بسم الله الرحمن الرحيم
إعلام الناس بحسن سيرة خلفاء بني العباس
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على النبي الهاشمي وعلى آله وصحبه أجمعين :-
لما قمنا بنشر كتابنا ( عقيدة بني العباس وحمايتهم للدين والعقيدة والسنة ) على صفحات الإنترنت جاءت اعتراضات من بعض الناس بأن خلفاء بني العباس كانوا ظلمة وفسقة
وأساءوا السيرة في الناس .
وهذا الاعتراض كما لا يخفى لا علاقة له بموضوع الكتاب فإن الرجل قد يكون ظالما فاسقا ومع ذلك عقيدته سلفية لكن خلقه ليس سلفيا بالطبع .
وقد كنا أثناء سردنا لبعض كتب التاريخ قد وقفنا على تراجم مشرفة للغالبية العظمى من خلفاء بني العباس , فقمنا بجمعها في هذا المختصر .
وكانت نتيجة هذا الجمع أن 27 خليفة من خلفاء بني العباس في بغداد كانت سيرتهم حسنة وكانوا من خيار الناس , وستة خلفاء لم يصفهم أحد بالظلم أو الفسق , وأربعة خلفاء نقل عنهم الظلم وسوء السيرة مع اختلاف المؤرخين في ثلاثة منهم .
وأما خلفاء بني العباس في مصر , فتسعة منهم كانوا معروفين بحسن السيرة , وسبعة خلفاء لم ينقل عنهم فسق أو ظلم .
وبهذا يتضح أن السمة العامة في خلفاء بني العباس هي حسن السيرة والديانة وتحري العدل والبعد عن الظلم , ولم يشذ في ذلك إلا قلة ولله الحمد .
وأما بالنسبة لقوة الخلفاء وضعفهم فهذا بحث آخر سنقوم بجمعه إن شاء الله .
والمهم في هذا البحث هو تبيين حسن سيرة الخلفاء وديانتهم ولو كان في بعضهم ضعف , ولا يعني هذا أنهم معصومون فهم بشر يخطؤون ويصيبون .
وكان اعتمادنا في هذا البحث على كتب التاريخ والتراجم لأهل السنة كسير أعلام النبلاء للذهبي , والبداية والنهاية لابن كثير , والمنتظم لابن الجوزي , والكامل في التاريخ لابن الأثير , وغيرها مع التركيز على الكتابين الأولين .
وابتعدنا في بحثنا هذا عن كتب الشيعة كأبي الفرج الأصفهاني والمسعودي وابن طباطبا وغيرهم , فلا يخفى على كل مطلع حقد هؤلاء المبتدعة على بني العباس وبالأخص خلفائهم لموقف القوي من الشيعة , وراجع إن شئت بحثنا المنشور على الإنترنت ( موقف بني العباس من الشيعة ) .
ويجب أن يعلم أن أكثر النقولات عن الخلفاء بأنهم كانوا فسقة وظلمة من كذب الشيعة وغيرهم من المبتدعة والحاقدين .
وهذا كلام لشيخ الإسلام الإمام ابن تيمية يرد فيه على رافضي اتهم الخلفاء بالانشغال بالمعاصي والخمور والفجور , قال رحمه الله في منهاج السنة (4\\55) :-
دعوى كون جميع الخلفاء كانوا مشتغلين بما ذكره من الخمور والفجور كذب عليهم والحكايات المنقولة في ذلك فيها ما هو كذب وقد علم أن فيهم العدل الزاهد كعمر بن عبدالعزيز والمهتدي بالله وأكثرهم لم يكن مظهرا لهذه المنكرات من خلفاء بني أمية وبني العباس وإن كان أحدهم قد يبتلى ببعض الذنوب وقد يكون تاب منها وقد يكون له حسنات كثيرة تمحو تلك السيئات وقد يبتلى بمصائب تكفر عنه خطاياه ففي الجملة الملوك حسناتهم كبار وسيئاتهم كبار والواحد من هؤلاء وإن كان له ذنوب ومعاص لا تكون لأحاد المؤمنين فلهم من الحسنات ما ليس لأحاد المسلمين من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الحدود وجهاد العدو وإيصال كثير من الحقوق إلى مستحقيها ومنع كثير من الظلم وإقامة كثير من العدل ونحن لا نقول إنهم كانوا سالمين من الظالم والذنوب كما لا نقول إن أكثر المسلمين كانوا سالمين من ذلك لكن نقول وجود الظلم والمعاصي من بعض المسلمين وولاة أمورهم وعامهم لا يمنع أن يشارك فيما عمله من طاعة الله وأهل السنة لا يأمرون بموافقة ولاة الأمور إلا في طاعة الله لا في معصيته . انتهى .
وأما هدفنا من هذا البحث فهو الذب عن أجدادنا وأسلافنا والدفاع عنهم بحق , وتبيين سيرتهم للناس , بعد أن تشوهت سمعتهم من المبتدعة والحاقدين رد الله كيدهم في نحورهم .
وللأسف قد كثر الطاعنون , وقل المدافعون , وهم في ذلك معذورون , فلا فارق عندهم من كون بني العباس سلفيون أم مبتدعون , عادلون أم ظالمون , صالحون أم فاسقون , فكان لزاما علينا أن ندافع عن قومنا , فما يضرهم يضرنا , وما ينفعهم ينفعنا .
نسأل الله عز وجل أن يغفر لبني العباس مغفرة ظاهرة وباطنة وأن يرحمهم وأن يرفع درجتهم في الجنة عند ابن عمهم النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم .
