وثائق 6 قرون في خزنة مكية
الخميس 20/01/1433 هـ
الخميس 20/01/1433 هـ
جمع أصغر باحث في التاريخ المكي، لم يتجاوز عمره الخامسة والثلاثين عاما، أكثر من 1000وثيقة مكية، كشفت حقائق تأريخية وأسرارا ربما ظلت لعصور طويلة غائبة عن المهتمين بالتأريخ وكتابة أحداثه التي عاشتها قبلة الدنيا مكة المكرمة.
وأمضى حسام بن عبدالعزيز مكاوي 12 عاما في البحث والزيارات المتكررة للأسر المكية وانتهى به الأمر إلى الوصول إلى هذا الإنجاز الذي وثق جانبا من أسرار العاصمة المقدسة.
وكشف حسام مكاوى لـ «عكاظ» الشباب الكثير من أسرار الوثائق والمخطوطات التي توصل إليها قائلا «بدأت الاهتمام بالوثائق عام 1420هـ عندما قررت كتابة مذكرات (السيد أحمد بيت المال) تحت مسمى (النخبة السنية في الحوادث المكية) بعد 150عاما من وفاته، حيث وجدت أسماء عوائل وأسرا ذكرت في الكتاب، عندها قررت العمل على جمع بعض الوثائق».
ويضيف مكاوي «وبعد الانتهاء من هذا العمل اكتشفت أن الوثائق تحتوى على معلومات أهم من تلك التي ذكرت في المذكرات، فقررت وقتها السعي جاهدا لجمع المزيد من الوثائق من العوائل والأسر المكية حتى لا تتعرض للتلف أو الاندثار، فاتصلت بالدكتور فهد بن عبدالله السماري الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز الذي شجعني على المضي في هذا المجال».
مشيرا إلى أنه توصل إلى وثائق تأريخية هامة تحكي الحضارة المكية لعدة قرون، وأضاف «توصلت إلى وثائق تأريخية هامة تحكي الحضارة المكية لعدة قرون ومنها وثائق تصف محتويات البيت المكي قبل 150عاما، ووصل عدد الوثائق الموجودة لدي إلى ما يزيد على 1000وثيقة، وأعتبرها مصدرا من مصادر التأريخ وبها مصداقية عالية أكثر من الكتب، بالإضافة إلى أنها تحوي توصيفا للأحداث والمعالم بطريقة نقية بعيدة عن أية مؤثرات خارجية كالتي تحدث لكاتب التأريخ الذي يتأثر بالرأي والعاطفة في بعض الأحيان، بينما الوثائق المكتوبة تتميز بأنها واضحة ومحددة للتأريخ والشهود والمزكين».
وبين مكاوي أنه ومن خلال الوثائق «تم كشف أشهر بيوت الأوقاف في مكة والتي منها (القصر المشنشن) و (وقف ريع باب السلام) والتي لم يعرف من بناها، كذلك ومن خلال الوثائق، تم اكتشاف أن السلطان المصري «قايت باي» هو من بنى قصر المشنشن ووقف ريع باب السلام قبل 880 سنة هجرية مضت، إضافة إلى أنها تحتوى على معلومات دقيقة وصحيحة في حالات الوفاة، فهي تحدد وتذكر أن وفاة فلان بن فلان كانت يوم كذا، وتذكر التاريخ المحدد بخلاف الكتب التاريخية التي قد تختلف أحيانا في تاريخ الوفاة والذي قد يصل أحيانا إلى فروقات لأكثر من عشرة أعوام في بعض التواريخ».
وأكد حسام انتهاءه من تأليف وإخراج ثلاثة كتب هي كتاب «التحفة السنية في الحوادث المكية» ،تحت الطبع،وكتاب «الوثائق المكية» ويحتوي على 120وثيقة مكية ويتم حاليا مراجعته بشكل نهائي، وكتاب ثالث هو «المصطلحات الحضارية في بعض الكتب المكية من القرن التاسع إلى القرن الرابع عشر»، مفيدا«تبنت دارة الملك عبدالعزيز طباعة هذه الكتب الثلاثة وقدم لي الدكتور فهد بن عبدالله السماري الأمين العام للدارة كل الدعم لإخراج أعمال رائعة نحو خدمة تأريخ وجغرافية وآداب مكة المكرمة قبلة المسلمين في العالم»، عادا التشجيع الذي وجده من كل من الدكتور عبدالوهاب أبوسليمان، الدكتور معراج مرزا، والدكتور عبدالله شاوش ،دعما كبيرا في مواصلة رحلة البحث والاكتشاف، وأضاف ممتدحا «كذلك تعاون العديد من الأسر المكية،منهم أمين نائب الحرم الذي فتح أمامي الخزانة الوثائقية للعائلة وأطلعني على محتوياتها لمواصلة التحقيق والبحث في محتوياتها، والسيد ماهر علوي ناظر أوقاف آل العلوي وعبداللطيف الشيبي وماجد رحمة الله وأحمد بن ذاكر خوج، الذين منحوني وثائق كثيرة كشفت العديد من الجوانب الثقافية والحضارية والحياة المعيشية لمكة المكرمة في قرون مضت».
وألمح مكاوي إلى أنه ينوى مواصلة رحلة الكشف عن الوثائق «أنا متأكد من وجود آلاف منها ما زالت الأسر المكية تحتفظ بها أكثر من التي تم اكتشافها حتى الآن، وأتمنى من الأسر المكية الكريمة التعاون والتواصل مع الباحثين ودارة الملك عبدالعزيز»، وتمنى عليهم «البعد عن مسألة التحفظ والخوف من كشف الوثائق، لكي يتم توثيق التأريخ قبل اندثاره أو تعرضه للضياع».
وختم حسام مكاوي قائلا «يتم حفظ الوثائق من خلال نشرها في مؤلفات وكتب تحفظ في الداخل والخارج بدلا من المتاحف والخزائن التي قد تتعرض للحوادث والحرائق، خصوصا وأن نشرها فيه فائدة للأسر لتوثيق تأريخهم ومهنهم وحياتهم لتبقى مستمرة للأجيال المتلاحقة».
المصدر: صحيفة عكاظ، الخميس 20/01/1433 هـ