مُختصر تَنْبِيهِ الحَصِيفِ إِلى خَطَأِ التَّفَرِيقِ بَيْنَ: السَّيِّدِ والشَّرِيفِ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أمَّا بعد: فهذه رسالة حررتها استجابة لرغبة كثير من الإخوة النبلاء، والسادة الفضلاء لبيان هل التفريق بين »السَّيِّدِ « و«الشَّرِيفِ» له أصل؟ لِمَا شاع بين بعض الناس من التفريق بينهما، وذلك بِقَصْرِ لقب «الشَّرِيفِ» على ذرية الحَسن السبط ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومنع إطلاقه على ذرية الحُسين السبط ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ والعكس كذلك.
ومن مظاهر التفريق بينهما أَنَّ البعض يرى لقب «الشَّرِيفِ» أعلى منزلةً من لقب »السَّيِّدِ«، وآخرين يرون عكس ذلك بأنَّ لقب »السَّيِّدِ« أعلى منزلة من لقب «الشَّرِيفِ».
هذه الأسباب وغيرها أحدثت فُرقة وتمييزًا بين أبناء الأب الواحد، والأم الواحدة، لذلك ألفت هذه الرسالة، لبيان خطأ التفريق بين النسبين؛ وخطأ المفاضلة بين أهل اللقبين.
وقد جمعت للإجابة على هذه المسائل وغيرها أقوال المتقدمين والمتأخرين من علماء الإسلام بالحديث، والفقه، واللغة، والتاريخ، والنسب([1])؛ وسميت هذه الرسالة بـ: «تَنْبِيهِ الحَصِيفِ([2]) إِلى خَطَأِ التَّفَرِيقِ بَيْنَ: السَّيِّدِ والشَّرِيفِ».
ورتبت الرسالة على النحو التالي:
الفصل الأول: تعريف للقبي السَّيِّدِ والشَّرِيفِ.
الفصل الثاني: شيوع إطلاق لقب السَّيِّدِ على الهاشميين([3]) بين الأمة.
الفصل الثالث: شيوع إطلاق لقب الشَّرِيفِ على الهاشميين بين الأمة.
الفصل الرابع: اختصاص لقب الشَّرِيفِ على الهاشميين بعد القرون الأولى.
الفصل الخامس: خطأ التفريق بين السَّيِّدِ والشَّرِيفِ.
الفصل السادس: التفاوت العُرفي لمنزلة السَّيِّدِ والشَّرِيفِ في البلدان.
سائلاً الباري جلَّ وعلا أن ينفع بهذه الرسالة، وبسائر ما كتبت إنه سميع الدعاء.
ومعتذرًا للقارئ من خطأ يراه في الرسالة أو زلة، فالجواد قد يكبو والفتى قد يصبو؛ وأهل الحديث رحمة الله عليهم- قد تعجبوا ممن يصيب لا ممن يخطئ؛ فرحم الله القائل:
وَإِنْ تَجدْ عَيْبًا فَسُدَّ الخَلَلَا فَجَلَّ مَنْ لا عَيْبَ فِيهِ وَعَلَا
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وكتبه
الشريف أبو هاشم إبراهيم بن منصور الهاشمي الأمير
ص. ب: 10403 جـدة 21433
المملكة العربية السعودية
البريد الالكتروني: hashemi89@hotmail.com
28 /6/ 1433هـ
الشريف أبو هاشم إبراهيم بن منصور الهاشمي الأمير
ص. ب: 10403 جـدة 21433
المملكة العربية السعودية
البريد الالكتروني: hashemi89@hotmail.com
28 /6/ 1433هـ
الفصــــل الأول
تعريف للقبي السَّيِّدِ و الشَّرِيفِ
تعريف للقبي السَّيِّدِ و الشَّرِيفِ
تعريف السَّيِّد:
السَّيِّد: مشتق من «سَادَ»، «يسُودُ»، «سِيَادةً»، والاسم: «السُّؤْدَدُ» وهو المجد والشرف، يقال له: سَاد قومه، يَسُودهم سُؤددًا؛ وجمع السَّيِّد السادة، وهم الكُبراء والرؤساء والأشراف من كُل جنس، وقيل: إنما سُمِّي السَّيِّد سيدًا لأن الناس يلتجئون إلى سواده([4]).
أصل لقب السَّيِّد في القرآن والسُّنَّة:
ورد لقب السَّيِّدِ في القرآن في عدة مواطن، منها قوله تعالى في يحيى عليه السلام:﴿وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ﴾([5])، وقوله تعالى: ﴿وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ﴾([6]).
أمَّا السَّنَّة فقد ورد هذا اللقب على لسان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في قوله: «أنَا سَيِّدُ ولَدِ آدَمَ يومَ القِيَامَةِ، ولا فَخْرَ»([7]).
وأطلق النبي صلى الله عليه وسلم هذا اللقب على آله، فقال عن سبطه الحسن بن علي بن أبي طالب: «إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ»([8])، وقال صلى الله عليه وسلم عن سبطيه الحسن والحسينرضي الله عنهما-: «الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الجَنَّةِ»([9]).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمن كان عنده من قوم سعد بن معاذ الأنصاري -سيد الأوس- حين وصوله إليهم: «قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ»([10]).
وعظَّم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخليفة أبا بكر الصديق رضي الله عنه، فقال: «أَبُو بَكْرٍ سَيِّدُنَا»([11]).
قلت: ولقد شاع بين الأمة وعلمائها منذ القرون الأولى إطلاق لقب «السَّيِّد» و «الشَّرِيف» على الهاشميين: آل علي بن أبي طالب، وآل جعفر بن أبي طالب، وآل عقيل بن أبي طالب، وآل العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنهم؛ والقرشيين، والقبائل العربية؛ وقد أفردت خبر هذا الشيوع في فصلين، وهما: فصل «شيوع إطلاق لقب السَّيِّد على الهاشميين»، وفصل «شيوع إطلاق لقب الشَّرِيف على الهاشميين».
أصل لقب السَّيِّد في العصر الجاهلي:
لقب «السَّيِّد» في العصر الجاهلي يطلق على من كان معظمًا بين قومه من الهاشميين، والقرشيين، والأنصار وغيرهم، قال كعب بن مالك لأبي جابر عبدالله بن عمرو بن حرام الأنصاري يرغِّبه في الإسلام: «يا أبا جابر إنك سيد من ساداتنا وشريف من أشرافنا، وإنا نرغب بك عما أنت فيه أن تكون حطبًا للنار غدًا، ثم دعوناه إلى الإسلام فأسلم وشهد معنا العقبة، وكان نقيبًا»([12]).
أصل لقب السَّيِّد في العصر الإسلامي:
وظل إطلاق لقب «السَّيِّد» شائعًا على الهاشميين وغيرهم من القبائل العربية من العصر الجاهلي إلى العصر الإسلامي، ودليل ذلك قول النبي عن سبطه الحسن ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه:«إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ»([13])؛ وآثار أخرى ذكرناها تحت «تعريف السَّيِّد».
ومن أوائل من لقب بـ«السَّيِّد» من آل النبي صلى الله عليه وسلم -فيما وقفت عليه في كتب التاريخ-بعد السبطين رضي الله عنهما- هو معاذ بن داود بن محمد بن عمر بن الحسن بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-المؤرخة وفاته سنة (295هـ) في الشاهد الحجري([14]) الذي على قبره، ونُقِش على الحجر عبارة: «السَّيِّد الشَّرِيف معاذ بن داود»([15]).
قلت: لا شك أن إطلاق لقب «السَّيِّد» على الهاشميين وغيرهم ظلَّ شائعًا في القرن الثاني الهجري قبل معاذ بن داود الحسني(ت295هـ)، إلا أنني لم أقف فيما بين يدي من مصادر على أثر في القرن الثاني الهجري يدل عليه بعد قول النبي صلى الله عليه وسلم عن سبطه الحسن رضي الله عنه:«إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ»([16])، وقوله صلى الله عليه وسلم للأنصار حين أقبل سعد بن معاذ: «قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ»([17])؛ وقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «أَبُو بَكْرٍ سَيِّدُنَا»([18]).
تعريف الشَّرِيف:
الشَّرِيف: بفتح الشين وكسر الراء([19])، على وزن فعيل من الشرف، والشرف: هو العلو والمجد والرفعة([20])؛ فالشريف: هو العالي القدر في جاهٍ، أَو علمٍ، أَو نسبٍ([21])، السَّيِّدُ في قومه العليُّ في رهطه([22])، يقال: رجلٌ شريفٌ أي ماجدٌ([23])، وجمع الشَّرِيفِ: الأشراف([24]).
قال العلامة ابن فارس(ت395هـ): «الشين والراء والفاء أصل يدل على علو وارتفاع، فالشرف: العُلوُّ، والشَّرِيف: الرجل العالي؛ ورجل شريف من قوم أشراف»([25]).
وقال العلامة الراغب الأصفهاني(ت502هـ): «الشرف: أخص بمآثر الآباء والعشيرة، ولذلك قيل للعلوية: أشراف»([26]).
أصل لقب الشَّرِيفِ في السُّنَّة:
ورد هذا اللفظ على لسان نبينا صلى الله عليه وسلم عندما تشفع أسامة بن زيد رضي الله عنه في حد من حدود الله، فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وقال: «إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ، أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ»([27]).
التطابق اللغوي بين لقبي السَّيِّد و الشَّرِيف:
إنَّ المتأمل للمعاني اللغوية للقبين «السَّيِّدِ» و «الشَّرِيفِ» يلاحظ أن هناك اتفاقًا في بعض المعاني اللغوية؛ فالقاسم المشترك بينهما هو: السؤدد، والمجد، وعلو القدر.
