• ×

ترجمة للشاعر الشريف سلطان بن عوض الله الفعر

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط

ترجمة للشاعر الشريف سلطان بن عوض الله الفعر
كتبها لكم / حامد محمد الشريف

ولد الشريف سلطان بن عوض الله الفعر بقرية ليّه الواقعة جنوب الطائف وذلك عام 1326هـ ، ولما شب وترعرع علمه والده الفروسية من ركوب الخيل وإجادة الرمي لهذا إذا خرج إلى الصيد، لا يرجع إلا وهو ممتلئ الوفاض، يتلقاه أصحابه فيهديهم ما تحت يده وهو كريم في إسراف حتى لقد أثر هذا الفعل على خاصة ماله . تعلم رحمه الله مبادئ القراءة والكتابة، وهو محافظ أشد المحافظة على التدين والتمسك بالواجبات الدينية، والعادات المرعية، قال الشعر في صباه، واندثر جُلّ شعره بمرور الزمان، ولم يبق بين يدينا إلا ما نشر في ديوانه الوحيد المعنون "من الأدب الشعبي ، ديوان الشريف سلطان " وهو من منشورات الدار السعودية للنشر والتوزيع ، كما نشرت بعض قصائده في الجزء الخامس
عشر لمجموعة الأزهار النادية من أشعار البادية ، التي جمعها واشرف على طباعتها المرحوم محمد سعيد كمال صاحب مكتبة المعارف المشهورة بالطائف . ويتصل نسب الأشراف الفعور بالشريف زين العابدين المتفرع من الشريف عبد الله فهم إذاً بطن من الأشراف العباد له المتصل نسبهم بأبي نمى الثاني. أما وادي ليّه وهو مسقط رأس شاعرنا فهو من أكبر أودية الطائف على الإطلاق و يقع في الشرق الجنوبي من الطائف على مسافة سبعة أو ثمانية من الأكيال. ذكرها ياقوت في معجمه، والبكري في معجمه أيضاً كما ذكرها الهمداني في صفة جزيرة العرب حيث قال: " وبشرقي الطائف وادي يقال له " ليّة" يسكنه بنو نصر من هوازن وهي من مواضع الأسد في هذه الجزيرة المضروب بها المثل: أسد خفان، وأسد الشري من بلاد لخم وأسد بيشة، وأسد ليه"...الخ. قال ابن هشام: لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من حنين، سار إلى الطائف، فسلك على نخلة اليمانية، ثم على قرن، ثم على المليح، ثم على بحرة الرغاء من ليّة، فابتنى بها مسجداً فصلى فيه، فأقاد ببحرة الرغاء بدم، وهو أول دم أقيد به في الإسلام، رجل من بني ليث قتل رجلاً من هذيل فقتله به، ثم خرج منها على نخب، ثم أتى إلى حصن الطائف." ويعد وادي لية من أجمل الأودية وأطولها وقد أشتهر بفاكهته التي يضرب بها المثل في الجودة، يقال : رمان ولا رمان ليه، وكذلك ما تنتجه من العنب والخوخ والسفرجل والتفاح وجميع أصناف الفاكهة . كانت وفاة الشريف سلطان يوم الأربعاء 5/6/1391هـ رحمه الله رحمة الأبرار.
كان الشريف سلطان شاعرا جزلا ، يكتب الشعر عن سليقة وفطرة سليمه ، تطرق إلى كل أغراض الشعر
فكتب في الفخر والحماسة والوصف والعتاب ، ولكنه كان مقلا في الغزل ، وله كثير من شعر الإخوانيات
خاصة مع أبنائه الذين يجيد اغلبهم الشعر وعلى رأسهم الشاعر المعروف منصور بن سلطان الفعر والشريف
ناصر بن سلطان ، كما كان يكثر من كتابة شعر الألغاز والأحاجي وأورد هنا نماذج من شعره يرحمه الله
ففي قصيدة يوجهها للملك حسين يرحمه الله في حربه مع اسرائيل :