قال ابن كثير في البداية والنهاية عن بني العباس (13/209) :-
سادوا البلاد والعباد فضلا ... وملأوا الاقطار حكما وعدلا
اولاد عم المصطفى محمد ... وأفضل الخلق بلا تردد
قال ابن خلدون في تاريخه (1/18) :-
والرشيد وآباؤه كانوا على ثبج من اجتناب المذمومات في دينهم ودنياهم والتخلق بالمحامد وأوصاف الكمال ونزعات العرب .
1- أمير المؤمنين الخليفة السفاح (132 هـ - 136هـ)
قال ابن كثير في البداية والنهاية (13/275) :-
ذِكْرُ استقلال أبي العباس عبدالله بن محمد بن علي بن عباس الملقب بالسفاح , وما اعتمده في أيامه من السيرة الحسنة والعدالة التامة.اهـ.
قال الصولي: وكان السفاح أسخى الناس ما وعد عدة فأخرها عن وقتها ولا قام من مجلسه حتى يقضيه وقال له عبد الله بن حسن مرة سمعت بألف ألف درهم وما رأيتها قط فأمر بها فأحضرت وأمر بحملها معه إلى منزله.اهـ.
قال الذهبي في السير (6/79) :-
قال الصولي: أحضر السفاح جوهرا من جوهر بني أمية، فقسمه بينه وبين عبد الله بن حسن بن حسن، وكان يضرب بجود السفاح المثل.اهـ.
2- أمير المؤمنين الخليفة المنصور (136هـ - 158هـ)
قال الذهبي في السير (7/83) :-
وكان فحل بني العباس هيبة وشجاعة، ورأيا وحزما، ودهاء وجبروتا، وكان جماعا للمال، حريصا، تاركا للهو واللعب، كامل العقل، بعيد الغور، حسن المشاركة في الفقه والادب والعلم.
أباد جماعة كبارا حتى توطد له الملك، ودانت له الامم على ظلم فيه وقوة نفس، ولكنه يرجع إلى صحة إسلام وتدين في الجملة، تصون وصلاة وخير، مع فصاحة وبلاغة وجلالة.
وقال أيضا في تاريخ الإسلام للذهبي - (ج 3 / ص 133) :-
وكان في الجملة يرجع إلى عدل وديانة وله حظ من صلاة وتدين، وكان فصيحاً بليغاً مفوهاً، خليقاً للإمارة.
وقال أيضا في تذكرة الحفاظ متحسرا عليه - (ج 1 / ص 244) :-
\"أبو جعفر المنصور ، وأين مثل أبي جعفر ؟ - على ظلم فيه - في شجاعته وحزمه وكمال عقله وفهمه وعلمه ومشاركته في الأدب ووفور هيبته\".اهـ.
قال ابن كثير في البداية والنهاية (10/123) :-
والحكايات في ذكر حلمه وعفوه كثيرة جدا .
وقال أيضا (10/125) :-
وكان لمنصور في أول النهار يتصدى للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والولايات ولعزل والنظر في مصالح العامة فاذا صلى الظهر دخل منزله واستراح إلى العصر فاذا صلاها جلس لأهل بيته ونظر في مصالحهم الخاصة فإذا صلى نظر في الكتب والرسائل الواردة من الآفاق وجلس عنده من يسامره إلى ثلث الليل ثم يقوم إلى أهله فينام في فراشه إلى الثلث الآخر فيقوم إلى وضوئه وصلاته حتى يتفجر الصباح ثم يخرج فيصلى بالناس ثم يدخل فيجلس في إيوانه وقد ولى بعض العمال على بلد فبلغه أنه قد تصدى للصيد وأعد لذلك كلابا وبزاه فكتب إليه ثكلتك أمك وعشيرتك ويحك إنا إنما استكفيناك واستعملناك على أمور المسلمين ولم نستكفيك أمور الوحوش في البراري فسلم ما تلي من عملنا إلى فلان والحق بأهلك ملوما مدحورا
وقال أيضا (10/126) :-
كان المنصور في شبيبته يطلب العلم من مظانه والحديث والفقه فنال جانبا جيدا وطرفا صالحا .
قال الصفدي في الوافي بالوفيات (1/2460) :-
وكان فيه عدلٌ وله حظ من صلاةٍ وتدينٍ وعلم وفقه نفسٍ .
قال ابن خلدون في تاريخه (1/17) :-
وقد كان أبو جعفر بمكان من العلم والدين قبل الخلافة وبعدها .
3- أمير المؤمنين الخليفة المهدي (158هـ - 169 هـ)
قال الذهبي في السير (7/401) :-
كان جوادا ممداحا معطاء، محببا إلى الرعية، قصابا في الزنادقة، باحثا عنهم
أبو العباس المنصوري، قال: لما حصلت الخزائن في يد المهدي، أخذ في رد المظالم، فأخرج أكثر الذخائر، ففرقها، وبر أهله ومواليه، فقيل: فرق أزيد من مئة ألف ألف .
قال ابن كثير في البداية والنهاية (10/156) بعد ترجمة طويلة حسنة للمهدي :-
وبالجملة فان للمهدي مآثر ومحاسن كثيرة .
