السيد العلامة علي بن الحسن بن محمد بن الحسن النعمي
هو السيد العلامة الفهامة نور الدين التقي الصالح الزاهد الورع علي بن الحسن بن محمد بن الحسن بن عبد الرحمن بن يحيى بن محمد بن عيسى بن محمد بن سليمان بن محمد بن سالم بن يحيى بن مهنا بن سرور بن نعمة الأصغر بن علي بن فليتة بن الحسين بن يوسف بن نعمة الأكبر بن علي بن دواد بن سليمان بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ،النعمي الحسني.
مولده : في سنة أربع وثمانين وتسعمائة للهجرة النبوية الشريفة ببلدته الدهنا[1].
هو أحد فضلاء اليمن وأجلائه وأكابر سراته ومن أعلام السادة الفضلاء الكملاء الجواهر ، وأعيان القادة النبلاء البدور الزواهر واسباط الأئمة الخضارمة البحور الزواخر، وكان عالما شاعرا ولي القضاء بجهة صبيا وفاق أقرانه بالتحقيق وألف المؤلفات العديدة والرسائل الشهيرة، ورزق الحظوة التامة في البنين حتى أعقب اثني عشر ولدا ذكرا كلهم علماء، أدباء، شعراء، وكان يهتز للأدب والعلم ويحفظ الأخبار والآثار ويطلع على القصص المتقدمة والمتأخرة، وكان ( رحمه الله تعالى ) يأتي على أكثر الكشاف غيبا فانتفع به أهل الإقليم وغيره.
أما مسكنه في جهة الدهناء من أعمال وادي بيش والمحلة ، وكما أتخذ بيتا بعتـود
وكان عليه مدار المخلاف ، فكان واسع الصدر ، مهيبا ، جليلا ، أحنفي الحلم ، حيدري البأس والعلم ولقد ولي القضاء للمؤيد بالله محمد بن القاسم ثم تولى لأخيه المتوكل على الله إسماعيل بمدينة صبيا وأعمالها[2] ، ووصفه محمد بن حيدر النعمي بأنه حجة المجتهدين[3] ، ونعته الحموي [4]بقاضي القضاة بجهة صبيا.
وقال عنه صاحب العقيق اليماني[5]: إن هذا السيد قد اجتمع فيه من خصال الكمال
مالا تجتمع في غيره من الرجال ، فكان فقيها ، أديبا ، فصيحا ، سليم الطبع ، كثير النفع
للمسلمين ، باذلا لنفسه لهم ليلاً ونهاراً وعشياً وإبكاراً ، بالحكم والفتوى والشفاعات بنفسه
وكتبه ، ولما تصدر لذلك سمعت كلمته ، ونفذت سيرته من أعجب السير يضرب به المثل في
السداد والكمال ، قل أن يقوم الخصوم إلا وهم جميعا راضون عنه ، للطفه وحنكته في إصلاح
ذات البين وهذا شئ لم يتفق لأحد من القضاة قبله ، وكان في زمنه آية من آيات الله
لا يأتي إليه خصومة إلا حلها أحسن حل مع رضى الخصوم ونفذت شفاعته وأحكامه عند الملوك فمن بعدهم .
وله نظم ونثر جيدان، فليس له مدان غير بني عبد المدان، فيه شمائل نسمات نجد وله كلفٌ بالمعلوات ووجد، نشأ في بيت الفضل والنعمة ونما على فرش اللين والنعمة،إلى سجية مرتاضة وطبيعة فياضة، وثمة لفظٌ ألذ من حلاوة عدن ومعنىً أشهى من العافية إلى البدن.