أصل لقب الشَّرِيفِ في العصر الجاهلي:
هو لقب يُطلق على من كان معظمًا بين قومه من الهاشميين، والقرشيين، والأنصار وغيرهم في العصر الجاهلي، قال كعب بن مالك لأبي جابر عبدالله بن عمرو بن حرام الأنصاري يرغبه في الإسلام: «يا أبا جابر إنك سيد من سادتنا وشريف من أشرافنا، وإنا نرغب بك عما أنت فيه أن تكون حطبًا للنار غدًا، ثم دعوناه إلى الإسلام فأسلم وشهد معنا العقبة، وكان نقيبًا»([28]).
وقال العلامة ابن هشام(ت218هـ): «كان عمرو بن الجموح سيدًا من سادات بني سلمة وشريفًا من أشرافهم»([29]).
أصل لقب الشَّرِيفِ في العصر الإسلامي:
وظَلَّ إطلاق لقب «الشَّرِيف» شائعًا على أعيان العرب إلى العصر الإسلامي، ومن الشواهد على ذلك تَلْقِيبُ الحافظ يحيى بن معين(ت233هـ) لعالم من قبيلة فزارة([30]) الغطفانية بـ «الشَّرِيف»، وهذا نصه: «حدثنا الشَّرِيف بن الشَّرِيف مروان بن معاوية بن الحارث الفزاري»([31]).
ومن أوائل من لقب من الهاشميين بـ«الشَّرِيف فلان»، -فيما وقفت عليه في كتب التاريخ- هو معاذ بن داود بن محمد بن عمر بن الحسن بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- المؤرخة وفاته سنة (295هـ) في الشاهد الحجري الذي وضع على قبره، ونُقِش على الحجر عبارة: «السَّيِّد الشَّرِيف معاذ بن داود»([32]).
وممن لقب من المتقدمين بـ «الشَّرِيف»: إسماعيل الديباج بن إبراهيم الغمر بن الحسن المثنى بن الحسن السبط ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، كان يقال له «الشَّرِيف الخلاص»، وقد توفي إسماعيل في أواخر القرن الثالث الهجري تقريبًا([33]).
قلت: لا شك أن إطلاق لقب «الشَّرِيف»: على الهاشميين وغيرهم ظَلَّ شائعًا في القرن الثاني الهجري قبل معاذ بن داود الحسني(ت295هـ)، إلا أنني لم أقف فيما بين يدي من مصادر على أثر في القرن الثاني الهجري يدل عليه كما سبق بيان ذلك.
أما القرن الأول فقد ذكرنا تحت فصل «أصل لقب الشريف في العهد الجاهلي» ما يدل على شيوع إطلاق لقب «الشَّرِيف» في القرن الأول على أعيان العرب.
الفصل الثـــانـي
شيوع إطلاق لقب السَّيِّدِ على الهاشميين بين الأمة
شيوع إطلاق لقب السَّيِّدِ على الهاشميين بين الأمة
شاع بين الأمة وعلمائها المتقدمين والمتأخرين إطلاق لقب «السَّيِّدِ» على الهاشميين وخاصة على آل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وممن أَطْلَقَ لقب «السَّيِّدِ» علىهم: الحافظ الحاكم النيسابوري الشافعي(321هـ-405هـ)، وهذا نصه: «حدثنا السَّيِّد الأوحد أبو يعلى حمزة بن محمد الزيدي»([34])، العلوي العالم الحافظ([35]).
والحافظ أحمد بن الحسين البيهقي الشافعي(384هـ-458هـ)، وهذا نصه: «أخبرنا السَّيِّد أبومنصور ظفر بن محمد بن أحمد بن زبارة العلوي»([36]).
وقد روى عن الهاشميين خلق من علماء الإسلام بصيغة «أخبرنا السَّيِّد فلان»، من ذلك: المحدث سعيد بن محمد البحيري النيسابوري(ت451هـ)([37])؛ والحافظ الحسين البغوي الشافعي(ت516هـ)([38])؛ والمحدث محمد بن محمد الطائي(ت555هـ)([39])؛ والحافظ عبدالغافر بن إسماعيل الفارسي(ت529هـ)([40])؛ والحافظ السمعاني البغدادي الشافعي(ت562هـ)([41])؛ والمسند أحمد بن المقرب البغدادي(ت563هـ)([42])؛ والحافظ المؤرخ ابن الأثير الشافعي(ت630هـ)([43])؛ والحافظ المؤرخ الذهبي الشافعي(ت748هـ)([44])، وغيرهم.
وممن لَقَّبَ الهاشميين بـ «السَّيِّد»: الحافظ النووي الشافعي(ت676هـ)([45])؛ والحافظ البرزالي الشافعي(ت739هـ)([46])؛ والمؤرخ الصفدي الشافعي(ت764هـ)([47])؛ والمؤرخ ابن رافع السلامي(ت774)([48])؛ والحافظ ابن حجر العسقلاني الشافعي(ت852هـ)([49])؛ والمؤرخ ابن تغري بردي الحنفي(ت874هـ)([50])؛ والحافظ السيوطي الشافعي(ت911هـ)([51])، وغيرهم.
الفصــل الثـالــث
شيوع إطلاق لقب الشَّرِيف على الهاشميين بين الأمة
شيوع إطلاق لقب الشَّرِيف على الهاشميين بين الأمة
شاع بين الأمة وعلمائها في القرون الأولى إطلاق لقب «الشَّرِيف» على الهاشميين أي بقولهم «الشَّرِيف فلان»-، وأصبح هذا اللقب علمًا عليهم؛ قال الحافظ السيوطي الشافعي(ت911هـ): «إن اسم الشَّرِيف كان يطلق في الصدر الأول على كل من كان من أهل البيت سواءً كان حَسنيًا أم حُسينيًا، أم علويًا من ذرية محمد ابن الحنفية-، وغيره من أولاد علي بن أبي طالب، أم جعفريًا، أم عقيليًا، أم عباسيًا، ولهذا تجد «تاريخ» الحافظ الذهبي مشحونًا في التراجم بذلك يقول: الشَّرِيفُ العباسي، الشَّرِيفُ العَقيلي، الشَّرِيفُ الجعفري»([52]).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية(ت728هـ): «لما كان أهل البيت أحق من أهل البيوت الأخرى بالشرف، صار من كان من أهل البيت يسمى شريفًا فأهل العراق لا يسمون شريفًا إلا من كان من بني العباس، وكثير من أهل الشام وغيرهم لا يسمون شريفًا إلا من كان علويًا»([53]).
وقال العلامة ابن مفلح الحنبلي(ت762هـ): «والأشراف أهل بيت النبي عليه السلام- ذكره شيخنا([54]) قال: وأهل العراق كانوا لا يُسمون شريفًا إلا من كان من بني العباس، وكثير من أهل الشام وغيرهم لا يسمون إلا من كان علويًا»([55]).
وقال الفقيه المرداوي الحنبلي(ت885هـ): «الأشراف: هم آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، ولما كان أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم أحق البيوت بالتشريف، صار من كان من أهل البيت شريفًا»([56]).
ومن صور إطلاق لقب «الشَّرِيف» على الهاشميين في القرون المتقدمة والمتأخرة: أن علماء الإسلام لَقَّبُوا أهل العلم من الهاشميين بـ «الشَّرِيف فلان» في الرواية عنهم أو التعريف بهم، قال الحافظ ابن ماكولا(422هـ-487هـ): «شَرِيف -بفتح الشين وكسر الراء- فجماعة من الهاشميين، والقرشيين إذا روى عنهم راو قال: أخبرنا الشَّرِيف»([57]).
قلت: وقد تتبعت من روى من علماء المسلمين عن الهاشميين بصيغة «أخبرنا الشَّرِيفُ» أو «سمعت الشَّرِيفَ»، فوقفت على مئات الروايات عنهم بتلك الصيغة، ومن هؤلاء: الحافظ أبو بكر ابن المقرئ الأصبهاني(285-381هـ)، وهذا نصه: «حدثنا أبو محمد الشريف العلوي، -ولم تر عيناي في الأشراف مثله- يحيى بن محمد بن محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه»([58]).
والحافظ الحاكم النيسابوري الشافعي(321هـ-405هـ)، وهذا نصه: «سمعت الشَّرِيف القاضي أبا الحسن محمد بن صالح الهاشمي»([59])، العباسي([60]).
والحافظ عبدالملك النيسابوري(ت407هـ)، وهذا نصه: «أخبرنا الشَّرِيف أبومحمد عبدالله بن يحيى بن طاهر بن يحيى الحُسيني بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم»([61]).
والحافظ محمد بن سلامة القضاعي(ت454هـ)، وهذا نصه: «أخبرنا الشَّرِيف أبو إبراهيم جعفر بن محمد الحُسيني بمكة حرسها الله تعالى»([62]).
والحافظ أحمد بن الحسين البيهقي(384هـ-458هـ)، وهذا نصه: «أخبرنا الشَّرِيف أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي»([63]).
