التأليف في الأنساب بين المعايير والمحاذير
المؤرخ فاير البدراني
تمهيد:
الحمد لله رب العالمين، الذي خلق الإنسان من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين القائل في كتابه المبين: {$ّهٍوّ الذي خّلّقّ مٌنّ الماء بّشّرْا فّجّعّلّهٍ نّسّبْا وّصٌهًرْا وّكّانّ رّبٍَكّ قّدٌيرْا}
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، سيد الخلق أجمعين نبينا محمد الأمين القائل ( من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم فالجنة عليه حرام)، وبعد:
لا يخفى على المتابع للإصدارات الأدبية والتراثية في الآونة الاخيرة تزايد الاهتمام بعلم الأنساب من خلال كثرة المصنفات والموسوعات المتعلقة بأنساب القبائل العربية والأسر المحلية «2»، حتى تحولت هذه الظاهرة إلى قضية مثيرة للجدل، وربما للقلق والانزعاج، مما ادى إلى ظهور بعض الأصوات المنادية بالحد من هذه الظاهرة نتيجة لبروز الكثير من سلبيات الاندفاع وراء هذا الموضوع من بعض المتعصبين للأنساب والمبالغين فيها، او من خلال تحول التأليف في هذا العلم إلى تجارة يمارسها اصحاب المؤلفات التجميعية، مستغلين رواج هذه الكتب في الأوساط العامية والشعبية.
ويدور محور هذا البحث حول إلقاء الضوء على ظاهرة تزايد التأليف في الأنساب، وكثرة الإصدارات والمؤلفات فيه خلال العقود الثلاثة الاخيرة.
ولابد قبل مناقشة هذه القضية من التوقف عند بعض النقاط المهمة مثل:
أصل هذا العلم وفضله:
. اهتمام العرب بأنسابهم.
. موقف الإسلام.
أسباب الاهتمام بعلم النسب:« أسباب غريزية/ أسباب حضارية/ أسباب اخرى».
اهتمام المستشرقين بالأنساب:« دراسة المؤلفات ونشرها/ مشجرات الأنساب/ الدوريات العلمية».
أهم معوقات علم الأنساب.
أهم المحاذير التي يقع فيها الباحثون في الأنساب.
أهم المعايير والضوابط المقترحة.
التوصيات والاستنتاجات.
1 أصل هذا العلم وفضله
أ اهتمام العرب بأنسابهم
إن من يطلع على تاريخ العرب قبل الإسلام يدرك مدى اهتمامهم بحفظ أنسابهم واعراقهم، وانهم تميزوا بذلك عن غيرهم من الأمم الاخرى، ولا يعزى ذلك كله إلى جاهليتهم، كما لا يعزى عدم اهتمام غيرهم كالفرس والروم إلى تحضرهم، وسيتضح لنا ذلك من خلال ما سنعرض له من جوانب في هذا البحث، وإن كان الجهل قد أفرز عصبية بغيضة اساءت إلى علم النسب سواء في ذلك العصر او حتى في عصور الإسلام المتأخرة. وقد عزى ابن عبد ربه سبب اهتمام العرب بأنسابهم لكونه سبب التعارف، وسلم التواصل، به تتعاطف الأرحام الواشجة، وعليه تحافظ الاواصر القريبة، وهو موئل يائسهم، ومرجع بائسهم، به يشد الأزر، ويأمن الخائف، فلا عجب ان جعلوه حصناً لهم، وامنا يعتزون به، ويحافظون عليه «3».لقوله تعالى :
{ّهٍوّ الذي خّلّقّ مٌنّ الماء بّشّرْا فّجّعّلّهٍ نّسّبْا وّصٌهًرْا وّكّانّ رّبٍَكّ قّدٌيرْا} [الفرقان: 54] . وقوله تعالى {يّا أيها الناس إنَّا خّلّقًنّاكٍم مٌَن ذّكّرُ وّأٍنثّى" وّجّعّلًنّاكٍمً شٍعٍوبْا وّقّبّائٌلّ لٌتّعّارّفٍوا} [الحجرات: 13] .
وإذا كانت جاهلية العرب قد أساءت إلى علم النسب احياناً بسوء استخدامه، فإنها قد اساءت اليه ايضاً من ناحية عدم التدوين الذي تميز به العصر الجاهلي، ولذلك فقد تأخر تدوين الأنساب، ولم يبدأ الا مع بداية العصر الإسلامي. وبسبب غياب التدوين اضطر العرب إلى حفظ انسابهم والعناية بها عن طريق الحفظ والمشافهة، فاشتهر بذلك عدد من أبناء العرب، ينقلون هذا العلم، وينقل عنهم إلى أن جاء عصر التدوين فأخذ عنهم علماء النسب الأوائل «4».
ومع هذا فينبغي ان لا نغفل بعض الانتقادات الموجهة لقدامى النسابين كابن الكلبي وابن هشام والهمداني وغيرهم، غير أنه يجب التمييز بين جهودهم في حفظ الأنساب وبين بعض الهنات والروايات الضعيفة في مروياتهم «5»
ب موقف الإسلام من علم النسب
وقف الإسلام من علم النسب موقفاً إيجابياً فاكتسب هذا العلم فضلاً وشرفاً تمثل بعناية نبي الهدىمحمد صلى الله عليه وسلم وحث صحابته الكرام على تعلمه، وشهادته لابي بكر رضي الله عنه بالتمكن من هذا العلم.