فمن نظمه قوله في مدح شرح الأزهار[6]:
درســت الشرح نزهة للنفوس وبــهـا مـرهم لـداء وبؤس
وهي اشـهى لإ لفها من سلاف قد اديرت على ندامـي الكؤوس
ولــها صــورة بمنظر قلبي هي أبهى من صـورة الطاؤوس
وصلها للأريـب أعظـم قـدراً من وصال لقـادة عيطـمـوس
فأستمر وافي درسـها فالمعالي تتـهـادى في حالكـات الدروس
والمعاني مـهر رهـن معـان واردات عـن صفـوة القـدوس
فا فتضاض الأبكاردون افتضاض لعـذارى مخـبـآت الطـروس
وجلـيس مذاكـر فـي رشـاد خير خل وصـــاحب وجليـس
فــإذا لـم يكـن فصحبة سفر هي عـــند اللبيب خير أنيـس
واستمــدوا فضلا من الله يأتي فيه نـور يفوق ضوء الشمـوس
واستعينوا بالصبر كي ما تفوزوا بجــلال عظــيمـة النامـوس
فــسلام عليــكم مستـمـر ما همى عارض الغمام الرجيـس
ومن قوله يخاطب ابن عمه العلامة السيد شرف الدين الحسن بن عقيل :
قل للأديب سلـــيل كل خليل
خدن العفاف مقر كل جميل
نجل الميامين السراة ومن لهم
اصناف مجد في الا نام أثيل
يمم هدبت مدارج السلف الآلي
نشأوا على التفريع والتأصل
واسلك سبيلهم فانك فرع من
ساس الورى بدلائل التنزيل
طـه عليه الله صلى ما سرى
برق وما أجرى معين النيل
ومن أشعاره لبعض أصدقائه كذلك:
شهدنا جواباً مستطاباً منمقا من البدر أو قرن الغزالة أشرقا
يفوق عقود الدر في جيد غادة ويفضح زهر الروض نورا ورونقا
اتى يتهادى في غلائل حسنه كبدر تمام في الدجى قد تألـقـا
تلوح أسارير البلاغة والذكا به فله غسق المكارم أعـنـقـا
اتى من أخيى ودّ صحيح مبرهن شمائله اضحت من الندّ أعـبـقا
وترجمت للأشواق حالا وشاهدي بـذاك فؤادي فاسـد مترفـقـا
بقيت على هام السماكين قاعـدا ومتـعـنا المهيمن فيك بالبقـا
وله من رسالة كتبها إلي الفقيه أبي القاسم بن محمد أتاهم في مسألة حصل بينهما فيها نزاع قال : ( وقد كان الأولى رفع النفس عن مجاراتك في جهلك والالتفات إلى فرطات عقلك وكف اليد عن جوابك وقطع المد عن اعتابك غير أني أعلم انك لم تعدني بالإعراض متكرما ولا بالازورار عنك مستحكما بل تقدر مع ذلك انك قد أصبت معظم الصواب من هذا البحث وانك قد أخذت بمقالك الأقبح الارفث وأيضا فـان من محكم كلام الجليل ( ولمن انتصر بعد ظلمة فأولئك ما عليهم من سبيل ) وقول حكم الشعر :
إذا أتت الإساءة من وضيع ولم ألم المسيء فمن ألوم
وبعد هذا فاعرف موضع قدمك قبل المسير وتبصر في الأمور أيها الجاهل الغرير وقف عند انتهاء قدرك وانظر في إصلاح أمرك فالأولى لك أن تكون متعلما لا معلما وليس لك فيما سلكت جمل ولا ناقه ولا مقدمة ولا ساقة ) وله غير ذلك . ولقد أدرك جدة العلامة محمد بن الحسن بن عبد الرحمن النعمي حيث توفي وعمره خمسة عشر سنة فلعله أخذ على يده بعضاً من العلوم والمعارف ، فضلاً على انه انتفع بوالده العلامة الحسن بن محمد كذلك في بعض العلوم .
أما وفاته فكانت في ذي الحجة سنة سبع وستين وألف من الهجرة النبوية ( 1067 هـ ) ودفن بعتود . ولقد رزق الله السيد علي بن الحسن حظوة من البنين فرزقه الله اثنى عشر ذكرا كلهم على طريقة الصالحين والعلماء العاملين[7].
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - من فوائد الإرتحال للحموي 2/ 527، وخلاصة الأثر للمحبي 3 / 154 ، الملحق البدر الطالع لزبارة ص 326 ، وعقد الجواهر ص293، 294.
[2] - خلاصة الأثر للمحبي 3 / 153 .
[3] - الجواهر اللطاف لمحمد حيدر النعمي ورقة 74 .
[4] - فوائد الإرتحال ونتائج السفر 2/ 532.
[5] - العقيق اليماني لعبد الله النعمان ورقة 412 ،413 .
[6] - خلاصة الأثر للمحبي 3/ 153 ،154، ونفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة 3/218، 219، 220 ،221، 222.
[7] - خلاصة الأثر للمحبي 2 / 153 ،154 .
الاثناء عشر ولدآ للاهميه اوريد التواصل مع احد المسؤلين في الموقع عن طريق الفيس بوك او تويتر بنفس الايميل الموجودALi-.-2013@hotmail.com