ابن فضل الله العمري
وكتابه
مسالك الأبصار في ممالك الأمصار
(700 - 749 هـ - 1301 - 1349 م)
الجزء الثاني
عبدالحميد الأزهري
وكتابه
مسالك الأبصار في ممالك الأمصار
(700 - 749 هـ - 1301 - 1349 م)
الجزء الثاني
عبدالحميد الأزهري
أولاً: نبذة تاريخية عن علم المسالك والممالك:
قال الأستاذ تيسير خلف في مقدمته لكتاب "المسالك والممالك" للمُهلبي: نَشَأ علم "المسالك والممالك" في أَوْج ازدهار الخلافة العباسية، على يد عدد من المصنِّفين وكُتَّاب الدواوين، الذين كانت تتجمَّع بين أيديهم مُعطيات كثيرة عن الطُّرق، والمسالك، والخراج، والواردات، والنفقات، وأسماء المواضع، وكان كتاب ابن خَرداذبه[1] "المسالك والممالك" الذي وضَعه سنة 232 هجرية [846م] فاتحةَ هذا العلم، بعد أن تولَّى البريد والأخبار في "بلاد الجبل" في عهد المعتمد العباسي، وقد تطوَّر هذا العلم بشكلٍ مطرد، إلى أن بلَغ ذِروته في القرنين اللاحقين، ثم تطوَّر في صَدْر العصر المملوكي على شَكْل موسوعات كوزموغرافية، لعلَّ أشهرها وأهمَّها موسوعة "مسالك الأبصار في ممالك الأمصار"؛ لابن فضل الله العُمري المتوفى سنة 749 هجرية [1338م].
واختتمَ بكتاب "زُبدة كشف الممالك في بيان الطرق والمسالك"؛ لخليل بن شاهين الظاهري المتوفى سنة 873 هجرية [1468م]، والذي يعدُّ آخر المصنَّفات العربية الإسلامية في هذا العلم، ذلك مثل كتاب الجيهاني، وابن حوقل، والإصطخري، والبكري وغيرهم، ويرى العلاَّمة السوري الدكتور صلاح الدين المنجد أنَّ علم "المسالك والممالك" هو أقرب ما يكون للجغرافيا الوصفية Geographie Descriptive؛ "لأنه لَم يَقتصر على ذِكر الطرق والمسالك والمراحل، بل وصَف البُلدان والمدن - إدارةً، وتاريخًا، واقتصادًا - أوصافًا تقلُّ أو تزيد باختلاف العصر والمؤلف"؛ا.هـ[2].
التأريخ والمؤرخون في عصر المؤلف:
شَهِد أواخر القرن السابع الهجري والقرن الثامن الهجري مولدَ عددٍ من المؤرخين المعروفين من الفرس والعرب، واشتَهَرت مؤلفاتهم في الآفاق، ومن ثَمَّ فإنَّ ظهور ابن فضل الله العمري هو امتدادٌ طبيعي لهذا الفيض من المؤرِّخين، ولَمَّا كان العالم الإسلامي متَّصلاً ومتواصلاً، ورحلات الرَّحالة وزيارات التُّجار والسُّفراء، وتنقُّلات العلماء والأُدباء من وطنٍ إلى آخر لا تَنقطع، وكان سلاطين هذه العصور يَهتمون بطُرق التجارة والقوافل والبريد؛ لذا أقاموا عليها العمارات وأنشؤوا الرِّباطات، وأمَّنوا السالكين في الآفاق؛ ولذلك كانت أخبار الممالك الإسلاميَّة معروفة ومتداوَلة، لا تَخفى خافية عن جوابي البلاد من الرَّحالة والمؤرِّخين، ظهَر في أواخر القرن السابع الهجري المؤرِّخ الكبير علاء الدين عطا ملك جويني المتوفى 681هـ، وكان مُقرَّبًا من خانات المغول في عهد هولاكو وخلفه، وتولَّى حُكم بغداد، وقد ألَّف كتابًا من أفضل كتب التاريخ في العصر المغولي وهي "جهانگشاي": "فاتح العالم"، وهو في ثلاثة مجلدات ضخمة، وكتاب