• ×

أدب العسكر في المملكة العربية السعودية والانتماء الوطني

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط

أدب العسكر في المملكة العربية السعودية والانتماء الوطني
للدكتور مساعد بن منشط اللحياني
لواء وأكاديمي

الشيخ الدكتور عاتق بن غيث البلادي - رحمه الله- ( 1352هـ - 1431هـ )


1- مولده ودراسته: -
ولد الشيخ في بادية شمال مكة في مكان يُدعى (مسْر) بتاريخ 3/10/1352هـ (1). - درس في مدارس مكة النظامية، وكان تركيزه على الدراسة بالمسجد الحرام ، فأخذ عن بعض الشيوخ (2). - وفي عام 1372هـ التحق بالجيش العربي السعودي برتبة نائب كاتب، وتدرج في الرتب العسكرية حتى وصل إلى رتبة مقدم (3). - حصل على دبلوم في فن الصحافة من معهد دار عمان العالي (4). - في عام 1426هـ حصل على الدكتوراه من جامعة الحضارة الإسلامية ببيروت (5).

2- تكريم حصل عليه: -
في عام 1421هـ حصل على جائزة أمين مدني للبحث في تاريخ الجزيرة العربية. - في عام 1425هـ كرَّمته أمانة جده بأن أطلقت اسمه على أحد شوارع محافظة جدة تقديرًا لجهودة وإسهاماته في خدمة الأدب والعلم. - في 7/3/1430هـ الموافق 4/3/2009م كرّمه معرض الكتاب الدولي الثالث بالرياض وتسلم درع التكريم من يد معالي وزير الثقافة والإعلام د. عبد العزيز محي الدين خوجه.

3- كتبه ومصنفاته:-
له أكثر من خمسين مؤلفًا ومصنفًا في مختلف الفنون (الأدب، والشعر، والتراث، والتحقيق، واللغة، والجغرافيا. والأنساب، والمعاجم، والرحلات،...) تُرجم بعضها إلى اللغة الأوردية. ومن هذه الكتب: - معجم معالم الحجاز (10 أجزاء) - معجم قبائل الحجاز. - معجم الكلمات الأعجمية والغريبة في التاريخ الإسلامي. - نسب حرب. - على طريق الهجرة. - الأدب الشعبي في الحجاز. - طرائف وأمثال شعبية. - أمثال الشعر العربي. - سقيط الندى وفوح الشذا. - الحان وأشجان (ديوان شعر) - محراث التراث(6).

4- نماذج من أدبه وشعره:-

أ*- كتابه: سقيط الندى وفوح الشذا (1426هـ) وهو عبارة عن كتاب يضم شذرات بعث بها الكاتب الى مجلة المنهل نُشر بعضها والبعض الآخر لم ينشر فجميعها في هذا الكتاب لتعم الفائده. ولقد اخترنا من هذه الشذرات مقال بعنوان (حلاوة السليقة) وفيها يقول: (العرب الذين اخترعوا اللغة العربية لا زالوا إذا إحتاجوا إلى التعبير عن شيء يحضرهم ذلك التعبير بأوجز كلام وأفصحه، بل وأعذبه ، فالأولاد في المدن إذا أراد أحدهم أن يزيد في غيض رفيقه بشيء حصل عليه، تسمعه يقول له (حرّه) وكأنه يقول له: حر في كبدك. وفي احدى رحلاتي في البادية سمعت صغيرًا يقول لآخر: (دَق حنينك) وآخر يقول لرفيقه: (طحى طحى طحى)! فهؤلاء الأطفال عرفوا الكلمات المناسبة لما يريدون من معان. وقال لي أحد شيوخنا: إن السيارة أول ما خرجت في الجزيرة كانت تسمى (الطرنبيل) تقريبًا للفظه الانجليزية (أوتوموبيل) وأن بدويًا سأل: ما هذه السيارة؟! فسرت في الناس وتناقلتها الصحف فعمت، والطيارات أيضًا كانت بنفس الأسلوب، فطور الكلام فيها إلى (طائرة) (7).