وقد روي عن عمرو بن مرة الجهني رضي الله عنه أنه قال « كنت عند رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم فقال: من كان من معدّ فليقمْ، فقمت، فقال لي: اجلس. فعل ذلك ثلاثاً، قلت: يا رسول الله ممن نحن؟ قال: من قضاعة بن مالك بن حمير بن سبأ»«6» وغير ذلك من الأمثلة.
لكن الإسلام نهى عن سوء استخدام الأنساب، والمفاخرة بها لعصبية جاهلية، فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال:« ليس منا من دعا الى عصبية، وليس منا من قاتل عصبية، وليس منا من مات على عصبية»«7».
وكان علم النسب في البداية واحداً من فروع علم التاريخ ثم ما لبث ان صار علماً مستقلاً له اصوله وفنونه واربابه.. وانبرى للاشتغال به كثير من علماء الامة امتداداً لاشتغالهم بعلم التاريخ الذي لا يستغني عن علم الأنساب والإحاطة به لمن اراد ان يعرف أمته واعلامها من الصحابة والتابعين والقواد الفاتحين والعلماء والمحدثين وغيرهم. وقد تواتر عن علماء الأمة التأكيد على اهمية هذا العلم، وبسطوا القول في فضله والترغيب به في مقدمات مؤلفاتهم في الأنساب.
فالإمام ابن حزم لم يكتف ببيان فضل هذا العلم ومشروعيته لكنه رد بحزم على من قال: إن العلم به لا ينفع والجهل به لا يضر.
ويقول الإمام السمعاني في مقدمة كتابه الأنساب:« وكان علم المعارف والأنساب لهذه الامة من اهم العلوم التي وضعها الله سبحانه وتعالى فيهم».. ثم ساق رواية حديث النبي صلى الله عليه وسلم:« تعلموا من أنسابكم ما تصلون به ارحامكم، فإن صلة الرحم محبة في الاهل مثراة في المال منسأة في الاثر»«8».
وقال ابن الاثير «ت 630هـ» في مقدمته:« وهو مما يحتاج طالب العلم إليه، ويضطر الراغب في الأدب والفضل إلى التعويل عليه». فهو ليس علماً مباحاً فقط ولكنه مستحب شرعاً إذا كان القصد منه تحقيق مراد الله سبحانه وتعالى في التعارف والتواصل والتعاون على البر والتقوى.. ولهذا فقد عني به علماء الأمة قديماً وحديثاً، ولعل هذا العلم يكفيه شرفاً وفخراً أن يكون ابو بكر الصديق رضي الله عنه من اول المهتمين به والمتضلعين فيه، ثم توارثه الصحابة والعلماء من بعده فكان من اول من ألف فيه من الرعيل الأول الإمام الزهري «ت 124هـ».
وامتد هذا الاهتمام إلى عصرنا الحاضر فألف فيه علماء كبار منهم من هو من أعضاء هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية «9»، او قدموا لمؤلفات في الأنساب لغيرهم «10».
2 أسباب الاهتمام به في هذا العصر:
اولاً: الأسباب الغريزية
ويكتسب علم الأنساب اهميته لدى الفرد بوصفه سنة كونية وغريزة إنسانية لقوله تعالى:{يّا أّيٍَهّا الناس إنَّا خّلّقًنّاكٍم مٌَن ذّكّرُ وّأٍنثّى" وّجّعّلًنّاكٍمً شٍعٍوبْا وّقّبّائٌلّ لٌتّعّارّفٍوا} [الحجرات: 13] . وقوله تعالى{وّهٍوّ الذي خّلّقّ مٌنّ الماء بّشّرْا فّجّعّلّهٍ نّسّبْا وّصٌهًرْا وّكّانّ رّبٍَكّ قّدٌيرْا } [الفرقان: 54] . فكلمة جعل اذا جاءت في القرآن الكريم في مثل هذا الموضع وفاعلها الحق سبحانه وتعالى فإنها تدل على سنة كونية من سنن الخلق وصفة ملازمة للمخلوق وستظل كذلك إلى أن تقوم الساعة، وذلك مثل قوله تعالى: { أّلّمً نّجًعّلٌ الأّرًضّ مٌهّادْا ><ه6ه> وّالًجٌبّالّ أّوًتّادْا} وقوله تعالى{وّجّعّلًنّا نّوًمّكٍمً سٍبّاتْا ><ه9ه> وّجّعّلًنّا الليل لٌبّاسْا}. اما الدليل على أن البشر خلقوا على هذه الصفة التي تقوم على صلة النسب، وسيظلون عليها إلى أن تقوم الساعة فهو قوله تعالى:{فّإذّا نٍفٌخّ فٌي الصور فّلا أّنسّابّ بّيًنّهٍمً يّوًمّئٌذُ وّلا يّتّسّاءّلٍونّ } [المؤمنون: 101] . وقد بين الحق سبحانه وتعالى الحكمة من خلق الناس على هذا الحال، وهي حاجتهم إلى التعارف، وما يترتب عليه من فوائد ومصالح تحتاجها الأمة.. وكذلك حاجة الإنسان إلى فئة ينصرونه ويشدون ازره، قال تعالى {وّفّصٌيلّتٌهٌ التي تٍؤًوٌيهٌ } [المعارج: 13] .