نظام التواريخ للقاضي ناصر الدين البيضاوي، والذي ألَّفه سنة 674هـ، وهو كتاب كبير في ثلاثة مجلدات، وكتاب "تاريخ بناكتي أو روضة أُولي الألباب في تواريخ الأكابر والأنساب"؛ تأليف أبي سليمان داود البناكتي، من مؤرِّخي وشعراء بلاط غازان خان، وفي الثلاثينيات من القرن الثامن الهجري ظهَر كتاب مؤلفنا ابن فضل الله العمري سنة 738هـ، وفي نفس العام ظهَر كتاب "تاريخ وصاف أو تجزية الأمصار وتزجية الأعصار"؛ لشهاب الدين عبدالله الشيرازي المعروف بوصاف الحضرة، وهو باللغة الفارسية في خمسة مجلدات، وكانت رحلة ابن بطوطة المعروفة بـ"تحفة النظَّار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"؛ لمحمد بن عبدالله بن محمد بن إبراهيم اللواتي الطنجي، من أهم مؤلَّفات القرن الثامن الهجري، وقد كُتِبت هذه الرحلة سنة 757هـ؛ أي: بعد تأليف "مسالك الأبصار في ممالك الأمصار" بفترة وجيزة، ونُشير إلى كتاب "مجمع الأنساب"؛ لمحمد بن علي بن محمد الشبانكاره الذي وضَعه بالفارسية سنة 743هـ في التاريخ العام، باعتباره يدخل ضمن ظاهرة التأليف والتصنيف في التاريخ الإسلامي[3].
مقدمة عن الكتاب:
أضخم الموسوعات العربية التي تُفاخر معظم مكتبات العالم بامتلاك أجزاء منها، طُبِع المجلد الأول منه بتحقيق أحمد زكي باشا، [ثم طُبعت أجزاء أخرى منه بتحقيقات مختلفة]، وقال الأستاذ أحمد زكي باشا: هذا كتاب "مسالك الأبصار"؛ لابن فضل الله العُمري، لا يحتاج إلى التعريف به وبمؤلِّفه؛ فقد استفاد منه في القرون الوسطى كلُّ أكابر العلماء في الشرق؛ من عرب وفرس وترك، حتى إذا ما رحَل العلم من بلادنا واستقرَّ بأرض أوروبا، تنبَّه المستشرقون إليه فاسْتَقوا من بحره الطامي، مثل: "كاترمير" الفرنسي، و"أماري" الطلياني، فكان لهما القِدْح المعلَّى، والراية البيضاء في استخراج كنوز المعارف من هذا المعدن الغني السَّخي الكريم، وقال ابن شاكر الكتبي: "كتاب حافل، ما أعلم أنَّ لأحدٍ مثله".
شرَع العمري في تأليفه بعدما اعْتُقِل وصُودِر، وقُطِعت يدُه، أثناء الإقامة الجَبرية التي فرَضها عليه الناصر بن قلاون سنة 738هـ، والتي دامَت حتى 740هـ، ومات كهلاً سنة 749هـ في طاعون دمشق من غير أن يُتِمَّه، وقد ذَيَّل عليه ولده شمس الدين محمد.
موضوعه:
وهو - كما وصَفه العمري نفسه - قسمان: الأوَّل في الأرض، والثاني في أهل الأرض والأقوام المختلفة، وينقسم القسم الأول بدوره إلى قسمين أيضًا، وقد استخَدم العمري له كلمة "النوع" الفريدة، ولعلها في مقابل كلمة "الفن" التي استعمَلَها النويري.
النوع الأول: في ذكر المسالك، ولعلَّه استخدَم هذا العنوان بمعناه الوسيع الذي يَشمل الجغرافيا العامة، وفيه خمسة أبواب:
الأول: في أبعاد الأرض وأوضاعها، والثاني: في الأقاليم السبعة، والثالث: في البحار وما يتعلَّق بها من مسائل، وقد تحدَّث فيه عن القنباص "البوصلة" أيضًا، الرابع: في القِبلة وعلاماتها، والخامس: في الطرق.