4- أمير المؤمنين الخليفة الرشيد (170 هـ - 193 هـ)
قال ابن كثير في البداية والنهاية (10/214) :-
كان من أحسن الناس سيرة وأكثرهم غزوا وحجا ولهذا قال فيه أبو المعلى :
فمن يطلب لقاءك أو يرده ... فبالحرمين أو أقصى الثغور
ففي أرض العدو على طمر ... وفي أرض الترفه فوق كور
وما حاز الثغور سواك خلق ... من المخلفين على الأمور
وكان يتصدق من صلب ماله في كل يوم بألف درهم وإذا حج أحج معه مائة من الفقهاء وأبنائهم وإذا لم يحج احج ثلاثمائة بالنفقة السابغة والكسوة التامة وكان يحب التشبه بجده أبي جعفر المنصور إلا في العطاء فإنه كان سريع العطاء جزيله وكان يحب الفقهاء والشعراء ويعطيهم ولا يضيع لديه بر ومعروف وكان نقش خاتمه لا إله إلا الله وكان يصلى في كل يوم مائة ركعة تطوعا إلى أن فارق الدنيا إلا أن تعرض له علة .
قال ابن خلدون في تايخه (1/17) :-
وأما ما تموه له الحكاية من معاقرة الرشيد الخمر واقتران سكره بسكر الندمان فحاشا الله ما علمنا عليه من سوء , وأين هذا من حال الرشيد وقيامه بما يجب لمنصب الخلافة من الدين والعدالة وما كان عليه من صحابة العلماء والاولياء ومحاورته للفضيل بن عياض وابن السماك والعمري ومكاتبته سفيان الثوري وبكائه من موعظهم ودعائه بمكة في طوافه وما كان عليه من العبادة والمحافظة على أوقات الصلوات وشهود الصبح لأول وقتها .
وأيضا فقد كان من العلم والسذاجة بمكان , لقرب عهده من سلفه المنتحلين لذلك , ولم يكن بينه وبين جده أبي جعفر بعيد زمن إنما خلفه غلاما .
5- أمير المؤمنين الخليفة المأمون (198 هـ - 218 هـ)
قال الذهبي في تاريخ الإسلام (ج 4 / ص 129)
وكان من رجال بني العباس حزماً وعزماً، وحلماً وعلماً، ورأياً ودهاءً، وهيبةً وشجاعةً، وسؤدداً وسماحة.
وله محاسن وسيرة طويلة.
وقال أيضا في نفس الصفحة :كان المأمون مسرفا في الكرم.
وقال أيضا في سير أعلام النبلاء (ج 10 / ص 274)
وكان المأمون عالما فصيحا مفوها.
وقال أيضا في (ج 10 / ص 276)
وكان جوادا ممدحا معطاء.
وقال أيضا في (ج 10 / ص 279)
قال أبو معشر المنجم: كان أمارا بالعدل، محمود السيرة، ميمون النقيبة، فقيه النفس، يعد من كبار العلماء.اهـ.
قلنا : راجع الكلام على شذوذه عن عقيدة بني العباس في الفصل الخامس من كتابنا عقيدة بني العباس ، وأنه مات على بدعتي التشيع والاعتزال ، نسأل الله السلامة.
6- أمير المؤمنين الخليفة المعتصم بالله (218 هـ - 227 هـ)
قال ابن كثير في البداية والنهاية (10/296) :-
كان شهما وله همة عالية في الحرب ومهابة عظيمة في القلوب وإنما كانت نهمته في الانفاق في الحرب لا في البناء ولا في غيره .
قال الذهبي في تاريخ الإسلام (4/243) :-
كان من أهيب الخلفاء وأعظمهم .اهـ.
قلنا : راجع الكلام على شذوذه عن عقيدة بني العباس في الفصل الخامس من كتابنا عقيدة بني العباس ، وأنه تاب من ذلك قبل موته ، نسأل الله له الرحمة والغفران.
7- أمير المؤمنين الخليفة المتوكل على الله (232 هـ - 247 هـ)
قال الذهبي في السير (12/38) :-
وكان المتوكل جوادا ممدحا .
قال ابن كثير في البداية والنهاية (10/351) :-
وكان المتوكل محببا إلى رعيته قائما في نصرة أهل السنة وقد شبهه بعضهم بالصديق في قتله أهل الردة لأنه نصر الحق ورده عليهم حتى رجعوا إلى الدين وبعمر بن عبد العزيز حين رد مظالم بنى أمية وقد أظهر السنة بعد البدعة وأخمد أهل البدع وبدعتهم بعد انتشارها واشتهارها .
8- أمير المؤمنين الخليفة المنتصر بالله ( 247 هـ - 248 هـ)
قال الذهبي في السير (12/42) :-
وكان المنتصر وافر العقل، راغبا في الخير، قليل الظلم .
9- أمير المؤمنين الخليفة المهتدي بالله (255 هـ - 256 هـ)
قال الذهبي في السير (12/536) :-
وكان المهتدي أسمر رقيقا، مليح الوجه، ورعا عادلا صالحا متعبدا بطلا شجاعا، قويا في أمر الله، خليقا للامارة، لكنه لم يجد معينا ولا، ناصرا، والوقت قابل للادبار .
10- ولي العهد الأمير الناصر لدين الله طلحة الموفق بالله (256 هـ - 279 هـ) كان في عهد أمير المؤمنين الخليفة المعتمد :-
قال الذهبي في السير (13/169) :-
فكان الموفق بيده العقد والحل ، لا يبرم أمر دونه ، وكان من أعلاهم رتبة ، وأنبلهم رأيا ، وأشجعهم قلبا ، وأوفرهم هيبة ، وأجودهم كفا.
وكان محبوبا إلى الرعية ، ولا سيما لما استؤصل الخبيث طاغوت الزنج على يديه ، فإنه ما زال يحاربه حتى ظفر به ، ولذا لقبه الناس الناصر لدين الله.
قال ابن كثير في البداية والنهاية (11/63) :-
وكان غزير العقل حسن التدبير يجلس للمظالم وعنده القضاة فينصف المظلوم من الظالم وكان عالما بالأدب والنسب والفقه وسياسة الملك وغير ذلك وله محاسن ومآثر كثيرة جدا.