إذاً فهذه الغريزة التي تدفع الإنسان إلى معرفة اصوله وجذوره، وهي التي تجعل كتب الأنساب تحظى بهذا الإقبال وهذا الرواج، ليس عند العرب فقط بل عند كثير من الأمم، مهما بلغوا من العلم والتقدم كما سنرى.
ثانياً: أسباب حضارية
يقصد بالأسباب الحضارية انه كلما زاد تحضر المجتمعات وازدهرت العلوم فيها فإن الاهتمام بعلم الأنساب يزداد، والبحث في هذا الموضوع يزدهر نتيجة للازدهار العلمي الذي تزداد معه الدراسات والابحاث لكل مجالات الحياة بما فيها دراسة احوال السكان وتاريخهم، والتعمق في معرفة جذورهم وسلالاتهم وعلاقة الجماعات بما فيها الافراد والاسر والقبائل والطوائف ببعضها.. وهذا بخلاف ما يعتقد البعض من ان الحضارة تقضي على موضوع الاهتمام بالانساب.
والدليل على ذلك أن العرب في جاهليتهم مع ما هم عليه من شدة التعصب ومعرفتهم بأنسابهم ومحافظتهم عليها وتفاخرهم بها لم يؤلفوا الكتب في انسابهم ولم يتفننوا في رسم مشجرات العائلة والقبيلة ويضعونها على مداخل بيوتهم، كما هو الحال في عصرنا الحاضر، ومن أدلة ذلك ايضاً ان ازدهار التأليف في علم الانساب انما ظهر في عصور ازدهار الامة الإسلامية، فكثرت المؤلفات والمصنفات في العهد العباسي، ثم تراجع هذا الاهتمام في عصور الانحطاط، ثم عاد الاهتمام مرة ثانية في عصرنا الحاضر.
ونتيجة لانحطاط الامة الإسلامية وضعفها في القرن التاسع عشر في حين كانت اوروبا في اوج نهضتها العلمية فقد تخاذل المسلمون عن تحقيق ما خلفه اوائلهم من امهات كتب الانساب ليقوم الاوروبيون بتلك المهمة. والدليل أن معظم كتب الانساب المعروفة اليوم التي اصبحت مصادر لهذا العلم إنما ألفت في عصور تفوق الامة وقوتها، ومن ذلك على سبيل المثال:
جماهير القبائل، لمؤرج السدوسي «ت 195هـ».
نسب معد الكبير، لابن الكلبي، ت «204هـ».
انساب حمير وملوكها، لابن هشام «ت 213هـ».
الطبقات، لابن سعد «231هـ».
الجمهرة، لابن حزم «ت 456هـ» وغيرهم.
ولو استعرضنا كتاب طبقات النسابين للدكتور بكر ابو زيد لوجدنا أن اعداد النسابين كانت تأخذ شكل العلاقة الطردية مع وضع الأمة الإسلامية، ومن ذلك مثلاً:
إن عدد النسابين المترجم لهم بلغ 47 نسابة في القرن الاول، و 58 في القرن الثاني، و 82 في القرن الثالث، و 88 في الرابع، و 101 في الخامس، و 48 في السادس، و 46 في السابع، و 35 في الثامن، و 31 في التاسع، و 17 في العاشر. وهكذا يبدأ التنازل الى حد الانقطاع لمدة ثلاثة قرون تقريباً، ثم ينبعث مرة اخرى في العصر الحديث .
لكن عصر انحطاط المسلمين وتراجع الحركة العلمية في القرون الإسلامية المتأخرة لم يقف اثره على التراجع الواضح في الكتابة بهذا العلم بل تعدى ذلك إلى إهمال المؤلفات التي كتبت عبر القرون السابقة «11» وكان من نتيجة هذا الإهمال ان قام عدد من علماء الغرب في عصر نهضتهم الحديثة بدراسة ونشر امهات كتب التراث الإسلامي، ومنها كتب أنساب القبائل العربية «12».
اما في البلاد العربية فلم تبدأ العناية بهذا الجانب الا في القرن الرابع عشر الهجري «العشرين الميلادي» حيث ظهرت بعض المحاولات المحدودة لبعض الباحثين العرب لطباعة بعض كتب الانساب ونشرها امثال: سليمان الدخيل «ت سنة 1364هـ » ، الذي قام سنة 1332هـ بطبع كتاب:« نهاية الارب في معرفة انساب العرب» للقلقشندي. وطبع كتاب:« سبائك الذهب» للبغدادي. والاستاذ احمد وصفي زكريا «ت1384هـ» الذي الف كتاب: «عشائر الشام»، وطبع سنة 1363هـ، كما قام الاستاذ رضا كحالة بتأليف كتاب:« معجم قبائل العرب»، وطبع بالشام سنة 1368هـ. ثم توالت بعد ذلك جهود نشر كتب الأنساب وتحقيقها في البلاد العربية، حيث ظهر اهتمام بعض الكتاب العرب بالتأليف في أنساب القبائل العربية، كما قام كل من الاستاذ محب الدين الخطيب سنة 1368هـ بطبع الجزء العاشر من كتاب «الإكليل». ثم العالم الاستاذ محمد شاكر الذي حقق كتاب:« جمهرة نسب قريش» للزبير بن بكار، وصدر سنة 1381هـ. وفي العراق الف الاستاذ عباس العزاوي كتاب «عشائر العراق»، وطبع سنة 1365هـ. وفي اليمن عُني العلامة محمد بن علي الأكوع بتحقيق كتاب «الإكليل» وطبع الجزء الاول سنة 1383هـ.