النوع الثاني: في ذِكر الممالك، وفيه خمسة عشر بابًا، فيتحدَّث فيه بالترتيب من الشرق إلى الغرب عن البلدان والممالك التالية: الهند، بيت جنكيز خان، الجيل، الجبال، أتراك الروم (آسيا الصغرى)، مصر والشام والحجاز، اليمن، المسلمين بالحبشة، والسودان، مالي، جبال البربر، إفريقية، بر العدوة (المغرب)، الأندلس، العرب المعاصرين وأماكنهم.
والمؤلِّف في حديثه عن الممالك الإسلاميَّة لا يَستعرض أحداثًا تاريخيَّة بقَدْر ما يُقدِّم لنا استعراضًا حضاريًّا، وإني لأعدُّ كتابه هذا ضمن المؤلَّفات التي تؤرِّخ للحضارة، فهو كتاب حضاري يستعرض الجوانب الحضارية عند الشعوب في مختلف الأمصار، فهو يؤرِّخ للحضارة الإسلاميَّة، وهذا النوع من المؤلَّفات قليل، ورجاله قلائل، ونُطالع في حديثه عن الممالك الإسلاميَّة استعراضَه لأوضاع الملوك والوظائف، وأرباب الرُّتَب العالية وما لهم من أرزاق، وزي الناس ولباسهم، وطعام الناس ومأكلهم، والميزان، والمكيال، والعُملة، ومقدار كلٍّ منها، ومقارنتها بالمصري والشامي، واستعراض الجيوش وتكوينها وتسليحها، وعَدَدها وعِدَدها، ومُخصصات أهلها، وما تُنتجه أراضي الممالك من بَقْلها، وفومها، وأشجارها، وأنواع المعادن وقيمتها، واستعمالها، ولا يهمل الحديث عن كيفيَّة جلوس السلاطين، وأرباب الوظائف، وتلقِّيهم القصص والشكاوى، وكيفيَّة عَرْضها ووصولها إلى السلطان، وإصدار الفرمانات، واليراليغ، والأوامر، وخَتْمها بالخاتم السلطاني، ويتحدَّث عن القصور، والبيوت، والخركاوات، وما تَحتويه من وسائل معيشيَّة، ويَستعرض نظام الإدارة، وتولية المناصب، والوظائف في الممالك الإسلاميَّة المختلفة.
نَخلص من هذا أنَّ المؤلف كان يسعى لتأريخ الحضارة الإسلامية في عصره: في الهند، وإيران، وبلاد الترك، والصين، والروم، ومصر، والشام، والحجاز، مع عدم إهمال للجانب التاريخي.
القسم الثاني: في أهل الأرض والقبائل والأقوام المختلفة، وفيه أربعة أنواع:
الأوَّل: الذي يبدو أنه مرحلة انتقاليَّة، يُقارن بين الشرق والغرب، ويتحدَّث فيه عن الطبيعة والحيوان، وطوائف العلماء.
الثاني: في الأديان المختلفة.
الثالث: في طوائف أهل الدين.
والرابع، في التاريخ، وفيه بابان:
الأوَّل: في الحكومات قبل الإسلام.
الثاني: في الحكومات بعد الإسلام.
كما يقوم بعمل تراجِم مستوفاة لأهل البلاغة والبيان، ثم يُتبعها بعمل تراجِم لأشهر مَن عُرِفوا بالزهد؛ سواء في المشرق أو المغرب من عصر التابعين حتى عصره، ثم تراجِم الشعراء، وفلاسفة اليونان، وأهل الموسيقا والألحان، ثم بعد ذلك يَعقد فصلاً يتحدَّث فيه عن مفردات الأغذية والأدوية من نبات ومعادن، ثم يتحدَّث عن الدول التي قامَت في المشرق والمغرب، كالدولة الأُموية، والعباسية، والعُبيديَّة.
ويَعتبر القسم السادس أهم أقسام الكتاب، وقد تولَّت تحقيقه المستشرقة دوروتيا كرافولسكي "حرم الدكتور رضوان السيد"، تحدَّث فيه العمري عن مملكة مصر والشام والحجاز؛ أي: عن الدولة المملوكية في عصره، وقد كان المصدر الأساسي لكلِّ مَن كتَب عن هذه الحقبة من بعده، كالقلقشندي، والمقريزي، والسيوطي، بل إنَّ المقريزي أدْرَج هذا الباب كله في كتابه "الخُطط"، ومن أبواب الكتاب: الباب الخامس عشر في ذِكر العرب الموجودين في زمانه، من أطراف العراق إلى آخر المغرب.