11- أمير المؤمنين الخليفة المعتضد بالله (279 هـ - 289 هـ)
قال الذهبي في السير (13/467) :-
أسقط المكس ، ونشر العدل، وقلل من الظلم .
كان أبو العباس شهما، جلدا، رجلا بازلا، موصوفا بالرجلة والجزالة، قد لقي الحروب، وعرف فضله، فقام بالامر أحسن قيام، وهابه الناس ورهبوه .
قال الصفدي في الوافي بالوفيات (1/868) :-
وكانت أيامه طيبة كثيرة الأمن والرخاء وأسقط المكوس ونشر العدل ورفع المظالم عن الرعية .
قال ابن كثير في البداية والنهاية (11/66) :-
كان من خيار خلفاء بني العباس ورجالهم بويع له بالخلافة صبيحة موت المعتمد وقد كان أمر الخلافة داثرا فأحياه الله على يديه بعدله وشهامته وجرأته .
12- أمير المؤمنين الخليفة المكتفي بالله (289 هـ - 295 هـ)
قال الذهبي في السير (13/480) :-
أحسن السيرة، فأحبه الناس .
وقال في تاريخ الإسلام (5/164) :-
وكان من أحسن الناس .
13- أمير المؤمنين الخليفة المقتدر بالله (295 هـ - 320 هـ)
قال الذهبي في السير (15/44) :-
وكان سمحا متلافا للاموال، محق ما لا يعد ولا يحصى .
قال ابن كثير في البداية والنهاية (11/169) :-
كان معطاءا جوادا وله عقل جيد وفهم وافر وذهن صحيح وقد كان كثير التحجب والتوسع في النفقات .
14- أمير المؤمنين الخليفة الراضي بالله (322 هـ - 329 هـ)
قال الذهبي في السير (15/103) :-
وكان سمحا جوادا أديبا فصيحا محبا للعلماء .
قال ابن الجوزي في المنتظم (4/143) :-
كان الراضي سمحاً واسع النفس، أديباً شاعراً حسن البيان والفصاحة، يحب محادثة العلماء سمع من البغوي قبل الخلافة كثيراً ووصله بمال كثير غزير .
قال الصولي عن الراضي في كتابه أخبار الراضي والمتقي (ص 7) :-
وإنه من أطبع ملوك بني العباس في الشعر وأكثرهم شعراً وأكرمهم عشرة لجلسائه وما رأيت ولا سمعت بخليفة أحسن منه أخلاقاً ولا أسمح بكل شيءِ بالمالِ والطعام حتى يفرط، وبالثياب والطيب ما بخل بشيء قط ولا تعاظمه شيءِ يهبه ولولا إتباعه لشهوته كثيراً، عالماَ بما في ذلك من العيب محتملاً له على بصيرة لظننت أنه لا يقدم أحد عليه .
فكنا بين يديه في ذلك اليوم ثلاث ساعات من الليل نشرب وكان هو لا يشرب، قد ترك النبيذ جملة .
قال ابن كثير في البداية والنهاية (11/178) :-
كان من خيار الخلفاء .
15- أمير المؤمنين الخليفة المتقي لله (329 هـ - 333 هـ)
قال الذهبي في السير (15/105) :-
وكان ذا صوم وتعبد، ولم يشرب نبيذا، ويقول: لا أريد نديما غير المصحف
قال ابن كثير في البداية والنهاية (11/198) :-
كان كاسمه المتقي بالله كثير الصيام والصلاة والتعبد وقال لا أريد جليسا ولا مسامرا حسبي المصحف نديما لا أريد نديما غيره فانقطع عنه الجلساء والسمار والشعراء والوزراء .
لم يشرب خمرا ولا نبيذا قط فالتقى فيه الاسم والفعل ولله الحمد .
16- أمير المؤمنين الخليفة القادر بالله (381 هـ - 422 هـ)
قال الذهبي في السير (15/127) :-
وكان أبيض كث اللحية يخضب، دينا عالما متعبدا وقورا من جلة الخلفاء وأمثلهم .
17- أمير المؤمنين الخليفة القائم بأمر الله (422 هـ - 467 هـ)
قال الذهبي في السير (15/138) :-
وكان مليحا وسيما أبيض بحمرة، قوي النفس، دينا ورعا متصدقا.
له يد في الكتابة والادب، وفيه عدل وسماحة.
وقال أيضا (15/140) :-
وكان القائم فيه خير واهتمام بالرعية، وقضاء للحوائج.
قال ابن كثير في البداية والنهاية (12/110) :-
وقد كان القائم بأمر الله جميلا مليحا حسن الوجه أبيض مشربا بحمرة فصيحا ورعا زاهدا أديبا كاتبا بليغا شاعرا كما تقدم ذكر شيء من شعره وهو بحديثة عانة سنة خمسين وكان عادلا كثير الإحسان إلى الناس رحمه الله .
18- أمير المؤمنين الخليفة المقتدي بأمر الله (467 هـ- 487 هـ)
قال الذهبي في السير (18/318) :-
وكان حسن السيرة، وافر الحرمة.
أمر بنفي الخواطئ والقينات، وأن لا يدخل أحد الحمام إلا بمئزر، وأخرب أبراج الحمام، وفيه ديانة ونجابة وقوة وعلو همة .
قال ابن كثير في البداية والنهاية (12/146) :-
وكان المقتدي أبيض حلو الشمائل عمرت في أيامه محال كثيرة من بغداد ونفى عن بغداد المغنيات وأرباب الملاهى والمعاصي وكان غيورا على حريم الناس آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر حسن السيرة رحمة الله .