اما في البلاد السعودية فقد كان الشيخ حمد الجاسر هو الرائد في إحياء هذا العلم واستنهاض الهمم في التأليف والتحقيق فيه من خلال ما نشره في تحقيقات ومراجعات علمية لمخطوطات كتب الأنساب، وكذلك من خلال مؤلفاته الموسوعية مثل:« معجم قبائل المملكة» و « جمهرة انساب الاسر المتحضرة» وغيرهما.
ثالثاً: أسباب أخرى
هناك أسباب اخرى وراء اهتمام بعض الكتاب والباحثين بالتأليف في مجال الانساب واصدار الكتب والموسوعات، وقد يكون من تلك الاسباب على سبيل المثال البحث عن الثروة او الشهرة والمكانة التي يحققها الباحث في هذا المجال.
وهذا النوع من اسباب الكتابة هو اخطر الاسباب لانه لا يصب في خانة المؤلفات العلمية التي تقوم على المنهج البحثي الصحيح. وللأسف الشديد ايضاً فإن معظم المؤلفات المعاصرة التي ادت إلى ظاهرة زيادة اصدار كتب الأنساب تندرج تحت هذا النوع من المؤلفات، وذلك أن هذا العصر الذي سهل فيه التأليف وتيسرت الطباعة قد اتاح الفرصة للباحثين عن الشهرة من خلال التأليف، حيث وجدوا مجالاً يهم شريحة كبيرة من السكان، فاندفعوا يكتبون بلا ضوابط ولا قيود ولا معايير . كما أن هناك اسباباً اخرى تتمثل في البحث عن مثالب العرب. كما فعل بعض الشعوبيين.
* نقاط مهمة: كثرة الموسوعات «التحفة الذهبية/ الموسوعة الذهبية».
موسوعة القبائل العربية
موسوعة قبائل العرب.
اهتمام المستشرقين بالأنساب
اهتم المستشرقون الغربيون بدراسة علم الأنساب، اهتماماً ظاهراً، وبرز هذا الاهتمام مع نهوض الحضارة الغربية، حدث ذلك في الوقت الذي تقاعس عنه العرب والمسلمون في القرنين التاسع عشر والعشرين الميلاديين، فالمستشرقون هم الذين ترجموا امهات كتب الأنساب العربية، ومن ذلك على سبيل المثال:
1 في سنة 1854م قام المستشرق الالماني فردناند وستنفيلد بطبع كتاب «الاشتقاق» لابن دريد، وهو كتاب في أنساب القبائل العربية. كما طبع في سنة 1899م كتاب «مختلف القبائل ومؤتلفها» تأليف: محمد بن حبيب. ووضع جداول مفصلة لانساب القبائل العربية.
2 في سنة 1883م قام المستشرق الالماني وليم اهلوارد «1828م 1909م» بطبع الجزء الحادي عشر من كتاب «أنساب الاشراف للبلاذري» على الحجر بخطه.
2 في سنة 1936م قامت «الجامعة العبرية اليهودية» في القدس بطبع جزءين من الكتاب السابق، الجزء الخامس بتحقيق المستشرق س.د.ف. جوتيين.
4 في سنة 1938م قامت الجامعة العبرية ايضاً بطباعة الجزء الثاني من القسم الرابع من الكتاب نفسه، حققه المستشرق ماكس شتوسنجر.
5 في سنة 1948م قام الفرنسي ليفي بروفنسال بطبع كتاب «جمهرة أنساب العرب »لابن حزم.
6 في عام 1949م قام السويدي ك.و.سترستين بطبع كتاب «طرفة الاصحاب في معرفة الأنساب».
7 في سنة 1951م قام ليفي بروفنسال ايضاً بطبع كتاب «نسب قريش» لمصعب بن عبدالله الزبيري «13».
غير انه ينبغي الا ننسى أن بعض المستشرقين قد شككوا في علم النسب، واثاروا شبهات كبيرة حول ما دونه علماء النسب الاقدمون الذين قامت على ايديهم مصادر علم الانساب، فطعنوا بأمهات كتب الانساب ككتاب ابن الكلبي وغيره، وكان على رأس هؤلاء المشككين نولدكه، وروبرتسن سميث، وغيرهما «14». وليس هنا مجال مناقشة آرائهم المبنية على تصورات بعيدة عن الواقع العربي، وقد تصدى علماء العرب والمسلمين لهذه الهجمة التي ترمي الى تقويض علم النسب «15».
مشجرات النسب:
كما أن من مظاهر الاهتمام بالنسب في هذا العصر «16» ظهور مشجرات الانساب التي اهتم بها الاوروبيون قبلنا، فقد قام في اوائل القرن التاسع عشر الميلادي المستشرق النمساوي زامباور بتأليف كتابه:« معجم انساب الاسر الحاكمة في التاريخ الإسلامي» وقد طبع بالعربية في سنة 1951م بمطبعة جامعة فؤاد الاول بمصر، وحاول فيه وضع مشجرات عائلية لجميع الزعماء والسلاطين في البلاد الإسلامية، ثم تبعه لوريمر فرسم مشجرات دقيقة لعدد من الاسر الحاكمة في الجزيرة العربية.