منهج المؤلف في تأليف الكتاب:
يمكن أن يُعَدَّ "مسالك الأبصار" كتابَ مطالعة للمعلِّمين، ورُوَّاد الأدب، وإنَّ تأليف مثل هذا الكتاب يحتاج إلى قريحة أدبية بارعة، وذِهن جوَّال ناقد، والعمري يتحلَّى بكلتا الصفتين على أعلى حدٍّ، لقد سلَك فيه مسلكًا فريدًا، فأبدَع فيه؛ حيث اعتمَد على أكثر من منهج في التأليف:
أوَّلها: منهج الرواية بالمشاهدة والرؤية، وهذا فيما يتعلَّق باستعراضه لأحداث ووقائع عصره في ممالك مصر والشام والحجاز، وفي منهجه هذا يتحدَّث حديثَ الخبير المتخصِّص، ولا يذكر مصدرَ روايته أو مشاهدته؛ باعتباره الشاهدَ عليها، ولا تَفوته شاردة ولا واردة إلاَّ وذكَرها، مما قد يَجهله كثيرون غير مقرَّبين من الحضرة السلطانيَّة؛ ولذلك وجَدناه يُطنِب في الحديث عن مصر وأحوالها وأحوال سلاطينها إطنابًا، ويُرسل الحديث إرسالاً في كلِّ الجوانب التاريخيَّة والحضارية.
ثانيها: منهج الرواية بالسماع، وهذا قائم على سماع رواية الذين شاهَدوا تلك البلاد، واطَّلعوا على أخبارها من التجار والزُّوَّار، وقد ذكَر ذلك في أحداث ووقائع ممالك الهند، وممالك قانات المغول، وممالك بلاد الجيل، والجبل، وممالك الروم، وفي منهجه هذا تحدَّث عن ممالك الهند قائلاً: كنتُ أسمع الأخبار الطائحة والكتب المصنَّفة ما يملأ العين والسمع، وكنتُ لا أقف على حقيقة أخبارها؛ لبُعدها منا، وتنائي ديارها عنَّا، فلمَّا شَرَعت في تأليفي هذا الكتابَ، تتبَّعت ثِقاة الرواة، ووجَدت أكثر مما كنتُ أسمع، وأجلَّ مما كنتُ أظنُّ.
ويشرح "العمري" هذا المنهج قائلاً: "كنت أسأل الرجل عن بلاده، ثم أسأل الآخر والآخر؛ لأقف على الحق، فما اتَّفَقَت عليه أقوالُهم وتقارَبت فيه أثْبَتُّه، وما اختلفَت فيه أقوالهم، أو اضطربتْ تركتُه، ثم أُنْزِل الرجل المسؤول مدَّة أُناسيه فيها عمَّا قال، ثم أُعيد عليه السؤال عن بعض ما كنتُ سألتُ، فإن ثبَت على قوله الأوَّل، أثْبَت مقالَه، وإن تزلْزَل أذهبتُ في الريح أقوالَه، كلُّ هذا لأتروَّى في الرواية، وأتوثَّق في التصحيح".
وهذا المنهج العلمي الصحيح الذي سلَكه ابن فضل الله العمري مع رُواته، ومصادر أخباره، يؤكِّد مدى أهمية ما أورَدَه وما أثبتَه، ولعلَّ وظيفته في البلاط السلطاني قد أتاحَت له فرصة مقابلة العديد من الواردين إلى البلاط، ويقول في ذلك: "أسأل كلَّ واردٍ على باب سلطاننا - أعزَّه الله بنصره - من جميع الآفاق، ووافد استكنَّ تحت جناح لوائه الخَفَّاق، إلاَّ وسألتُهم عن بلادهم، وأوضاع ملوكها، ووظائف الرعايا في سلوكها، وما للجنود بها، وطبقات أرباب الرُّتب العالية من الأرزاق، وكيف زي كلِّ أناس، وما يَمتاز به كلُّ طائفة من اللباس"؛ ا.هـ.