19- أمير المؤمنين الخليفة المستظهر بالله (487 هـ - 512 هـ)
قال الذهبي في السير (19/397) :-
قال ابن النجار: كان موصوفا بالسخاء والجود، ومحبة العلماء وأهل الدين، والتفقد للمساكين، مع الفضل والنبل والبلاغة، وعلو الهمة، وحسن السيرة، وكان رضي الافعال، سديد الاقوال.
قال ابن كثير في البداية والنهاية (12/182) :-
كان خيرا فاضلا ذكيا بارعا كتب الخط المنسوب وكانت أيامه ببغداد كأنها الأعياد وكان راغبا في البر والخير مسارعا إلى ذلك لا يرد سائلا وكان جميل العشرة لا يصغي إلى أقوال الوشاة من الناس ولا يثق بالمباشرين وقد ضبط أمور الخلافة جيدا وأحكمها وعلمها وكان لديه علم كثير وله شعر حسن .
20- أمير المؤمنين الخليفة المسترشد بالله ( 512 هـ - 529 هـ)
قال الذهبي في السير (19/561) :-
وله خط بديع، ونثر صنيع، ونظم جيد، مع دين ورأي، وشهامة وشجاعة، وكان خليقا للامامة، قليل النظير .
قال ابن النجار: ذكر قثم بن طلحة الزينبي - ومن خطه نقلت - أن المسترشد كان يتنسك في أول زمنه، ويلبس الصوف، ويتعبد، وختم القرآن، وتفقه، لم يكن في الخلفاء من كتب أحسن منه، وكان يستدرك على كتابه، ويصلح أغاليط في كتبهم، وكان ابن الانباري يقول: أنا وراق الانشاء ومالك الامر يتولى ذلك بنفسه الشريفة.
قال ابن النجار: كان ذا شهامة وهيبة، وشجاعة وإقدام، ولم تزل أيامه مكدرة بتشويش المخالفين، وكان يخرج بنفسه لدفع ذلك ومباشرته إلى أن خرج، فكسر، وأسر، ثم استشهد على يد الملاحدة، وكان قد سمع الحديث.
قال: وله نظم، ونثر مليح، ونبل رأي.
قال ابن كثير في البداية والنهاية (12/208) :-
وقد كان المسترشد شجاعا مقداما بعيد الهمة فصيحا بليغا عذب الكلام حسن الإيراد مليح الخط كثير العبادة محببا إلى العامة والخاصة وهو آخر خليفة رؤى خطيبا .
21- أمير المؤمنين الخليفة الراشد بالله (529 هـ - 530 هـ)
قال الذهبي في السير (19/569) :-
وكان حسن السيرة، مؤثرا للعدل، فصيحا عذب العبارة، أديبا شاعرا، جوادا .
22- أمير المؤمنين الخليفة المقتفي لأمر الله (530 هـ - 555 هـ)
قال الذهبي في السير (20/400) :-
كان المقتفي عاقلا لبيبا، عاملا مهيبا، صارما، جوادا، محبا للحديث والعلم، مكرما لاهله، وكان حميد السيرة، يرجع إلى تدين وحسن سياسة، جدد معالم الخلافة، وباشر المهمات بنفسه، وغزا في جيوشه.
قال ابن الأثير في الكامل (5/76) :-
وكان حليماً كريماً عادلاً حسن السيرة من الرجال ذوي الرأي والعقل الكثير .
23- أمير المؤمنين الخليفة المستنجد بالله (555 هـ - 566 هـ)
قال ابن كثير في البداية والنهاية (12/262) :-
وكان من خيار الخلفاء وأعدلهم وأرفقهم بالرعايا ومنع عنهم المكوس والضرائب ولم يترك بالعراق مكسا .
وكان أمارا بالمعروف نهاء عن المنكر .
قال الذهبي في السير (20/414) :-
ونقل صاحب \" الروضتين \" أنه كان موصوفا بالعدل والرفق، وأطلق المكوس بحيث إنه لم يترك بالعراق مكسا، وكان شديدا على المفسدين .
24- أمير المؤمنين الخليفة المستضيء بالله (566 هـ - 575 هـ)
قال ابن كثير في البداية والنهاية (12/304) :-
وكان من خيار الخلفاء آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر مزيلا عن الناس المكوسات والضرائب مبطلا للبدع والمعائب وكان حليما وقورا كريما .
قال ابن الأثير في الكامل (5/145) :-
وكان عادلاً حسن السيرة في الرعية، كثير البذل للأموال، غير مبالغ في ما جرت العادة في أخذه؛ وكان الناس معه في أمن عام وإحسان شامل، وطمأنينة وسكون،لم يروا مثله، وكان حليماً قليل المعاقبة على الذنوب، محباً للعفو والصفح عن المذنبين، فعاش حميداً، ومات سعيداً، رضي الله عنه .
قال ابن الجوزي في المنتظم (5/209) :-
ونودي برفع المكوس وردت مظالم كثيرة واظهر من العدل والكرم ما لم نره من اعمارنا .
قال الذهبي في السير (21/68) :-
قال ابن النجار وكان حليما، رحيما، شفيقا، لينا، كريما،
نقلت من خط أبي طالب بن عبد السميع، قال: كان المستضئ من الائمة الموفقين، كثير السخاء، حسن السيرة.
25- أمير المؤمنين الخليفة الظاهر بالله (622 هـ - 623 هـ)
قال ابن كثير في البداية والنهاية (13/107) :-
وكان عاقلا وقورا دينا عادلا محسنا رد مظالم كثيرة وأسقط مكوسا كان قد أحدثها أبوه وسار في الناس سيرة حسنة حتى قيل إنه لم يكن بعد عمر بن عبدالعزيز أعدل منه لو طالت مدته لكنه لم يحل إلى الحول بل كانت مدته تسعة أشهر .
