[الحديث الثاني]
من «قطف الأزهار من تعليق الحافظ الذهبي لحديث نبي الأمة المختار» لإبراهيم الهاشمي الأمير
تعليق على حديث: ((قراءة القرآن ليلة والتوراة ليلة))
وهل نُسخ التوارة اليوم صحيحة؟
قال الحافظ الذهبي(ت748هـ) في «السير»: «فأما ما رُوي من أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن لعبدالله [بن سلام] أن يقوم بالقرآن ليلة وبالتوراة ليلة، فكذب موضوع قبح الله من افتراه؛ فإن صح، ففيه رخصة في التكرار على التوراة التي لم تُبدل، فأما اليوم، فلا رخصة في ذلك، لجواز التبديل على جميع نسخ التوراة الموجودة، ونحن نعظم التوراة التي أنزلها الله على موسى -عليه السلام-، ونؤمن بها؛ فأما هذه الصحف التي بأيدي هؤلاء الضلال، فما ندري ما هي أصلاً. ونقف، فلا نعاملها بتعظيم ولا بإهانة، بل نقول: آمنا بالله وملائكته وكتبه ورسله. ويكفينا في ذلك الإيمان المُجمل، ولله الحمد«.
بيد أن الحافظ الذهبي في موطن آخر ذكر بأن نسخة صحيحية من هذه التوراة في القرن الأول الهجري كانت بيد التابعي الجليل العلامة كعب الأحبار اليماني لم تبدل ولم تحرف، رماها كعب الأحبار في البحر خشية أن يتكل الناس عليها عند موته، أمَّا التي في زمانه كما مر فتوقف في قبولها لجواز التبديل والتحريف فيها، فقال: «وهذا القول من كعب دال على أن تيك النسخة ما غيرت ولا بُدلت، وأن ما عداها بخلاف ذلك. فمن الذي يستحل أن يورد اليوم من التوراة شيئاً على وجه الاحتجاج معتقداً أنها التوراة المنزلة؟ كلا والله«.
قال تعالى
(مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (الجمعة:5)
وقال تعالى في حفظ القرآن الكريم
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9)
( لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (الحشر:21)
الفرقان 30
الله يجزاك الخير يا ابو هاشم
سؤال : هل نهى عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن قراءة كتب أهل الكتاب
وحث فقط على قراءة القرآن الكريم - نرجو الرد ؟