بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على النبي الهاشمي وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :-
هذا بحث خاص بموقف قومنا بني العباس - عصبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأحد بيوت أهل بيته الأربعة - من المبتدعين في باب الأسماء والصفات وعقائدهم ، وهو كنظيره السابق له \"موقف بني العباس من الشيعة بمختلف طوائفهم\" مستل من كتابنا الأصل \"عقيدة بني العباس\" ، وقد قمنا باستلال هذين البحثين من هذا الكتاب المبارك ، ردا لأكبر شبهتين أثيرت على بني العباس ، وحتى يسهل على القارئ الوقوف على جهودهم في هذين البابين ، من غيرا أن يقرأ كتاب عقيدة بني العباس كاملا.
ولم يشذ عن بني العباس في موقفهم من مبتدعة الأسماء والصفات إلا ثلاثة :- المأمون والمعتصم والواثق .
أما المعتصم والواثق فقد تابا وأنابا , وأما المأمون فقد مات على مخالفته ( راجع إن شئت الفصل الخامس من كتابنا عقيدة بني العباس ).
نسأل الله أن يثبتنا وبني العباس جميعا على منهج أسلافنا منهج أهل السنة والجماعة السائرين على طريق السلف الصالح ، وأن يثيب أسلافنا ويجزيهم خيرا على ما قاموا به من نصرة للعقيدة السلفية ودحض ودحر للعقائد البدعية ، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
عبدالمحسن وعبدالإله ابنا حاتم بن أحمد العباسي جدة 9 / 11 / 1430هـ
***
1- الصحابي الجليل حبر الأمة عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب (68 هـ)
1- قال رضي الله عنه كما في المستدرك على الصحيحين للحاكم (7 / 244) :-
« الكرسي موضع قدميه ، والعرش لا يقدر قدره » ، قال الحاكم « هذا حديث صحيح على شرط الشيخين» ، ووافقه الذهبي في التلخيص .
2- قال رضي الله عنه كما في تفسير البغوي (4 /371 ) وزاد المسير لابن الجوزي ( 8 /322 ) وتفسير القرطبي (18 / 215 ) عن قوله تعالى \"أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ\" : \"أأمنتم عذاب من في السماء إن عصيتموه\" , زاد بن الجوزي \" وهو الله عز وجل\".
3- قال رضي الله عنه كما في مسند أحمد بن حنبل ( 1/75 ) مخاطبا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها :-
وَأَنْزَلَ الله بَرَاءَتَكِ من فَوْقِ سَبْعِ سماوات جاء بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ فَأَصْبَحَ ليس لِلَّهِ مَسْجِدٌ من مَسَاجِدِ اللَّهِ يُذْكَرُ الله الا يُتْلَى فيه أناء اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ.
4- روى الآجري في الشريعة (1 / 203) :-
قال رضي الله عنه: إن الله عز وجل استوى على عرشه قبل أن يخلق شيئاً، وكان أول ما خلق القلم ، فأمره أن يكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة .
5- قال رضي الله عنه كما في المستدرك على الصحيحين للحاكم (3 / 435) :-
فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه قال أي رب ألم تخلقني بيدك ؟ قال : بلى قال : أي رب ألم تنفخ في من روحك ؟ قال : بلى قال : أي رب ألم تسكني جنتك ؟ قال : بلى قال : أي رب ألم تسبق رحمتك غضبك ؟ قال : بلى قال : أرأيت إن تبت و أصلحت أراجع أنت إلى الجنة ؟ قال : بلى قال : فهو قوله { فتلقى آدم من ربه كلمات} ، قال الحاكم « هذا حديث صحيح الإسناد» ، ووافقه الذهبي في التلخيص.
6- قال الذهبي في العلو للعلي الغفار (1 / 112) :-
وقال ابن المبارك عن سليمان التيمي عن أبي نضرة عن ابن عباس ينادي مناد بين يدي الساعة أتتكم الساعة يسمعه الأحياء والأموات ثم ينزل الله إلى السماء الدنيا ... الحديث . رواته ثقات .
2- أمير المؤمنين الخليفة أبو جعفر المنصور (158 هـ)
1- قال اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة ( 2 /272 ) :-
ذكر رجال من الطبقة الثانية من التابعين ممن قال إن القرآن غير مخلوق .....
ومن ولد العباس أبو جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس.
2- وروى أيضا في ( 2/ 245) :-
عن علي بن معبد وشداد الخراساني قالا كتب اليون ملك الروم إلى أبي جعفر يعني المنصور يسأله عن أشياء ويسأله عن لا إله إلا الله أمخلوقة أم خالقة ، فكتب إليه أبو جعفر كتبت إلي تسألني عن لا إله إلا الله أخالقة أم مخلوقة ، وليست خالقة ولا مخلوقة ولكنها كلام الله عز وجل.
