عناية الحافظ تقي الدين الفاسي بأنساب الحَسَنيين من أشراف الحجاز
النسخة الثانية المنقحة
النسخة الثانية المنقحة
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ الحمدَ لله نحمدُه ونستعينهُ ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شُرور أنفسِنا، ومن سيِّئاتِ أعمالِنا، مَنْ يهدهِ الله فلا مُضِلَّ له، ومنْ يضلِلْ فلا هاديَ له، وأَشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لاشريكَ له، وأَشهدُ أَنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُه.
أما بعد: فهذا بحث كتبته عن عناية العلامة الحافظ المؤرخ النَّسَّابة تقي الدين محمد بن أحمد الفاسي(775-832هـ) بأنساب أشراف الحجاز الحَسَنيين في كتابي: «الإشراف على المعتنين بتدوين أنساب الأشراف» الطبعة الثانية، ولِمَا في البحث من فوائد تتعلق بضبط وإتقان الحافظ الفاسي، بل الفائق لأنساب أشراف الحجاز، آثرت نشره -مع زيادات-، وذلك في رسالة مستقلة ليستفيد منها القرّاء والباحثون؛ وسميتها: «عناية الحافظ تقي الدين الفاسي بأنساب الحَسَنيين من أشراف الحجاز»؛ ثم اختصرت الرسالة لنشرها في المواقع الالكترونية.
وقبل الشروع في بيان عنايته رحمه الله تعالى- بأنساب أشراف الحجاز، يحسن ذكر نبذة من سيرة الفاسي العطرة، فأقول وبالله التوفيق:
ترجمة الحافظ تقي الدين الفاسي:
هو الشريف محمد(1) بن أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن، تقي الدين أبو عبدالله، و أبو الطيب الإدريسي الحسني الفاسي المكي، العلامة، الحافظ، الفقيه، المؤرخ، قاضي المالكية بمكة، مفيد الحجاز وعالمها، المحقق، الناقد، النَّسَّابة.
لُقِّب الحافظ الفاسي بألقاب علمية كثيرة، أحصاها الدكتور فهد الدامغ في كتابه القيم: «تقي الدين الفاسي ومنهجه في التدوين التاريخي»، وقال بأنها تجازوت الثلاثين لقبًا، وذكر منها: الحافظ، الفقيه، العلامة...إلخ(2)؛ ولم يذكر منها النَّسَّابة؛ ولعلِّي أول من انفرد بتلقيبه بالنَّسَّابة، وذلك لِمَا رأيت فيه من دقة وضبط وتحرير لأنساب الأشراف الحَسَنيين، وغيرهم؛ وهذا ما ستقف عليه في هذه الرسالة.
ولد الحافظ الفاسي في مكة حرسها الله تعالى- ليلة الجمعة العشرين من ربيع الأول سنة خمس وسبعين وسبعمائة بمكة، وقضى نشأته الأولى بالمدينة النبوية؛ ثم رجع إلى مكة وهو شاب، فبدأ في طلب العلم على الشيوخ المكيين والمجاورين، وفي سنة 789هـ حفظ القرآن وصلى بالناس التروايح بالمسجد الحرام، وتفقه بالفقه المالكي، ثم رحل في طلب الحديث إلى مصر والشام واليمن وغيرها(3)، وبرع في التاريخ وتقدم حتى أصبح ممن يشار إليه بالبنان في هذين العِلْمَيْن(4).
توفي الحافظ تقي الدين الفاسيرحمه الله- في مكة، ثاني شوال سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة، وتأسَّف على وفاته كبار العلماء، من ذلك أمير المؤمنين في الحديث في زمانه الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني(ت852هـ)، القائل: «كنت أَوِدُّه وأُعَظِّمُه، وأقوم معه في مهماته، ولقد ساءني موته، وأَسِفْتُ على فَقْدِ مثله»(5).
وقال المؤرخ المقريزي(ت845هـ): «ولم يَخْلُفْ بالحجاز بعده مثله»(6)؛ وبمثله قال الحافظ ابن حجر العسقلاني(ت852هـ)(7)، والحافظ السخاوي(ت902هـ)(8)، وزاد السخاوي: «كَثُرَ الأسف عليه»(9).
مصنفات الحافظ الفاسي في تاريخ مكة و سير أعلامها:
للحافظ تقي الدين الفاسي قَصَبُ السَّبْقِ في تدوين تاريخ مكة وسير أعلامها بالشمولية، وذلك في مصنفات طوال وقصار «أمضى في تأليفها ثلاثين عامًا»(10)؛ وقد وصفها الدكتور عبدالله العنقاوي(معاصر)، فقال: «إنها موسوعة لهذا البلد الكريم، تشتمل على معلومات دينية، وثقافية، وعمرانية، وسياسية، واقتصادية، واجتماعية منذ عصر ما قبل الإسلام، وحتى أوائل القرن التاسع»(11).
ثناء العلماء على ضبط وتدوين الحافظ الفاسي لتاريخ مكة وسير أعلامها:
شَهِدَ جمع من أهل العلم للحافظ الفاسي بتدوينه وضبطه لتاريخ مكة وسير أعلامها، قال الحافظ ابن حجر العسقلاني(ت852هـ): «الفاسي، اعتنى بأخبار بلده، فكتب لها تاريخًا حافلاً»(12).