يا الله ياللي ما ندمْ منْ ترجّــــاكْ ..... يا أسرعْ منَ الأذهانْ للطالبينــــا

يا عالمَ الأسرارْ ماشيّ يخفــــاكْ..... وليا خفى شي مرقبْ علينـــــا

يا حيّ يا قيوم باسمك ذكرنــــاك ..... تمحو الخطاَ يا قابلَ التايبيـــــنَا

يقول ابن سلطانْ يا القلبْ وشْ جاكْ ..... أسهرتْ طرفِي والعربْ نايميــــنَا

إن كانْ يا قلبَ الخطَا همّ دُنيـــاك .... عوِّذ منَ الشيطانْ واخزِ اللعينـــا

ما دامتِ الدنيــــا لهذا ولا ذاكْ ...... إللي رقوْ في اقصورها أمحولينــا

يا فيصلَ بنَ اسعودحنّا لفيــــنَاكْ ..... إكبَارَنَا وِصْغَارنَا حاضريـــــنَا

رهنَ الإشارهْ في معزَّتكْ وِرْضَـاكْ ..... جينَاكْ نقضي الواجبَ اللي علينــا

أموالنا ورقابنَا كُلََّهـــــا افداكْ ...... ويفدَاكْ منَّا كلّ رماشْ وعينـــــا

ناديتْ ياخوانــيِ وحنّا ســمعنَاكْ ...... والشَّعْب كُلّه عَنْ يسار أو يمينَـــا

سبْحانْ ربّ العرشْ ديّارَ الافــلاَكْ ..... مِحصي عدد همْ يومْ جوْ مقبليـــنا

ضاقتْ بهم شُعبانَها والخبـــرْ جاكْ ..... بسلاحهمْ واكفانهُم حازميــــــنا

إن كانْ ما نِفدِي وطنّا ونفــــدَاكْ ...... ناطى اليهودْ وُكُلّ مِخزِي لعيـــنا

صهيون دقّتْ طبلــــها ياحذاراكْ ...... ما تدريَ انّ مع المسلمينــــــا

شق البحر والبرّ والشـــعب يبراكْ ..... شعبَ السعوديِ لاطمٍ كلّ عيـــــنا

والعاهل اللي للمعاسير فكّــــــاكْ ...... يجزع ويفزعْ كلّ عامٍ وحيـــــــنا

ياالأردُنْ ابشرْجاك فيصل لنجـداكْ ...... جاكْ الدَّبَا الحنَّانْ فارضٍ سِنيِـــــنَا

لا تحسبنَّ في الاخْوه نسيـــــنَاك ..... جينا وبالله في اللِّقا نستعينــــــا

حنا هل العليا وسعدكْ ويمنـــــاكْ ..... سيفَ المنايا عاينُهْ في يدينــــــا

يا حسينْ لا تهتمّ والهمّ يطنـــــاكْ ..... يقول أبو عبد الله العلم فيـــــــنَا

ترى نظرنا من يمينكْ ويســـــراك ..... حتى نصفيها من المعتدينــــــــا

جاتك سباع العرب منا ومنــــــاكْ ..... أربعميةْ مليون للكافريـــــــــنَا

هذي لحونَ الفعر يا الله طلبـــــناكْ .... يسِّر له المقصودْ والحاضرينَــــــا

وقال الشريف سلطان ـ يخاطب ولده منصور
قُومْ يا منصورْ دنَّ المعاميلْ
جيبَ الدِّلالَ الصبحْ ويَّا الفنَاجيل
النَّجْر والمحماسْ والبنْ والهيلْ
صلِّحْ لنَا فنجالْ مثلَ الرِّجالِ

صلّح لنَا فنجالْ ينشطْ لهَ البا
حتََّى تسمّعْ في كلام العودْ ويش قالْ
يوم إنه اليومْه تهيضَ بالأمثال
قول يشادي الذوبْ جنىَ النحالِ

ردَّ المثايلْ من هجوسهْ وغنّا
قولٍ يشادي الذوبْ منْ كلِّ فنّا
والاَّ حليب ابكارْ دوبْ أولدنَّا
عى الحيا في السهلْ ويّا الجبالِ

عند العشا فزِّيْت من حاليَ النّومْ
ماهو طربْ لكنْ منْ فكروهمومْ
عوّدتْ أنادي بالمعاميلْ واقومْ
سهرتْ لين الصُّبحْ نورُهْ بدالي

سهرت وحدي والخلايقْ رقودي
واللهْ هوَ العالمْ بكلِّ السِّدودي
شيٍّ يصدرها وشياتْ ورودي
مثل موجَ البحر ولها اجتوالي