3- قال ابن تيمية في الفتاوى (12420) :-
ولا خلاف بين الأمة أن أول من قال القرآن مخلوق الجعد بن درهم ثم الجهم بن صفوان وكلاهما قتلهم المسلمون وممن أفتى بقتل هؤلاء مالك بن أنس ومحمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى وسفيان ابن عيينة وأبو جعفر المنصور الخليفة و معتمر بن سليمان ويحيى ابن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي ومعاذ بن معاذ ووكيع بن الجراح وأبوه وعبد الله بن داود الخريبى وبشر بن الوليد صاحب أبى يوسف وأبو مصعب الزهري وأبو عبيد الله القاسم بن سلام وأبو ثور وأحمد بن حنبل وغير هؤلاء من الأئمة .
3- أمير المؤمنين الخليفة المهدي (169 هـ)
1- قال البخاري في خلق أفعال العباد (137) :-
حدثني أبو جعفر قال سمعت الحسن بن موسى الأشيب وذكر الجهمية فقال منهم ثم قال : أدخل رأس من رؤساء الزنادقة يقال له شمغلة على المهدي فقال دلني على أصحابك فقال أصحابي أكثر من ذلك فقال دلني عليهم فقال صنفان ممن ينتحل القبلة , الجهمي إذا غلا قال ليس ثم شيء وأشار الأشيب إلى السماء , والقدري إذا غلا قال هما اثنان خالق خير وخالق شر , فضرب عنقه وصلبه .
2- قال الذهبي في السير (7402) :-
وذكر ابن أبي الدنيا أن المهدي كتب إلى الامصار يزجر أن يتكلم أحد من أهل الاهواء في شئ منها , وعن يوسف الصائغ قال: رفع أهل البدع رؤوسهم، وأخذوا في الجدل، فأمر بمنع الناس من الكلام، وأن لا يخاض فيه.
4- أمير المؤمنين الخليفة الرشيد (193 هـ)
1- قال اللالكائي في اعتقاد أهل السنة (1127) :-
حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثني محمد بن نوح المضروب عن المسعودي القاضي سمعت هارون أمير المؤمنين يقول بلغني أن بشرا المريسي يزعم إن القرآن مخلوق لله علي إن أظفرني به إلا قتلته قتلة ما قتلتها أحدا قط .
2- قال الخطيب البغدادي في شرف أصحاب الحديث (155) :-
قال هارون الرشيد طلبت أربعة فوجدتها في أربعة , طلبت الكفر فوجدته في الجهمية , وطلبت الكلام والشغب فوجدته في المعتزلة , وطلبت الكذب فوجدته عند الرافضة , وطلبت الحق فوجدته مع أصحاب الحديث .
3- قال ابن بطة في الإبانة (5370) :-
حدثنا أبو بكر عبد العزيز ، قال : نا أبو بكر الخلال ، قال : حدثني روح بن الفرج ، قال : نا أبو داود السجستاني ، قال : نا عبد الرحمن بن قريب الأصمعي ، قال : سمعت عمي الأصمعي ، يقول : « أتي هارون برجل يقول : القرآن مخلوق فقتله » .
4- وقال أيضا (5371) :-
حدثنا أبو بكر ، قال : نا محمد بن عبد الرحمن بن أبي طاهر الأزدي ، قال : سمعت أبي : قال لي حسين الخادم المعروف بالكبير : « جاءني رسول الرشيد ليلا ، فلبست سيفي ودخلت إليه ، فإذا به على كرسي مغضبا ، وإذا شيخ في نطع ، فقال لي : يا حسين اضرب عنقه قال : فسللت سيفي فضربت عنقه . قال : فتغير من ذاك وجهي لأني لم أعرف قصته ، قال : فرفع الرشيد رأسه إلي فقال لي : لا تكره ما فعلت يا حسين ، فإن هذا كان يقول : القرآن مخلوق » .
5- أمير المؤمنين الخليفة الأمين (198هـ)
قال ابن عساكر في تاريخ دمشق (56218) :-
قال أحمد بن حنبل لما أن دخل إسماعيل ابن علية على محمد بن زبيدة أمير المؤمنين فلما بصره قال له يا ابن الفاعلة أنت الذي تقول كلام الله مخلوق , قال فوقف إسماعيل وجعل ينادي يا أمير المؤمنين زلة من عالم , قال أبو عبد الله إني لأرجو أن يرحم الله محمدا بإنكاره على إسماعيل هذا الشأن .
6- أمير المؤمنين الخليفة المتوكل على الله (247هـ)
1- قال ابن كثير في البداية والنهاية (14349) :-
وفي عيد الفطر منها أمر المتوكل بإنزال جثة أحمد بن نصر الخزاعي والجمع بين رأسه وجسده وأن يسلم إلى أوليائه، ففرح الناس بذلك فرحا شديدا، واجتمع في جنازته خلق كثير جدا، وجعلوا يتمسحون بها وبأعواد نعشه، وكان يوما مشهودا.