وقال الحافظ محمد بن محمد بن فهد الهاشمي المكي(ت871هـ): «الفاسي، كان يسرد التواريخ سرد الفاتحة لا يتلعثم في ذلك، وكان يملي من حفظه المجلدات في معرفة أسماء الرجال، وتراجمهم، وطبقاتهم»(13).
وقال الحافظ السخاوي(ت902هـ): «تقي الدين الفاسي، كان ذا يد طولى في التاريخ والسير، واسع الحفظ، واعتنى بأخبار بلده فأحيا معالمها، وأوضح مجاهلها وجدد مآثرها وترجم أعيانها، فكتب لها تاريخًا حافلاً سماه «شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام» في مجلدين، جمع فيه ما ذكره الأزرقي وزاد عليه ما تجدد بعده، بل وما قبله، واختصره مرارًا، وعمل «العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين» في أربع مجلدات ترجم فيه جماعة من حكام مكة، وولاتها، وقضاتها، وخطبائها، وأئمتها، ومؤذنيها، وجماعة من العلماء والرواة من أهلها، وكذا من سكنها سنين، أو مات بها، وجماعة لهم مآثر فيها، أو فيما أضيف له»(14).
وقال المؤرخ المكي جار الله محمد بن ظهيرة(ت986هـ): «الفاسي، هو المُعَوَّلُ عليه فإنه رحمه الله- قد أغرب وأبدع، وأتى في مؤلفه «شفاء الغرام» ومختصراته بما يشفي وينفع وأظهر في ذلك جملاً من المحاسن والمفاخر»(15).
وأطنب أيضًا في الثناء على مصنفاته التاريخية جمع من علماء عصره، منهم: الحافظ الخطيب جمال الدين محمد بن عبدالله بن ظهيرة القرشي(ت817هـ)، والحافظ أبو زرعة أحمد بن عبدالرحيم العراقي(ت826هـ)، وأديب اليمن القاضي ابن المقرئ شرف الدين إسماعيل بن أبي بكر(ت837هـ)، والعلامة ابن الوزير محمد بن إبراهيم الحسني(ت840هـ)، وغيرهم(16).
أشهر وأتقن كتب الحافظ الفاسي في سير الأعلام:
من أشهر كتبه التاريخية في سير الأعلام وأتقنها، هو كتابه: «العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين»، وقد أثنى عليه الحافظ السخاوي(ت902هـ)، فقال: «وللتقي الفاسي في الرجال مما قل أن يسبق إلى اختصاصهم بالإفراد: «العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين» أربعة أسفار»(17).
وقال الدكتور الهيلة(معاصر): «العقد الثمين»، يُعتبر هذا الكتاب أكبر تآليف الفاسي التاريخية، جمع فيه تراجم المكيين من أقدم عصور التاريخ الإسلامي إلى عهده»(18).
وقال الدكتور فهد الدامغ(معاصر): «العقد الثمين»، هو أكبر مؤلفات الفاسي من حيث الحجم، بل هو أكبر المؤلفات في تاريخ مكة، وفي الوقت يُعد هذا الكتاب من أهم مؤلفات الفاسي، ومن أهم المؤلفات في تاريخ مكة، وتراجم أهلها إن لم يكن أهمها على الإطلاق، ولقد انتفع المعاصرون للفاسي، وكذلك من جاؤوا بعده، ولا زالوا ينتفعون من كتابه هذا الذي تميز بالأصالة والشمول، والعمق، وسد به نقصًا في تاريخ أشرف بقاع الأرض مكة المكرمة»(19).
عناية الحافظ الفاسي بأنساب الحَسَنيين من أشراف الحجاز بمكة:
تقدم في سيرة الحافظ تقي الدين الفاسي السابقة، عنايته الفائقة والباهرة بتاريخ مكة وسير أعلامها بشهادة العلماء.
وفي هذا الفصل أُلِقْي الضوء على عنايته بأنساب أشراف الحجاز الحَسَنيين خاصة؛ فأقول وبالله التوفيق:
يُعد الحافظ الفاسي من أعلم وأتقن العلماء ضبطًا لأنساب أشراف الحجاز الحَسَنيين.
هذا الرأي مِلْتُ إليه بعد استقراءٍ لكتب الأنساب والتاريخ قارب العشرين سنة، لتتبع أخبار وأنساب أشراف الحجاز الحَسَنيين، وخاصة أشراف مكة.
لمست هذه الإتقان وهذه العناية بأنساب أشراف الحجاز في كتابه النفيس: «العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين» الذي ضبط فيه أنسابهم ضبطًا يندر فيه الخطأ(20)، بل تراه يستدرك بحجة وبينة على من أخطأ في نسبهم، وقد سُقْتُ أمثلة على استدراكاته تحت فصل «استدراكات الحافظ الفاسي على من أخطأ في نسب أشراف الحجاز».
وقد قَارَنْتُ ضبط الحافظ الفاسي لأنساب أشراف الحجاز مع ضبط المحققين من علماء النسب المتقدمين ومعاصريه، فرأيته يتفق معهم، بل هو أتقن منهم في أنساب أشراف الحجاز وسيأتي دليل إتقانه في هذا الفصل والذي يليه-؛ وإليك أمثلة على ضبط الحافظ الفاسي لأنساب أشراف الحجاز، واتفاق ضبطه مع ضبط المحققين من علماء النسب:
1) ضبط الحافظ الفاسي نسب جد بني الأخيضر: محمد بن يوسف بن إبراهيم بن موسى الجون بن عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ وأخيه إسماعيل(21).
