الشريف عبد المحسن بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبد المطلب , أبو محمد الحارثي الهاشمي، الراوية , الشاعر
الشريف عبد المحسن , تتمة نسبه هو: ابن عبد العزيز بن عبد الله بن عبد المطلب بن مهنا بن زيد بن زين العابدين الحارثي.
وُلد سنة 1340هـ تقريبًا في المضيق, عمل في الزراعة في قريته المضيق, وعمل في التجارة, وبعد مغادرة المضيق إلى مكة عمل في أمانة العاصمة المقدسة لمدة خمس سنوات من سنة 1380هـ تقريبًا؛ ثم انتقل بعدها إلى إدارة البريد وعمل فيها قرابة ست سنوات؛ ثم انتقل بعدها إلى رئاسة شؤون الحرمين بمكة, وبعد عامين أُحيل إلى التقاعد؛ ثم عمل بعدها في شركة خاصة حتى أُصيب بمرض أقعده عن العمل.
له من الأبناء خمسة: محمد، وطلال، ومسفر، ونايف، ومخلد.
الشريف عبدالمحسن شاعرٌ مُجيد، وشاعر نظمٍ ومحاورة، شِعرُهُ يفيض بالحكمة والمعاني الإيمانية , راوية لأخبار الشعراء وشعرهم, يتمتع بذاكرة قوية, سليم الحواس, صاحب روح مرحة, لا يمل السامع من حديثه , مثقف وواسع الاطلاع؛ موثوقٌ في روايته وحديثه, استفدت كثيرًا من مروياته عن شعراء الأشراف الحرّث وقصائدهم, وبعض الأحداث, وأخبار الأعيان.
يقرض الشعر الفصيح والشعبي, لديه مُجلَّد يحوي كل قصائده, وقد اطلعت عليه, تُوفِي رحمه الله تعالى صباح يوم الجمعة 2 ـ 11 ـ 1432هـ , وجده ابنه نايف حينما اراد ايقاظه متوفيا رافعاً اصبعه بالشهادة .
ومن جميل شعره قوله :
يقول الحارثي قافٍ بنيته من جِديد أبياتْ = بيوتٍ كنها ذوب العَسَلْ من طيب الاقراحِ
بديت بذكر علاّم الغيوب وغافر الزلاتْ = اليا مني ذِكَرْتَه باللسان الهمّ ينزاحِ
وقد فكرت في الدنيا على الحاضر وماهو فاتْ =احدٍ من بحرها سالم وواحد في بحرها طاحِ
ولا يا عاشق الدنيا ترى في دربها لفَّاتْ = توردك المهالِك وأنت لا نايم ولا صاحِ
تحذّر وانْتِبه للنفس لا ترميك للشبهاتْ = وخَلَّك مع جميع الناس في العملات سمّاحِ
ترى الدنيا لها سبعٍ عدوٍ يتبع الغرَّاتْ = وهو شيطان هذا الناس فالممسا والإصباح ِ
هَنِيّ أهل الأمانة كل من هو حي واللِّي ماتْ =على نور الهدى ماشي دام النور وضاحِ
اليا أقام الشهادة ثم صلَّى وأكمل الركعاتْ = وزكّا ثم صام الشهر وإلا الحج من باحِ
ترى ذيك الأمانة ثم يلحق غيرها جُمْلاتْ = وصُون النفس لا تغدي كما سارق ومزّاحِ
تذكّر يوم صلَّوا فوقك أربع جمع تكبيراتْ = وشالوك أربع وأمسيت في مَسْكان لحْلاحِ
وجوك اثنين مرسولين قالوا وش عندك هاتْ = يصفون الحساب اليا خِسر وان جاب الأرباحِ
وألا ياويل من تنقص موازِينه عن الوَزْنَات = يِسَمَّر في حديده قفلها من غير مفتاح ِ
وقُدَّامه جهنم كل ساعة جا لها زفراتْ = ويَسقونه شرابٍ يشربه في البطن ذحذاحِ
ومن تثقل موازينه ترى قُدَّامه الجناتْ = يِبشَّر كل يوم ونهار بالجنة والأفراحِ
ويعطونه كتابه باليمين مقابل الحَسْنَاتْ = ويُغفر له ذنوبه ثم يُمحى كل ما راح ِ
ويشفع له محمد في نهار الكرب والشدّاتْ = ويدخل جنة الفردوس جَنَّة عطرها فاحِ
أنا طالبك يا معبود يا من يغفر الزلاتْ = طلبتك تنظر فحالِتي يا رب الأرواحِ
أنا عبدك وابن عبدك وعبدك يطلب الرحماتْ = اليا صعب الدوا عفوك يداوي كل الاجراحِ
ترى هذي نصيحة خير لاهل الفكر والخبراتْ = نصيحة خير للِّي ما يجنِّب درب الأفراحِ
وقَبْل ختامها صلَّوا على سِيد البشر مراتْ = محمد كل من صلَّى عليه القلب يرتاحِ
واختمها بذكر الله في المِصْدار والورْدَات = عدد من غاص في بحر الجواهر كل سبّاحِ