ثم أتوا إلى الجذع الذي صلب عليه فجعلوا يتمسحون به، وأرهج العامة بذلك فرحا وسرورا، فكتب المتوكل إلى نائبه يأمره بردعهم عن تعاطي مثل هذا وعن المغالاة في البشر، ثم كتب المتوكل إلى الآفاق بالمنع من الكلام في مسألة الكلام والكف عن القول بخلق القرآن، وأن من تعلم علم الكلام لو تكلم فيه فالمطبق مأواه إلى أن يموت.
وأمر الناس أن لا يشتغل أحد إلا بالكتاب والسنة لا غير، ثم أظهر إكرام الإمام أحمد بن حنبل واستدعاه من بغداد إليه .
2 قال الدارمي في نقضه على المريسي الجهمي العنيد ( 1/534 ) :-
فلم تزل الجهمية سنوات يركبون فيها أهل السنة والجماعة بقوة ابن أبي داؤد المحاد لله ولرسوله حتى استخلف المتوكل رحمة الله عليه فطمس الله به آثارهم وقمع به أنصارهم حتى استقام أكثر الناس على السنة الأولى والمنهاج الأول .
3- قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (421) :-
وكان في أيام المتوكل قد عز الإسلام، حتى ألزم أهل الذمة بالشروط العمرية، وألزموا الصغار، فعزت السنة والجماعة،وقمعت الجهمية والرافضة ونحوهم ففي عهده رفعت المحنة بخلق القرآن .
7- أمير المؤمنين الخليفة المعتز بالله (255هـ)
قال الطبري في التاريخ (5419) :-
وكان محمد بن عمران الضبي مؤدب المعتز قد سمى رجالا للمعتز للقضاء نحو ثمانية رجال فيهم الخلنجي والخصاف وكتب كتبهم , فوقع فيه شفيع الخادم ومحمد بن إبراهيم بن الكردية وعبدالسميع بن هارون بن سليمان بن أبي جعفر , وقالوا إنهم من أصحاب ابن أبي داود وهم رافضة وقدرية وزيدية وجهمية , فأمر المعتز بطردهم وإخراجهم إلى بغداد .
8- أمير المؤمنين الخليفة المعتضد بالله (289هـ)
1- قال ابن تيمية في الفتاوى (422) :-
وكان في أيام المتوكل قد عز الإسلام حتى ألزم أهل الذمة بالشروط العمرية وألزموا الصغار فعزت السنة والجماعة وقمعت الجهمية والرافضة ونحوهم وكذلك في أيام المعتضد والمهتدي والقادر وغيرهم من الخلفاء الذين كانوا أحمد سيرة وأحسن طريقة من غيرهم وكان الإسلام في زمنهم أعز وكانت السنة بحسب ذلك .
2- قال في البداية والنهاية (14642) :-
وفيها نودي ببغداد أن لا يمكن أحد من القصاص والطرقية والمنجمين ومن أشبههم من الجلوس في المساجد ولا في الطرقات، وأن لا تباع كتب الكلام والفلسفة والجدل بين الناس، وذلك بهمة أبي العباس المعتضد سلطان الإسلام.
9- أمير المؤمنين الخليفة القادر بالله (422هـ)
1- قال ابن كثير في البداية والنهاية (15626) :-
وفي هذا اليوم جمع القضاة والعلماء في دار الخلافة، وقرئ عليهم كتاب جمعه القادر بالله، فيه مواعظ وتفاصيل مذاهب أهل السنة، وفيه الرد على أهل البدع، وتفسيق من قال بخلق القرآن، وصفة ما وقع بين بشر المريسي وعبد العزيز بن يحيى الكناني من المناظرة، ثم ختم القول بالمواعظ، والقول بالمعروف، والنهى عن المنكر.
وأخذ خطوط الحاضرين بالموافقة على ما سمعوه.
2- قال الذهبي في السير (15128):-
وصنف كتابا في الأصول، ذكر فيه فضل الصحابة، وإكفار من قال بخلق القرآن , وكان ذلك الكتاب يقرأ في كل جمعة في حلقة أصحاب الحديث، ويحضره الناس مدة خلافته، وهي إحدى وأربعون سنة وثلاثة أشهر .
3- قال ابن تيمية في نقض التأسيس ( 2/331 ) :-
وكانت قد انتشرت إذ ذاك دعوة الملاحدة المنافقين،وكان هذا مما دعا القادر إلى إظهار السنة، وقمع أهل البدع، فكتب الاعتقاد القادري.. وأمر باستتابة من خالف ذلك من المعتـزلة وغيره.