وممن روى عن الهاشميين من علماء الإسلام بصيغة «أخبرنا الشَّرِيف فلان»: المفسر علي بن أحمد الواحدي الشافعي(ت468هـ)([64])؛ والحافظ محمد بن فتوح الحميدي الأندلسي الظاهري(ت488هـ)([65])؛ وشيخ الشافعية نصر النابلسي المقدسي(ت490هـ)([66])؛ والحافظ الحسين البغوي الشافعي (ت516هـ)([67])؛ والحافظ أبويعلى الفراء الحنبلي(ت526هـ)([68])؛ والحافظ قوام السنة الأصبهاني الحنبلي(ت535هـ)([69])؛ والعلامة اللغوي الزمخشري(ت538هـ)([70])؛ والحافظ السمعاني البغدادي الشافعي(ت562هـ)([71])؛ والحافظ ابن عساكر الدمشقي الشافعي(ت571هـ)([72])؛ والحافظ ابن خير محمد الأشبيلي(ت575هـ)([73])؛ والحافظ أبو طاهر السلفي الشافعي(ت576هـ)([74])؛ والحافظ ابن الجوزي البغدادي الحنبلي(ت597هـ)([75])؛ والفقيه ابن قدامة الحنبلي(ت620هـ)([76])؛ والحافظ الضياء المقدسي الحنبلي(ت643هـ)([77])؛ والحافظ ابن الصابوني محمد الشافعي(ت680هـ)([78])؛ وغيرهم.
وهكذا لَقَّبَ شيخ الإسلام ابن تيمية(ت728هـ) جَدَّ أشراف الحجاز والمغرب وغيرها من البلدان، فقال: «عبدالله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، أحد الأشراف الحَسَنيين، بل أجلهم قدرًا في عصر تابعي التابعين»([79]).
ولَقَّبَ شيخ الإسلام ابن تيمية الفقيه الزاهد أبا جعفر عبد الخالق بن أبي موسى عيسى بن أحمد العباسي الحنبلي(ت470هـ)، فقال: «الشَّرِيف أبو جعفر بن أبي موسى»([80]).
بل لا يكاد يُعرف الشريف أبوجعفر العباسي في كتب الحنابلة إلا بالشريف، أو الشريف أبي جعفر، أو القاضي الشريف([81]).
قلت: لعلَّ ماحررناه في تعريف «السَّيِّدِ» و «الشَّرِيفِ»، وما نقلناه عن علماء الإسلام في استعمال اللقبين وإطلاقهما قد أثرى القارئ بشيوع هذه الألقاب في قواميس العرب، وبين علماء الأمة وفضلائها.
الفصـــل الـرابـــــع
اختصاص لقب الشَّرِيفِ على الهاشميين بعد القرون الأولى
اختصاص لقب الشَّرِيفِ على الهاشميين بعد القرون الأولى
استقر بعد القرن الثالث إطلاق لقب «الشَّرِيف» على الهاشميين إلا ما ندر، ومن الأدلة على ذلك أن شيخ الإسلام ابن تيمية (661هـ-728هـ) عَرَّفَ الأشراف في زمانه بأنهم الهاشميون، وذلك عندما سُئل عمن أوقف وقفًا على الأشراف؟ فقال: «الأشراف: هذا اللفظ في العرف لا يدخل فيه إلا من كان صحيح النسب من أهل بيت النبي([82])صلى الله عليه وسلم»([83]).
وكذلك قال ابن تيمية: «في بعض البلاد أن الأشراف عندهم ولد العباس، وفي بعضها الأشراف عندهم ولد علي»([84]).
وفي موطن آخر سَمَّىَ شيخ الإسلام ابن تيمية هذه البلدان، فقال: «أهل العراق لا يسمون شريفًا إلا من كان من بني العباس، وكثير من أهل الشام وغيرهم لا يسمون شريفًا إلا من كان علويًا»([85]).
قلت: لعل ذلك نتيجة للتأثير السياسي، فأطلق في العراق على العباسيين لأنها قاعدة دولتهم([86])؛ واُطلق في الشام وغيرها على العلويين أيام نفوذ دولة العبيديين([87])، يشهد على ذلك إطلاقه على العلويين بمصر كما نص على ذلك الحافظ ابن حجر العسقلاني(ت852هـ) وغيره كما سيأتي-، ثم زال ذاك الحصر بزوال دولتيهما.
ثم جاء الاختلاف في إطلاق اللقب من إقليم إلى آخر، ومن فرع إلى آخر من آل البيت، والتمييز بين اللقبين ومن يطلقان عليه نتيجة للمؤثرات الأخرى السياسية والثقافية والعرف الإقليمي وغيرها.
وقد أشار الحافظ السخاوي(ت902هـ)، إلى هذا الاختلاف في إطلاق لقب الشريف على بني هاشم بتلك الأقاليم وغيرها، وهذا نصه: «عمر بن أحمد العباسي، يعرف بالشريف النشابي جريًا على مصطلح تلك النواحي في عدم تخصيص الشرف ببني فاطمة، بل يطلقونه لبني العباس، بل وفي سائر بني هاشم»([88]).
وأشار الحافظ السيوطي(ت911هـ)، والفقيه المناوي(ت1031هـ) إلى هذا الاختلاف في إطلاق لقب الشريف على بني هاشم بتلك الأقاليم وغيرها، وعارضا تخصيصه، وقالا: بعموم إطلاقه على كل بني هاشموهذا هو الصحيح-، وقد سقنا الأدلة على عموميته تحت فصل «شيوع إطلاق لقب الشريف على الهاشميين بين الأمة»، وإليك نص الحافظ السيوطي(ت911هـ): «قال الحافظ ابن حجر: الشريف: ببغداد لقب لكل عباسي، وبمصر لقب لكل علوي». انتهى. ولا شك أن المصطلح القديم أولى وهو إطلاقه على كل علوي، وجعفري، وعقيلي، وعباسي، كما صنعه الذهبي، وكما أشار إليه الماوردي -من أصحابنا-، والقاضي أبو يعلى الفراء من الحنابلة كلاهما في «الأحكام السلطانية»([89]). اهـ.
و قال الفقيه المناوي الشافعي(ت1031هـ): «تنبيه: عَدُّوا من خصائص آل المصطفى صلى الله عليه وسلم إطلاق الأشراف عليهم، والواحد شريف، قال المؤلف في «الخصائص»([90]): وهم - يعني الأشراف-؛ ولد علي، وعقيل وجعفر، والعباس كذا مصطلح السلف، وإنما حدث تخصيص الشريف بولد الحسن والحسين في مصر خاصة من عهد الخلفاء الفاطميين»([91]).
وممن خص لقب «الشَّرِيفِ» على الهاشميين الفقيه ابن حجر الهيتمي(ت974هـ)، فقال: «الشريف: المنتسب من جهة الأب إلى الحسن أو الحسين؛ لأنَّ الشرف وإنْ عمّ كلّ رفيع، إلا أنه اختص بأولاد فاطمة عُرفًا مطّردًا عند الإطلاق»([92]).
والفقيه النسابة أحمد بن محمد الحموي الحنفي(ت1098هـ)، وهذا نصه: «الشريف في العرف الآن هو من ينتسب إلى الحسنين بالذكورة، ذكرًا كان أو أنثى، وإن بعدت ولادته منهما»([93]).
قلت: يظهر من أقوال العلماء المتقدمين جليًا اختصاص لقب «الشَّرِيفِ» على الهاشميين، إلا أن بعضهم خص إطلاقه على آل علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ والبعض خصه على آل العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه؛ والبعض أطلقه على كل الهاشميين.
والأصل إطلاقه على عموم الهاشميين كما تقدم من قول ابن تيمية والسيوطي والمناوي، وقد سقنا الأدلة على عموميته تحت فصل «شيوع إطلاق لقب الشريف على الهاشميين بين الأمة».
الفصـــل الخـامـس
خطأ التفريق بين السَّيِّدِ والشَّرِيفِ
خطأ التفريق بين السَّيِّدِ والشَّرِيفِ
ما الفرق بين السَّيِّد والشَّرِيف؟
لقد خاض من خاض في التفريق بين اللقبين، فحصر بعضُهم لقب «الشَّرِيفِ» على ذرية الحسن ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنهما-، وحصر آخرون لقب «السَّيِّدِ» على ذرية الحسين ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنهما-، ولقد لمس هذا التفريق القاضي النبهاني(ت1350هـ)، فقال: «في الحجاز اصطلحوا على إطلاق الشَّرِيفِ على من كان حَسَنيًا، والسَّيِّدِ على من كان حُسَينيًا للفرق بينهما»([94]).
ثم شاع هذا التفريق عند جماعة من الناس من ذاك الزمان إلى يومنا هذا، ولكنه خرج عن نطاق الاصطلاح الذي لا مشاحة فيه، إلى إنكار إطلاق لقب «الشَّرِيفِ» على ذرية الحُسَين السبط رضي الله عنه؛ و «السَّيِّدِ» على ذرية الحَسن السبط رضي الله عنه؛ والعكس، ولهج بهذا الإنكار بعض الناس بِلَا تحقيق.
والجواب على من فرق بينهما: أنه جانب الصواب، ولم يوفَّق للسداد؛ فالسَّيِّدُ هو الشَّرِيفُ، والشَّرِيفُ هو السَّيِّدُ، ومن منع إطلاق لقب «الشَّرِيفِ» على الحُسيني، و «السَّيِّدِ» على الحَسَني؛ فليس له مستند، ولا معتمد، وقوله بعيد عن الصحة، ودونك البيان:
من الأدلة على إطلاق لقب الشَّرِيف على ذرية الحُسين رضي الله عنه:
يُطلق لقب «الشَّرِيف» على ذرية الحُسين السبط رضي الله عنه، والدليل على ذلك أن أشراف المدينة من ذرية الحُسين السبط رضي الله عنه يُطلق على الواحد منهم منذ مئات السنين وإلى يومنا هذا لقب «الشَّرِيف»، قال الحافظ عبدالملك النيسابوري(ت407هـ): «أخبرنا الشَّرِيف أبو محمد عبدالله بن يحيى بن طاهر بن يحيى الحُسيني بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم»([95]).