قلت: من أدلة إتقان الحافظ الفاسي لأنساب أشراف الحجاز أن المحققين من علماء النسب اتفقوا معه في ضبط نسب محمد بن يوسف جد بني الأخيضر، من ذلك: النَّسَّابة أبو نصر سهل البخاري(ت357هـ)(22)؛ والنَّسَّابة شيخ الشرف العبيدلي(ت435هـ)(23)؛ والنَّسَّابة ابن حزم علي(ت456هـ)(24)؛ والنَّسَّابة علي بن محمد العُمري(ت قرن5هـ)(25)؛ والنَّسَّابة الجواني(ت588هـ)(26)؛ والنَّسَّابة فخر الدين محمد الرازي(ت606هـ)(27)؛ والنَّسَّابة إسماعيل الأزورقاني(ت بعد614هـ)(28)؛ والنَّسَّابة أحمد بن محمد الحسيني العبيدلي(ت قرن7هـ)(29)؛ والنَّسَّابة ابن الطقطقي محمد(ت709هـ)(30)؛ والنَّسَّابة الجَبَل ابن عنبة أحمد(ت828هـ)(31).
2) ضبط الحافظ الفاسي نسب جد الجعفريين: جعفر بن أبي جعفر محمد بن [الحسين] الأمير بن محمد الأكبر بن موسى الثاني بن عبدالله الرضا بن موسى الجون بن عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ وحفيده شكر بن أبي الفتوح الحسن بن جعفر(32).
قلت: اتفق المحققون من علماء النسب مع الحافظ الفاسي في ضبط نسب جعفر جد الجعفريين، من ذلك: النَّسَّابة شيخ الشرف العبيدلي(ت435هـ)(33)؛ والنَّسَّابة ابن حزم علي(ت456هـ)(34)؛ والنَّسَّابة علي بن محمد العُمري(ت قرن5هـ)(35)؛ والنَّسَّابة فخر الدين محمد الرازي(ت606هـ)(36)؛ والنَّسَّابة إسماعيل الأزورقاني(ت بعد614هـ)(37)؛ والنَّسَّابة أحمد بن محمد الحسيني العبيدلي(ت قرن7هـ)(38)؛ والنَّسَّابة ابن الطقطقي محمد(ت709هـ)(39)؛ والنَّسَّابة الجَبَل ابن عنبة أحمد(ت828هـ)(40).
3) ضبط الحافظ الفاسي نسب جد الهواشم الأمراء: أبي هاشم محمد بن جعفر بن أبي هاشم محمد بن عبد الله بن أبي هاشم محمد الأمير بن الحسين الأمير بن محمد الأكبر بن موسى الثاني بن عبدالله الرضا بن موسى الجون بن عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ وحفيده فُليتة بن القاسم بن أبي هاشم محمد بن جعفر(41).
قلت: ومن أدلة إتقان الحافظ الفاسي لأنساب أشراف الحجاز أن المحققين من علماء النسب اتفقوا مع الحافظ الفاسي في ضبط نسب محمد بن جعفر جد الهواشم الأمراء، من ذلك: النَّسَّابة شيخ الشرف العبيدلي(ت435هـ)(42)؛ والنَّسَّابة فخر الدين محمد الرازي(ت606هـ)(43)؛ والنَّسَّابة إسماعيل الأزورقاني(ت بعد614هـ)(44)؛ والنَّسَّابة أحمد بن محمد الحسيني العبيدلي(ت قرن7هـ)(45)؛ والنَّسَّابة ابن الطقطقي محمد(ت709هـ)(46)؛ والنَّسَّابة الجَبَل ابن عنبة أحمد(ت828هـ)(47).
وما قاله الحافظ الفاسي وعلماء النسب المحققون في ضبط نسب محمد بن جعفر جد الهواشم الأمراء، موافق للشواهد الحجرية(48) المنقوش فيها نسب أحفاد محمد بن جعفر بن أبي هاشم محمد في القرن السادس والسابع الهجري(49).
4) ضبط الحافظ الفاسي نسب جد القتاديين: قتادة بن إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم بن عيسى بن حسين بن سليمان بن علي بن عبد الله بن محمد الأكبر بن موسى الثاني بن عبدالله الرضا بن موسى الجون بن عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ وحفيده حسن بن عجلان بن رميثة بن أبي نمي محمد بن أبي سعد حسن بن علي بن قتادة (50).
قلت: وهذا مثال آخر على إتقان الحافظ الفاسي لأنساب أشراف الحجاز، لأن علماء النسب اتفقوا مع الحافظ الفاسي في ضبط نسب قتادة بن إدريس جد القتاديين، من ذلك: النَّسَّابة ابن الطقطقي محمد(ت709هـ)(51)؛ والنَّسَّابة الجَبَل ابن عنبة أحمد(ت828هـ)(52)؛ والنَّسَّابة أبو علامة المؤيدي(ت1044هـ)(53)؛ والحافظ المنذري(ت656هـ) الذي رأى الشريف قتادة وساق نسبه موافقًا لمؤرخي مكة ومنهم الحافظ الفاسي- والنَّسَّابين(54).
وما قاله الحافظ الفاسي وعلماء النسب المحققون في ضبط نسب قتادة بن إدريس، موافق للشواهد الحجرية المنقوش فيها نسب أحفاد الشريف قتادة(55).