ب*- ديوان : ألحان وأشجان (ط/1 ، 1417هـ ) - من قصيده بعنوان (سُهيلة) يقول فيها: هل تذكرين يومَ كنا في الهِضَابِ مُربِّعِينْ؟ كنا صُغارًا بَيْدَ أنكِ ياسُهيلة تذكرين ! أتذكرين كيف نغدو في الصباح مبكرين؟ نَتعقَّبُ الخلفاتِ والحيران(8)جَذْلَى ضاحكين ! كنا ننيخ(9) الناقة الملحاء(10)حتمًا تذكرين وإذا ركبنا كنتِ خلفي يا سهيلةُ تردفين نغْشى الرُّعاءَ فنسابقُهم ، وكنتِ تسبقين وتعانقت ضَحكاتُ أطفالٍ بها يلهو الحزين كنا نطارحُ بعضَنا بينَ المروخِ(11)مازحين! فكُنتُ أطرحُكِ (سُهَيْلُ) وكُنتِ حينًا تطرحين فنأت بنا الأيام بين مُشرِّقينَ ومغرَّبين ومضت سنُونَ ما رأيتكِ يا سُهيلُ ولم ترين(12) غزل بريء وعفيف وكما يسميها في ديوانه (ذكريات الطفولة) لقد نظمها الشاعر عام 1396هـ أي وعمره (44) عامًا وهو في عزِّ شبابه وفتوته ولكنها من الماضي المخزون في ذاكرته رغم انشغاله بعمله العسكري. إلى أن يقول: فبكَى الصَّغير ولجلج القلب المتَّيمُ بالحنين وتجاوبتْ أصداء رَجعٍ بالتأوّهِ والأنين أحَبُّ حرفٍ في الهجِاء إليََّ كان حرفُ سين كان يذكِّرُني طَيفَكِ رغم تكرار السنين هل تذكرينَ يومَ جئناكم عِشاءً زائرين؟ كُنتِ تلوذين بسنحِ البَيتِ ، فيه تتخبأين فلمحتُ عينكِ من وراء الستر لمح الوالهين فتجدد الجرح القديم ونكىءَ الكلم(13)الدفين فلقد كبرتِ ياسُهيلةُ واحتجبتِ عن العيون وهَجرتِ أقرانَ الصبَّا والعرفُ أنَّكِ تهجرين فجعلتُ أرنوا نحوكِ (والصّبُّ تفضحُهُ العيون)! فلُمِحتُ شزرًا : كف عن هذا فذا أمر مشين فَلمَمْتُ من أشتاتِ قلبٍ في محبتكم رهين صادي الفؤادِ ممزقٌ والري في لمحِ الجبين واليوم جئت في كهولتكِ لجرحي تنكأين ؟ فيعود ديدنَهُ شريًا(14)بعد عشرات السنين ومن قصيدة يمدح فيها مكه أم القرى بعنوان (موئل العز) يقول فيها: يامَوْئِلَ العِزِّ للإسْلاَمِ والعَرَبِ يا مصنع الصَّيدِ من عليا معدٍّ الشرقُ شاخَ وعادَ الدِّين مغتربًا وأقبلتْ أمم الكُفَّار في لَهَفٍ ليطفيئوا ما أضاء اللهُ ويلَهُمُ كم قَطَّعوا من حشا الإسلام لا سلموا حتى يعودوا إذا ما دُمْيَةٌ صرخت حتى صحونا فقمنا قومةً رجلٍ ومكَّة ترفعُ الأعلامَ سامِقةً وتُحَرَّر بُلُدُ الإسلام قاطِبةَ ونُذُلُّ صِهْيَونَ وأمْرِيكا وما جمََعتْ وتُعزُّ تلكَ الجباهُ الغُرُّ ساجدةً يا دُرَّةَ الشرق بل يا منجمَ الذّهَبِ(15) ومن آل النبيِّ حماةِ الموردِ العذبِ(16) والمُغْرياتُ فَشَتْ ، والناسُّ في خَبَبِ سُودُ القُلوبِ التي تِغْلِي مِنَ الغَضَبِ واللهُ يأبى ، وما نَتْلُو من الكتبِ جَعَلوهُ شطرنجَ للفتَنِ وللكسبِ أو يُصْرِخُوا الدُّميةَ بالإيهام والكذبِ لم يخشَ في الله من لَوْمٍ ولم يَهَبِ ويفيءُ مَنْ فَاءَ من عَجَمٍ ومن عَرَبِ في معركٍ ما رآهُ الناسُ من حُقَبِ(17) ونذِلُّ شمطاءَهم حَّمالةَ الحطب(18) لله ، من كل أوابٍ ومحتسبِ(19)

5- وفاته:
انتقل الشيخ البلادي إلى رحمة الله يوم الاثنين 1/3/1431هـ بمكة عن عمر (79) عامًا.

---------------------- الهوامش: ----------------------

1- البلادي ، عاتق بن غيث ، نشر الرياحين في تاريخ البلد الأمين ج/1 ، دار مكة للنشر والتوزيع ، مكة ، 1415هـ ، ص252

2- البلادي ، مرجع سابق ، ص 252 .

3- البلادي ، مرجع سابق ، ص 253 .

4- البلادي ، مرجع سابق ، ص 253 .

5- اللحياني ، بدر : إثنينية الشيخ عاتق البلادي بمكة ، ملحق الأربعاء ، الأربعاء 19/6/1428هـ صحيفة المدينة المنورة ، جدة ، ص25 .

6- البلادي ، عاتق بن غيث ، سقيط ا

بواسطة : hashim
 0  0  1737
التعليقات ( 0 )

-->