وقال المؤرخ ابن تغري بردي المصري(ت874هـ): «الشَّرِيف زهير بن سليمان بن زيان بن منصور بن شيحة الحُسَيني»([96]).
وقال المؤرخ ابن فهد المكي(ت922هـ): «الشَّرِيف قسيطل ابن أمير المدينة زهير بن سليمان الحُسَيني»([97]).
وهكذا لَقَّبَ الحافظ ابن حجرالعسقلاني(ت852هـ) نقيب الأشراف من آل زهرة الحُسَينيين بالشام، فقال: «الشَّرِيف علاء الدين علي بن حمزة بن علي بن الحسن بن زهرة الحُسَيني نقيب الأشراف بحلب»([98]).
والأقوال والنصوص في إطلاق لقب «الشَّرِيفِ» على ذرية الحُسين السبط رضي الله عنه لا تُحْصَى، فبطل بذلك قول من أنكر إطلاق لقب «الشَّرِيفِ» على ذرية الحُسين ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنهما-.
ومن الأدلة على إطلاق لقب السَّيِّدِ على ذرية الحسن السبط رضي الله عنه:
أما قول القائل: بأن لقب «السَّيِّدِ» لا يطلق على ذرية الحسن السبط رضي الله عنه وأنهم أشراف فقط، فقد جانب صاحبه الصواب، والدليل على ذلك أنَّ أشراف مكة الحَسَنيين يُطلق على الواحد منهم لقب «السَّيِّدِ»، قال المؤرخ جار الله المكي(ت954هـ): «صاحب مكة السَّيِّد أبو نمي بن بركات بن حسن بن عجلان الحسني»([99]).
وقال المؤرخ عبد الشكور المكي(ت1257هـ) عن ابن أمير مكة: «السَّيِّد الحسن بن الشَّرِيف أحمد بن سعيد»([100]).
وقال المؤرخ الدهلوي المكي(ت1355هـ): «كثيرًا ما يقال لأشراف مكة السَّيِّد فلان»([101]).
قلت: وأشراف مكة أكثرهم حَسَنيون.
ومن الشواهد على إطلاق لقب «السَّيِّدِ» على الحَسَنيين، أن الصكوك الشرعية والوثائق القديمة لأشراف مكة تصف الحَسَني منهم بـ «السَّيِّدِ»، قال الحاكم الشرعي الحنفي بمكة القاضي عبدالله في حجة شرعية سنة (1154هـ): «هذه حجة صحيحة شرعية مضمونها اشترى السيد دخيل الله بن السيد عبيدالله بن السيد جودالله من السيد عبدالكريم بن السيد إدريس بن السيد فهيد»([102]).
وقال المؤرخ الشريف محمد الحارثي في دراسته التاريخية عن الأشراف الحُرث الحَسَنيين بمكة وقراها: «لعلَّ أهم ما استنتجته من دراستي الوثائقية، أن أسماء الرجال [من الأشراف الحُرث] تبدأ بـ «السَّيِّدِ»([103])، ولم يظهر لقب «الشَّرِيفِ» أمام أسماء الرجال إلا في الوثائق المتأخرة»([104]).
لطائف في وثائق أشراف الحجاز:
ومن اللطائف التي في الصكوك الشرعية والوثائق القديمة لأشراف مكة الحَسَنيين: إذا حضر الرجل وقريبته في مجلس الشرع، يلقبون الرجل بـ «السَّيِّدِ» والمرأة بـ «الشَّرِيفَةِ»، قال الحاكم الشرعي الحنفي بالطائف الشيخ عبدالوهاب الدده في حجة شرعية حررت سنة (1217هـ) للأشراف الحُرث: «حضر إلى المجلس الشرعي السيد حمود بن السيد عمرو الحارث الناظر على وقف الشريفة رقية بنت السيد ناصر الحارث»([105]).
وحجة شرعية أخرى حررت سنة (1307هـ) في المحكمة الشرعية بمكة تُلقب الرجل من الأشراف الهواشم الأمراء بـ «السَّيِّدِ«، والمرأة من أقاربه بـ «الشَّرِيفةِ»، وهذا الشاهد منها: «حضر إلى المجلس الشرعي السيد محمد بن هاشم بن درويش الأمير من أهالي وسكان قرية الدوح بوادي فاطمة، أصالة عن نفسه وبطريق وكالته عن أمه المصونة الشريفة مباركة بنت السيد مبارك بن السيد محمد الأمير»([106]).
عودة إلى أدلة إطلاق لقب السَّيِّدِ على ذرية الحسن السبط رضي الله عنه:
ومن أدلة إطلاق لقب «السَّيِّدِ» على الحَسَنيين أنَّ حكام اليمن الأئمة قديمًا جُلهم من ذرية الحسن ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنهما-، ويُطلق على الرجل منهم لقب «السَّيِّد فلان»، قال المؤرخ أحمد المقحفي اليماني(ت1199هـ): «السَّيِّد جمال الدين علي بن صلاح الدين بن علي من ذرية علي ابن الإمام شرف الدين»([107]).
والشواهد على إطلاق لقب «السَّيِّدِ» على أشراف اليمن الحَسَنيين لا تُحْصَى([108])؛ بل لقب «السَّيِّدِ» عند أهل اليمن مقدم على لقب «الشَّرِيف» كما قال النَّسَّابة الشريف النعمي(ت1351هـ)([109]).
إطلاق اللقبين السَّيِّدِ والشَّرِيفِ على الحَسَني والحُسَيني:
تقدمت الأدلة على إطلاق لقب «الشَّرِيفِ» على الحُسَيني، و«السَّيِّدِ» على الحَسَني، وهناك أدلة أخرى تشهد بالجمع بين اللقبين للحَسني والحُسيني ودليل ذلك إطلاق اللقبين «السَّيِّد الشَّرِيف» على معاذ بن داود بن محمد بن عمر بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، المؤرخة وفاته سنة (295هـ) في الشاهد الحجري الذي على قبره([110]).
وهذا من أقوى الأدلة على صحة إطلاق لقب «السَّيِّدِ» على الحَسَني، وبطلان من أنكره؛ لأن معاذ بن داود حَسَنيٌّ، وقد اجتمع له في هذا الأثر اللقبان: السَّيِّدُ والشَّرِيفُ.
وأُطلق اللقبان «السَّيِّدُ الشَّرِيفُ» على الحسن بن مهدي الحُسَيني، قال الحافظ ابن خير محمد الأشبيلي(ت575هـ): «السَّيِّد الشَّرِيف أبوطالب الحسن بن مهدي بن أحمد بن عقيل العلوي الحُسَيني»([111]).
وهذا من أقوى الأدلة على صحة إطلاق لقب «الشَّرِيف» على الحُسَيني، وبطلان من أنكره، لأن الحسن بن مهدي حُسَيني اجتمع له في هذا الأثر اللقبان: السَّيِّدُ والشَّرِيفُ.
ومن الشواهد على إطلاق اللقبين «السَّيِّد و الشَّرِيف» على الحَسَنيين، إطلاقهما على أمير مكة الشريف أحمد بن عجلان الحَسَني(ت788هـ )، قال المؤرخ ابن تغري بردي الحنفي(ت874هـ): «السيد الشريف أحمد بن عجلان بن رميثة الحَسَني، أمير مكة»([112]).
وشاهد حجري وضع على قبر الشريف عنقا بن وبير الحَسَني(ت914هـ) جد آل عنقا الحَسَنيين بالحجاز وقنا مصر- لقبه باللقبين، وهذا نصه: «هذا قبر السَّيِّدِ الشَّرِيفِ الحسيب النسيب عنقا بن وبير بن محمد بن عاطف الحَسَني النموي»([113]).
ومن الشواهد على ذلك أن الوثائق القديمة للأشراف السليمانيين الحَسَنيين تصف الرجل منهم باللقبين، وإليك الدليل: جاء في وثائق الأشراف آل دايل الجعافرة الحَسَنيين، وثيقتان مؤرخة سنة (1164هـ) الأولى تصف الشريف دايل بن هادي بن عمرو الجعفري الحَسَني بـ «السَّيِّدِ دايل»، والأخرى تصفه بـ «الشَّرِيفِ دايل»([114]).
تنبيه المؤرخين على خطأ التفريق بين السَّيِّد والشَّرِيف:
تصدى المؤرخون لشائعة التفريق بأن «السَّيِّد» حُسَيني، و«الشَّرِيف» حَسَني وأنكروا على قائلها، قال المؤرخ أيوب صبري باشا(ت1290هـ): «يذهب بعض المؤرخين إلى إطلاق لقب «الأشراف» على أولاد الإمام الحسن رضي الله عنه، ولقب «السادات» على أولاد الإمام الحسين رضي الله عنه؛ وفي هذا مغالطة تاريخية ظهرت في الأزمنة المتأخرة، حيث أطلق لقب الأشراف على أولاد الحسن الكرام، ولما كان تولي إمارة مكة المكرمة والمدينة المنورة قد جرى أيضًا من بين أولا الحسين بن علي رضي الله عنهما- حتى عهد قتادة بن إدريس، وبين أولاد الإمام الحسن بن علي رضي الله عنهما- فإن قصر الأشراف على أولاد الإمام الحسن بن علي رضي الله عنهما- وحده خطأ»([115]).