وقد كانت هذه المشجرات بداية لعصر التشجير في القرن الهجري الماضي، فقد قام محمد أمين التميمي بوضع مشجرة لآل سعود سنة 1363هـ ثم اعادها سنة 1382هـ. ونلحظ هنا ان المشجرات في البداية كانت تتركز على الاسر الحاكمة، لكنها ما لبثت في عصرنا الحالي أن انتشرت انتشاراً كبيراً، بل صارت ظاهرة لدى كثير من الاسر السعودية خصوصاً في عصر الطفرة، ولذلك فقد ازدهر فن إعداد المشجرات النسبية لدى الخطاطين والمطابع، ومع ذلك فلم يظهر لهذا العلم ضوابط او معايير، بل لا تزال هذه المهنة بلا قواعد او شروط!
وللدكتور عماد العتيقي من جامعة الكويت محاولة جيدة في هذا المجال، فقد حاول وضع بعض الأسس المهمة في إعداد المشجرات من خلال كتابه: دليل إنشاء وتحقيق سلاسل الأنساب.
الدوريات المتخصصة في الأنساب:
من المفارقات العجيبة أن يوجد في الولايات المتحدة وحدها الآن 53 مجلة ودورية متخصصة بعلم الأنساب والأصول حسب إحصائية منتصف عام 2000م«17».
كما يوجد في كل ولاية امريكية رابطة للنسابين، وفي واشنطن يوجد مجلس ترخيص النسابين.. اضافة الى ذلك هناك العديد من الندوات والمؤتمرات التي تقام بكثافة عن الأنساب في امريكا واوروبا «18».
ومع كل هذا الاهتمام في الغرب نجد انه لا يوجد عندنا دورية متخصصة واحدة بعد رحيل علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر، وعدم مقدرة القائمين على مجلته على مواصلة ابحاثه بهذا الخصوص.
كما أن علم الانساب في بلادنا لا يدخل في المناهج التعليمية، ولا توجد جهة رسمية او غير رسمية لرعايته، ولذا فهو لايزال متأخراً ومتعثراً في مسيرته بسبب قلة الكتاب المتخصصين فيه وبسبب خوض غير المؤهلين للكتابة والتصنيف في هذا العلم الجليل والحساس جداً، مما شوه صورته وادى الى وجود حالة شبه دائمة من الاعتراض والتذمر والاحتجاج على كثير مما يكتب حول الأنساب.
3 اهم معوقات علم الأنساب
ومما اود التنبيه إليه انه من خلال بحثي لاكثر من عشرين عاماً في الانساب فقد لاحظت ان هناك عدداً من العوامل والمعوقات التي يعود اليها السبب في صعوبة التمكن من هذا العلم، وكثرة الاختلاف فيه ليس بين الباحثين فقط، وانما بين افراد الاسرة او القبيلة الواحدة، ومن اهم تلك العوامل ما يلي:
1َ قلة الاهتمام بتدوين انساب الاسر والقبائل وعدم حفظها كتابة في القرون الماضية بسبب الأمية وعدم الاستقرار الامني والمعيشي، مما اوجد ثغرات كبيرة وانقطاعات في سلاسل النسب.
2َ كثرة ما لحق بهذا العلم من الاوهام مما ادى الى الاختلاف الكبير في الانساب وعدم الاتفاق سواء بين الباحثين او الرواة، وذلك بسبب عدم المام اولئك الكتاب بعلم الانساب، وعدم احاطتهم بالانساب التي يتحدثون عنها، ولعدم استنادهم على مراجع ومصادر يمكن إقامة الحجة بها، وانما يعتمدون على ما يسمعونه من غيرهم، ولا يفرقون بين المصدر المتخصص من غيره.
وتتمثل أهمية هذه المسألة فيما اضيف لبعض القبائل من الانساب الخاطئة او المثالب المختلقة، او الامجاد الكاذبة.
3َ كثرة تشابه اسماء الافخاذ والقبائل، وميل العامة إلى الاعتقاد بوجود علاقة بين الاسماء المتشابهة، واختلاق القصص العامية لاثبات تلك العلاقة، ومن ثم تصديقها بعد جيل او جيلين.
وقد اشار علماء النسب قديماً وحديثاً كالهمداني، والجاسر الى أن:« الاتفاق في الاسماء مدعاة للخلط في الأنساب.. وان القبيلة عندما يوافق اسمها اسم قبيلة اخرى تنتسب اليها خطأ»«19».
4َ جهل الكثير من الناس بأنسابهم، وعدم ادراكهم لذلك، وتعلقهم بالرواية العامية واعتقادهم ان ما توارثوه عن آبائهم هو الصحيح، وقد ثبت بالتجربة ان الإنسان العامي لا يستطيع ان يحفظ تسلسل جدوده فيما بعد الجد الخامس بعدد مؤكد، مالم يكن ذلك التسلسل موثقاً توثيقاً علمياً او شرعياً.
5 الانقطاع الزمني لبعض القبائل القديمة، وظهور قبائل تنتسب اليها بعد عدة قرون، وهذا الامر يحتاج الى توقف من الباحث، وعدم الجزم بصحة الانتساب مالم تتوفر دلائل قوية ومقبولة.