إلمام الحافظ الفاسي بأنساب أشراف الحجاز:
إلمام الحافظ الفاسي ومعرفته القوية بأنساب وتاريخ أشراف الحجاز لا مثيل لها بين مؤرخي مكة، وهذا الإلمام استفاده:
أولاً: من اطلاعه على كتب الأنساب، من ذلك:
1) كتاب: «جمهرة النسب» لهشام بن محمد بن السائب الكلبي(ت204هـ)(56).
2) كتاب: «نسب قريش» لمصعب بن عبدالله الزبيري القرشي(ت236هـ)(57).
3) كتاب: «النسب» لعبدالملك بن حبيب الأندلسي(ت239هـ)(58).
4) كتاب: «جمهرة نسب قريش وأخبارها» للزبير بن بكار الزبيري القرشي(ت256هـ)(59)، وقد اعتمد عليه الحافظ الفاسي اعتمادًا كبيرًا، فرجع له في «العقد الثمين» في مئتين وخمس وثلاثين موضعًا(60).
5) كتاب «مقاتل الطالبييّن» لأبي الفرج الأصفهاني(ت356هـ)(61)، هو كتاب تاريخ، إلا أنه حافل بأنساب أبناء الحسن والحسين رضي الله عنهما-.
6) كتاب: «أنساب الطالبييّن» لشيخ الشرف العبيدلي محمد بن محمد(ت435هـ)(62).
7) كتاب: «جمهرة أنساب العرب» لابن حزم علي بن أحمد الأندلسي(ت456هـ)، وقد اعتمد عليه الحافظ الفاسي في ثمانية وأربعين موضعًا في «العقد الثمين»(63).
8) كتاب: «الأنساب» لعبدالكريم بن محمد السمعاني(ت562هـ)(64).
9) كتاب: «التبيين في أنساب القرشيين» لابن قدامة عبدالله بن أحمد(ت620هـ)(65)، وقد اعتمد عليه الحافظ الفاسي في ثمانية وثلاثين موضعًا في «العقد الثمين»(66).
10) كتاب: «اللباب في تهذيب الأنساب» لابن الأثير علي الجزري(ت630هـ)(67).
ثانيًا: إلمام الحافظ الفاسي بأنساب أشراف الحجاز نَمَا نتيجة اطلاعه الواسع على تواريخ مكة وكتب التراجم(68)، والشواهد الحجرية التي على القبور(69)، المنقوش عليها اسم ونسب وألقاب المتوفى من الأعلام(70)، ورواية الثقات، وغيرها، قال الحافظ الفاسي(ت832هـ) في تعريفه لموارد كتابه: «العقد الثمين»: «بعضه من كتب التاريخ التي نظرتها لأجل التراجم، وبعضه من أحجار ورخام وأخشاب مكتوب فيها ذلك ثابتة في بعض الأماكن المشار إليها، وبعضه علمته من أخبار الثقات، وبعضه شاهدته»(71).
وقد استفاد الحافظ الفاسي من مئة وتسعة شاهدًا حجريًا في إثراء مادة كتابه: «العقد الثمين»(72)، وتعد الشواهد الحجرية التي على القبور، والمنقوش فيها أنساب المتوفى من الأعلام، أقوى حجة في ضبط الأسماء والنسب من كتب الأنساب والتاريخ، لسلامتها من نسيان أو تحريفات الرواة والنُّسَّاخ.
ثالثًا: أن الحافظ الفاسي شريف حسني(73)، ويغلب على الأشراف حفظهم لأنسابهم، قال العلامة المؤرخ عاتق البلادي الحربي(معاصر): «الأشراف، بعضهم يحفظ هذا النسب فلان بن فلان إلى علي وفاطمة عليهما رضوان الله»(74).
رابعًا: ربما نَمَتْ معرفة الحافظ الفاسي بأخبار وأنساب أشراف الحجاز من والده العالم الأديب أحمد بن علي الفاسي الذي كانت له حظوة عند أمراء مكة، قال الحافظ الفاسي عن أبيه : «له مكانة عند ولاتها وقضاتها، ويدخلونه في أمورهم وينهض بالمقصود منه»(75)، بل لوالده قصائد في أمراء مكة: الشريف علي بن عجلان(ت797هـ)، والشريف حسن بن عجلان(775-829هـ)(76).
خامسًا: ازدادت معرفة الحافظ الفاسي بأخبار وأنساب أشراف الحجاز نتيجة اتصاله و قربه من أمير مكة الشريف حسن بن عجلان(775-829هـ)، لأن أخته لأبيه أم هاني بنت الشريف أحمد بن علي بن أبي عبدالله محمد بن محمد بن عبدالرحمن الحسني الفاسي، كانت زوجة لأمير مكة الشريف حسن بن عجلان وأنجبت منه(77)؛ فهذه المصاهرة قربته من أمير مكة وعَرَّفَتْه بأخباره وأخبار آله، والدليل على ذلك طول ترجمة الحسن بن عجلان التي بلغت تسعًا وستين صفحة في: »عقده الثمين»(78)، وهي أطول ترجمة في كتابه.
سادسًا: أن الحافظ الفاسي مكِّيٌّ، وكما قيل »أهل مكة أدرى بشعابها».