ويؤكد المؤرخ أيوب صبري باشا خطأ التفريق بين السيد والشريف بشاهد آخر على أن اللقبين يطلقان على أبناء السبطين رضي الله عنهما-، وبأن كل منهما سيد وشريف، وهذا نصه: «كان يطلق على أبناء السبطين سواء في بلاد الحجاز أو في البلدان الأخرى حتى عصر الشريف أبي نمي: «السيد الشريف»»([116]).
وقال المؤرخ القاضي جعفر لبني المكي(ت1340هـ): «كثير من الناس يظن أن الأشراف خاص بأولاد الحسن السبط، كما أن السادة خاص بأولاد الحُسين الشهيد بكربلاء، وليست هذه قاعدة فكثيرًا ما يقال لأشراف مكة: السَّيِّد فلان، ويقال لأشراف المدينة المنورة: أشراف، وهم حُسَينيون»([117]).
وبمثله قال المؤرخ الدهلوي المكي(ت1355هـ)، وهذا نصه: «كثير من الناس يظن أن الأشراف خاص بأولاد الحسن السبط، كما أن السادة خاص بأولاد الحُسين الشهيد بكربلاء، وليست هذه قاعدة فكثيرًا ما يقال لأشراف مكة: السَّيِّد فلان، ويقال لأشراف المدينة المنورة: أشراف، وهم حُسَينيون،كانت لهم إمارتها والصولة والدولة بها، وذهبت منذ أزمان بعيدة وبقي لهم اسم الأشراف، وهم قاطنون بالمدينة وما حولها، ومنهم الشريف شحات كان أمير المدينة، وله بها الصولة»([118]).
وقال المحدث الفقيه محفوظ التَّرْمَسي المكي(ت1338هـ): «وربما يُقال في بعض البلاد: للحَسَني «شَرِيفٌ»، وللحُسَيني «سَيِّدٌ»، وكأنه اصطلاح لا يشاحح عليه، وإلا فكل منهما سيد وشريف كما لا يخفى»([119]).
الفصل السـادس
التفاوت العُرفي بين منزلة السَّيِّدِ والشَّرِيفِ في البلدان
التفاوت العُرفي بين منزلة السَّيِّدِ والشَّرِيفِ في البلدان
لقد تبين من كلام أهل العلم بالتاريخ، والسير، والنسب، والشواهد الحجرية، والصكوك والحجج، أنه لا فرق بين لقب «السَّيِّدِ» و «الشَّرِيفِ»، فالسَّيِّدُ شَرِيفٌ، والشَّرِيفُ سَيِّدٌ، ولكل لقب من هذه الألقاب منزلة في بعض البلدان، فلقب «السَّيِّدِ» عند أهل اليمن، وشرق السعودية وجنوبها، والعراق، وأقاليم في الشام، وأقاليم في مصر، وبلاد العجم مقدم على لقب «الشَّرِيفِ».
ولقبُ «الشَّرِيف» في الحجاز، ونجد، والمغرب، وأقاليم في مصر، وأقاليم في الشام، وغيرها من البلدان مقدم على لقب «السَّيِّدِ»؛ ولعل هذا العرف المناطقي من أسباب التفريق في إطلاق اللقبين.
ولقد عبر النَّسَّابة الشَّرِيف محمد بن حيدر النعمي (ت1351هـ) عن اختلاف منزلة اللقبين في البلدان بقوله: «ولإسم الشرف مزية في مكة -شرفها الله- ولا يكون هذا إلا لمن ولي تخت الإمارة، ولإسم السادة شرف أعلى في جهات اليمن، وكلا الاصطلاحين لا تنافي بينهما فالجميع أشراف سادة»([120]).
ومن دلائل تقديم لقب «الشَّرِيفِ» على «السَّيِّدِ» بين الحَسَنيين الهاشميين في الحجاز أنَّ الشواهد الحجرية التي على قبور وفياتهم([121]) تلقب الرجل منهم بـ «الشَّرِيفِ»، ومنها:
شاهد حجري وضع على قبر علمٍ من الأشراف الهواشم الأمراء الحَسَنيين متوفى سنة (523هـ) يلقبه بـ «الشَّرِيفِ»، وهذا نصه: «هذا قبر الشريف المعجل للبِلا المفارق الأحبة والوطن شملة ابن الأمير الأجل فليتة بن القاسم بن محمد بن جعفر بن محمد بن عبدالله بن أبي هاشم»([122]).
وشاهد حجري آخر وضع على قبر علمٍ من الأشراف الهواشم الأمراء الحَسَنيين متوفى سنة (607هـ) يلقبه بـ «الشَّرِيفِ»، وهذا نصه: «هذا قبر المزعج بفراقه الأحباب الطفل الأمير الشريف علي المكنا بجده بن الأمير مالك بن فليتة بن قاسم بن محمد بن جعفر بن محمد بن عبدالله بن أبي هاشم محمد»([123]).
وشاهد آخر وضع على قبر علمٍ من الأشراف الهواشم الأمراء الحَسَنيين متوفى في (القرن 7هـ) يلقبه بـ «الشَّرِيفِ»، وهذا نصه: «هذا قبر الشريف السعيد الشاب المفجر الأكباد والتراب قاسم بن الأمير فليتة بن مالك بن فليتة بن [قاسم]([124]) بن محمد بن جعفر»([125]).
وشاهد حجري آخر وضع على قبر علمٍ من الأشراف القتاديين الحَسَنيين، وهي: الشريفة هيا ابنة أمير مكة محمد بن بركات الحَسَني(ت904هـ) جد الطائفة الكبرى من أشراف الحجاز الحَسَنيين اليوم-، يُلقب الشاهد الحجري والدها بـ «الشَّرِيفِ»، وهذا نصه: «هذا قبر الشريفة هيا بنت الشريف محمد بن بركات بن حسن بن عجلان»([126]).
وشاهد حجري آخر وضع على قبر علمٍ من الأشراف القتاديين الحَسَنيين، وهو: الشريف حراز بن أحمد بن محمد أبو نمي الثاني الحَسَني(ت966هـ) يُلقب والده أمير مكة بـ «الشَّرِيفِ»، وهذا نصه: «سيدنا الشريف سلطان الحجاز أحمد بن سيدنا سلطان الحرمين الشريفين محمد بن بركات»([127]).
ومن دلائل تقديم لقب «الشَّرِيفِ» على لقب «السَّيِّدِ» بين الحَسَنيين في الحجاز أن أمير مكة منهم يلقب بـ «شريف مكة» لمكانة هذا اللقب بينهم.
قال المؤرخ المحبي(ت1111هـ): «شريف مكة، الشريف بركات بن محمد بن إبراهيم»([128])؛ وفي موطن آخر قال: «شريف مكة، الشريف إدريس بن الحسن»([129])؛ وقال: «الشريف زيد بن محسن بن حسين، شريف مكة»([130]).
قلت: وما زال لقب «الشَّرِيفِ» مقدمًا عند الأشراف الحَسَنيين في الحجاز، ويُطلق اليوم على كل أشراف الحجاز «الشريف فلان»، وقد أشار إلى ذلك النَّسَّابة الشريف النعمي(ت1351هـ)، بقوله: «ولإسم الشرف مزية في مكة»([131])؛ وقول أستاذنا المؤرخ النَّسَّابة الشريف محمد بن منصور آل زيد: «ولكثرة من ولي مكة من الأشراف وانتساب أكثر قبائل وبيوت الأشراف في الحجاز إلى جد هو ممن تولى مكة أصبح [نعت الشريف] يطلق كاسم علم عليهم»([132]).
أما من سكن الحجاز من الهاشميين العائدين إليه من المشرق والمغرب، فقد احتفظوا بالألقاب التي حملوها من بلدانهم، فالسيد يُطلق عليه سيد، والشريف يُطلق عليه شريف.
التفاوت العُرفي لمنزلة السَّيِّدِ والشَّرِيفِ بين الأسرة الواحدة والبلد الواحد:
وفي البلد الواحد تجد التفاوت في تقديم لقب على الآخر، والمثال على ذلك: الأشراف الخواجيون، والسادة النعميون من أسرة واحدة يلتقون في جدهم الشَّرِيف سليمان بن عبدالله الرضى بن موسى الجون الحسني؛ ويسكنون بالقرب من بعض في منطقة جازان.
بيد أن الأشراف الخواجيين يُعَرف الواحد منهم بـ «الشَّرِيفِ»([133])، والسادة النعميين يُعَرف الواحد منهم بـ «السَّيِّدِ»([134])، وهم من أب واحد ومنطقة واحدة.
والخلاصة: أنه لا فرق بين «السَّيِّدِ» و «الشَّرِيفِ»، فالسَّيِّدُ شَرِيفٌ، والشَّرِيفُ سَيِّدٌ، إنما هو اصطلاح عرفي لأهل كل بلد أو عشيرة شاع فيهم فاصطلحوا عليه، ولا مشاحة في الاصطلاح، إنما يُنكر على من خصص لقب «الشَّرِيفِ» على ذرية الحَسَن السبط رضي الله عنه ومنع إطلاقه على ذرية الحُسين السبط رضي الله عنه، والعكس كذلك؛ وقد سقنا الأدلة على بطلان ذلك التفريق.