من وقتنا اللّي شيّبَ العقل والراس
وازريتْ لا عرفْ لي بصرْ فيه وقياس
والقلبْ مثلَ البنْ في جوفْ محماسْ
والاَّ كما حبلَ الرَّشا فوق المحالِ

في مامضى ظلَّيت أديِّنْ ولا أدّانْ
ويدِّورونَ الدَّينْ عبدي رفاقهْ وبدوانْ
وليا نصوني في محلَّى لهم شانْ
يلقونْ ترحيبْ وصفَاط وقبالِ

واليومْ يومْ احتجتْ حاجهْ ضعيفهْ
والاّ مواشينَا فَلاَ هي قصيفَهْ
لكنْ ما كل ما كلَّ اللّيالي مريفه
يحتاجْ حتّى كلّ حاكمْ ووالي

نعمينْ يا بعضْ الرفاقا ولا باسْ
ألبيضْ تغشاها وتسمع بها النّاسْ
إلليِّ على القالاتْ ضارين فالرَّاسْ
يَومَ الرَّدِى قالْ ما أصخَى راسْ مالي

نعمينْ يا ربعٍ تحبَّ الجمايلْ
والكلّ منهمْ لا عطَا ما يسايلْ
معروف منْ يومْ الجدودَ الأوايلْ
عساهْ في عزَّهْ طوالَ اللّيالي

ما هو بخيلْ إليا نصيتهْ إلى البيت
يا ليتني ما كانْ رُحت واتعنَّيتْ
ولا تعبتْ ويمَّه أقبَلْت واقُفَيتْ
بارْ في قولهْ وربطْ السبالي

لكنْ ما لُومِهْ شبعْ بعد جوعِ
لازمْ على الدُّنيا يظلِّي جفوعي
واللّي نشا في خير قلبهْ قنوعي
والمالْ شبَّهْتهْ سواةَ الخيالِ

مرّات يمطرْ وتزفرْ رُعُودِهْ
ومرارْ ما تشربْ فلايلْ ورودهْ
يعطي ليامِنَّهْ نَوانَا بجودِهْ
والكلّ منْ تدبيرْ رَبَّ الجلالِ

أنصحكْ يا منصور منِّي نصايحْ
لا تتدرقْ لا قالوُا اليومْ صايحْ
ما يذْكرَ إلاَّ منْ يعقِّبْ مَدايحْ
ولاشْ ما يذكرْ ولا لِهْ نوالِ

ترىَ ذليل القومْ ما هو برجَّال
وانتْ عريبَ الجدّ ومعرّبَ الخال
ولا يذكرَ إلاَّ منْ يعقِّبْ له افعالْ
منصورْ لا يا محتمي كلّ تالِ

واوصيكْ في الظيفانْ لا جوك لافينْ
كرِّم شوارِبهُمْ ولوْ كانْ بالدَّيْن
والبشبشهْ للصّيْف هي والنَّبا الزينْ
تراها عندَه احسَنْ منْ خيالِ

ألضيفْ ما ينصا يكودَ المسافيرْ
وأوصيكْ لا يلقونْ عندكْ تقاصيرْ
وإن كان ولياهمْ شيوخٍ ومناظير
البنّ كبُّهْ ثمْ دنِّ الدِّلالِ

وأوصيكْ في الجيرانْ واحفظْ كلامِي
جاركْ على طول المدى لا يضامِ
إنْ كانْ يا منصورْ حُرّ وشهامِي
إعرفْ مواجيبْه ترى الجارْ غالِي

وانْ كانْ فقري حُطَّ لهْ معكَ مخشارْ
لوْ كانْ مالكْ ما يزلَّ الرِّيَالِ
أوصْيكْ في الخمسَ الفرائضْ تقومي
لا تحسبنَّ العمر يبقى يدومي

وين أوايلنا ووين الجدودِي
وينهُمُوا سِيدكْ شَرَفْ وينُه حُمودي
وينَ الرِّجال اللّي سواةَ الأُسُودي
ألكلّ منهم يحتْ جرفٍ هيالِ

ياربّ تسكنهم فسيحَ الجنانِ
وامحُ الخطايا اللّي عليهم رزانِ
بجاهْ رَبَّكْ وُكلّ منْ فالكونْ كانِ
تمحا خطاياهم خفافْ وثقالِ