استدراكات الحافظ الفاسي على من أخطأ في نسب أشراف الحجاز:
للحافظ الفاسي في كتابه النفيس »العقد الثمين» استدراكات على النَّسَّابين والمؤرخين وغيرهم، تدل على معرفته القوية بأنساب أشراف الحجاز الحَسَنيين؛ أضرب على ذلك مثالاً :
قول الحافظ الفاسي عَقِبَ ذكر الأحداث التي وقعت في ولاية أمير مكة الشريف عيسى بن فُليتة (ت570هـ): «انتهى بلفظ ابن الأثير في الغالب، إلا مواضع فيه على غير الصواب، رأيتها في النسخة التي نَقَلْتُ منها، لأنه قال في أخبار هذه السنة: كان أمير مكة قاسم بن فُليتة بن قاسم بن أبي هاشم، ثم قال: فلما وصل أمير الحاج، رتب مكان قاسم بن فُليتة، عيسى بن قاسم بن أبي هاشم والصواب في نسب قاسم: قاسم بن هاشم بن فُليتة، وفي نسب عمه عيسى: عيسى بن فُليتة بن قاسم، كما ذكرنا فيهما، وهذا مما لا ريب فيه، لأني رأيت هذا منسوبًا في غير ما حَجَر بالمعلاة، وفي بعض المكاتيب»(79).
قلت: أصاب الحافظ في استدراكه على ابن الأثير، وهكذا ضبط علماء النسب المحققون نسب قاسم بن هاشم، وعمه عيسى بن فليتة، من ذلك: النَّسَّابة أحمد بن محمد الحسيني العبيدلي(ت قرن7هـ)(80)؛ والنَّسَّابة ابن الطقطقي محمد(ت709هـ)(81)؛ والنَّسَّابة الجَبَل ابن عنبة أحمد(ت828هـ)(82)؛ والشواهد الحجرية المنقوش فيها نسب أحفاد الشريف فليتة بن القاسم وابنه عيسى في القرن السادس الهجري(83).
والمثال الثاني: أن الحافظ الفاسي قرر في كتابه: »العقد الثمين» نسب أمير مكة الشريف جعفر بن محمد، فقال: »جعفر بن محمد بن [الحسين](84) بن محمد بن موسى بن عبدالله بن موسى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب»(85)؛ ثم قال: »هكذا نسبه ابن حزم في «الجمهرة»(86)، وذكر شيخنا ابن خلدون في تاريخه(87) في نسب جعفر: والد عيسى وأبي الفتوح، ما يخالف ما ذكره ابن حزم؛ لأنه لما نسبه قال: هو جعفر بن أبي هاشم الحسن بن محمد بن سليمان بن داود، وذكر أن محمد بن سليمان جد جعفر، وذكر أن محمد بن سليمان هذا من ولد محمد بن سليمان الذي دعا لنفسه بالمدينة، أيام المأمون، وتسمى بالناهض، وذكر أن سليمان، والد محمد بن سليمان، الذي تسمى بالناهض، هو سليمان بن داود بن عبدالله بن الحسن بن علي بن أبي طالب.
وما ذكره شيخنا ابن خلدون، في نسب محمد بن سليمان القائم بالمدينة أيام المأمون، يخالف ما ذكره ابن حزم في نسبه؛ لأن كلام ابن خلدون يقتضي أن داود جد محمد بن سليمان، هو ابن عبدالله بن الحسن بن الحسن؛ وكلام ابن حزم يقتضي أن داود هو ابن الحسن بن الحسن؛ لأنه لما ذكر أولاد داود بن الحسن بن الحسن قال: ولدُ داود بن الحسن هذا: عبدالله وسليمان، ثم قال: وولد سليمان بن داود: سليمان بن سليمان لا عقب له، ومحمد بن سليمان القائم بالمدينة، إلا أن يكون عبدالله، بين داود، والحسن بن الحسن، وقع سهوًا في تاريخ شيخنا ابن خلدون، منه أو من الناسخ، فتنتفي المعارضة، على أن النسخة التي رأيتها من تاريخ شيخنا ابن خلدون كثيرة السَّقَمِ، وفيما ذكره في نسب جعفر والد عيسى وأبي الفتوح نظر، لمخالفته ما ذكره ابن حزم في ذلك.
وقد وافق ابن حزم على ما ذكره، الإمام جمال الدين أبو الحسن علي بن الإمام أبي المنصور ظافر بن الحسين الأزدي في كتابه »الدول المنقطعة»(88).
قلت: ما ذهب إليه الحافظ ابن حزم والمؤرخ أبو الحسن الأزدي والحافظ الفاسي في نسب أمير مكة الشريف جعفر بن محمد بن الحسين الأمير هو الصحيح، وقد قال به المحققون من علماء النسب(89)؛ وهذا يدل على إتقان وضبط الحافظ الفاسي لأنساب أشراف الحجاز.
والمثال الثالث: قول الحافظ الفاسي في ترجمة أمير مكة الشريف محمد بن جعفر بن محمد بن عبدالله بن أبي هاشم محمد بن الحسين الأمير(ت487هـ): »وقع في النسخة التي رأيتها من تاريخ شيخنا ابن خلدون(90) في نسب ابن أبي هاشم سقط وتخبيط في نسبه، لأنه أسقط بين جعفر وأبي هاشم: محمد بن عبدالله، وصحف الحسين والد أبي هاشم بالحسن، والصواب ما ذكرناه»(91).
قلت: أصاب الحافظ الفاسي في استدراكه على المؤرخ ابن خلدون، وهكذا ضبط علماء النسب المحققون نسب أبي هاشم محمد بن جعفر بن أبي هاشم محمد بن عبدالله بن أبي هاشم محمد بن الحسين الأمير(92)، وكذلك مؤرخو مكة(93).