وفي هذا يقول الأديب الشريف حسن بن أحمد آل خيرات الحَسَني:
مَا دَامَ إِرْثُهُمَا وَجَدُّهُمَــــــــا= مُحَمَّدًا لَا فَرْقَ بَيْنَهُمَـــــــــــــــا
دَمٌ زَكِيٌّ هَاهُنَا وَ هُنَــــــــــا = وَمَوْئِلٌ سَامٍ يَضُمُّهُمَـــــــــــــا
الفَرْقُ فِي عِلْمٍ وَفِي هِمَــــــمٍ = أَسْمَاهُمَا مَنْ يَحُوزُهُمَـــــــــــــــــا
فَقُلْ لِمَنْ يُفْتِي بِلَا هَـــــدَفٍ = إِلَّا الشِّقَاقَ هَوَاكَ قَدْ فَهِمَــــــا
حَسْبِي إِلَهِي مَنْ هَـــــــوَاكَ = وَمَنْ أَهْوَاءُ أَعْدَاءٍ وَحَسْبُهُمَـــا
ولأشراف مكة في القرنين الثالث والرابع عشر الهجري اصطلاح آخر في التعريف بمن هو «السَّيِّدِ» و «الشَّرِيفِ»، وذلك بحصرهم لقب «الشَّرِيفِ» على أمير مكة، و «السَّيِّدِ» على أبنائه وأحفاده، قال المؤرخ عبدالشكور المكي(ت1257هـ): «السَّيِّد الحسن بن الشَّرِيف أحمد بن سعيد»([135]).
وقد لمس أستاذنا المؤرخ النَّسَّابة الشَّرِيف محمد بن منصور آل زيد هذا الاصطلاح في وثائق أشراف مكة والطائف القديمة، فقال : «والديباجة المتبعة فيما رأيت من حجج ووثائق إذا لم يكن صاحبها من الأمراء، تقول: «حضر السَّيِّدُ فلان بن السَّيِّدُ فلان»، وإذا كان في آبائه أحد من أمراء مكة نعت بالشَّرِيف، فيقال : «حضر السَّيِّدُ فلان بن سيدنا الشَّرِيفِ فلان»، ولكن لكثرة من ولي مكة من الأشراف وانتساب أكثر قبائل وبيوت الأشراف في الحجاز إلى جد هو ممن تولى مكة أصبح [نعت الشريف] يطلق كاسم علم عليهم»([136]).
وفي الختام: لعلي أَزَلْتُ اللَّبْسَ في مسألة التفريق بين السَّيِّدِ والشَّرِيفِ، والتي خلاصتها: أن السَّيِّدَ شَرِيفٌ، والشَّرِيفَ سَيِّدٌ، وأن من أنكر إطلاق «الشَّرِيفِ» على الحُسَيني، و «السَّيِّدِ» على الحَسَني، والعكس، فقد جانب الصواب، بل ليس له مستند ولا معتمد؛ والله الموفق.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
حواشي الرسالة:
([1]) ومن باب شكر من قدم لك معروفًا: أشكر وادعو الله بأن يعظم الأجر للقائمين على «الموسوعة الشاملة» التي استفدت منها في مواطن من رسالتي، ولم أكتف بما في «الشاملة» -بالرغم من حرص القائمين عليها بسلامة مادتها-، بل رجعت لمصادرها ومراجعها المطبوعة للتأكد من صحة المادة والإحالة، فلمست الجهد المبذول في تدقيق «الشاملة» فجزاهم الله عن الإسلام خير الجزاء.
([2]) الحصيف: يقال حَصُفَ فلان: استحكم عقله وجاد رأيه فهو حَصِيفُ. «المعجم الوسيط» مادة «حصف».
([3]) الهاشميون: هم أبناء هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر وهو قريش. «جمهرة النسب» (1/8، 9)، «نسب قريش» (ص12)، «الطبقات الكبير» (1/37)، «الروض الأنف» (1/66).
وبقية بني هاشم اليوم: آل علي بن أبي طالب، وآل جعفر بن أبي طالب، وآل عقيل بن أبي طالب، وآل العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنهم.
([4]) انظر «لسان العرب» مادة «سود»، «الجواهر النفاس في بيان صفات السَّيِّد» (ص9)، «معجم مقاييس اللغة» (3/114)، «المصباح المنير» (1/294).
([5]) سورة آل عمران: 39.
([6]) سورة يوسف: 25.
([7]) الحديث في «مسند أحمد» (3/2)، «الجامع الكبير» للترمذي برقم(3148)، وصححه العلامة الألباني في «صحيح الترغيب» برقم (3643)، «صحيح الجامع» برقم (1468).
([8]) الحديث في «صحيح البخاري» برقم (2557).
([9]) الحديث في «مسند أحمد» (3/3)، وصححه العلامة الألباني في «السلسلة الصحيحة» برقم (796) وحكم بتواتره أيضًا.
([10]) الحديث في «صحيح البخاري» برقم (2878).
([11]) الأثر في «صحيح البخاري» برقم (3544).
([12]) «سيرة ابن هشام» (1/319).
([13]) وقد تقدم تخريجه في (ص8).
([14]) الشاهد الحجري: هو بلاطة أو حجر يكتب عليه اسم المتوفى ونسبه ومكانته، ثم توضع على قبره، وهذا العمل نهى عنه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فقد أخرج مسلم وأبو داود بإسناديهما الصحيح عن جابر رضي الله عنه- قال: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، نهى أن يقعد على القبر، وأن يجصص، ويبنى عليه، [أو يزاد عليه، أو يكتب عليه]». «صحيح مسلم» (7/37)، «سنن أبي داود» (3/216) والزيادة له، وصححه العلامة الألباني رحمه الله- في «صحيح سنن أبي داود» (2/621)، «أحكام الجنائز» (ص260-263) وقال: «وأما الكتابة، فظاهر الحديث تحريمها».
وبنهيه صلى الله عليه وسلم اقتدى الصحابة والتابعون - رضوان الله عليهم -، فلو نظرت في الكتب المؤلفة في معرفة الصحابة لوجدت اختلاف أقوال المؤرخين الكبير في تعيين أماكن قبور الصحابة، ومن ذلك مثلاً: قبر أمير المؤمنين عثمان بن عفان، وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وأبي عبيدة، والحسين السبط رضي الله عنهم أجمعين-، وغيرهم، فدل ذلك على عدم اعتناء الصحابة -رضي الله عنهم- والتابعين وأتباعهم بكتابة أسمائهم على قبورهم أو البناء عليها إلى أن وقع بعض المتأخرين في مخالفة الشرع بالبناء على القبور وتجصيصها ووضع المشاهد الحجرية عليها، قال الحافظ المؤرخ الشَّرِيف تقي الدين الحسني الفاسي(ت832هـ): «واختلف في موضع قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه-، فقيل في قصر الإمارة بالكوفة، وقيل في رحبة الكوفة، وقيل في نجف الحيرة، موضع بطريق الحيرة، وقبره رضي الله عنه- مجهول». «العقد الثمين» (6/199).
وقال مؤرخ المدينة السمهودي(ت911هـ): «في «مدارك» عياض، عن مالك أنه مات بالمدينة من الصحابة نحو عشرة آلاف». وكذا سادة أهل البيت والتابعين، غير أن غالبهم لا يُعرف عين قبره ولا جهته، لاجتناب السلف البناء والكتابة على القبور مع طول الزمان». «خلاصة الوفا» (2/363)، ونص القاضي عياض في «ترتيب المدارك» (1/11).
([15]) « الألقاب الإسلامية» ( ص 345، 358).
([16]) وقد تقدم تخريجه في (ص8).
([17]) وقد تقدم تخريجه في (ص9).
([18]) وقد تقدم تخريجه في (ص9).
([19]) «الإكمال» (5/50).
([20]) «العباب الزاخر» مادة «شرف»، «القاموس المحيط» مادة «شرف»، «معجم مقاييس اللغة» مادة «شرف».
([21]) «تفسير غريب ما في الصحيحين» (ص447).
([22]) «قبائل الطائف وأشراف الحجاز» ( ص 39).
([23]) «لسان العرب» مادة «شرف»، «تاج العروس» مادة «شرف».
([24]) «لسان العرب» مادة «شرف»، «تاج العروس» مادة «شرف».
([25]) «معجم مقاييس اللغة» (3/263).
([26]) «الذريعة إلى مكارم الشريعة» (ص112).
([27]) الحديث في «صحيح البخاري» برقم (3288).
([28]) «سيرة ابن هشام» (1/319).
([29]) «سيرة ابن هشام» (1/328).
([30]) فزارة: منسوبة إلى فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان، بطن كبير ينسب إليه جماعة من الصحابة. «عجالة المبتدي وفضالة المنتهي» (ص143).
([31]) «معرفة الرجال عن يحيى بن معين» (2/168).
([32]) «الألقاب الإسلامية» (ص345، 358).
([33]) «عمدة الطالب» (ص146) ، «تحفة الطالب» (ق 9).
([34]) «المستدرك» (3/134).
([35]) «الإرشاد في معرفة علماء الحديث» (2/749).
([36]) «الجامع لشعب الإيمان» برقم (3585).
([37]) «التاسع من فوائد أبي عثمان البحيري» برقم (16)، ونصه: «سمعت السَّيِّد أبا الحسن محمد بن الحسين العلوي».
([38]) «تفسير البغوي» (1/151) (7/248)، ونصه: «حدثنا السَّيِّد أبو القاسم علي بن موسى الموسوي».
([39]) «الأربعين في إرشاد السائرين» (ص180)، ونصه:«حدثنا أبو منصور بكر بن محمد بن علي بن محمد بن حيد النيسابوري، حدثنا السَّيِّد الأجل أبو الحسن محمد بن الحسن بن داود الحسني».
