــــاء :
قال فقيه الحنابلة : منصور البهوتي : (( باب المواقيت : وأهل الطائف : قرن ، وهو جبل بسكون الراء ، ويقال له : قرن المنازل ، وقرن الثعالب )) . (25)
وفي شرح منتهى الإرادات قال أيضا : (( وميقات أهل نجد الحجاز ، والطائف : قرن ، بفتح القاف ، وسكون الراء ، ويقال له : قرن المنازل ، وقرن الثعالب ، على يوم وليلة من مكة )) . (26)
قال حسين المكي الحنفي في حاشيته : (( قوله : هي قرية عند الطائف ، قال : قال في المغرب : ( وقرن ميقات أهل نجد ) ، هوجبل مشرف على عرفات، ومثله قال في المصباح )) .(27)
وفي حاشية الروض المربع للشيخ ابن قاسم قال : (( قوله : وميقات (أَهل نجد) والطائف (قرن) بسكون الراء ويقال : قرن المنازل ، وقرن الثعالب على يوم وليلة من مكة )) .
قال الشيخ : (( بلا خلاف ، إلا ما غلط فيه الجوهري ، فقال : بفتح الراء ؛ والمراد نجد اليمن ، ونجد الحجاز، وهو ما بين جرشإلى سواد الكوفة ، ويقال : أوله من ناحية العراق ذات عرق ، وآخره سوادالعراق . وقرن المنازل : بلدة ، أو اسم الوادي، «وقرن» الجبل الصغير المنفرد ، وبه جبل صغير منفرد ، فلعل القرية سميت به ، وفي القاموس وغيره : أو اسم الوادي ، ويعرف الآن بالسيل ، لكثرة ممر السيل والغيول به ، «وقرن الثعالب» كما في المصباح : جبل مطل على عرفات )) . (28)
وفي الشرح الممتع ، قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله بابُالمَوَاقِيْتِ ) :
(( وميقَاتُ أَهلِ المديِنَةِ ذو الحليفةِ، وَأَهلِ الشَّامِ، ومِصْر، والمَغْربِ الجُحْفَةُ، وأَهلِ اليَمَنِ: يَلَمْلَمُ، وأهل ِنَجْدٍ: قَرْنٌ، وَأَهْلِ المَشْرِقِ: ذَاتُ عِرْقٍ، وَهِيَ لأَِهْلِهَا وَلِمَنْ مَرَّ عَلَيْهَا مِن غَيْرِهِم)). (29) «المواقيت» جمع ميقات وهو مأخوذ من الوقت، وهوزماني ومكاني ، أي: قد يراد بالميقات الوقت الزمني ، وقد يراد به المكاني ، وهو هنا يراد به الزمان ،والمكان .وقوله : « وأهل نجد قرن » هو قرن المنازل ، وقيل : إنه يقال له قرن الثعالب ، ولكن الصحيح ، أن قرن الثعالب غير قرن المنازل .
وهذه الثلاثة يلملم، وقرن المنازل ، وذات عرق متقاربة،وهي عن مكة نحو ليلتين ، وذات عرق أبعد من قرن المنازل ، وهذه الأسماء ليست باقيةالآن ، فذو الحليفة تسمى : أبيار علي ، والجحفة صار بدلها رابغ ، ويلملم تسمى السعدية ،وقرن المنازل يُسمى السيل الكبير، . . . ولكن الأمكنة ـ والحمد لله ـ مازالت معلومة مشهورة للمسلمين لم تتغير . (30)
وقال د / وهبة الزحيلي : (( ميقات أهل نجد والكويت : قرن المنازل : جبل على مرحلتين من مكة ، ويقال له أيضا : قرن الثعالب ، وهو قريب من المكان المسمى الآن بالسيل )) (31)
هذه أقوال العلماء ، كل في فنه ورأيه ، وسأبدأ بدراسة أراء كل فريق ، مما أتفقوا عليه ، وعن ما اختلفوا فيه ، ثم أبين الصواب في ذلك كله .
أراء العلماء في موقع قرن الثعالب :
الفريق الأول : الذين قالوا بوجوده في منى أو مكة ، وهم :
1ـ الأزرقي : في كتابه أخبار مكة ، حيث قال : ومن مسجد منى إلى قرين الثعالب ألف ذراع وخمسمائة وثلاثون ذراعاً .
