( بسم الله الرحمن الرحيم )
( للعلم أبواب )
( للعلم أبواب )
لقد ساءني كثيرا في هذا الزمان حديث السواد الأعظم عن تراثنا القديم وكأنه أصبح أسطورة أو قصيدة نستمتع بسماعها فنطرب بوزنها وإيقاعها دون أن نفهم قالبها ، وهذا ما جعلنا نفقد عزّنا وأصبحنا نبكي عليه كالنساء أو من لا حيلة لهم سوى البكاء والنياحة ، وليس من العقل أن نبقى هكذا مكتوفي الأيدي وننتظر من أعدائنا أن يأتوا لتحريرنا من قيدنا ، كلا ورب البيت لن يتم ذلك ما حيينا ، ولو فكرنا قليلا في الاختلاف الشاسع بيننا الآن وبين أمتنا قبل قرون مضت لنجدنّ الأمر بيّن كضوء الشمس في أفق السماء ، وذلك أنهم أحسنوا تأسيسهم فحسُن بنيانهم ، أما نحن فأضعفنا تأسيسنا فانهمر بنياننا على رؤوسنا ونحن ننظر لا نحرّك ساكنا ، هنا وقفت مع نفسي وهيّجت قريحتي فلم تتكرّم عليّ سوى بأبيات قليلة العدد ولكنّها واسعة الهدف ، فقد قلت بالأمس :
للعلمِ أبوابٌ يظِلُّ الفتى عنها =فيسلكُ أبوابَ الهوى طيشاً إلى طيشِ
ويظًلُّ يبني بيوتَ الجهلِ من عدمٍ =مــا طارَ يوماً في الملا طيرٌ بلا ريـشِ
هـذا وقد قلتُها للناسِ مُدويةً = إنّ العلوم َ سـلاحُ العُربِ للعـــيشِ
أوّاهُ يا أمةً في أذنِها صَمَمٌ= ما هزَّ مسمعَها قَصفٌ على الجيشِ
ما زال مبكاها على ماضٍ تُداولُه=فلن أقولَ لها عيشي بهِ عيشي