4- قال ابن الجوزي في المنتظم (4/326) :-
أخبرنا سعد الله بن علي البزار أنبأ أبو بكر الطريثيثي، أنبأ هبة الله بن الحسن الطبري قال: وفي سنة ثمان وأربعمائة استتاب القادر بالله الخليفة فقهاء المعتزلة، فأظهروا الرجوع وتبرأوا من الاعتزال والرفض والمقالات المخالفة للإسلام، وأخذت خطوطهم بذلك، وأنهم متى خالفوا أحل فيهم من النكال والعقوبة ما يتعظ به أمثالهم، وامتثل محمود بن سبكتكين أمر أمير المؤمنين في ذلك واستن بسنته في أعماله التي استخلفه عليها من بلاد خراسان وغيرها، في قتل المعتزلة والرافضة والإسماعيلية والقرامطة والجهمية والمشبهة، وصلبهم وحبسهم ونفاهم، وأمر بلعنهم على المنابر، وأبعد جميع طوائف أهل البدع ، ونفاهم عن ديارهم، وصار ذلك سنة في الإسلام.
5- قال في عقيدته التي ساقها بن الجوزي في المنتظم (4384) في كلامه عن الله :-
وهو الغني عن كل شيء .
لا تخلفه الدهور والأزمان وكيف تغيره الدهور والأزمان وهو خالق الدهور والأزمان والليل والنهار والضوء والظلمة والسموات والأرض وما فيها من أنواع الخلق والبر والبحر وما فيهما وكل شيء حي أو موات أو جماد .
كان ربنا وحده لا شيء معه .
ولا مكان يحويه فخلق كل شيء بقدرته وخلق العرش لا لحاجته إليه فاستوى عليه كيف شاء وأراد لا استقرار لراحة كما يستريح الخلق .
وهو مدبر السموات والأرضين ومدبر ما فيهما ومن في البر والبحر ولا مدبر غيره ولا حافظ سواه يرزقهم ويمرضهم ويعافيهم ويميتهم ويحييهم .
والخلق كلهم عاجزون والملائكة والنبيون والمرسلون والخلق كلهم أجمعون .
وهو القادر بقدرة والعالم بعلم أزلي غير مستفاد .
وهو السميع بسمع والمبصر ببصر يعرف صفتهما من نفسه لا يبلغ كنههما أحد من خلقه .
متكلم بكلام لا بآلة مخلوقة كآلة المخلوقين .
لا يوصف إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به نبيه عليه السلام .
وكل صفة وصف بها نفسه أو وصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم فهي صفة حقيقية لا مجازية .
ويعلم أن كلام الله تعالى غير مخلوق تكلم به تكليماً وأنزله على رسوله صلى الله عيه وسلم على لسان جبريل بعدما سمعه جبريل منه فتلاه جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم وتلاه محمد على أصحابه وتلاه أصحابه على الأمة ولم يصر بتلاوة المخلوقين مخلوقاً لأنه ذلك الكلام بعينه الذي تكلم الله به فهو غير مخلوق فبكل حال متلواً ومحفوظاً ومكتوباً ومسموعاً ومن قال أنه مخلوق على حال من الأحوال فهو كافر حلال الدم بعد الاستتابة منه .
10- أمير المؤمنين الخليفة القائم بأمر الله (467هـ)
1- قال ابن كثير في البداية والنهاية (15685) :-
وفيها - أي سنة 433 هـ - قرئ الاعتقاد القادري الذي جمعه الخليفة القادر، وأخذت خطوط العلماء والزهاد عليه بأنه اعتقاد المسلمين، ومن خالفه فسق وكفر، وكان أول من كتب عليه الشيخ أبو الحسن علي بن عمر القزويني، ثم كتب بعده العلماء، وقد سرده الشيخ أبو الفرج بن الجوزي بتمامه في منتظمه، وفيه جملة جيدة من اعتقاد السلف.
2- وقال أيضا (1614) :-
وفي يوم السبت النصف من جمادى الآخرة - سنة 460 هـ - قرئ الاعتقاد القادري الذي فيه مذهب أهل السنة، والإنكار على أهل البدع، وقرأ أبو مسلم الكجي البخاري المحدث كتاب التوحيد لابن خزيمة على الجماعة الحاضرين.
وذكر بمحضر من الوزير ابن جهير وجماعة الفقهاء وأهل الكلام، واعترفوا بالموافقة، ثم قرئ الاعتقاد القادري على الشريف أبي جعفر بن المقتدي بالله بباب البصرة، وذلك لسماعه له من الخليفة القادر بالله مصنفه .