قال الذهبي في السير (22/266) :-
كان نعم الخليفة خشوعا وخضوعا لربه، وعدلا في رعيته، وازديادا في وقت من الخير، ورغبة في الاحسان .
قال ابن الأثير في الكامل (5/334) :-
ولما ولي الخلافة أظهر من العدل والإحسان ما أعاد به سنة العمرين، فلو قيل إنه لم يل الخلافة بعد عمر بن عبد العزيز مثله لكان القائل صادقاً .
26- أمير المؤمنين الخليفة المستنصر بالله (623 هـ - 640 هـ)
قال الذهبي في السير (23/156) :-
قال ابن النجار: فنشر العدل، وبث المعروف، وقرب العلماء، والصلحاء، وبنى المساجد والمدارس والربط، ودور الضيافة والمارستانات، وأجرى العطيات، وقمع المتمردة، وحمل الناس على أقوم سنن، وعمر طرق الحاج، وعمر بالحرمين دورا للمرضى، وبعث إليها الادوية .
قال ابن كثير في البداية والنهاية (13/159) :-
وكان جميل الصورة حسن السريرة جيدالسيرة كثير الصدقات والبر والصلات محسنا إلى الرعية بكل ما يقدر عليه .
وكان المستنصر رحمه الله كريما حليما رئيسا متوددا إلى الناس وكان جميل الصورة حسن الاخلاق بهى المنظر عليه نور بيت النبوبة رضي الله عنه وأرضاه .
قال ابن الأثير في الكامل (5/340) :-
وسلك في الخير والإحسان إلى الناس سيرة أبيه، رضي الله عنه، وأمر فنودي ببغداد بإفاضة العدل، وإن من كان له حاجة، أو مظلمة يطالع بها، تقضى حاجته، وتكشف مظلمته.
27- أمير المؤمنين الخليفة المستعصم بالله (640 هـ - 656 هـ)
قال الذهبي في السير (23/174) :-
وكان فاضلا، تاليا لكتاب الله، مليح الكتابة.
وكان كريما، حليما، دينا، سليم الباطن، حسن الهيئة .
قال قطب الدين اليونيني : كان متدينا متمسكا بالسنة كأبيه وجده، ولكنه لم يكن في حزم أبيه، وتيقظه، وعلو همته، وإقدامه، وإنما قدموه على عمه الخفاجي لما يعلمون من لينه وانقياده وضعف رأيه ليستبدوا بالامور.
قال ابن كثير في البداية والنهاية (13/204) :-
وقد كان حسن الصورة جيد السيرة صحيح العقيدة مقتديا بأبيه المستنصر في المعدلة وكثرة الصدقات وإكرام العلماء والعباد .
28- أمير المؤمنين الخليفة المستكفي بالله (701 هـ - 740 هـ )
قال ابن حجر في الدرر الكامنة (1/231) :-
كان فاضلاً جواداً حسن الخط جداً شجاعاً يعرف بلعب الأكرة ورمي البندق وكان يجالس العلماء والأدباء وله عليهم إفضال ومعهم مشاركة .
قال السيوطي في تاريخ الخلفاء (1/200) :-
قال ابن فضل الله في ترجمته من المسالك: كان حسن الجملة لين الحملة.
قال ابن تغري بردي في النجوم الزاخرة (2/424) :-
وسير السلطان يستشير قاضي القضاة تقي الدين ابن دقيق العيد الشافعي في أمر سليمان المذكور: هل يصلح للخلافة أم لا؟ فقال: نعم يصلح؛ وأثنى عليه.
قال ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة (3/69) :-
وكان حشماً كريماً فاضلاً .
29- أمير المؤمنين الخليفة المعتضد بالله (753 هـ - 763 هـ )
قال ابن حجر في الدرر الكامنة (1/149) :-
كان خيراً متواضعاً محباً لأهل العلم .
قال ابن كثير في البداية والنهاية (14/245) :-
شاب حسن الشكل مليح الكلام متواضع جيد الفهم حلو العبارة رحم الله سلفه .
قال ابن كثير في البداية والنهاية (13/209) :-
ثم تولى وقتنا المعتضد ... ولا يكاد الدهر مثله يجد
في حسن خلق واعتقاد وحلى ... وكيف لا وهو من السيم الاولى
30 - أمير المؤمنين الخليفة المستعين بالله (808 هـ -815 هـ)
قال السخاوي في الضوء اللامع (2/199) :-
وكان خيراً ديناً حشماً وقوراً كريماً عنده تواضع وسودد .
31- أمير المؤمنين الخليفة المعتضد بالله (815 هـ- 845 هـ)
قال السيوطي (ص 212) :-
وكان المعتضد من سروات الخلفاء نبيلاً ذكياً فطناً يجالس العلماء والفضلاء ويستفيد منهم ويشاركهم فيما هم فيه سمحاً إلى الغاية.
قال ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة (4/327) :-
وكان المعتضد خليقاً للخلافة، سيد بني العباس في زمانه، أهلاً للخلافة بلا مدافعة. وكان كريماً عاقلاً حليماً متواضعاً ديناً خيراً حلو المحاضرة كثير الصدقات والبر. وكان يحب مجالسة العلماء والفضلاء، وله مشاركة مع فهم وذكاء وفطنة .
قال السخاوي في الضوء اللامع (2/117) :-
وكان خليقاً لها بدون مرافع كريماً عاقلاً سيوساً ديناً متواضعاً حلو المحاضرة محباً في العلماء والفضلاء مع جودة الفهم والميل إلى الأدب وأهله والمحاسن الجمة ولما سافر مع الأشرف إلى آمد كان كثير الامداد لشيخنا والاهداء له .