2ـ قال البكري في معجم ما استعجم : قرن الثعالب : جمع ثعلب ، موضع تلقاء مكة ، ثم أستشهد بقول الشاعر :
أجـارتنـا في الحج أيـام أنتـم **** ونحن نزول عند قرن الثعالب
2ـ الفاكهي : في كتابه أخبار مكة أيضا الذي قال : وقرين الثعالب : جبل مشرف أسفل منى ، بينه وبين مسجد منى ألف وخمسمائة ذراع ، وقيل له قرن الثعالب : لكثرة ما كان يأوي إليه من الثعالب ، فظهر أن قرن الثعالب ليس من المواقيت .
3ـ وفي رياض المسائل ، وكشف اللثام، والجواهر ، قالوا : أن قرن المنازل غير ، وقرن الثعالب جبل مشرف على أسفل منى بينه وبينمسجدها ألف وخمسمائة ذراع .
4ـ والأصفهاني الذي قال : ومنزل أبو حمزة ، بقرن الثعالب من منى .
5ـ أحمد رضا في معجم متن اللغة ، الذي قال : وقرن الثعالب موضع قرب مكة .
6ـ وقال ابن الأثير : وفي حديث المواقيت : أنه وقت لأهل نجد قرنا )) ، وفي رواية : (( قرن المنازل )) ويسمى أيضا (( قرن الثعالب )) .
7ـوقال الشيخ عبد الملك بن دهيش في الحاشية على كتاب الفاكهي : وقرن الثعالبسألت عنه الشريف محمد ابن فوزان الحارثي : فأخبرني أنّه القرن الذي يقابل ريعالبابور من الشمال ، وقد أزيل رأسه وسوي بالشارع الموازي لجسر الملك خالد حتى صارأشبه بهضبة من الهضاب ، ويطلق عليه اليوم (ربوة) ويرى على طرفه الغربي الشارعالقادم من جسر الملك خالد ، وسكت عنه في التاريخ القويم .
الفريق الثاني : الذين قالوا بوجوده في قرن المنازل ( السيل ) اليوم ، وهم :
1ـ قال ياقوت الحموي : وقال الغوري : [قرن الثعالب ] هو ميقات أهل اليمن ، والطائف ، يقال له : قرن المنازل .
2ـ وقال القاضي عياض : قرن المنازل : وهو قرن الثعالب ، بسكون الراء ، ميقات أهل نجد تلقاء مكة ، على يوم وليلة .
3ـ وقال الحسن المهلبي : قرن : قرية بينها وبين مكة أحد وخمسون ميلا ، وهي ميقات أهل اليمن .
4ـ الحافظ ابن حجر في فتح الباري ، حيث قال : قوله : قرن الثعالب : هو ميقات أهل نجد ، ويقال له : قرن المنازل أيضا ، وهو على يوم وليلة من مكة .
5ـ البهوتي الذي قال في كتابيه : المنتهى ، والكشاف : وميقات أهل نجد الحجاز ، والطائف : قرن ، بفتح القاف ، وسكون الراء ، ويقال له : قرن المنازل ، وقرن الثعالب ، على يوم وليلة من مكة .
6ـ وقال الجزيري في الدرر الفرائد المنظمة : وميقات أهل نجد : قرن المنازل ، ويقال له : قرن الثعالب ، وهو على يوم وليلة من مكة ، ــ وهو بفتح القاف ، وسكون الراء .
7ـ الشيخ ابن قاسم في حاشية الروض المربع ، حيث قال : قوله : وميقات (أَهل نجد) والطائف (قرن) بسكون الراء ويقال : قرن المنازل ، وقرن الثعالب على يوم وليلة من مكة .
8ـ الدكتور وهبة الزحيلي ، في الفقه الإسلامي : ميقات أهل نجد والكويت : قرن المنازل : جبل على مرحلتين من مكة ، ويقال له أيضا : قرن الثعالب ، وهو قريب من المكان المسمى الآن بالسيل .
الفريق الثالث : الذين قالوا : أنه جبل مشرف على عرفات ، وهم :
1ـ ياقوت الحموي في معجمه : عن الأصمعي قال : جبل مطل على عرفات .
2ـ وقال الفيروزآبادي في قاموسه : قرن جبل مشرف على عرفات .
3ـ وقال الشيخ ابن قاسم في حاشية الروض : «وقرن الثعالب» كما في المصباح : جبل مطل علىعرفات .
4ـ الشيخ حمد الجاسر فيتعليقة على كتاب مقتطفات من رحلة العياشي : (( هنا خلط بين قرن الثعالب ، وقرن المنازل .