11- أمير المؤمنين الخليفة المقتدي بأمر الله (487هـ)
قلنا : قد كان أمير المؤمنين الخليفة المقتدي بأمر الله مع أهل السنة ضد الأشاعرة عندما حصلت فتنة ابن القشيري في بغداد سنة 469 هـ التي سوف يأتي تفصيلها عند كلامنا عن الشريف أبي جعفر العباسي الحنبلي فهو الذي تصدى للمبتدعة في تلك الفتنة .
12- الإمام سليمان بن داود بن داود بن علي بن عبدالله بن عباس 229هـ
1- قال ابن تيمية في درء التعارض (1442) :-
قال سليمان بن داود الهاشمي - أحد أئمة الإسلام نظير الشافعي و أحمد و إسحاق و أبي عبيد و أبي بكر بن أبي شيبة وأمثالهم - قال : ( من قال القرآن مخلوق فهو كافر وإن كان القرآن مخلوقا كما زعموا فلم صار فرعون أولى بأن يخلد في النار إذ قال : { أنا ربكم الأعلى } من هذا ؟ وكلاهما عنده مخلوق ) فأخبر بذلك أبو عبيد فاستحسنه وأعجبه , ذكر ذلك البخاري في كتاب خلق أفعال العباد .
2- قال البخاري في خلق أفعال العباد (134) :-
قال سليمان بن داود الهاشمي : من صلى خلف من يقول القرآن مخلوق أعاد صلاته .
13- الإمام هارون بن العباس بن عيسى بن أبي جعفر المنصور بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس
قال الخلال في كتابه السنة (1237) :-
قال أبو العباس هارون بن العباس الهاشمي من رد حديث مجاهد فهو عندي جهمي , ومن رد فضل النبي فهو عندي زنديق لا يستتاب ويقتل لأن الله عز و جل قد فضله على الأنبياء عليهم السلام وقد روي عن الله عز و جل قال لا أذكر إلا ذكرت معي , ويروى في قوله لعمرك قال بحياتك , ويروى أنه قال يا محمد لولاك ما خلقت آدم , فاحذروا من رد حديث مجاهد , وقد بلغني عنه أخزاه الله أنه ينكر أن الله عز و جل ينزل فمن رد هذا وحديث مجاهد فلا يكلم ولا يصلى عليه .
14- الإمام إسماعيل بن إبراهيم بن عيسى بن أبي جعفر المنصور بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس
قال الخلال في كتابه السنة (1237) :-
قال أبو علي إسماعيل بن إبراهيم الهاشمي إن هذا المعروف بالترمذي عندنا مبتدع جهمي , ومن رد حديث مجاهد فقد دفع فضل رسول الله ومن رد فضيلة الرسول فهو عندنا كافر مرتد عن الإسلام .
وقد كان ورد علي كتاب منه فيه إن العرش سرير مثل عرش بلقيس وعرش سبأ وعرش يوسف وعرش إبليس فأنكرت هذا وغيره من قوله وأنكره أهل العلم والإسلام إنكارا شديدا , والذي ندين الله عز وجل به حديث مجاهد يقعده على العرش فمن رد هذا فهو عندنا جهمي كافر .
وبلغني أنه قال الهاشميون معي على مثل قولي وكذب أخزاه الله ما هاشمي يدفع فضيلة لرسول الله إذ كان ذلك فخرة وله , ومن فعل ذلك من الهاشميين فيجب التفتيش عنه والنظر في أمره ولا أعرفه ولا رأيته قط من حيث أعرفه , ولقد كان عند صالح بن علي الهاشمي رضي الله عنه بالمدينة فقربه وأدناه ثم إنه ظهر منه العداء لله على ما حبسه عليه وأطال حبسه من دفعه هذا الحديث وغيره مما أطلق به لسانه ووضع في الكتب , وذكر أن بيعة أبي مسلم أصح من بيعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه , ووضع لآل أبي طالب كتابا يذكر فيه أن العلوية أحق بالدولة من أبي بكر الصديق يتقرب بذلك إليهم , وقد أراد صالح بن علي رضي الله عنه حين حبسه أراد أن يقدم عليه حتى أخرجه ابني في جوف الليل , فسمعت صالح بن علي يذكر ذلك كله عنه ويضعه فينبغي لسامع ذكره أن يتقي الله وحده لا شريك له ويحذر عنه الناس ويتبين عليه ما هو فيه .
15- الشريف القاضي أبو علي محمد ابن أبي موسى الحنبلي العباسي ( 428 هـ)
قال في عقيدته التى ذكرها أبو يعلى في طبقات الحنابلة (253):-
أن الله تعالى واحد أحد فرد صمد لا يغيره الأبد ليس له والد ولا ولد .
وأنه سميع بصير بديع قدير حكيم خبير علي كبير ولي نصير قوي مجير ليس له شبيه ولا نظير ولا عون ولا ظهير ولا شريك ولا وزير ولا ند ولا مشير .