32- أمير المؤمنين الخليفة المستكفي بالله (845 هـ - 854 هـ)
قال السيوطي (ص 213) :-
وكان من صلحاء الخلفاء صالحاً ديناً عابداً كثير التعبد والصلاة والتلاوة كثير الصمت منعزلاً عن الناس حسن السيرة.
وقال في حقه أخوه المعتضد: لم أر على أخي سليمان منذ نشأ كبيرة.
وكان الملك الظاهر يعتقده ويعرف له حقه وكان والدي إماماً له وكان عنده بمكان رفيع خصيصاً به محترماً عنده جداً وأما نحن فلم ننشأ إلا في بيته وفضله وآله خير آل ديناً وعبادة وخيراً وما أظن أنه وجد على ظهر الأرض خليفة بعد آل عمر بن عبد العزيز أعبد من آل بيت هذا الخليفة.
قال ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة (4/351) :-
وكان ديناً خيراً، منجمعاً عن الناس بالكلية، كثير الصمت، قليل الكلام .
33 - أمير المؤمنين الخليفة المستنجد بالله (859 هـ - 884 هـ )
قال السخاوي في الضوء اللامع (5/201) :-
نشأ فحفظ القرآن .
وكان فيما بلغني كثير التلاوة في المصحف ساكناً بهياً مجاب الدعوى صادق المنامات .
34 - أمير المؤمنين الخليفة المتوكل على الله (884 هـ - 903 هـ)
قال السيوطي (ص 214) :-
ولم يل والده بالخلافة ونشأ معظماً مشاراً إليه محبوباً للخاصة والعامة بخصاله الجميلة ومناقبه الحميدة وتواضعه وحسن سمعته وبشاشته لكل أحد وكثرة أدبه وله اشتغال بالعلم قرأ على والدي وغيره وزوجه عمه المستكفي بابنته فأولدها ولداً صالحاً فهو ابن هاشمي بين هاشميين .
قال السخاوي في الضوء اللامع (2/350) :-
هاشمي من هاشميين وسلك طريقة حسنة في محبة الفقراء والعلماء وزيارتهم والتأدب معهم والموافاة لمن يقصده حتى أحبه الخاص والعام لمزيد تواضعه وحسن سمته وبشاشته لكل أحد .
وسمع الحديث على جماعة كالشاوي وأم هاني الهورينية وقرأ على ولدها سيف الدين في العربية ولازمه وكذا أخذ عن الشيخ يعيش المالكي والمحيوي الكافياجي وفي الفقه عن الكمال السيوطي وجود الخط على البرهان الفرنوي .
وما تهيأ له الحج كجل أسلافه .
وكان كلمة اتفاق لم يختلف في جلالته وارتفاع مكانته ولزم طريقته في تقريب أهل الصلاح والفضل وقرئ عنده الحديث في رمضان وغيره فكان يجتمع عنده من شاء الله من أصحابه وغيرهم وربما واسى بعضهم بل تردد إليه بعضهم للاقراء في العربية وأصول الدين وغير ذلك وسمع علي في مجلسه مصنفي المسمى عمدة الناس في مناقب العباس وبالغ في التأدب معي جرياً على عوائده حيث لقبني بشيخنا أمير المؤمنين .
35- أمير المؤمنين الخليفة المستمسك بالله (903 هـ - 914 هـ )
قال الزركلي في الأعلام (8/200) :-
وحمدت أخلاقه وسيرته .
كان رجلا مباركا لين الجانب متواضعا.
36- أمير المؤمنين الخليفة المتوكل على اللّه ( 914 هـ - 955 هـ )
قال العصامي في سمط النجوم العوالي (2/257) :-
وكان المتوكل فاضلاَ أديباً له شعر حسن .
- أما الخليفة الذي اتفق المؤرخون على سوء سيرته , هو :-
أمير المؤمنين الخليفة القاهر بالله (320 هـ - 322 هـ)
قال الذهبي في السير (15/98) :-
فيه شر وجبروت وطيش .
وقال أيضا (15/100) :-
ثم خلع وأكحل بمسمار لسوء سيرته وسفكه الدماء
وكانت خلافته سنة ونصفا وأسبوعا
قال الصولي: كان أهوج، سفاكا للدماء، كثير التلون، قبيح السيرة، مدمن الخمر، ولولا جودة حاجبه سلامة لاهلك الحرث والنسل .
قال ابن كثير في البداية والنهاية (1/223) :-
كان بطاشا سريع الانتقام .
قال ابن الجوزي في المنتظم (4/189) :-
كان بطاشاَ .
- أما الخلفاء الذين اختلف فيهم المؤرخون ما بين مادح وقادح , فهم :-
1- أمير المؤمنين الخليفة الهادي (169 هـ - 170 هـ)
قال الذهبي في السير (7/442) :-
وكان يشرب المسكر، وفيه ظلم وشهامة ولعب، وربما ركب حمارا فارها، وكان شجاعا، فصيحا، لسنا، أديبا، مهيبا، عظيم السطوة .
وقال أيضا (7/443) :-
وكان كوالده في استئصال الزنادقة وتتبعهم .
قال ابن كثير في البداية والنهاية (10/159) :-
وكان شهما خبيرا بالملك كريما .