والذي لفت انتباهي إلى دقة الحافظ الفاسي وإتقانه لأنساب أشراف الحجاز الحَسَنيين، هو أستاذنا ووالدنا العَلَم المؤرخ النَّسَّابة صاحب كتاب: »قبائل الطائف وأشراف الحجاز» الشريف محمد بن منصور آل زيد -حفظه الله تعالى- فقد سألته في بداية الطلب عن اختلاف وقع في نسب رجل من الأشراف، فقال لي: ما الذي في كتب الفاسي؟
قلت: خالف فلانًا، وفلانًا، وفلانًا.
فقال: يا ابني المعول عليه عند الاختلاف هو الفاسي، لأنه من أعلم الناس بأنساب أشراف الحجاز، ثم إنه مكي.
فقلت في نفسي: لقد حَجَّرَ الشريف! وظلَّت كلمته عالقة في ذهني.
مرت سنون بعد هذه المحاورة التي كانت مع أستاذنا الشريف محمد، أدمنت فيها النظر في كتب الأنساب والتاريخ، فاتضح لي صواب رأي أستاذنا -حفظه الله تعالى-، لأنني قابلت ما كتبه الفاسي عن أنساب أشراف الحجاز ببعض ما كتبه النَّسَّابة المتقدمون والمعاصرون له فوجدته يتفق معهم، بل يفوقهم ضبطًا؛ وقد تقدم بيان ذلك(94).
وفي الختام: لعلي أتحفتك أيها القارئ في هذا البحث بمدى عناية الحافظ الشريف تقي الدين محمد بن أحمد الحسني الفاسي بأنساب أشراف الحجاز الحَسَنيين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبها
أبو هاشم الشريف إبراهيم بن منصور الهاشمي الأمير
ص. ب: 10403 جـدة 21433
المملكة العربية السعودية
البريد الالكتروني: hashemi89@hotmail.com
السبت 25 ذو الحجة1430هـ
أبو هاشم الشريف إبراهيم بن منصور الهاشمي الأمير
ص. ب: 10403 جـدة 21433
المملكة العربية السعودية
البريد الالكتروني: hashemi89@hotmail.com
السبت 25 ذو الحجة1430هـ
____________
(1) له ترجمة في «العقد الثمين» (1/331)، «ذيل التقييد» (ص100)، «التبيان لبديعة البيان» (3/1564)، «إنباء الغمر» (8/187)، «المجمع المؤسس» (3/275)، «درر العقود الفريدة» (3/123)، «الدر الكمين» (1/3)، «لحظ الألحاظ» (ص291)، «طبقات صلحاء اليمن» (ص349)، «الدليل الشافي على المنهل الصافي» (2/585)، «الضوء اللامع لأهل القرن التاسع» (7/18)، «وجيز الكلام» (2/505)، «الإعلان بالتوبيخ» (ص282)، «التحفة اللطيفة» (2/427)، وغيرها.
(2) «تقي الدين الفاسي ومنهجه في التدوين التاريخي» (ص530).
(3) «العقد الثمين» (1/331)، «الدر الكمين» (1/3-4)، «التاريخ والمؤرخون بمكة» (ص114) بتصرف،«تقي الدين الفاسي ومنهجه في التدوين التاريخي» (ص70).
(4) انظر فصل ثناء العلماء على الحافظ الفاسي.
(5) «إنباء الغمر» (8/188).
(6) «درر العقود الفريدة» (3/124).
(7) «الضوء اللامع» (7/19).
(8) «الضوء اللامع» (3/19).
(9) «التحفة اللطيفة» (2/430).
(10) «تقي الدين الفاسي ومنهجه في التدوين التاريخي» (ص هـ، 142).
(11) «المؤرخ تقي الدين الفاسي» (ص64).
(12) «المجمع المؤسس» (3/276).
(13) «لحظ الألحاظ» (ص296).
(14) «الضوء اللامع» (7/19).
(15) «الجامع اللطيف» (ص11).
(16) «العقد الثمين» (1/348-362).
(17) «الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ» (ص282).
(18) «التاريخ والمؤرخون بمكة» (ص123).
(19) «تقي الدين الفاسي ومنهجه في التدوين التاريخي» (ص142، 145).
(20) انظر ضبطه لنسب الأشراف الأخيضريين في «العقد الثمين» (3/311)، «شفاء الغرام» (2/294).
والأشراف الموسويين في «العقد الثمين» ((1/429)، (4/69)، (5/14)، و «المقنع» (ص29)، «شفاء الغرام» (2/306، 307).
والأشراف الهواشم الأمراء في «العقد الثمين» (1/439، 444)، (4/354، 372)، (6/465)، (7/20، 28، 32، 274، 430)، «شفاء الغرام» (2/310).
والأشراف القتاديين في «العقد الثمين» (1/456)، (4/86، 160، 166، 226، 232، 372، 379، 403)، (6/58، 94، 95، 206، 430)، (7/3، 4، 21)، (8/219)، و «تعريف ذوي العلا» (ص19، 343)، و «المقنع» (ص30)، «شفاء الغرام» (2/315).
(21) «العقد الثمين» (3/311-312).
(22) «سر السلسلة العلوية» (ص10).
(23) «تهذيب الأنساب» (ص42).
(24) «جمهرة أنساب العرب» (ص46).
(25) «المجدي في أنساب الطالبيين» (ص232).
(26) «الأنساب» للجواني (ق8 بترقيمي).
(27) «الشجرة المباركة» (ص30).
(28) «الفخري في أنساب الطالبيين» (ص96).
