بسم الله والحمد والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى آله وصحبه ومن والاه :
كتاب : إفادة الأنام بذكر أخبار بلد الله الحرام, مع تعليقه المسمى إتمام الكلام
ما أن تخلص صاحب الفضيلة معالي الأستاذ الدكتور عبد الملك بن عبد الله بن دهيش من الأعمال الرسمية والمهام التي أسندها ولاة الأمر إلى معاليه حتى تفرغ لدراسة وتحقيق كتب التراث ونشرها وخاصة ما كان منها متعلقا بمكة المكرمة وتاريخها حتى بلغ عددها بضعة عشر مؤلفا تهتم بفضل مكة المكرمة، ومن سكنها وحدودها وكل ما يتعلق بتاريخها العظيم .
وقد جاء بعدها، أو بالأصح آخرها المؤلف الكبير الذي وضعه العلامة المحدث المؤرخ الشيخ عبد الله بن محمد الغازي المكي الحنفي (1290-1365هـ) وهو بعنوان يدل على موضوعه :
إفادة الأنام
بذكر أخبار بلد الله الحرام
مع تعليقه المسمى إتمام الكلام
ومما تضمنته مقدمة الطبعة الأولى ما كتبه دارس الكتاب ومحققه معالي الأستاذ الدكتور عبد الملك بن عبد الله بن دهيش ونصه:
إن دارة الملك عبد العزيز قد رغبت إلي في تحقيق كتاب
(إفادة الأنام بذكر أخبار بلد الله الحرام مع تعليقه المسمى بإتمام الكلام) تأليف الشيخ عبد الله بن محمد الغازي المكي الحنفي، وأن أعلق عليه بما يقتضيه المقام، وذلك بموجب خطابهم رقم 2156/5/1 وتاريخ 17/10/1422هـ، فلم يسعني إلا إجابة الطلب رغبة مني في خدمة تاريخ هذا البلد الكريم، وقد صادف ذلك هوى في نفسي، خاصة وقد أخذت عهدا على نفسي بأن أسهم بشكل فعال في إخراج العديد من الكتب المؤلفة والمحققة في تاريخ مكة وتراجم أهلها، ومن سكنها، حتى بلغت تلك الكتب التي من الله علي بإنجازها، وإخراجها أحد عشر عنوانا أكثرها يحتوي على مجلدات عدة، غير عشرات المقالات والأبحاث في المناسبات المختلفة والمؤتمرات والمجلات العلمية والثقافية داخل وخارج المملكة، فأحمد الله وأشكر فضله العميم، وأرجوه التوفيق والسداد.
وقد انتهيت من تحقيق هذا الكتاب، ووقع في سبعة مجلدات ضخام، خصص الأخير منه للفهارس العامة، وذلك في مستهل عام 1426هـ، وقد دفعت به إلى الدارة، فقامت مشكورة بإحالته إلى محكمين كما هو المتبع لديهم، وأرسل إلي بموجب خطاب الدارة رقم 4/1/493/م وتاريخ 2/5/1427هـ وقمت بتصحيحه واستدراك ملاحظات المحكمين، والتي كان لها أبلغ الأثر في تقويم الكتاب، وتصحيحه، وبهذه المناسبة يسرني أن أتوجه للسادة المحكمين الذين قاموا بتحكيم وتصويب هذا الكتاب بالشكر الجزيل، ولو إني لأعرف أسماءهم.
وبعد استدراك ما به من ملاحظات واستدراكات تم دفعه للدارة بتاريخ 21/9/1427هـ، ونظرا لتأخر إصدار الكتاب من قبل الدارة ، فقد كتبت إليهم مستعجلا طباعته، أو الإذن لي بطباعته عن طريقي، فأذنوا لي مشكورين بموجب خطابهم رقم 4/1/2/1492/م وتاريخ 24/11/1429هـ بطباعته، مذيلين خطابهم المشار إليه بالعبارة التالية: (يسر الدارة تلبية رغبة معاليكم بطباعة التحقيق من قبلكم ...).
وفي هذا المقام لا يسعني إلا أن أتوجه بالشكر الجزيل لدارة الملك عبد العزيز ولجميع القائمين عليها وعلى رأسهم معالي أمينها العام الدكتور فهد بن عبد الله السماري، وهم من رشحوني وأشاروا علي بتحقيق هذا الكتاب القيم، ووفروا لي نسخه الخطية، فجزاهم الله خير الجزاء..
وإلى الغد لنوضح أهمية الكتاب بما احتواه من تاريخ البلد الحرام.