وفي محاوره شعريه لطيفة جرت بين الشريف سلطان وبين ابنه منصور قال:
سلطان:
يا منصور يا راعي المثايلْ

اللهْ لو تسلِّينا شويّهْ

بلحونَ درَّ الشَّوايلْ

والاَّ إلذوبْ جوفَ الخليَّهْ

منصور:

يا عودٍ يدِّورْ للجمايلْ

ويحبَّ اللَّحونُ العيسليَّهْ

ينخى بالجدودْ وبالاوائلْ

ويحدّ السِّلال النّافعيّهْ

سلطان:

يا منصور لاشفتَ المخايلْ

أفرح للديِّارَ اللَِّي سنيّهْ

بيت الشعبْ فوقَ العشبْ مايلْ

وارعى الزّملْ فعشابٍ ضِفِيَّهْ


منصور:

هذا العلمْ ياالله كيفْ قايلْ

هذا غبُو ما يخفى عليَّهْ

انتهْ ما تشوفَ السَّيلْ سايلْ

وتشوفَ السِّدُودَ العامريَّه

سلطان:

ليت اللهْ كفانا كلّ عايلْ

كلنْ يهونْ والشّربهْ هنيّهْ

بعضَ النّاسْ ما ينسى العلايلْ

انت تدوِّرْ واليومْ خليَّهْ

منصور:

إنته ما تشوفَ الوزنْ مايلْ

واللهْ مطِّلعْ في كلّ نيّهْ

لو تحبلْ وتلقحْ كلّ حايلْ

ليعودْ زمانَ الجاهليَّهْ

سلطان:

منْ يعرفْ يميِّزْ يا قبايلْ

ما القصديرْ من فضِّهْ نقيَّهْ

شفتَ الخيلْ بنات الأصايلْ

تنقل في الحطبْ في العربيَّهْ

منصور:

عَانَ اللّي تقوم ابلاشمايلْ

مصرياتْ مدري عارضيّيهْ

الله أكبر منك يهذا الحفايلْ

زادَ المالْ والعلَّهْ جويّهْ


ومن قصائده الجميلة أيضاً هذه القصيده :
يالله يا مرقبْ على قِلْ واكثر
ياللِّي رقيبٍ في السَّما العالي

عبدكْ يناديكْ وانته بحالهْ اخبرْ
يرجي العفو عن هجر الانذالي

جانا زمانٍ فيهْ حيٍّ تكدَّر
ويريدْ زود النَّفسْ لا له افعالِ

ويقولْ أنا ساطي وللهولْ أبقدرْ
وفي نهارَ الضِّيقْ ما عنه أبا سالي

وجتْ عليه أحوالْ ونا تفكَّرْ
حتى شردْ ياليتني مانيَ التَّالي

بعض العرب يزعمْ وهو ليس يقدرْ
لا لهْ ذرَاعْ ولاَ معهْ في الوطنْ مالي

وبعض العرب قصرٍ مشيّدْ على البرْ
وبعض العرب ما هو من النَّاسْ رجّا لي

ما ينقبل مضواه من وجهه اقشرْ
الكره يقفي به ويقبلْ بهَ إقبالِ

عشقان في الدُّنيا نسى الموتَ الأحمر
ويدور المكسب وهو راسْ مالي

أوصيك يا منصورْ إنْ كانْ تقدرْ
تحفظْ وصايا اللّي قتلْ كلّ زرفا لي

لا تأمن الدنيا ومنها تحذَّر
ترميكْ ولينّكْ ورا سدّ الاقذالي

قلبي بقلبك يا فنا ما تفكَّر
ما تنتظرْ في الرخصْ وطَّالعَ الغالي

سهرتْ ليلهْ لينْ خيّلت الازهرْ
ونا تفكَّرْ وشْ رخيصٍ وترْ غالي

أقيِّس المعروف راعيهْ يذكرْ
وراعي المعرف يبليهْ أفعالي

والشَّينْ للغربهْ كما ثلبٍ أعورْ
صارنّ زبونهْ بين جالبْ ودلاّلي

واختمْ كلامي بالنَّبيَّ المذكّر
شفيعنا يوم النَّدامه والأهوالي

وقال الشريف سلطان بن عوض الله الفعر ، وتعد هذه القصيده من غرر قصائده وجياد مفاخره حيث افتخر فيها بقبيلته وبنى عمومته وبواديه الخصب الجميل وبداره الفيحاء المضيافه قال:

يا مرحبا ياللِّي تحبَّ المضالي
وضاري على اللّمّاتْ في مجلس الصُّورْ

مرٍّ بني عمِّي ومرِّ خوالي
ومرٍّ يجينا اصحابْ من بدو وحضورْ


في مجلس مزبور فيهَ الزَّوالي
ومسرِّجينْ اتريكْ يسطعْ منَ النورْ

ودلالْ صفرٍ نجرهَها له عوالي
ويكِّيف الخطَّارْ ويوسِّعَ اصدُورْ

ونادى الاقصى وبيتَ الموالي
واسرعْ ليا الفوْ منْ شياهِينْ وصقورْ

وشوفْ منْ حولي يمينْ وشمالي
ومن بينهمْ لابهْ مناعيرْ وفعُورْ

والله لو خذتَ الرِّيالْ بالرِّيالي
ما احسبْ لشيٍّ يجمعْ عزايْ في شورْ

واصبرْ على الميلات مثلَ الجمالي
إللِّي تشيلَ الجورْ وتصابر ادهورْ

وافزعْ مع الأوَّلْ وحثَّ التوالي
واحزنْ لياجاهمْ تعاويقْ وكدورْ

ما عندي الاَّ عزوتي راسْ مالي
وانْ كانْ أقصِّرْ ما يجي منهم اقصورْ



إكبارهمْ منْ فوقْ راسي ظلالي
وصغارهمْ ذخري على كلّ مذْخُورْ

وليا تلوَّتْ بالمرسْ والحبالي
ربعي على جنبي عمي كلّ مذعورْ

ربعي على القالاتْ في كلّ حالي
ما واحدٍ منهمْ على الماقفْ أيبورْ

أولادْ عبد الله الغشومَ الهلالي
بالقولْ والأفعالْ والخيرْ مذكورْ

وتصبِّحَ المدخانْ ضوِّي النَّوالي
من فوقْ حجلٍ كنِّها طيرْ مطيورْ

إنْ حثها فرَّتْ سواتْ الغزالي
إنْ كان ما ظلَّتْ كما قوسْ باكورْ

ويحمونها الشجعانْ جرفَ الهيالي
العزوه ها اللّي مالها في العدو سورْ

ما هم كما اللّي زيلتهْ والخيالي
ما سرَّتهْ في العسر والحظّ مكسورْ



سود الوجيهْ أهلَ الرَّدى والنَّذالي
إللِّي يغرُّونكْ ولوْ مغرورْ

إنْ غبتْ عنهمْ وسَّعو في المجالي
وانْ جيتُهمْ قاموا كما صفّ طابور

حيٍّ يرحِّبْ بك وحيٍّ يلالي
ويضيع خمنكْ بينْ صدّاقْ ومكورْ

يا عاذلي خلَّك حذرْ للمحالي
إنْ كانْ جرَّبتَ المعاني وغندُورْ

لا عادْ تشربْ غير جمٍّ زلالي
واحذرْ من المالاَ يجي فيه دغثورْ

كلٍّ على ما تخبرهْ لا يزالي
ما يتركَ العادهْ وهي خطّ مسطورْ

وانْ كانْ شاوفْ لكْ سواتَ الزَّوالي
لا ظلمْ الليلْ شُدُّهْ منَ النُّورْ

عزِّي لمنْ حامتْ عليه الحمالي
وانْ نشَّها طارتْ من الوركْ للزّور



لحقْ عليها الغزلْ والحالْ بالي
ولا عادْ يترثْ لو ضربتهْ بباكورْ

ويا الله ياللِّي لا عطا ما يسالي
تعزَّ لي فيصلْ وناصرْ ومستورْ

وُحُمودْ وعيالهْ وكلَّ العيالي
إنْ رادَهمْ رايدْ لنا عادْ مسرورْ

وانْ زارْ خالي لقي عزّ فالي
لا قاهْ بالترحيبْ معْ كلّ ميسورْ

يا عزّ جرِّبْ مكرشومَ الليالي
هامانْ ما عمّرْ وفرعونْ مثبورْ

أهلَ الكرمْ بحلا لها ما تبالي
وبيتَ الكرمْ دايمْ على العزْ معمورْ

ومنْ زارنا زرناهْ لو كان جالي
ولوْ حالْ منْ دونه بوابيرْ وبحورْ

ومن عافنا عفناهْ لوْ كانْ غالي
ومن له سلفْ يلقاه لو كان عصفورْ



نسم الصِّبا تصفقْ نسيمَ العوالي
وأشوفْ لي بينَ الهبوبينْ كافورْ

إن كانْ ما همَّلْ عليها الخيالي