(29) «التذكرة في الأنساب المطهرة» (ص60).
(30) «الأصيلي في أنساب الطالبيين» (ق 22بترقيمي).
(31) «عمدة الطالب» (ص103).
(32) «العقد الثمين» (3/429) (5/14)، وقد صحف النساخ أو المحقق ما بين المعقوفتين [الحسين] إلى [الحسن]، والصواب [الحسين] كما قرره الحافظ الفاسي في «العقد الثمين» (1/444) ترجمة محمد بن جعفر جد الهواشم الأمراء الذي يلتقي نسبه مع محمد بن جعفر بن محمد في [الحسين] بن محمد الثائر؛ كما نصت الشواهد الحجرية المنقوش فيها نسب أحفاد محمد بن جعفر جد الهواشم الأمراء بأنه [الحسين]. انظر «أحجار المعلاة الشاهدية بمكة» (439، 597)، «كتابات إسلامية من مكة» (ص349).
وانظر إجماع علماء النسب على أنه [الحسين] في «تهذيب الأنساب» (ص49)، «المجدي في أنساب الطالبيين» (ص242)، «الأنساب» للجواني (ق8 بترقيمي)، «الشجرة المباركة» (ص21)، «الفخري في أنساب الطالبيين» (ص88)، «التذكرة في الأنساب المطهرة» (ص44)، «الأصيلي في أنساب الطالبيين» (ق19بترقيمي)، «عمدة الطالب» (ص120-121).
(33) «تهذيب الأنساب» (ص49).
(34) «جمهرة أنساب العرب» (ص47).
(35) «المجدي في أنساب الطالبيين» (ص242).
(36) «الشجرة المباركة» (ص21).
(37) «الفخري في أنساب الطالبيين» (ص88).
(38) «التذكرة في الأنساب المطهرة» (ص44).
(39) «الأصيلي في أنساب الطالبيين» (ق19بترقيمي).
(40) «عمدة الطالب» (ص120-121).
(41) «العقد الثمين» (1/439) (7/20).
(42) «تهذيب الأنساب» (ص49).
(43) «الشجرة المباركة» (ص21).
(44) «الفخري في أنساب الطالبيين» (ص88).
(45) «التذكرة في الأنساب المطهرة» (ص39).
(46) «الأصيلي في أنساب الطالبيين» (ق19 بترقيمي).
(47) «عمدة الطالب» (ص123-124).
(48) الشواهد الحجرية: هي بلاطة أو حجر يكتب عليه اسم ونسب ومكانة المتوفى ثم توضع على قبره، وهذا العمل نهى عنه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فقد أخرج مسلم وأبو داود بإسناديهما الصحيح عن جابر t قال: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، نهى أن يقعد على القبر، وأن يجصص، ويبنى عليه، [أو يزاد عليه، أو يكتب عليه] ». «صحيح مسلم» (7/37)، «سنن أبي داود» (3/216) والزيادة له، وصححه العلامة الألباني رحمه الله- في «صحيح سنن أبي داود» (2/621)، «أحكام الجنائز» (ص260-263) وقال: «وأما الكتابة، فظاهر الحديث تحريمها».
وبنهيه صلى الله عليه وسلم اقتدى الصحابة والتابعون - رضوان الله عليهم -، فلو نظرت في الكتب المؤلفة في معرفة الصحابة لوجدت اختلاف أقوال المؤرخين الكبير في تعيين أماكن قبور الصحابة، ومن ذلك مثلاً: قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وأمير المؤمنين عثمان بن عفان ، وأبي عبيدة، والحسين السبط رضي الله عنهم أجمعين-، وغيرهم، فدل ذلك على عدم اعتناء الصحابة -رضي الله عنهم- بكتابة أسمائهم على قبورهم أو البناء عليها، قال الحافظ المؤرخ الشريف تقي الدين الحسني الفاسي(ت832هـ): «واختلف في موضع قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقيل في قصر الإمارة بالكوفة، وقيل في رحبة الكوفة، وقيل في نجف الحيرة، موضع بطريق الحيرة، وقبره رضي الله عنه مجهول». «العقد الثمين» (6/199).
وقال مؤرخ المدينة السمهودي(ت911هـ): «في «مدارك» عياض، عن مالك أنه مات بالمدينة من الصحابة نحو عشرة آلاف». وكذا سادة أهل البيت والتابعين، غير أن غالبهم لا يُعرف عين قبره ولا جهته، لاجتناب السلف البناء والكتابة على القبور مع طول الزمان». «خلاصة الوفا» (2/363).
(49) انظر «أحجار شاهدية من متحف الآثار بمكة» (ص85)، «أحجار المعلاة الشاهدية بمكة» (ص301، 439، 597)، «كتابات إسلامية من مكة» (ص349).
(50) «العقد الثمين» (7/39) (4/86).
(51) «الأصيلي في أنساب الطالبيين» (ق16بترقيمي).
(52) «عمدة الطالب» (ص127).
(53) «روضة الألباب» (ق68 بترقيمي).
(54) «التكملة لوفيات النقلة » (3 /17). قلت: وافق الحافظ المنذري علماء النسب ومؤرخي مكة في نسب الشريف قتادة، إلا أنه زاد «الحسين» مابين عبدالله المحض والحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ولعل هذه الزيادة من النسَّاخ، والصواب هو: «عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه» كما في: «الطبقات الكبير» (7/474)، «نسب قريش» (ص227)، «المعقبين» (ص61، 123، 131)، «الجرح والتعديل» (5/33)، «العقد الثمين» (7/ 39)، «الأصيلي في أنساب الطالبيين» (ق16بترقيمي)، «عمدة الطالب» (ص127)، «أخبار المحدث الفقيه عبدالله بن الحسن» (ص19)، وغيرها.
