جهود المملكة العربية السعودية في خدمة المخطوطات
الخميس - 28/12/1432 هـ
الخميس - 28/12/1432 هـ
الرياض - دارة العرب
أوضح الدكتور عوض القوزي أن المملكة العربية السعودية اهتمت بالكتاب المخطوط، ونشطت مؤسساتها في الحصول عليه أصلاً وصورة، حتى احتلت موقعًا متميزًا بين الدول الأكثر امتلاكًا للمخطوطات، حيث شغلت المرتبة الخامسة بين أكبر عشر دول إسلامية امتلاكًا للمخطوط؛ جاء ذلك في محاضرة قدمها في خميسية حمد الجاسر الثقافية يوم الخميس 28 ذي الحجة 1432هـ، وقد أدار المحاضرة سعادة الدكتور عبدالعزيز التويجري.
وأشار المحاضر إلى أن المكتبات العالمية تفخر بما تحويه من تراث مخطوط، لأنه يمثّل الزاد الثقافي والحضاري للأمة، وقد أولى علماؤنا الأولون المخطوط عناية خاصة، إذْ كان الخلفاء في الدولة العباسية يجلبون العلماء والخطاطين ويُجرون عليهم الأعطيات لينسخوا الكتب ويودعونها خزائن الخلفاء، وكانت الرحلة إلى الكتاب لا تثني الصعاب وعزم طلاب العلم إن هم سمعوا بوجود عالم أو عرفوا مكان كتاب نادر؛ فكان الطلاب يرحلون من الأندلس إلى بغداد طلباً للعلم، ولاستنساخ بعض الكتب والعودة بها إلى المغرب والأندلس لنشرها في قومهم إذا رجعوا إليهم. وظل الاهتمام بالكتاب يورث جيلاً بعد جيل حتى يومنا هذا.
كما أشار إلى أن المستشرقين أدركوا قيمة الثقافة العربية، وتراثها، فأولوها اهتماما بالغاً ونبهوا إلى ثراء مكتبتنا العربية، وبادروا بالاستفادة منها عن طريق النشر والترجمة، بحكم تقدمهم العلمي والصناعي.
وأوضح أنَّ الأمة العربية أخذت تصحو منذ منتصف القرن العشرين وبدأت طلائع المثقفين العرب تأخذ دورها في تحمل الأعباء تجاه هذا التراث، ومع نشأة جامعة الملك سعود، أول جامعة سعودية عام 1377هـ / 1957م بدأت الجامعة تهتم بالتراث وأخذت تنفق بسخاء على شراء المخطوطات في مناحي الثقافة المختلفة، وواكب ذلك إدخال التقنية الحديثة في المكتبات العالمية ومن ثم إلى أروقة هذه المكتبة فاجتلبت أجهزة التصوير، والقراءة، والترميم والحفظ، وأصبحت الموجودات من هذا التراث متاحة للمطالع بطرق ميسرة وسهلة؛ بل إن الحصول على مصورات هذه الكتب لا يمثل عقبة أمام الدارسين، كما أثنى على عمداء المكتبات في الجامعة وعلى رأسهم الدكتور أحمد الضبيب والدكتور عبدالعزيز الهلابي والدكتور ناصر الحجيلان، ورائد المحققين الدكتور عبدالعزيز المانع، الذين قدموا جهوداً كبيرة في خدمة المخطوطات، حيث بلغ إجمالي المخطوطات بالجامعة حتى عام 1424هـ / 2003م (20.249) منها (10840) مخطوطاً أصليًا، كما بلغ عدد المخطوطات المصورة (1865)، أضيف إليها (7544) مخطوطة مصورة على ميكروفيلم، وميكروفيش إلى جانب مجموعة من الوثائق الخطية التي جرى العمل على فهرستها وتصنيفها.
كما أشار إلى أنَّ أقدم الخدمات المكتبية المنظمة في المملكة لم تكن متوفرة قبل عام 1391هـ/1971م الذي ابتدأت فيه جامعة الملك سعود بإصدار الفهارس الخاصة بمقتنياتها من المخطوطات، وما إن ظهرت تلك الفهارس حتى أخذت المكتبات الجامعية الأخرى في السير على الطريق نفسه، فتبعتها بعد ذلك جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ثم جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، فجامعة أم القرى بمكة المكرمة، ثم الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
وفي ختام محاضرته قام بمقارنة موجزة بين هذه المكتبات، وأكد بأن مركز الملك فيصل يتصدر القائمة في عدد مقتنياته المخطوطة والمصورة، يليه في الترتيب جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، فجامعة الملك سعود، ثم دارة الملك عبدالعزيز، فمكتبة الملك عبدالعزيز العامة، يليها المكتبة السعودية، ثم المكتبة العامة التابعة لوزارة التربية والتعليم.
المصدر: موقع مركز حمد الجاسر الثقافي