إرشــــادات عامـة لحفظ الكتب والمخطوطات
نايف كريري
نايف كريري
تحتوي دارة الملك عبدالعزيز بالرياض على برنامج المحافظة على المواد التاريخية، وهو برنامج تعمل به أكبر المكتبات العامة في العالم، مثل مكتبة الكونغرس، ويتمثل البرنامج في شكل إرشادات عامة لحفظ الكتب والمخطوطات، وتتلخص هذه الإرشادات في التالي:
تخزين الكتب
يحث البرنامج أصحاب الكتب والمكتبات على تخزين الكتب بعيدًا عن ضوء الشمس المباشر وفي الأماكن التي يكون بها مجرى الهواء متجددًا دون إعاقة وبعيدًا عن النوافذ وعدم وضعها على الرفوف مستندة على الجدران الخارجية منبسطة ومستوية ومتينة لتحمل وزن الكتب ولكي تتبع الطريقة المثلى مع الحرص ألاّ تلامس الكتب أي سطح خشبي غير مُعالج لأنه تصدر عن الخشب في هذه الناحية رائحة حمضية ضارة بالكتب وبتغطية الرفوف بألواح خالية من المواد الحمضية لتجنب المشكلة المشار إليها سابقًا، ووضع الكتب جنبًا إلى جنب على نحو عمودي مع جعل الكتب ذات الأحجام المتساوية مع بعضها والكتب الصغيرة بقرب الكتب الصغيرة والكبيرة بالقرب من الكبيرة، واستعمال ساندات الكتب لمنع سقوطها عن الرفوف والتأكد من أنها موضوعة على ارتفاع يكفي لدعم الكتب وسندها بالشكل الكافي وتجنب تخزين الكتب في العليات أو الأقبية لأن درجات الحرارة في العليات ترتفع كثيرًا وتصل درجات الرطوبة في الأقبية إلى مستويات عالية أيضًا كما أن هذين المكانين هما أيضًا عرضة للتغيرات السريعة التي تطرأ على مستويات درجات الحرارة والرطوبة وإبعاد الكتب عن أنابيب المياه والمجاري حيث ان ظاهرة التلف الناجم عن مياه هذه المصادر شائعة بشكل ملحوظ جدًا، ويجب أن تحمي الكتب القيمة أو التي لها قيمة معنوية بحفظها في صناديق مصنوعة لهذه الغاية ومصنوعة من مواد عالية الجودة.
الحفاظ على الوثائق والأعمال الفنية
يحافظ على هذه المواد بتعليقها على قطع تحتوي على لوح خلفي وعلى إطار أمامي يسمح بمشاهدة العمل الفني مع استعمال ألواح من النوعيات غير البراقة المستعملة في المتاحف ولتكون هذه المواد المستعملة في المتاحف نفسها وجودتها يجب أن يكون اللوح خاليًا من المواد الحمضية مثل القلويات ويجب أن تكون ملونة بأصباغ غير مضرة ولا يمكن للماء أن يزيلها إذا تعرضت للبلل ويمكن للوح أن يكون من أو مصنوعًا من العجينة الورقية المنقاة من المواد الكيميائية 100% المادة القطنية من (حيث نسبة الألفاسيلوس وسلبية من حيث مادة الخشب) مع العلم أن النوعيات الرديئة من الإطارات يمكن أن تضر بالصور المطلوب صيانتها والضرر الأكثر شيوعًا يستجد في ظهور بقع صفراء داكنة تظهر خاصة حول أطراف اللون الداكن لأطر الصور وبسبب هذه البقع يتم انتقال المركبات الحمضية وهجرتها من اللوح الخشبي ويمكن لهذه البقع أن تتسبب في إزالة الألوان بشكل درامي كما أنها في الوقت نفسه دليل على التلف الكيميائي الذي لحق بالورق.
إنقاذ الكتب المبللة
الأمر الأكثر أهمية والخاص بإنقاذ الكتب التي لحق بها البلل هو اتخاذ إجراء فوري أو بالسرعة الممكنة ومباشرة إثر إصابتها بالبلل ففي الظروف الحارة والرطبة يبدأ التعفن بالتراكم خلال فترة من 24 - 48 ساعة عند إصابتها بالبلل لهذا يجب أن تجفف عن طريق الهواء أكبر عدد ممكن منها والذي لا يمكن تجفيفه خلال 48 ساعة كما يمكن أن يجمد لتستقر حالته وبعد فترة يتم تجفيفه وتحقق من هذا الموضوع باستشارة مختص في حفظ المواد وصيانتها.
معالجة العفن
تأتي الرائحة العفنة عادة من تكاثر الجراثيم الحيوية على الكتب المخزنة في أماكن رطبة وفي أماكن باردة لهذا يجب فحص أماكن وجود العفن الراكد والعفن النشط ثم نقل المواد الموجودة هناك إلى أماكن أكثر جفافًا لكنها (باردة أيضًا) مع التأكد من أن تيارًا هوائيًا نشطًا يمر من خلالها، ولا بد أن تخمد هذه الظروف فإن الرائحة ستختفي أخيرًا من تلقاء نفسها، ويمكن استعمال هذه التقنية نفسها في تجفيف الكتب التي يعلوها عفن فطري نشط، إذا كان بالإمكان مشاهدة مواضع تراكم العفن فلا يحاول المرء تنظيفها ما لم تكن هذه المواد قد جفت تمامًا.
التخلص من العثة
يلزم في البداية تحديد نوعية العثة عبر القضاء على واحدة باستخدام شريط لاصق ومن ثم استشارة الشخص المحترف والمتخصص في هذا المجال الذي بإمكانه معالجة الأمر عبر تحديد ما إذا كانت الحشرة ميتة أم حية، وكم عدد الحشرات الموجودة هناك مع تحديد عدد الكتب التي غزتها هذه الحشرات ونوعية التلف الذي أصابها والمكان الذي كانت الكتب مخزنة ودرجة الرطبوة ومقدار التعفن وقيمة الكتب المراد معالجتها. وبعد تحديد ذلك من قبل المختص يتم عزل الكتب المصابة بهذه الحشرات بوضعها في أكياس بلاستيكية محكمة الإغلاق لمعالجتها من قبل العالم المختص، ويمكن لجامعة محلية أو لجهة حكومية معينة أن تساعد في ذلك بالاتصال بأحد هؤلاء المختصين ومع الحرص أن يقوم المختص بأعمال التطهير والتعقيم في ظل ظروف مسيطر عليها.
التجليد الجلدي للكتب المهترئة
اعتقد الناس في فترة من الفترات أن الدهان للجلود يطيل من عمر الغلاف الجلدي للكتب إلاّ أن التجارب دلت على أن فائدة هذه الدهانات الجلدية هي بالدرجة الأولى تجميلية وأن استعمال هذه المواد غير المبني على تجربة على تجليدات الكتب يضر أكثر مما يفيد وقد دلت الدراسات على أن الخليط الزيتي المستعمل للجلود يتسبب في جفاف الجلد مع مرور الوقت ويمكن أن يصبح المجلد أكثر قساوة ويصبح سطحه الملطخ داكنًا وإذا تكرر وضع الكثير من هذه المادة فيمكن لسطح الجلد أن يصبح لزجًا ويجلب الغبار كما أن الزيت نفسه يترك بقعًا علىه ويسهم في تدهور حالة الورق ومن أجل أغراض تتعلق بتناول هذه الكتب والتعامل معها يوصي البرنامج بصنع حافظات رقيقة من مادة البويلستر وتلبيس الكتب بها.
المصدر: صحيفة المدينة، الأربعاء 23/5/1432هـ