(55) انظر «معجم أشراف الحجاز» (1/565)، «دراسة في تاريخ الأشراف العنقاوية».
(56) «العقد الثمين» (3/289)، (4/54).
(57) «العقد الثمين» (4/29)، (5/193)، (8/217، 341).
(58) «العقد الثمين» (3/445).
(59) «العقد الثمين» (4/85، 184).
(60) «تقي الدين الفاسي ومنهجه في التدوين التاريخي» (ص334-335).
(61) «العقد الثمين» (6/472)، (7/358).
(62) «العقد الثمين» (8/58).
(63) «تقي الدين الفاسي ومنهجه في التدوين التاريخي» (ص335-336).
(64) «العقد الثمين» (3/18)، (4/84)، (6/269، 277).
(65) «العقد الثمين» (4/26)، (6/7، 125).
(66) «تقي الدين الفاسي ومنهجه في التدوين التاريخي» (ص336-337).
(67) «العقد الثمين» (1/23)، (4/83)، (7/247).
(68) انظر «العقد الثمين» (1/18-26)، «تقي الدين الفاسي ومنهجه في التدوين التاريخي» (ص296-333).
(69) تقدم التعليق على حكم وضع الشواهد الحجرية على القبور.
(70) انظر الأمثلة على أخذه نسب الأشراف من شواهد القبور في «العقد الثمين» (3/199، 427) (4/199، 356 ، 372 ، 466) (6/234، 466) (7/451) (8/ 57). ونسب الأعلام من غير الأشراف: (2/25، 28، 75، 94، 97، 129، 252، 295، 318، 328، 386، 416).
(71) «العقد الثمين» (1/8).
(72) «تقي الدين الفاسي ومنهجه في التدوين التاريخي» (ص259).
(73) «العقد الثمين»(1/331)، «إتحاف الورى»(4/48)، «الضوء اللامع» (7/18)، «درر العقود الفريدة»(3/123).
(74) «رسائل ومسائل» (2/68).
(75) «العقد الثمين» (3/110).
(76) «العقد الثمين» (3/110)، (6/215).
(77) «العقد الثمين» (8/355).
(78) «العقد الثمين» (4/86-155).
(79) «العقد الثمين» (6/466).
(80) «التذكرة في الأنساب المطهرة» (ص39).
(81) «الأصيلي في أنساب الطالبيين» (ق19 بترقيمي).
(82) «عمدة الطالب» (ص124-125).
(83) انظر «أحجار شاهدية من متحف الآثار بمكة» (ص85)، «أحجار المعلاة الشاهدية بمكة» (ص301، 439، 597).
(84) في الأصل «الحسن» والصواب «الحسين»؛ وقد تقدم التعليق عليه.
(85) «العقد الثمين» (3/429).
(86) «جمهرة أنساب العرب» (ص47).
(87) «تاريخ ابن خلدون» (4/16، 128-132).
(88) «العقد الثمين» (3/429-430)، «شفاء الغرام» (2/307).
(89) انظر فصل «عناية الحافظ الفاسي بأنساب أشراف الحجاز».
(90) «تاريخ ابن خلدون» (4/132).
(91) «العقد الثمين» (1/444).
(92) انظر «تهذيب الأنساب» (ص49)، «الشجرة المباركة» (ص21)، «الفخري في أنساب الطالبيين» (ص88)، «التذكرة في الأنساب المطهرة» (ص39)، «الأصيلي في أنساب الطالبيين» (ق19 بترقيمي)، «عمدة الطالب» (ص123-124)، «روضة الألباب» (ق68 بترقيمي).
(93) انظر اتفاق مؤرخي مكة مع ضبط الحافظ الفاسي وعلماء النسب لنسب أبي هاشم محمد بن جعفر في: «العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين» (1/439) و (1/171) (3/427)، «إتحاف الورى بأخبار أم القرى» (2/469)، «غاية المرام بأخبار سلطنة البلد الحرام» (1/509)، «الجامع اللطيف» (ص267). وانظر نسب الهواشم الأمراء في الشواهد الحجرية التي وضعت على قبورهم في كتاب «تحقيق منية الطالب» (ص133-135)، «كتابات إسلامية من مكة» (ص348، 349 ،587).
(94) انظر فصل: «عناية الحافظ الفاسي بأنساب أشراف الحجاز»، وفصل «إلمام الحافظ الفاسي بأنساب أشراف الحجاز»، وفصل «استدراكات الحافظ الفاسي على من أخطأ في نسب أشراف الحجاز».
اخيك الشريف احمد بن سعد بلاش العنقاوى النموى الحسنى
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله في كل لمحة ونفس عدد ماوسعه علم الله
بارك في ماكتبت سيادة الشريف ابراهيم ونسأل الله ان يبارك في عمرك وعلمك وعملك.
عودتنا أباهاشم -حفظك الله- على الريادة ، وكل جديد.
فانثر بذور وثمار فكر السامي المجيد.
ماكتب الله لك من عمر مبارك ومديد.
وقدم لآل بيت نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومحبيهم ، وعقلاء الأمة ومثقفيها كل نافع ومفيد.
وسلمت يمينك، وكتب الله لك التوفيق والتسديد.