لا يفوحْ بينَ الهبوبينْ كافورْ

يا فيصل اسمعْ في هواجسْ بالي
مثل العسلْ صافي وفي كاسْ بنُّورْ

إليا شربتهْ طابْ لي واستوالي
وليا سقيته صاحبٍ قالْ مشكورْ

يابو محمَّدْ بَشِّر الحظّ عالي
حنَّا سكنَّا في مرابيعْ وقصورْ

من فضلْ مولانا عزيزَ الجلالي
في اعزّ منزالٍ وفي حالْ مستورْ

وجيراننا من طيِّبينَ الرِّجالي
بالعون خمسهْ لا لفوْ كلّ معسور

في كلِّ يوم يذبحون الخيالي
وكلّ ليله عندهمْ لفوُ وخطورْ



ويدِّورون انْ غبتْ وصَّوا عيالي
وانْ جيتْ قالووينْ غالبْ ومنصورْ؟

زادو وزادو وبالوفا والكمالي
وبنْ داري محكمَ العلمْ والشَّورْ

يقرِّبَ الموترْ وكنَّهْ حلالي
ويقولْ هيّا ارْكْبْ ولاَ انتهَ بمعذورْ

وروحْ أسَيِّر في السَّهلْ والجبالي
وصيدْ في عمقَ الظِّبا واذبحْ اطيورْ

عليهمَ البيضا ثلاثٍ تلالي
من حد مالهْ حدْ وايَّامْ وشهورْ

هذى هواجيسي وما حثّ بالي
واختامها صلُّوا على كاملَ النُّورْ

وله ألفيّة رائعة يقول فيها :

أليفْ أبدعْ منْ هواجيسْ بالي

يوم افتكرْ في أيّامنا واللّيالي
والقلبْ في أفكارْ من كلّ حالي
باحتْ بسدَّهْ بعدَ كان مكنونْ

ألبا بدعت أمثالْ بالي وغنَّيتْ
وعدِّك المعنى على ما تورَّيت
وبا اللهْ يا ربِّي عليك استغرَّيتْ
واودعتكَ اللِّي يوم قيَّستْ بيكونْ
وهي طويلة بعدد حروف الهجاء . وقال الشريف سلطان بن عوض الله الفعر يخاطب ابن عمه فيصل بن محمد ابن

سلطان الفعر:
يا مرحباَ ترْحيبْ شوقٍ لمعناهْ ..... ترحيب ظامي للغشونَ المهلاّتْ

ترحيبْ من فارقْ خليلهْ ولاقاهْ ...... لاقاهْ حيٍّ بعد ما يحسبهْ ماتْ

يا كاتب اقري لي لحونٍ مسوَّاهْ ...... جتني صلاةَ الصُّبحْ منْ بعدْ وفواتْ

أندبْ بها اللِّي يوم هجرس ذكرناهْ ...... ونردَّها خمس وتهلّ خمساتْ

شرههْ وفرحهْ والبحرْ مختلطْ ماهْ ...... العذبْ والمالحْ ولا تعرف ايّاتْ

جبرْ على قلبي وعنَّاهْ واصفاهْ ..... وابدي ضميرهْ والسُّدود والخفياتْ

واليا ذكر مابهْ على اللهْ مشكاهْ ..... نعم الدِّخيلْ اللّي يكافي المهَّماتْ

ما سرّ فرعونَ القصورَ المرسَّاهْ ...... والماسْ والفضَّهْ ولوفَ الجنيهاتْ

لو يبلص ازراعيلْ لاعْطاهْ واغْناهْ ...... لكنّ وعد الصِّدقْ ما فيه حيلاتْ

يا فيصل اسمعْ في جرابي ومعناهْ ...... وانْ كانْ في معناهْ بعضَ العدالاتْ

وانْ كانْ يغلطْ بلكي الدرب مغواهْ ...... والَّليلْ داجي ولتّفاريجْ صرْقاتْ

واختمْ كلامي بالنَّبي صاحب الجاهْ ...... محمّد ألمذْكورْ خيرَ البريَّاتْ


وفي محاوره شِـعريّه بين الشّـاعر والذِّئب وكان للشّاعر جار عنده شـاة ، وأحب الجار أن يودع شاته مع أغنام شاعرنا فوافق بكل أريحيه ، ولكن في ليلة من الليالي تسلل الذئب إلى حظيرة الغنم ولسوء الحظ افترس
شاة الجار مع أغنام وشياه أخرى ، فقال الشاعر هذه القصيدة التي يتوعّد فيها الذّئب :