عكاظ 11/8/1430هـ
---
يُجمع المتخصصون في دراسة التاريخ وما صدر عنه من مؤلفات تتعلق بمكة المكرمة أن كتاب إفادة الأنام للعلامة الشيخ محمد الغازي يعتبر أشمل وأفضل ما كتب في العصر الحديث عن تاريخ البلد الحرام.
ويقول معالي الأستاذ الدكتور عبد الملك بن عبد الله بن دهيش دارس الكتاب ومحققه عنه ما نصه:
وأما عن الكتاب فقد جمع مؤلفه الشيخ عبد الله الغازي ما تفرق من كتب العلماء الذين كتبوا في التاريخ المكي، فقد جمع فيه الكلام عن مكة والبيت الحرام من القرن الثالث لهجرة سيد الكائنات إلى لحظة مفارقة المؤلف للحياة، في السنة الخامسة والستين وثلاثمائة وألف للهجرة عند المؤرخين الأثبات، فجاء كتابه كالأم لما قبله من الأفراد، فقد جمع ما كتبه الأولون وزاد، فكان موسوعيا في التصنيف والتوزيع، وكأنه من كتب المجاميع، فأسس بنيانه على ركن متين، فكان عمله بهجة للقارئين، وسيكون بعد تحقيقه من المراجع الموسوعية في التاريخ المكي، يجد الباحثون فيه بغيتهم.
وقد قدمنا بين يدي الكتاب دراسة وافية عنه.
وقسمنا هذه الدراسة إلى مقدمة وستة مباحث وخاتمة.
ففي المقدمة تكلمنا عن مقاصد البحث في كتاب : « إفادة الأنام».
وفي المبحث الأول: ذكرنا ترجمة المؤلف: (اسمه، أصله، مولده، أسرته، نشأته، طلبه للعلم، رحلاته، أعماله، قناعته وكسبه، عبادته، شيوخه، ثناء العلماء عليه، تلامذته، مؤلفاته، مكتبته، مهنته، وفاته، وصيته، إجازاته).
المبحث الثاني: ذكرنا فيه التعريف بكتاب إفادة الأنام:
(مقدمة في الكتب التاريخية عن مكة، اسم الكتاب، التحقق من نسبة الكتاب إلى المؤلف، أهمية الكتاب، منهج المؤلف في كتابه، أثر الكتاب فيمن جاء بعده، موازنة بين كتاب الغازي «إفادة الأنام» وكتاب الكردي «التاريخ القويم»، ذيول كتاب «إفادة الأنام»، تعرض مخطوطة الكتاب للتحريف والتزوير).
المبحث الثالث: موارد الغازي في كتابه: «إفادة الأنام».
المبحث الرابع: منهج العمل في التحقيق.
المبحث الخامس: منهج العمل في التعليق.
المبحث السادس: التعريف بالنسخ الخطية لكتاب «إفادة الأنام».
وألحقنا بالكتاب ملحقين: الأول: وضعنا فيه صورا للأماكن والمواضع الأثرية التي ذكرها الغازي في تاريخه.
الملحق الثاني: وضعنا فيه خرائط لمكة المكرمة.
ثم يوضح معاليه من خلال مانوه فيه عن الكتاب ما تعرض له من تحريف وتزوير فيقول:لقد تعرض هذا المخطوط لأياد عبثت به وحرفته وعلقت عليه ما تشتهيه، كما ظهر لنا ذلك من خلال تحقيقنا لهذا الكتاب، وقد ذكر ذلك الكردي في كتابه التاريخ القويم فقال: سمعنا من الثقات أن بعض من لا ضمير عندهم هنا ـ أي في الحجاز ـ استنسخوا تاريخ الغازي، ثم حرفوا بعض مباحثه وعلقوا عليها ما يشتهون، ولا يخفى أن هذا يسمى خيانة علمية لا تغتفر.
ولم يسبق لكتاب «إفادة الأنام» أن طبع كاملا، وقد طبع الجزء الرابع منه فقط ضمن مجموعة (خزانة التواريخ النجدية) التي جمعها الشيخ عبد الله البسام ـ رحمه الله ـ حسبما بلغنا ذلك ممن وقف على الكتاب.
آيـــة : يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة «إبراهيم» على لسانه عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام: (فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون).
وحديث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مخاطبا مكة المكرمة عن هجرته إلى المدينة المنورة: (والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله ولولا أنني أخرجت منك ما خرجت).
_______________
المصدر:
جريدة عكاظ 12/8/1430هـ
* الكاتب : عبدالله عمر خياط
منقول من موقع أهل الحديث