وغير ذلك من الأحوال التي تمتاز بها البلاد، ويتغاير بها العباد، فسبحان مَن خَلَق الناس أجناسًا، والبلاد ألوانًا.
ثالثها: منهج النقل عن المتون السابقة، قد يقل من النقل أحيانًا؛ كما في السفر الثالث من الكتاب، فنادرًا ما كان ينقل من كتاب كما ذكَر مُحقِّقه، وقد يُكثر من النقل جدًّا من الكتب؛ كما فعَل في السفر السابع وما يليه من الأسفار، فإنه كان يترجِم لأهل النحو، والتصوُّف، وأهل الغناء، والفلاسفة، وغيرهم.
لقد اعتمَد ابن فضل الله في تراجمه على مصادر جعَلها موردًا يَنهل منه تاريخ مولدهم ووفاتهم، وما يؤثَر عنهم، بعد أن يَفيض بسَجْعه عليهم، كـ"وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان"؛ لابن خلكان، و"تاريخ إربل"؛ لابن المستوفي، و"خريدة القصر وجريدة العصر"؛ لعماد الدين الأصبهاني، كما ينقل من "الرسالة القشيرية"، و"طبقات الأولياء"؛ لابن الملقِّن، و"طبقات الصوفيَّة"؛ للسلمي، و"حِلية الأولياء"؛ لأبي نُعيم، و"رجال طبقات الصوفيَّة"؛ للمُناوي، كما ينقل أيضًا عن "تاريخ الطبري"، و"تاريخ دمشق"؛ لابن عساكر، و"أخبار الزمان"؛ للمسعودي، و"جامع التواريخ"؛ لرشيد الدين فضل الله، وغيرهم كثير.
وفي منهجه هذا، فإنه يذكر عادة اسم المؤلف أو اسم الكتاب الذي أخَذ عنه، ومن العجب أنه كان يُثبت أسماء كتب مكتوبة باللغة الفارسية، ويتحدَّث عن مؤلفين ألَّفوا كتبًا بالفارسية، مثل: علاء الدين عطا ملك جويني، ورشيد الدين فضل الله، لقد كان المصنِّف - رحمه الله تعالى - أمينًا في نَقْله غاية الأمانة، فإذا ما ذكَر عن كتاب نقلاً ما، قال: "وقال فلان في كتاب كذا"، وينقل النص أحيانًا بتَمامه، وأحيانًا بتصرُّف يسيرٍ، أو اختصار غير مُخلٍّ، ولعلَّ أمانته تلك ساعدَت كثيرًا في إخراج الكتاب على أحسن وجْهٍ؛ ضبطًا للنصوص، وتوثيقًا للمواد.
تاريخ تصنيف الكتاب:
وبداية تصنيفه للكتاب كان سنة ثمانٍ وثلاثين وسبعمائة، بعد عَزْله من مصر واستقراره بالشام، فقال هذا صراحة في ص 288 من السفر الثالث من المخطوط، فقال: "وفي سنة تأليفي فيها هذا الكتاب، وهي سنة ثمانٍ وثلاثين وسبعمائة"؛ أي: قبل موته بإحدى عشرة سنة.
[1]- ابن خرداذبه: هو عبيدالله بن أحمد بن خرداذبه، أبو القاسم: مؤرِّخ جغرافي، فارسي الأصل، من أهل بغداد، كان جَدُّه خرداذبه مجوسيًّا، أسْلَم على يد البرامكة، واتَّصل عبيدالله بالمعتمد العباسي، فولاَّه البريد والخبر بنواحي الجبل، وجعَله من نُدمائه؛ الأعلام للزركلي، (4/ 190).
[2] - مقدمة كتاب المسالك والممالك؛ للمُهلبي؛ تحقيق تيسير خلف.
[3]- من مقدمة المجلد الخامس عشر من كتاب "مسالك الأبصار"؛ تحقيق الأستاذ: وليد محمود خالص.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Culture/0/34764/#ixzz1YTkzQCbs