سبق الأشياء فهو قديم لا كقدمها وعلم كون وجودها في نهاية عدمها .
لم تملكه الخواطر فتكيفه ولم تدركه الأبصار فتصفه .
ولم يخل من علمه مكان فيقع به التأبين ولم يقدمه زمان فينطلق عليه التأوين .
ولم يتقدمه دهر ولا حين ولا كان قبله كون ولا تكوين .
ولا تجري ماهيته في مقال ولا تخطر كيفيته ببال ولا يدخل في الأمثال والأشكال .
صفاته كذاته ليس بجسم في صفاته جل أن يشبه بمبتدعاته أو يضاف إلى مصنوعاته ليس كمثله شيء وهو السميع البصير .
أراد ما الخلق فاعلوه ولو عصمهم لما خالفوه ولو أراد أن يطيعوه جميعاً لأطاعوه .
خلق الخلائق وأفعالهم وقدر أرزاقهم وآجالهم .
لا سمي له في أرضه وسماواته على العرش استوى وعلى الملك احتوى وعلمه محيط بالأشياء.
كذلك سئل الإمام أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه عن قوله عز وجل ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا فقال: علمه.
والقرآن كلام الله تعالى وصفة من صفات ذاته غير مخلوق ولا محدث .
كلام رب العالمين في صدور الحافظين وعلى ألسن الناطقين وفي أسماع السامعين وأكف الكاتبين وملاحظة الناظرين برهانه ظاهر وحكمه قاهر ومعجزه باهر.
وأن الله عز وجل كلم موسى تكليماً وتجلى للجبل فجعله دكاً هشيماً .
وأن الله تعالى يتجلى في القيامة لعباده الأبرار فيرونه بالعيون والأبصار .
16- الشريف أبو جعفر عبد الخالق ابن أبي موسى الحنبلي العباسي ( 470 هـ)
1- قال أبو يعلى في طبقات الحنابلة (2103) :-
وصل إلى مدينة السلام بالجانب الشرقي ابن القشيري وأظهر على الكرسي مقالة الأشعري ولم تكن ظهرت قبل ذلك على رؤوس الأشهاد لما كان يلحقهم من أيدي أصحابنا وقمعهم لهم فعظم ذلك عليه أي الشريف - وأنكره غاية الإنكار وعاد إلى نهر المعلى منكراً لظهور هذه البدعة وقمع أهلها فاشتد أزر أهل السنة وقويت كلمتهم وأوقعوا بأهل هذه البدعة دفعات وكانت الغلبة لطائفتنا طائفة الحق .
2- قال ابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة (113) :-
وفي سنة ستين وأربعمائة كان أبو علي بن الوليد- شيخ المعتزلة- قد عزم على إظهار مذهبه لأجل موت الشيخ الأجل أبي منصور بن يوسف، فقام الشريف أبو جعفر، وعبر إلى جامع المنصور، هو وأهل مذهبه، وسائر الفقهاء وأعيان أهل الحديث، وبلغوا ذلك. ففرح أهل السنة بذلك، وقرأوا كتاب التوحيد لابن خزيمة. ثم حضروا الديوان، وسألوا إخراج الاعتقاد الذي جمعه الخليفة القادر. فأجيبوا إلى ذلك. وقرىء هناك بمحضر من الجميع، واتفقوا على لعن من خالفه وتكفيره. وبالغ ابن فَورك في ذلك.
ثم سأل الشريف أبو جعفر، والزاهد الصحراوي: أن يسلم إليهم الاعتقاد، فقال لهم الوزير: ليس ههنا نسخة غير هذه. ونحن نكتب لكم به نسخة لتقرأ في المجالس. فقالوا: هكذا فعلنا في أيام القادر، قرىء في المساجد والجوامع. فقال: هكذا تفعلون، فليس اعتقاد غير هذا، وانصرفوا. ثم قرىء بعد ذلك الاعتقاد بباب البصرة، وحضره الخاص والعام.
وكذلك أنكر الشريف أبو جعفر على ابن عقيل تردده إلى ابن الوليد وغيره، فاختفى مدة ثم تاب وأظهر توبته .
3- وقال أيضا (113-15) :-
فتنة ابن القشيري ، قام فيها الشريف قيامًا كليًا، ومات في عقبها.
ومضمون ذلك: أن أبا نصر ابن القشيري ورد بغداد، سنة تسع وستين وأربعمائة، وجلس في النظامية. وأخذ يذم الحنابلة، وينسبهم إلى التجسيم. وكان المتعصب له أبو سعد الصوفي، ومال إلى نصره أبو إسحاق الشيرازي، وكتب إلى نظام الملك الوزير يشكو الحنابلة، ويسأله المعونة. فاتفق جماعة من أتباعه على الهجوم على الشريف أبي جعفر في مسجده، والإيقاع به، فرتب الشريف جماعة أعدهم لرد خصومة إن وقعت. فلما وصل أولئك إلى باب المسجد رماهم هؤلاء بالآجر. فوقعت الفتنة، وقتل من أولئك رجل من العامة، وجرح آخرون، وأخذت ثياب.