فالأول : جبل مطلّ على عرفات ، وليس بمحل الإحرام .
وأما الثاني : فقرن المنازل وهو مايعرف الآن باسم السيل .
5ـ وقال الشيخ الجاسر أيضا في تعليقاته على الدرر الفرائد : وقرن الثعالب جبل يشرف على عرفة ، كما يدل على ذلك خبر رجوع الرسول صلى الله عليه وسلم من الطائف ، حين ذهب يدعو أهله للإسلام ، ( فلم أستفق إلاّ بقرن الثعالب ) وهو عليه الصلاة والسلام ، قد عاد مع أقصر الطرق ، طريق كرا .
قلت : وقوله : قد عاد مع أقصر الطرق ، طريق كرا ، تفرد الشيخ بهذا القول ، ولم يقل به أحد غيره ، والصواب أنه عاد من السيل ، عبر موضع نخلة اليمانية ، وفيها جاءته الجن ، وأستمعت منه للقرآن ، وأبلغها بالإسلام فأسلموا وعادوا إلى قومهم مسلمين . (32)
الفريق الرابع :الذين سكتوا فلم يبينوا مكانه ، هو :
1ـ الشيخ ابن عثيمين في حاشية الروض : وقوله : « وأهل نجد قرن » هو قرن المنازل ، وقيل : إنهيقال له : قرن الثعالب ، ولكنالصحيح ، أن قرن الثعالب غير قرن المنازل . (33)
والذي أراه في أقوال الفريق الثالث ، هو : الوهم والخلط الكبيرين ، وسببهما ما حكاه الأصمعي ، ونقله عنه القاضي عياض ، وياقوت الحموي ، وغيرهما من بعدهما ، قال الأستاذ علي ابراهيم المباركالبحراني : (( وأصل هذا التوهم ما حكي عن القاضي عياض (معجمالبلدان ، ياقوت الحموي 4/332 ) من أنّ قرن المنازل هو قرن الثعالب ، وتبعه ابنالأثير (النهاية ، ابن الأثير ) ، ثم ابن منظور في لسان العرب ( لسان العرب ، ابنمنظور 11/143) ، ثم صفي الدين عبد المؤمن البغدادي في مراصد الاطلاع ( مراصدالاطلاع ، عبد المؤمن البغدادي 3/11082 ) ، فقالوا : قرن المنازل هو اسم موضع يحرممنه أهل نجد ، ويسمى أيضاً قرن الثعالب .
ثم جاء الفيومي ( المصباح المنير ، أحمدبن محمد المقري الفيومي ص501) فقال : وقرن المنازل ميقات أهل نجد ، وهو جبل مشرفعلى عرفات ، ويقال له قرن الثعالب ، فوقع في خطأين ، أحدهما كونه مطلاّ على عرفات ،وقد تقدم أن منشأ هذا هو كلام الأصمعي مع ضميمة ما ورد في الأحاديث من أن قرناًميقات أهل نجد ، وقدتقدم بيانه ، والخطأ الثاني هو قوله:إنّ قرن المنازل هو قرنالثعالب الذي منشأه كلام القاضي عياض))(34)
خلاصة القول فيما تقدم :
قال عمر العمروي : وبعد دراسة أقوال العلماء المتقدم بيانها ، وأختلافهم في تعيين مكان قرن الثعالب ، وبعد تحقيق أقوالهم ، وتحقيق الأماكن المذكورة في أقوالهم ، وبعد وقوفي الشخصي على المواضع في السيل الكبير ، ومعرفتي لمنى قبل التوسعة ، ومعرفتي للجبال المطلة على عرفات ، تبين لي من ذلك ما يلي :
أولا : أن الذين قالوا : أن قرن الثعالب ميقات لأهل نجد ، والطائف وغيرهم ، وأنه يقال له : قرن المنازل ، ويعرف بميقات السيل الكبير اليوم ، قد أصابوا فيما قالوا به ، وذلك أنه كان يوجد موضعا يعرف بقرن الثعالب ، يجاور موضع قرن المنازل من الجنوب الشرقي ويعرف اليوم بـ ( المنحوت ) ، وهو أقرب إلى السيل الكبير ، منه إلى قرية السيل الصغير ، والمسافة بين قرن المنازل ، وقرن الثعالب ( المنحوت ) بضعة أكيال ، إذا قيست عبر طرق السيل مكة المعبد .