2- أمير المؤمنين الخليفة الواثق بالله (227 هـ - 232 هـ)
قال ابن الأثير في الكامل (3/220) :-
لما توفي المعتصم، وجلس الواثق في الخلافة أحسن إلى الناس، واشتمل على العلويين، وبالغ في إكرامهم والإحسان إليهم، والتعهد لهم بالأموال، وفرق في أهل الحرمين أموالاً لا تحصى، حتى إنه لم يوجد في أيامه بالحرمين سائل.
ولما توفي الواثق كان أهل المدينة تخرج من نسائهم كل ليلة إلى البقيع، فيبكين عليه، ويندبنه، ففعلوا ذلك بينهم مناوبة حزناً عليه، لما كان يكثر من الإحسان إليهم؛ وأطلق في خلافته أعشار سفن البحر، وكان مالاً عظيماً.
قال ابن كثير في البداية والنهاية (10/308) :-
وكان أبيض اللون مشربا حمرة جميل المنظر خبيث القلب حسن الجسم سيء الطوية قاتم العين اليسرى فيها نكته بضياء وكان مولده سنة ست وتسعين ومائة بطريق مكة فمات وهو ابن ست وثلاثين سنة ومدة خلافته خمس سنين وتسعة أشهر وخمسة أيام وقيل سبعة أيام وثنتى عشرة ساعة فهكذا أيام أهل الظلم والفساد والبدع قليلة قصيرة.اهـ.
قلنا : راجع الكلام على شذوذه عن عقيدة بني العباس في الفصل الخامس من كتابنا عقيدة بني العباس ، وأنه تاب من ذلك قبل موته ، نسأل الله له الرحمة والغفران.
3- أمير المؤمنين الخليفة الناصر لدين الله (575 هـ - 622 هـ)
قال الذهبي في السير (22/199) :-
قال ابن النجار: دانت للناصر السلاطين، ودخل تحت طاعته المخالفون، وذلت له العتاة، وانقهرت بسيفه البغاة، واندحض أضداده، وفتح البلاد العديدة، وملك ما لم يملكه غيره، وخطب له بالاندلس وبالصين، وكان أسد بني العباس تتصدع لهيبته الجبال، وتذل لسطوته الاقيال، وكان حسن الخلق، أطيف الخلق، كامل الظرف، فصيحا بليغا، له التوقيعات المسددة والكلمات المؤيدة، كانت أيامه غرة في وجه الدهر، ودرة في تاج الفخر .
وقال أيضا (22/200) :-
قال القاضي ابن واصل: كان الناصر شهما شجاعا ذا فكرة صائبة وعقل رصين ومكر ودهاء، وكانت هيبته عظيمة جدا، وله أصحاب أخبار بالعراق وسائر الاطراف يطالعونه بجزئيات الامور.
قال: وكان ردئ السيرة في الرعية، مائلا إلى الظلم والعسف، فخربت في أيامه العراق وتفرق أهلها وأخذ أملاكهم، وكان يفعل أفعالا متضادة، ويتشيع بخلاف آبائه.
قال ابن الأثير في الكامل (5/333) :-
وكان قبيح السيرة في رعيته، ظالماً، فخرب في أيامه العراق، وتفرق أهله في البلاد، وأخذ أملاكهم وأموالهم، وكان يفعل الشيء وضده .اهـ.
قلنا : راجع الكلام على شذوذه عن عقيدة بني العباس في الفصل الخامس من كتابنا عقيدة بني العباس ، وأنه كان شيعيا بخلاف كل أجداده.
- أما الخلفاء الذين لم يصفهم أحد من المؤرخين بالظلم أو الفسق أو سوء السيرة , فهم :-
1- أمير المؤمنين الخليفة الأمين (193 هـ - 198 هـ)
2- أمير المؤمنين الخليفة المستعين بالله (248 هـ - 252 هـ).
3- أمير المؤمنين الخليفة المعتز بالله (252 هـ - 255 هـ).
4- أمير المؤمنين الخليفة المستكفي بالله (333 هـ - 334 هـ) .
5- أمير المؤمنين الخليفة المطيع لله (334 هـ - 363 هـ) .
6- أمير المؤمنين الخليفة الطائع لله (363 هـ - 381 هـ ).
7- أمير المؤمنين الخليفة المستنصر بالله (660 هـ - 661 هـ) .
8- أمير المؤمنين الخليفة الحاكم بأمر الله الأول (661 هـ - 701 هـ)
9- أمير المؤمنين الخليفة الحاكم بأمر الله الثاني (742 هـ - 753 هـ)
10- أمير المؤمنين الخليفة المتوكل على الله (763 هـ - 785 هـ)
11- أمير المؤمنين الخليفة الواثق بالله (785 هـ - 788 هـ)
12- أمير المؤمنين الخليفة المستعصم بالله (788 هـ - 791)
13- أمير المؤمنين الخليفة القائم بأمر الله (854 هـ - 859 هـ )
كتبه
الشريف عبدالمحسن بن حاتم العباسي
الشريف عبدالإله بن حاتم العباسي
البريد الالكتروني: a.h.a.abbasi@gmail.com
جدة 8 / 11 / 1430هـ
الشريف عبدالمحسن بن حاتم العباسي
الشريف عبدالإله بن حاتم العباسي
البريد الالكتروني: a.h.a.abbasi@gmail.com
جدة 8 / 11 / 1430هـ
و الشكر موصول لإدارة الموقع متمثلة بالعم الشريف إبراهيم الأمير على هذه الجهود المباركة .
محبكم
محمد يحيى بن جنيد
محبكم الشريف أبو عبذ الرحمن حيدر بن عاصف العباسي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيكم على هذا الجهد الطيب المبارك ونتمنى لكم التوفيق والمزيد من هذه الاعمال المهمة،سلامي للاهل
اخوكم احمد عباس العباسي
العراق_الموصل