وأغلق أتباع بن القشيري أبواب سوق مدرسة النظام، وصاحوا: المستنصر بالله، يا منصور- يعنون العُبَيدي صاحب مصر- وقصدوا بذلك التشنيع على الخليفة العباسي، وأنه ممالىء للحنابلة، لا سيما والشريف أبو جعفر ابن عمه.
وغصب أبو إسحاق، وأظهر التأهب للسفر. وكاتب فقهاءُ الشافعية نظام الملك بما جرى، فورد كتابه بالامتعاض من ذلك، والغَضَب لتسلط الحنابلة على الطائفة الأخرى. وكان الخليفة يخاف من السلطان ووزيره نظام الملك ويداريهما.
وحكى أبو المعالي صالح بن شافع، عن شيخه أبي الفتح الحلواني وغيره، ممن شاهد الحال: أن الخليفة لما خاف من تشنيع الشافعية عليه عند النظام أمر الوزير أن يجيل الفكر فيما تنحسم به الفتنة. فاستدعى الشريف أبا جعفر بجماعة من الرؤساء منهم ابن جردة، فتلطفوا به حتى حضر في الليل، وحضر أبو إسحاق، وأبو سعد الصوفي، وأبو نصر بن القشيري. فلما حضر الشريف عظَّمه الوزير ورفعه، وقال: إن أمير المؤمنين ساءه ما جرى من اختلاف المسلمين في عقائدهم، وهؤلاء يصالحونك على ما تريد، وأَمَرهم بالدنوّ من الشريف. فقام إليه أبو إسحاق، وكان يتردد في أيام المناظرة إلى مسجده بدرب المطبخ، فقال: أنا ذاك الذي تعرف، وهذه كتبي في أصول الفقه، أقول فيها: خلافًا للأشعرية، ثم قبل رأسه.
فقال له الشريف: قد كان ما تقول، إلاَ أنك لما كنت فقيرَاً لم تُظهِر لنا ما في نفسك، فلما جاء الأعوان والسلطان خواجا بُزُرْك- يعني النظام- أبديتَ ما كان مخفيًا.
ثم قام أبو سعد الصوفي، فقبّل يد الشريف، وتَلطف به، فالتفت مغضباً وقال: أيها الشيخ، إنّ الفقهاء إذا تكلموا في مسائل الأصول فلهم فيها مدخل، وأَما أنت: فصاحبُ لهو وسَماع وتعبير فمن زاحمك على ذلك حتى داخلتَ المتكلمين والفقهاء، فأقمتَ سوق التعصب.
ثم قام ابن القشيري- وكان أقلَّهُم احترامًا للشريف- فقال الشريف: من هذا. فقيل: أبو نصر ابن القشيري، فقال لو جاز أن يشكر أحد على بدعته لكان هِذا الشاب لأنه باد هنا بما في نفسه، ولم ينافقنا كما فعل هذان , ثم التفت إلى الوزير فقال: أي صلح يكون بيننا , إنما يكون الصلح بين مختصمين على ولاية أو دنيا أو تنازع في ملك , فأما هؤلاء القوم فإنهم يزعمون أنَّا كفار، ونحن نزعم أن من لا يعتقد ما نعتقده كان كافراً، فأيُّ صلح بيننا , وهذا الإمام يصدع للسلمين، وقد كان جدَاه- القائم والقادر- أَخرجا اعتقادهما للناس، وقرىء عليهم في دواوينهم، وحمله عنهم الخراسانيون والحجيج إلى أطراف الأرض، ونحن على اعتقادهما.
وأنهى الوزير إلى الخليفة ما جرى، فخرج في الجواب: عرف ما أنهيته من حضور ابن العم- كَثر اللّهُ في الأولياء مثلَه- وحضور من حضر من أهل العلم. والحمد لله الذي جمع الكلمة، وضم الألفة، فليؤذن للجماعة في الانصراف، وليقل لابن أبي موسى: إنه قد أفرد له موضع قريبٌ من الخدمة ليراجَع في كثير من الأمور المهمة، وليتبرك بمكانه.
4- وقال أيضا (1127) :-
أصحابنا كانوا ينقمون على ابن عقيل تردده إلى ابن الوليد، وابن التبان شيخي المعتزلة. وكان يقرأ عليهما في السر علم الكلام، ويظهر منه في بعض الأحيان نوع انحراف عن السنة، وتأول لبعض الصفات، ولم يزل فيه بعض ذلك إلى أن مات رحمه الله.