6َ قلة المتخصصين في الأنساب:
واعني بهم المتخصصين المؤهلين الذين يمكن الرجوع اليهم عند الحاجة البحثية، والمشاهد ان الاهتمام في الانساب عندنا يقوم على اجتهادات شخصية، وليس على دراسات اكاديمية، كما أنه ليس له جهة مرجعية يمكن الاحتكام اليها.
4َ اهم المحاذير التي يقع فيها مؤلفو علم الأنساب :
هناك بعض المحاذير او السلبيات التي يقع فيها كثير ممن يكتبون في الانساب، والتي تتمثل في بعض الاساسيات والقواعد التي درج الناس على الاعتماد عليها في الانساب، وارى ان الباحث في الانساب عليه ان يتعامل بحذر شديد مع تلك المعطيات، والتي منها على سبيل المثال:
أ قاعدة: الناس مؤتمنون على أنسابهم:
مما ينبغي توضيحه في البداية ان هذه العبارة قاعدة فقهية للإمام مالك هذا نصها:« الناس مؤتمنون على انسابهم مالم يدعوا شرفاًَ». فهي في الاساس قاعدة فقهية تتعلق بإلحاق ولد الفراش، والمواريث ونحو ذلك، ولم ترد ابتداء في كتاب للأنساب، وإنما في كتاب فقهي.
لكن بعض الكتاب المتأخرين وكثيراً من العامة قد اقتبسوها وأسقطوا الجزء الثاني منها، واتكأوا عليها في اثبات ما يعتقدونه من أنسابهم والرد على من يخالفهم (20).
والدليل على عدم صحة هذه القاعدة ما نراه من مدى الاختلاف بين أفراد الأسرة الواحدة أو القبيلة الواحدة في كثير من الأحيان حول صحة انتسابهم الى جد مُعين.
ولهذا فإن من تعمق في البحث قلت ثقته في تلك القاعدة المشهورة، وأدرك أن الناس قد يجهلون أنسابهم.
ب الاعتماد على الرواية العامية :
ينبغي ألا يعول الباحث كثيرا على الرواية العامية في اثبات الأنساب، بل يبحث عما يدعم الروايات أو يدحضها، لأن الراوي العامي ليس حجة في اثبات الأنساب بسبب الجهل، وبسبب التحيز وحب الذات، وفي ذلك يقول الشيخ حمد الجاسر موضحاً ضعف الثقة بالرواية العامية:«.. وكل راوٍ يتحيز فيها الى قبيلته أو قبيلة يميل اليها، وقد يلصق بمن لا يحب الصفات غير المحبوبة.. إلخ»(21).
وقال في موضع آخر وهو يتحدث عن نسب بعض القبائل النجدية:«أما ما يتناقله العامة فلا يصح التعويل عليه» (22).
ويندرج تحت ذلك ما يتناقله العامة من قصص متعلقة بالأنساب، وأسباب نزوح الأسر والقبائل، أو مسمياتها.
ج التمسك برواية الآباء دون علم:
درج الناس على التسليم بما توارثوه عن آبائهم وأجدادهم، إلا أن الباحث يجب عليه ألا يسلم بكل ما ينقل عن الآباء والأجداد بلا تمحيص ولا تحقيق.
وقد حذرنا الله سبحانه وتعالى من تقليد الأجداد تقليداً أعمى، قال تعالى:{وّإذّا قٌيلّ لّهٍمٍ اتَّبٌعٍوا مّا أّّنزّلّ الله قّالٍوا بّلً نّتَّبٌعٍ مّا أّّلًفّيًنّا عّلّيًهٌ آبّاءّنّا}.
د النقل عن المؤلفات بلا تمييز :
يقع كثير من مؤلفي كتب الأنساب في مزلق النقل عن الكتب والمراجع الأخرى بلا تمييز بين جيدها وضعيفها، وباختصار؛ فإنه يمكن تصنيف مؤلفات الأنساب هنا، وبشكل عام فإني أرى تقسيم المؤلفات في الأنساب الى ما يلي:
الكتب الضعيفة: «كابن الكلبي، والمغيري».
الكتب المشكوك فيها: «تاريخ سيف بن عمر».
الكتيب غير المحققة: «كالكتب التجميعية، الكتب بدون مصادر».
الكتب المصنوعة: «كإمتاع السامر».
ومما يضعف المصدر وإن كان صاحبه عالماً؛ الكتابة عن بعد، وذلك ان كثيراً ممن كتبوا في الأنساب يكتبون وهم بعيدون عن مواقع القبائل أو الأسر التي كتبوا عنها، وأقرب مثال على ذلك كتاب الجمهرة لابن حزم الأندلسي، فقد كتب عن قبائل الجزيرة مع أنه لم يطأ أرضها، ولم يتتبع مواطن قبائلها.
فكما انه ينبغي الحذر من بعض المدلسين، والكذابين، والوضاعين في علم الأنساب، فإنه ينبغي الحذر من الروايات الضعيفة لدى المؤرخين المعروفين.
ويقول الشيخ أبوعبدالرحمن الظاهري:«وما يدّعيه الصيادي، أو ابن زيد، أو غيرهما، من وصل قبيلة ذات اسم جديد بقبيلة قديمة لا يقبل جزافاً، ما لم يكن الاستناد الى مصادر وجادات متصلة التسلسل خلال القرون.. إلخ»(23).