([40]) «المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور» (ص140)، وهذا نصه: «أخبرنا السَّيِّد الرئيس أبوالحسن إسماعيل بن الحسين بن حمزة العلوي الهروي بنيسابور».
([41]) «أدب الإملاء والاستملاء» (1/251، 267)، وهذا نصه: «أخبرنا السَّيِّد أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمد بن حمزة الحسيني الزيدي».
([42]) «أربعون حديثًا عن أربعين شيخًا» برقم (16)، ونصه: «أخبرني أبوعبدالله الحسين بن محمد الفرخاني، قال: أخبرنا السَّيِّد الأجل ذو المجدين نقيب النقباء محمد بن محمد بن زيد الحسني».
([43]) «أسد الغابة» (2/290)، ونصه: «أنبأنا السَّيِّد أبو الفتوح حيدر بن محمد بن زيد العلوي الحُسيني».
([44]) «سير أعلام النبلاء» (9/84)، وهذا نصه: «أخبرنا السَّيِّد الحافظ تاج الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد المحسن العلوي الغرافي».
([45]) «تهذيب الأسماء واللغات» (2/432)، ونصه: «قال السيد الشريف النسب هبة الله بن عبدالله العلوي الحَسني المعروف بابن الشجري».
([46]) «الوفيات» للبرزالي (ص127)، ونصه: «السيد الشريف شمس الدين حسين بن الشريف علي بن الشريف الحسن بن زهرة الحسيني نقيب الأشراف بحلب».
([47]) «الوافي بالوفيات» (21/422)، ونصه: «السيد الشريف بهاء الدين علي بن محمد بن إبراهيم أبو الحسن العلوي النقيب».
([48]) «الوفيات» لابن رافع (1/323-324)، ونصه: «السيد الشريف جلال الدين محمد بن محمد الجعفري».
([49]) «الدرر الكامنة» (2/145)، ونصه: «السيد الشريف الحسين بن محمد بن عدنان الحُسيني نقيب الأشراف بدمشق».
([50]) «المنهل الصافي» (1/389)، ونصه: «السيد الشريف أحمد بن عجلان بن رميثة الحسني، أمير مكة»؛ وقوله في (1/326): «السيد الشريف شرف الدين محمد بن الحسين نقيب الأشراف بالقاهرة».
([51]) «نظم العقيان» (ص149)، ونصه: «السيد الشريف الجرجاني».
([52]) «العجاجة الز
والله يالشريف أخطأ ثم أخطأ من فرق في التسمية بين المتجانسين فالسحاب هو المزن والمزن هو السحاب وتعدد الأسماء للشئ الواحد لايعني بالضرورة حصول الأختلاف في المسمى نفسه
ومقالتك هذه(لاكسرالله لك قلما)أفدت فيها وأحسنت في تصحيح هذا المفهوم الخاطئ لدى أكثر الناس
وسواء سميتم بالأشراف أم بالسادة لايزيد ذلك في قدركم ووزنكم شئ فوزنكم ومقداركم عند المسلمين لامزاودة عليهاالا من حاسد أو جاهل
فأنتم أهل العترة الطاهرة المطهرة
زادكم الله من فضله
وصلى الله وسلم على جدكم الطاهر المطهر وعلى أله وصحبه أجمعين.
خادم العترة المطهرة
علي العمودي
أبو دعاء.
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده
كتبت فابدعت يا ابا هاشم
كثيرا ما نجد ان الناس تفرق بين اللقبين حتى البعض منهم جعل لقب السادة لعموم بنى هاشم والشرف لاهل الكساء فقط والبعض وجعل الشرف للحكام والسيادة لاهل الدعوه والزهد من ال البيت فسال الله لك التوفيق والسداد على ماواضحتها من معلومات قيمه استفدنا منها فجازك الله عنا خيراً
أخى أبراهيم الأمير
لقد إطلعت على المقال أعلاه بخصوص التفريق بين السيد والشريف
فأثلج صدرى ماورد فى مقالكم من معلومات قيمة ، فضلا عن أستخدامكم للبحث العلمى فى التوثيق بالمصادر والمراجع ،بوركت الجهود ودمت متألقافى الذب عن النسب الشريف .
أخوك / فهد العرجانى العبدلى
موضوع جدا جميل وقد حسمت هذا الامر حيث كان هناك جدلا كبير فيه
وكما عودتنا دائما على الابداع
اخوك
الشريف سمير محمد ال بدوي بن حسين
الاخ الفاضل الشريف سمير
هل من الممكن التواصل معكم لامر خاص بخصوص الانساب لا اكثر
خالص الشكر والقدير
اخوكم محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهنئك من كل قلبي على هذا الابداع فوالله يابن العم لم ترى عيني بحثاً متكامل الجوانب في هذا الباب مثل مارأيت في رسالتكم الموسومة (تَنْبِيهُ الحَصِيفِ إِلى خَطَأِ التَّفَرِيقِ بَيْنَ: السَّيِّد والشَّرِيف ) فلقد ابحر قبلك كثيرون وغاص آخرون تحت السطح ، وأبحرت بنا بين الماضي والحاضر وغصت في بحار التاريخ وتعمقت في الغوص ووصلت القاع واخرجت لنا هذه اللؤلؤة الثمينة والفريدة ،
سيظل هذا البحث النفيس الذي أثريته بخبرتك نبراسا يستضاء به وسيبقى شاهدا على مدى علمكم وسعة اطلاعتكم
بارك الله فيكم
الشريف محمدبن عبدالله العبدلي
ذكرت كتب ومراجع عديدة عن الأشراف الذروات وأخري السادةالذروات وقيل أبناء السيد ذروة وكذالك الشريف ذروة وذكر في الحجج التي بين ايدينا اللقبين وان شاع الشريف ولكن الشائع بينناهوالأشراف الذروات. قصة منذ زمن وقعت حادثة وأنا في صغري عندما تقدم لنا لزواج احد ابناء عمومتنا من السادة الحسنيين فقال احد أبناء عمي هولاء سادة ونسبهم لاغبار علية لكن وأشار بيدية واحدة اعلي من الأخري بقليل يريد ان يقول ان الأشراف اعلي بقليل من السادة, كيف وهم ابن رجل واحد كماأشار الشريف الهاشمي في مقالة ولكن هذة النقطة لمستها في مكة وارض المخلاف واناصغير السن.
وفي الختام أدعو الله العلي القدير في هذة الأيام المباركة ان يهدي ال البيت و كافة المسلمين الي مايحب ويرضي وأن يزكيهم ويطهرهم ويغفر لهم و ان يتقبل منهم الصيام والقيام والدعاء بالنجاة من النار ولاانسي ابن عمنا السيد الشريف ابراهيم الامير بادعاء لما يبذلة من جهد في خدمة آل بيت الرسول علية افضل الصلاة و السلام والحمد لله رب العالمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية لك أيها السيد الشريف الأمير الهاشمي وكل عام وأنتم بخير وتقبل الله صيامكم وقيامكم وصالح أعمالكم
أخي العزيز بورك في عمرك وعلمك وولدك ومالك وأنت الشاب الذي دفن رغبات وزخارف الدنياوملاهيها وأعتكف في صومعة العلم بين خير جلاس
وكنت على العهد وفياً براً بأهلك وقراء موقعك الوضاء تتحفهم بدررك النفيسة التي غصت وخضت لهابحار العلم وأضفيت عليها من فيض روحك المشرقة فكانت أسفاراً خطت بحروف من الضياء
كل الشكر وكامل الود
دمتم بخير أيها السيد الشريف البهي الهاشمي الأمير
أجدت - كعادتك - في إزالة اللبس، عمن فرق بين الشريف والسيد. ولقد فصلت وأبدعت في العرض.
وفقك الله وغفر لي ولك ولجميع المسلمين آمين.
أستاذنا الفاضل مهما كتبنا عنك لن نوفيك حقك ولكن لانملك الا الدعاء لك وأن يثبت خطاك ويجزاك الله خير الجزاء.
أبو حسان
جزاك الله خيراً يا ابا هاشم لقد أزلت البس الحاصل في التفريق بين السيد والشريف في هذه الرسالة
وما أوردته من مراجع ومصادر دالة على شمولية تسمية السيد والشريف على الحسني والحسيني أثرت الرسالة وزادت في قيمتها العلمية
زادكم الله من علمه وفضله
قد اطلعت على المقال حول التوضيح بين السيد و الشريف والمسند علميا
والموضوع جدير بالاهتمام نفع الله بك وبعلمك مبدع كعادتك وفقك الله
أستمتعت بقراءة مقالتك
أسأل الله لك المثوبة والأجر
حفظك الله
أرجو لك التوفيق والسداد.
محبكم: د. إبراهيم يوسف الأقصم الخواجي
حيث أغلب القبائل من السادة والاشراف موجود لديهم لقب السيد أو لقب الشريف الا عدد قليل من القبائل لاتوجد لديهم هذه الالقاب .
بارك الله بك ابن عمنا العزيز السيد الشريف ابراهيم بن منصور الهاشمي الأمير الحسني واحسنت اذ اوردت في نفس المقال الشاهد على امكانية تسمية السيد فلان والشريف فلان على نفس الشخص هو معاذ بن داود بن محمد بن عمر بن الحسن بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-المؤرخة وفاته سنة (295هـ) في الشاهد الحجري([13]) الذي على قبره، ونُقِش على الحجر عبارة: «السَّيِّد الشَّرِيف معاذ بن داود»..