ففي سنة إحدى وستين اطلعوا له على كتب فيها شيء من تعظيم المعتزلة، والترحُّم على الحلاَّج وغير ذلك. ووقف على ذلك الشريف أبو جعفر وغيره، فاشتد ذلك عليهم، وطلبوا أذاه، فاختفى. ثم التجأ إلى دار السلطان، ولم يزل أمره في تخبيط إلى سنة خمس وستين، فحضر في أولها إلى الديوان، ومعه جماعة من الأصحاب، فاصطلحوا ولم يحضر الشريف أبو جعفر لأنه كان عاتبًا على ولاة الأمر بسبب إنكار منكر قد سبق ذكره في ترجمته.
فمضى ابن عقيل إلى بيت الشريف وصالحه وكتب خَطّه: يقول علي بن عقيل بن محمد: إني أبرأ إلى الله تعالى من مذاهب مبتدعة الاعتزال وغيره، ومن صحبة أربابه، وتعظيم أصحابه، والترحم على أسلافهم، والتكثر بأخلاقهم. وما كنت علّقته، ووُجد بخَطّي من مذاهبهم وضلالتهم فأنا تائب إلى الله تعالى من كتابته. ولا تَحل كتابته، ولا قراءته، ولا اعتقاده.
وإنني علقت مسألة في جملة ذلك , وإن قوماً قالوا: هو أجساد سود.
وقلت الصحيح ما سمعته من الشيخ أبي عليّ، وأنه قال: هو عَدمٌ ولا يسمى جسماً، ولا شيئًا أصلاً , واعتقدتُ أنا ذلك. وأنا تائب إلى الله تعالى منهم.
واعتقدتُ في الحلاج أنه من أهل الذَين والزُّهد والكرامات , ونصرتُ ذلك في جزء عملته , وأنا تَائب إلى الله تعالى منه، وأنه قتل بإجماع علماء عصره، وأصابوا في ذلك، وأخطأ هو , ومع ذلك فإني أستغفر اللّه تعالى، وأتوب إليه من مخالطة المعتزلة، والمبتدعة، وغير ذلك، والترحم عليهم، والتعظيم لهم فإن ذلك كله حرام ولا يحل لمسلم فعله لقول النبي صلى الله عليه وسلم: \"من عظَّم صاحب بدعة فقد أعان على هَدْمِ الإسلام\".
وقد كان الشريف أبو جعفر، ومن كان مَعه من الشيوخ، والأتباع، سادتي وإخواني- حرسهم الله تعالى- مصيبين في الإنكار عليَّ لما شاهدوه بحالي من الكتب التي أبرأ إلى الله تعالى منها، وأتحققُ أني كنتُ مخطئًا غير مصيب.
ومتى حفظ عليَّ ما ينافي هذا الخط وهذا الإقرار , فلإمام المسلمين مكافأتي على ذلك. وأشهدت الله وملائكته وأولي العلم، على ذلك غير مجبر، ولا مكرَه وباطني وظاهري- يعلم الله تعالى- في ذلك سواء. قال تعالى: \"وَمنْ عَادَ فَيَنتقِمُ اللّهُ مِنْهُ، وَاللّهُ عَزِيز ذُو انْتِقَام\" المائدة: 199.
وكتب يوم الأربعاء عاشر محرم سنة خمس وستين وأربعمائة.
وكانت كتابته قبل حضوره الديوان بيوم، فلما حضَر شَهِدَ عليه جماعة كثيرة من الشهود والعلماء .
17- العلامة الشريف أبو المعالي علي بن محمد بن عبدالله السويدي العباسي ( 1237هـ )
قال رحمه الله في كتابه العقد الثمين في بيان مسائل الدين وهو يتكلم عن الله (ص31) :-
عال على عرشه , دان بعلمه من خلقه , أحاط علمه بالأمور , وأنفذ في خلقه سابق المقدور .
18- العلامة الشريف أبو الفوز محمد أمين بن علي السويدي العباسي ( 1246هـ )
قال رحمه الله في كتابه التوضيح والتبيين شرح العقد الثمين (ص31) :-
الوجه والنفس والعين الإستواء والإتيان والمجيء والنزول والغضب والرضى ونحو ذلك مما وصف به نفسه ووصفه به رسوله وإن كنا لا ندرك كنهه وحقيقته التي هي تأويله ولا ندخل في ذلك متأولين بآرائنا ولا متوهمين بأهوائنا ولكن أصل معناه معلوم لنا .
قلنا : ولم يخالف من بني العباس في هذه العقائد إلا ثلاثة :- المأمون والمعتصم والواثق .
أما المعتصم والواثق فقد تابا وأنابا , وأما المأمون فقد مات على مخالفته ( راجع إن شئت الفصل الخامس من كتابنا عقيدة بني العباس ) .