هـ رفع النسب الى جد بعيد :
يتساهل كثير من الناس في رفع نسبه الى جد بعيد دون الاعتماد على اثبات من التدوين الصحيح، وهذا مما لا ينبغي للباحث المحقق أن يقبله.. وهذا التحذير يستند على ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن سلف الأمة من كراهية رفع النسب الى جد بعيد، فقد روي عن الإمام مالك رحمه الله ان سئل عن الرجل يرفع نسبه الى آدم، فكره ذلك، وقال: من أين يعلم ذلك؟، فقيل له: فإلى اسماعيل، فكره وأنكر (24).
و الاعتماد على الشعر العامي
يعتمد كثير من العامة أو الكُتّاب على الشعر العامي في اثبات الأنساب، وهذا منهج لا يحسن بالباحث المحقق.
والسبب في التركيز على الشعر العامي هنا لأنه الأكثر ارتباطاً بالأنساب في هذا العصر، وإلا فالشعر عموماً ليس حجة في الأنساب، وقد قالت العرب:«أعذب الشعر أمثله..» والسبب في خطورة الشعر على الأنساب هو ما يدخله من المبالغة والتحريف.
ويعد العلامة الشيخ حمد الجاسر أول من انتبه الى هذا الأمر، فطرح الاعتماد على الشعر العامي المعاصر جانباً، وفي ذلك يقول في مقابلة مع:«مع الأسف الشديد؛ منذ منتصف القرن الماضي أي من بعد عام 1350هـ الى يومنا هذا أصبح هذا النوع من الأدب ليس من الدرجة التي كان عليها قديماً، لأن التزييف دخله، والتغيير كثير منه»(25).
وبالنسبة اليَّ فإن مصداقية الكتاب وعلميته تقل بحسب اكثار مؤلفه من الشعر العامي على غلافه وفي محتواه.
5 أهم المعايير والضوابط المقترحة :
مع كل ما يحتله علم النسب من أهمية بالغة ومكانة مرموقة في التراث العربي والاسلامي، وتراثنا المعاصر فإن المؤلفات التي تقنن هذا العلم وتضع له ضوابط وشروطا مهنية علمية لا تزال قليلة، إن لم تكن معدومة، كما أنه لا توجد لدينا جهة علمية متخصصة يكون لها القول الفصل في تقييم الدراسات والبحوث المتعلقة بالأنساب.
إن الحاجة ملحة الآن لنفكر جدياً في وضع الضوابط اللازمة لوضع بحوث الأنساب في مسارها الصحيح. وهنا ينبغي التأكيد على أهمية التفريق بين الضوابط المعيارية لهذا العلم وبين وضع القيود والحد من الحريات الذي ربما يسارع بعض الباحثين المتقاعسين الى اشهاره في وجه الجهات الرقابية.. وعموماً؛ فإنه يمكن ايجاز أهم هذه الضوابط فيما يلي:
1 أن يكون الكاتب مؤهلاً للكتابة في الأنساب، ومشهوداً له بالعلم والأمانة لدى أهل الاختصاص.
2 أن يكون البحث قائماً على منهج البحث العلمي من حيث أهمية البحث واثبات مصادره، وموضوعيته.
3 أن لا ينشر الكاتب أخبارا تسيء الى الآخرين بتمجيد طرف على طرف أو الطعن أو نشر المثالب التي لا تحقق فوائد علمية ولا تضيف للتاريخ معلومات جديدة، خاصة إذا كانت مبنية على تواتر غير محقق.
4 الابتعاد عن الاعتماد على الكتب والمؤلفات الضعيفة أو المشكوك فيها، والتي يعرفها أهل الاختصاص، وهذا يقتضي أن تدرج أسماء تلك المؤلفات في قوائم سوداء ليعرفها الباحثون المبتدئون، وقد يكون من الأفضل ألا يفسح أي كتاب يعتمد على تلك المؤلفات لما في ذلك من تضليل وتدليس في الأنساب.
التوصيات والاستنتاجات:
في الختام فإنه يمكن ايجاز أهم الاستنتاجات والتوصيات فيما يلي:
أولاً: التأكيد على أن علم الأنساب من أجل العلوم وأشرفها، وهو ليس علماً اسلامياً وعربيا فحسب، بل إنه من العلوم النظرية التي يكثر التأليف فيها في عصور الازدهار العلمي والحضاري ويقل بتراجع الأمة علميا وثقافيا.
لذا فإنه ينبغي التنبيه الى وجوب التفرقة بين ما يمارسه البعض من سوء استخدام الأنساب؛ سواء من خلال كتاباتهم، أو من خلال سلوكهم الاجتماعي القائم على التفاخر بالأنساب والأحساب الذي لا يقره ديننا ولا يرضاه، وبين فضل علم الأنساب ومشروعية المحافظة على معرفة الأصول والأرحام، لأن الله جعلنا شعوباً وقبائل لنتعارف، وسنظل كذلك الى أن تقوم الساعة.
ثانياً: دراسة امكانية انشاء جمعية أو هيئة علمية تلحق باحدى المؤسسات الثقافية في كل دولة عربية، تجمع الباحثين في هذا المجال، وتكون مرجعاً فيه، وتضع له قواعد ومعايير كغيره من العلوم، وقد يكون من المناسب أن يصدر عنها دورية علمية محكمة متخصصة في علم الأنساب وبحوثه.