ثانيا : أن الذين قالوا : أن قرنا ، أما واديا ، وأما قرية ، صدقوا في أقوالهم ، فالقرية هي : الموضع المعروف بالسيل الصغير ، والعرق ، أو الجبل ، أو الوادي ، هي : المرتفعات الجنوبية المطلة على السيل الكبير ، ميقات الإحرام الرسمي اليوم .
ثالثا : أن الذين قالوا بوجود قرن الثعالب في منى ، صدقوا ، فهو العرق الذي كان ملاصقا لمسجد البيعة من جنوبها الشرقي ، مما يلي جمرة العقبة ، وقد تمت إزالته بأسباب التوسعة .
رابعا : أن الذين قالوا : أنه جبل مشرف على عرفة ، لا حجة لهم في ذلك ؛ بل هو وهم وليس هناك موضعا ، أو جبلا ، أو واديا يسمى بقرن الثعالب ، ولو كان موجودا لبينه علماء مكة الأوائل ، ومنهم العلامة أخونا الشيخ عاتق بن غيث البلادي ـ رحمه الله ـ مؤرخ الحجاز ، وأعلم الناس في العصر الحديث بجغرافية ، ومعالم مكة المكرمة ، وبلدان الحجاز ، فقد كتب في ذلك ثلاثة كتب : أحدها : معالم مكة المكرمة التاريخية ، والثاني : معجم معالم السيرة ، والثالث : معجم معالم الحجاز ، ولم يرد في كتبه أي ذكر يفيد بوجود موضع لقرن الثعالب يشرف على عرفات .
ومثل البلادي معالي الشيخ الدكتور : عبد الملك بن دهيش ، فيما حقق من تواريخ مكة المكرمة .
خامسا : أن الذين ذكروا نخلة اليمانية ، وقالوا بقربها من قرن المنازل ، ليس صحيحا ، والصواب فيها ، هو : أن موضع نخلة يعرف اليوم بالنزلة اليمانية ، وهي المجاورة لمركز التفتيش العسكري ، إلى الغرب من ميقات السيل الكبير بأكثر من عشرة أكيال .
ثم يلي النزلة اليمانية من الشرق البهيته : وهى الصحراء الواقعة بين النزلة اليمانية ، وبين مكان الميقات بوادي السيل الكبير ( وهو قرن المنازل ) .
ثم قرن المنازل : وهو الموضع الملاصق لمسجد الميقات من جنوبه الشرقي .
ثم يليهما من الجنوب الشرقي قرن الثعالب ، المعرف اليوم بـ( المنحوت ) .
ثم يليه من الجنوب قرية السيل الصغير ، وهي من بلاد قبيلة الثبتة ، من بني سعد ، ثم يلي ذلك كله المباني الحديثة الواقعة غرب مطار الحوية .
هذا هو الذي علمته ، وأراه وأرجحه ، فإن كنت أصبت فمن الله ، الذي له الحمد والفضل الذي علمني مالم أعلم ، وإن كنت أخطأت فمن نفسي وأستغفر الله من الخطأ ، والله الهادي إلى سبيل الرشاد ، وصلى الله وسلم على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . كتب في مكة المكرمة يوم الجمعة : 2 /11/ سنة 1432هـ ، الموافق : 30/ سبتمبر 2011م .
ــــــــــــــــــــــــــــ الهوامش ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
(1) أنظر : فتح الباري مصدر سابق : ج 6/ 316 .
(2) أنظر أسد الغابة : ( حرف العين ) ، والبداية والنهاية : ج 3/19 و20و133 و135 ، ج 5/ 26 ، ج10/ 296 ، ج11/ 322 .
(3) أخرجه البخاري في صحيحه برقم: 3231 ، ومسلم في صحيحه برقم 1795، وأصحاب السنن .
(4) قلت : هذا الحديث ورد بأربع صيغ ، كلها : ضعيفة ، عن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب ، قاله : الألباني : في سلسلة الأحاديث الضعيفة برقم: 2933، وذكر القصة والحديث ابن هشام في السيرة بسنده ، عن محمد بن كعب القرضي بعنوان : خروج النبي إلى ثقيف بالطائف : ج2/ 444 ، طبع دار الجيل ، ودار الفكر بالقاهرة ، كما ذكرها القرطبي في تفسير الأية (29) من سورة الأحقاف ، وابن كثير بنحوه .
(5) أنظر : مادة ( ق ر ن ) في الصحاح ، وشرح صحيح مسلم للنووي : ج 8/ 81 ، وفتح الباري : شرح صحيح البخاري : 8/ 385.