ولكم لفتات كريمة في سياق التحقيق والاخراج ، فجزاكم الله عنا خير الجزاء ووفقكم الله دائما لسداد الافعال والاقوال ونحن نشترك قلبا وقالبا بما جاء في عاليه وهذه تحفة نفيسة وجب طباعة كتيب بها وتوزيعها لأل البيت اينما تعينوا
وفقكم الله سيدي وجعل ذلك في ميزان صالح اعمالكم عزيزنا..
محبكم وابن عمكم
د.الشريف معتصم بالله ابو ظاهر الحسني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فقد اطلعت على بحثكم الماتع المفيد في التنبيه على عدم الفرق بين السيد والشريف وقد وجدته بحثا عجيبا قريبا حبيبا نفع الله بكم وبعلمكم الإسلام والمسلمين وهذه أبيات كتبتها من بنيات أفكاري وقد خرجت مني بعد جهد جهيد فاقبلوها على عواهنها:
لافرق فيما يرى العلماء من قدم = بين الشريف وبين السيد الشمم
فكلهم سادة والكل ذو شرف = وكلهم ينتمي للسيد العلم
محمد المصطفى الهادي وعترته = صلى عليكم إله الكون والنسم
السيد أحمد بن يوسف الأهدل
أشكرك يابن العم على هذا التوثيق العلمي والمنهج الوسطي ولا وكلنا الله إلى سواه طرفة عين . وأكرمنا برضاه عنا كما أكرمنا بانتسابنا إلى خيرخلقه عن غير جهد منا بقدر من أقداره سر به من سر وضاق به ذرعا كل من يحسدالناس على ما آتاهم الله من فضله.
ولله در القائل : الا ياحسودي على نعمتي : أتدري على من اسأت الأدب!؟ اسأت الى الله في صنعه:: لأنك لم ترض لي ما وهب فأخزاك ربي بأن زادني : وسد عليك وجوه الطلب وهكذا يظل كل ذي نعمة محسود ولا إخال نعمة هذا النسب الشريف تعدلها نعمة لأنها لاتكون الا في سليلي بيت النبوة ومعدن الرسالة فهل لجرير من حول وقوة أن يجيء بمثل أولئك: اولئك أجدادي فجئني بمثلهم : إذا جمعتنا ياجرير المجامع
وكتبه ابن عمك عبدالله بن الحسن صبيحة يوم الثامن والعشرين من شهر رمضان المبارك ١٤٣٢بمدينة ملبورن - استراليا.
وبمناسبة قدوم عيد الفطر المبارك أزف لكم من هناك أجمل التهاني مضمخةبأريج زهور تلك الأصقاع لتتمازج في قدومها إليكم مع النفحات اليمانية منقبل الريان وما أدراك : وحبذا نفحات من يمانية: تهب من قبل الريان أحيانا وكل عام وأنتم بخير.
د. عبدالله بن الحسن الدويبي الحسيني
ولصدق ما كتبت في رسالتكم ((تنبيه الحصيف)) بأن السيد شريف والشريف سيد، أحتفظ بوثائق قديمة لآبائي من الأشراف الجعافرة، تصف وثيقة منها مؤرخة سنة 1164 جدي دايل بن هادي بن عمرو الجعفري بـ ((الشريف)، وهي في كتابي: ((خلاصة الكلام في معرفة الأشراف آل دايل وآل بشيبش الجعافرة الكرام)) (ص 173 ).
ووثيقة أخرى مؤرخة سنة 1164 تصف جدي دايل بن هادي بن عمرو الجعفري بـ ((السيد))، وهي في كتابي: ((خلاصة الكلام في معرفة الأشراف آل دايل وآل بشيبش الجعافرة الكرام)) (ص 174 ).
الشريف أحمد بن محمد الجعفري الحسني
بحث شيق وجميل واصبت به، نعم انا من المؤيدين وبقوة انه لا اختلاف بين لقب السيد والشريف، وبارك الله بجهودك.
وكل عام وانت بخير بمناسبة عيد الفطر السعيد اعادة اللع علينا وعليك وعلى الامة الاسلامية باليمن والبركات.
الشريف عبدالله بن حمود الفعر
بارك الله في جهدك وعملك وقلمك أبا هاشم وإلى المزيد
ووالله إنا نحب أهل البيت لمحبتنا لحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وهم سادة واشراف رضي من رضي وأبى من أبى صلاة الله وسلامه عليهم إلى يوم الدين
لاول مرة اقرأ كتاب انساب يكون بهذه السلاسة والوضوح والتبيان , استمتعت به كثيرا , وقد اقتبست منه أدله على بهتان التفرقة واستخدمتها في " تويتر " ...
بارك الله لك وأمدك بالصحة والعافية
تحياتي القلبية لشخصك الكريم ولذويك
أخي أبو هاشم:
كعادتكم متألق ، وتبحث وتؤلف في كل ماهو نادر ومفيد، وهذا الأمر ليس بغريب عليكم.
أسأل الله تعالى أن يجعل ذلك في موازين حسناتكم وأن تكون من المحتسبين لأجور ما تقوم به.
والله يحفظنا وإياكم من حسد الحاسدين وحقد الحاقدين وكيد الكائدين وظلم الظالمين.
وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
محبكم/سليمان علي ثلاب العمري[/FONT]
هذا التحقيق واضحة وفيها خير كثير وهذا شأن الأنصاف من أهل
العلم
وفقك الله وبارك فيكم
الشريف السيد إبراهيم إن إزالة اللبس بين التفريق بين الإخوة وإبناء الرجل الواحد
تطلب منكم جهداُ ووقتاً وإطلاعاً وإدلة دامغة نقدره جميعاً ونسأل المولى أ ن يجعله
في ميزان حسنات أعمالكم
أطلعنا على النسخة الثانية المنقحة من مختصر تنبيه الحصيف إلى خطأ التفريق بين السيد والشريف
فلك الأجر يا شيخ ابراهيم مرتين انشاء الله ونشكركم على ما تبذلونه من اهتمام بهذاالموضوع منذ بدايته وحتى الآن راجين لكم التوفيق ,,,,
للبحر غواصين وللعلم رجال سيادة الشريف النسابة ابراهيم بن منصور الهاشمى الأمير.
(301) عدد مراجع كتاب ((تنبيه الحصيف إلى خطأ التفريق بين السيد والشريف)) و (29) تعليقًا على مختصر هذا الكتاب المنشور في موقع أشراف الحجاز تشير إلى غزارة المادة العلمية في هذا الكتاب ثم اعجاب القراء بهذا الكتاب وتعليقاتهم أكبر شاهد على قيمة هذا الكتاب الذي ازال المفاهيم الخاطئة لمفهوم السيد والشريف، وهذا من فضل الله عليك وعلى الأخوة الأشراف والسادة.
ورغم اعجابى بهذا الكتاب والموضوع القيم الا اننى أعجبت اكثر بتعليقات الاخوة التسعة والعشرون حيث أن كل مشاركة أجمل وأعظم من الأخرى واعطت التتويج لهذا العمل الذى اسال الله ان يجعله فى ميزان الحسنات. فشكرا سيادة الشريف وشكرا للاخوة المشاركين.
الشريف حسن شعيب الحسينى
حقيقي افدتنا و صححت مفاهيم كبيره و كثيره و اسأل الله ان يجعلها في موازين اعمال
شكرا
اخوكم/ حسن البليهي العقيلي
http://www.binbaz.org.sa/mat/1714
معنى الكفر في الطعن في الأنساب والنياحة على الميت
ما هو شرح حديث: ((اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في الأنساب، والنياحة على الميت))? وما معنى الكفر في هذا الحديث؟
هذا حديث صحيح رواه مسلم في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، والطعن في النسب: هو التنقص لأنساب الناس وعيبها على قصد الاحتقار لهم والذم، أما إن كان من باب الخبر فلان من بني تميم، ومن أوصافهم كذا.. أو من قحطان أو من قريش أو من بني هاشم.. يخبر عن أوصافهم من غير طعن في أنسابهم، فذلك ليس من الطعن في الأنساب.
وأما النياحة فمعناها رفع الصوت بالبكاء على الميت وهي محرمة.
والمراد بالكفر هنا كفر دون كفر. وليس هو الكفر المطلق المعرف بأداة التعريف، كقوله عليه الصلاة والسلام: ((بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)) خرجه مسلم في صحيحه وهذا هو الكفر الأكبر في أصح قولي العلماء.
وقد ذكر العلماء أن الكفر كفران، والظلم ظلمان والفسق فسقان، وهكذا الشرك شركان: أكبر وأصغر. فالشرك الأكبر مثل دعاء الأموات والاستغاثة بهم والنذر لهم أو للأصنام والأشجار والأحجار والكواكب. والشرك الأصغر مثل لولا الله وفلان، وما شاء الله وشاء فلان، والواجب أن يقول: لولا الله ثم فلان، وما شاء الله ثم شاء فلان، وكذا الحلف بغير الله كالحلف بالنبي، أو حياة فلان، أو بالأمانة، فهذا من الشرك الأصغر.
وهكذا الرياء اليسير مثل كونه يستغفر ليسمع الناس، أو يقرأ يرائي الناس، فهو شرك أصغر.
والظلم ظلمان: ظلم أكبر وهو الشرك بالله كقوله تعالى: وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ[1]، وكقوله سبحانه: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ[2].
أما الظلم الأصغر فهو مثل ظلم الناس في دمائهم وأموالهم، وظلم العبد نفسه بالمعاصي كالزنا وشرب المسكر ونحوها، نعوذ بالله من ذلك.