رابعاً: ايجاد آلية جديدة وعلمية لمعالجة ما قد ينشأ اعتراضات على الباحثين بهذا الخصوص؛ من خلال احالة الشكوى أو الاعتراض إن وجد الى جهة شرعية أو الى لجنة علمية محايدة تنظر في مدى صحة ما يدَّعيه الطرفان وتطَّلع على اثباتات دعوى كل منهما، فإن وجد أن الباحث على حق، فلا يلتفت الى اعتراض العوام، وإن وجد أنه على خطأ تم اتخاذ اللازم بشأن تصحيح الخطأ.
إن تحقيق هذه الاقتراحات سوف يحقق أهدافاً علمية واجتماعية مهمة، منها على سبيل المثال لا الحصر:
1 تطوير هذا العلم وازدهاره في هذه المرحلة المتطورة من مسيرتنا الثقافية والعلمية.
2 الاعتماد على الباحثين المحليين بدلا من الاعتماد على ما يكتبه الغير من البعيدين عن أنساب أسرنا وقبائلنا وتاريخ بلادنا.
3 تصحيح المفاهيم الخاطئة عن علم النسب والتي مفادها ان البحث فيه يثير المشاكل ويذكي العصبيات، ويؤجج المفاخرات..
4 الحد من كثرة المصنفات التي لا تخضع للمعايير العلمية المطلوبة.
5 تصحيح الانتسابات الخاطئة التي تظهر بين الحين والآخر القائمة على أخطاء النسابين، أو على روايات عامية متوارثة.
6 حماية الباحثين المحققين مما يواجهونه من تهديدات بعض الجهلة والعوام.
7 توعية جمهور القراء في هذا المجال ومساعدتهم في التمييز بين مؤلفات الأنساب الصحيحة والجيدة، وبين المؤلفات التجميعية التجارية التي لا تقوم على أسس علمية.
والله الموفق،،.
كتبها
المؤرخ النسابة فائز بن موسى البدارني الحربي
الهوامش:
1 صحيح البخاري، حديث رقم «6767».
2 صدر خلال السنوات الثلاث الأخيرة في البلاد العربية ما يقارب 150 مؤلفاً في الأنساب، اطلعت على «5» موسوعات و«6» معاجم منها.
3 العقد الفريد، لابن عبدربه «3/313».
4 حول هذا الموضوع انظر: الأنساب العربية ودورها في تدوين تاريخ الأمة، د. محمد جاسم المشهداني، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 1989م.
5 عن هذا الموضوع، انظر: «نخبة الزهرة الثمينة في نسب أشراف المدينة، لعلي ابن شدقم، تحقيق: عادل أبوالعباس، المدينة المنورة، د.ت، ص34».
6 طبقات النسابين، تأليف: د. بكر أبوزيد، ط1، الرياض 1407هـ، ص56.
7 أخرجه أبوداوود في الأدب، حديث رقم «5121».
8 الأنساب للإمام أبي سعد عبدالكريم بن محمد السمعاني «ت 562هـ 1166م»، تحقيق: الشيخ عبدالرحمن بن يحيى المعلمي، أمين مكتبة الحرم
المكي، الطبعة الأولى «1382هـ1962م»، ص5 وما بعدها، ومقدمة كتاب «جمهرة أنساب العرب لابن حزم».
9 ومن أولئك فضيلة الشيخ عبدالله البسام، والشيخ عبدالله بن منيع، والشيخ بكر أبوزيد وغيرهم.
10 انظر: «بنو زيد القبيلة القضاعية في حاضرة نجد»، تأليف: عبدالرحمن الشقير، ط1، 1423هـ، ص5 وما بعدها.
11 يحدد الشيخ حمد الجاسر أن تدوين الأنساب قد انحصر في بداية العصر الاسلامي الى القرن الرابع الهجري «العرب، س21، ص825».
12 انظر: ما كتبه الشيخ حول هذا الموضوع بعنوان: أنساب القبائل العربية: دراستها ونشر أصولها «العرب، س1، ج2، شعبان 1386هـ، ص «111120».
13 مجلة العرب: س «30»، ص «145».
14 نخبة الزهرة الثمينة، مصدر سابق، ص 34/35.
15 انظر كتاب: العصبية القبلية وأثرها في الشعر الأموي، د. إحسان النص، بيروت.
16 أقصد في هذا العصر، أما المسلمون فقد سبقوا الأوروبيين في ذلك، فقد وضع ابن طباطبا المتوفى سنة 449هـ كتابه: الأنساب المشجرة، وغيره «انظرك طبقات النسابين، لبكر أبوزيد».
17 دليل انشاء وتحقيق سلاسل الأنساب، تأليف: د. عماد العتيقي، ط1، 2001م، ص63.
18 المصدر السابق ص «62».
19 مجلة العرب، س 25، ص «550».
20 انظر: ما كتبه الشيخ أبوعبدالرحمن الظاهري حول هذه العبارة في مقدمته لكتاب مثير الوجد في أنساب ملوك نجد، لمؤلفه: راشد بن علي بن جريس، منشورات دارة الملك عبدالعزيز، الطبعة الثانية 1419هـ، ص «15».
21 جريدة الرياض، العدد «10549» في 6/1/1418هـ.
22 العرب، س 29، ص «276».
23 في مقدمته لكتاب: بنو بكر بن وائل، تأليف: د. عبدالرحمن الفريح، ط 1، 1419هـ، ص «18».
24 انظر: مقدمة ابن خلدون، ص «151».
25 العرب، س 18، ص «767».