ألا واهْ يا ذيب الخلا ياقْبح النِّيّات

تِخَشِّش يدينك فالمغاور وتِظهرها

أنا ماحْسِب انّك تتبع الفيّ والغَرّات

وتسْطى على شـاة المسافير تعْقرها

لك الله قَسَم لو جيتني فابرك الحَزّات

لَخَطِّر يمينك بالسّهم لين تقصِرها



فأجاب الشاعر على لسان الذئب :

ألا يا حلِيّ القاف لا تِكثر الونّات

تراها عوايد مثلنا ما يغيّرها

ندوس الليالي السّود فالأمن والخيفات

وكم فِرقةٍ صكّوا عليها ندعْثِرها

وكم ليلةٍ ظَلا الشّحم فالصُّمود افتات

نعدّ الرّعايا كل فِرقه بسايرها

وله هذه القصيدة التي بعث بها الى الشريف مشعل بن زيد آل زيد :

سلام ياهْل الكرم والشّجاعه
ياهَل حِلالٍ تكرم الجار والضّيف

يشهد لهم تاريخهم والإذاعه
في نشْرها جَتْتنا الحقايق والاخبار

ألاد زيد اللي يحب الجماعه
ويلمهم في مجلس العُرف والشّار

ما لمّهم يبغى وراهم طِماعه
ويَطْرِد العليا لهم لو بِمِخسار

الطيب لاهل الطيب يبقى وداعه
والعرف يبقى مع وسيعين الَفْكار

بيت الكرم دايم منشِّر شراعه
وتشوفه الضيفان من بُعد الاقطار

راعيه يِعرف مثل عرف الزراعه
يوم الزراعه لها ناس شُبّار

ردّيت هالبيتين ماهي براعه
لكنّ في حِشمة رفيعين الَقْدار

مشعل بذكره ونورٍ شعاعه
سِوات نور الصبح مابين الانوار

إِمْقابل الخُطّار ماهو زعاعه
ولا يميل يمين عنهم ولا يسار

والله ما مرّه يقع ربع ساعه
إلا ومحماسه وبنّه ولَبْهار

إمْنظّمه في خْيام بارضٍ وساعه
والكوم في معلاقها والشحم قار

يالله ترزقهم بِسعد اوْقناعه
وجِعل حلاله مضيّفٍ كُلّ مرّار

والختم صلوا فراد اوْجماعه
على النبي المصطفى خير الابرار

وقصائد الشريف سلطان أكثر من أن تحصى ولا يتسع المجال لإيرادها هنا
ولعل في ما أوردته ما يفي بالغرض من التعريف بالشاعر الغني عن التعريف وبشعره الذي لا زال يعيش بيننا بديوانه المطبوع وبأبنائه الذين لا يقلون شاعرية عن أبيهم ، رحم الله شاعرنا رحمة واسعة وأسكنه من الجنان فسيحها وأعلاها .

بواسطة : hashim
 3  0  7757
التعليقات ( 3 )

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    27-02-33 10:44 مساءً الشريف ثامر الشنبري :
    والنعم بالشريف سلطان بن عوض الله الفعر من طحاطيح الأشراف الفعور
    والله يجعل مثواه الجنه

    معروف بكرمه وشعره وحكمته


    وسلمت اخي حامد محمد الشريف
  • #2
    08-02-34 09:49 مساءً جمانه ناصر سلطان عوض الله الشريف :
    السلام عليكم منورين المنتدى ☺
  • #3
    17-03-34 06:43 مساءً ياسين احمد ياسين العجلوني :
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
    نرجو منكم تزويدنا بمشجرة النسب لال الفعر
    كوني قد اخرجت موسوعة انساب العرب واتمنى ان تتفضلوا علينا حتى ندخل انسابكم في هذه المشجرة
-->