(6) القاموس المحيط : مادة ( ق ر ن ) .
(7) مادة ( ق ر ن ) .
(8) أنظر : النهاية في غريب الحديث : ( ق ر ن )) .
(9) أنظر : معجم ما أستعجم : للبكري : مادة ( ق ر ن ) .
(10) أنظر : معجم البلدان : للحموي : مادة ( ق ر ن ) : ج7 / 38 طبع دار احياء التراث ، بيروت .
(11) أنظر : الدرر الفرائد المنظمة في أخبار الحج وطريق مكة المعظمة : للجزيري : 2 / 1450 .
(12) أنظر : تعليقاته على كتاب أخبار مكة للأزرقي : 2/185.
(13) أنظر : مقتطفات من رحلة العياشي ، (ماءالموائد) : ص109.
(14) أنظر : العدد (5) ، منالسنة الثالثة 1417هـ ,88.
(15) أخبار مكة ، الفاكهي:4/282.
(16) نفس المصدر السابق : 5/51 ، 52 .
(17) أنظر : حاشية أخبار مكة للفاكهي ، للشيخ عبد الملك بن عبدالله بندهيش 4/281.
(18) أنظر : أخبار مكة ، للأزرقي : 2/ 189 .
(19) أنظر : رياض المسائل 6/290 ، وكشف اللثام 1/306 ، وجواهرالكلام 18/113 .
(20) أنظر : كتاب الأغاني لأبي الفرج الاصفهاني : ج22/228 .
(21) شرح النووي ، مصدر سابق : ج 8/ 83 و ج 12/ 155 طبع دار الكتب العلمين ، ونشر مؤسسة الكتب الثقافية كلاهما : بيروت لبنان .
(22) فتح الباري مصدر سابق : ج 3/ 385 .
(23) فتح الباري مصدر سابق ، عند شرح الحديث رقم ( 3531) : ج 6/ 315 .
(24) أنظر نيل الأوطار : ج4/ 295 .
(25) شرح السيوطي على النسائي : ص122.
(26) أنظر : كشاف القناع عن متن الإقناع : ج2/ 400 طبع دار الفكر بيروت سنة 1402هـ .
(27) أنظر : منتهى الإرادات : ج2/ 8 .
(28) أنظر :المناسك للملاعلي القاري : ص55 ، وميقات الحج العدد 5 ، السنة الثالثة 1417هـ ص88.
(29) أنظر : الحاشية : ج / .
(30) ورواية هذا الحديث متفق عليها في الصحيحين .
(31) أنظر : الشرح الممتع على زاد المقنع : ج / .
(32) أنظر الفقه الإسلامي وأدلته : ج3/ 71 و 72 .
(33) أنظر تفسير الأية (29) من سورة الأحقاف ، في تفسير القرطبي ، وابن كثير بنحوه .
(34) للمزيد أنظر : مجلة ميقات الحج : قرن المنازل , دراسة وتحقيق في موضعه :السنة الخامسة ـالعدد العاشر ـ 1419هـ من ص40 الى ص 57 .
المصدر: موقع الألوكة
والشكر موصول لإارة موقع أشراف الحجاز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
فأشكركم شكرا جزيلا على نشر ما كتبته عن موقع قرن الثعالب ، وهذا من حرصكم الجميل وفكركم الراقي ، ولا غرابة فأنتم أولى الناس بحفظ جوانب السيرة النبوية على صاحبها سيدنا ونبينا وإمامنا أتم الصلاة وأزكى السلام وعلى آل بيته الطاهرين عدد الشجر والحجر والمدر إلى يوم الدين .
الأخوة الأحباب لقد قمت مرات ومرات ، ووجدت أعلاما من المعمرين وأولي الأحلام والنهى وأخذت عنهم رواياتهم ، ثم قمت بدراستها وتطبيقها ميدانيا وخرت منها ببحث جديد مدعوما بصور الأقمار الصناعية .
فإن شئتم تنشرونه بصوره وخرائطه فلا مانع لدي من ذلك لأن المهم أننا نخرج من خلال بحثنا هذا بالقول الصحيح ، الموافق لسيرته صلوات الله وسلامه عليه ، ثم بما ينفع الناس وهو ما أصبو إليه .
اذا كان الأمر كذلك فكاتبوني على عنواني الأكتروني وهو :
Omaralamrwi@hotmail.com
جوال ( 0506050100 )
شكر الله لكم ووفقكم لكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته