• ×

كشف الزيف والتزوير عن قصر دار البياضية العائد لوقف الشريف غالب بن مساعد رحمه الله، وإبطال الزعم أنه قصر السقاف

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط


كشف الزيف والتزوير عن قصر دار البياضية العائد لوقف الشريف غالب بن مساعد رحمه الله، وإبطال الزعم أنه قصر السقاف.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اطلعت على مانشر في الفترة الأخيرة في بعض مواقع التواصل الإجتماعي وتداول خبر قصر البياضية وتزييف وتزوير الحقائق حول هذا القصر العائد لوقف الجد الشريف غالب بن مساعد رحمه الله وإرفاق بعض الصور له من الداخل والخارج والزعم بأن هذا هو قصر السقاف، وأنه كان سكناً لعائلة الأميرة رجاسيتي كريمة سلطان سومطرة وزوجة أحمد السقاف، وأنه بعد وفاتها بقيت أسرة ابنها محمد في مكة واختار أحفادها المعابدة قرب عين زبيدة وتم بناء قصر السقاف الذي سكنه الملك عبدالعزيز بعد دخوله الحجاز، وأن الآن القصر مهجور.
image
ومما لفت نظري أن هذا المقال والصور المرفقة نشرت في عدة صفحات ومواقع في الإنترنت وفي وقت واحد وبأسماء مختلفة مما يدل على وجود حملة منظمة لتزييف وتزوير تاريخ هذا القصر والتعدي على حقوق الوقف دون وجه حق مما يؤكد أن هناك أيدي خفية تعمل ليل نهار لطمس الحقائق وتضليل الرأي العام ومحاولة الالتفاف على قرار اللجنة المشكلة من المقام السامي والتي أقرت بصحة تملك الوقف لكامل قصر دار البياضية أرضاً وبناءاً بما فيه الحوش المصطلح على تسميته حوش اللاسلكي لإيهام العوام أن هذه المعلومة حقيقة مسلمة.
وبناءً على طلب بعض أبناء العمومة والأصدقاء والمختصين بتاريخ مكة المكرمة بتوضيح هذا الأمر وتحرير رد شرعي وتاريخي جامع مانع مفحم لهذه الأقلام لتصحيح الخطأ التاريخي حول هذا القصر، وحفظاً لحقوق الوقف ومستحقيه وإبطالاً لهذه الحملة الشرسة بحيث يكون مدعماً بالأدلة والحجج والبراهين واستجابة لطلبهم ودون الولوج في التفاصيل الدقيقة فليس محلها وسائل التواصل وإنما لدى الدوائر الشرعية والرسمية المختصة أقول مستعيناً بالله عزوجل وحده الآتي:
إن الصور المرفقة مع المقال هي لقصر دار البياضية من الداخل والخارج وليست لقصر السقاف الذي هدم وأزيل من فترة سابقة، وأقيم في مكانه مبنى وزارة المالية بمكة المكرمة
والمعلومات المذكورة عن بناء قصر السقاف غير صحيحة؛ لأن هذا القصر كان يعود لأسرة الشيبي، وقد باعه بوكالته عنهم في عام ١٣٣٥هـ الشيخ عبدالله بن محمد زيني شيبي على السيدة عائشة وأخيها إبراهيم أبناء عمر السقاف وهم الذين باعوه في عام ١٣٦٧هـ على الحكومة السعودية لمصلحة أملاك الدولة بمعاقدة وكيل المالية في ذلك الوقت الشيخ عبدالله السليمان الحمدان.
وموقع قصر السقاف سابقاً يقع في موقع مبنى وزارة المالية الحالي يحده من جهة الغرب البازان ومسجد الحبش، وأما القصر القديم الموجود حالياً في حي المعابدة وأمام مبنى شرطة منطقة مكة السابق، ويحده شرقاً قديماً بستان الشريف مساعد وحالياً الشارع الداخل إلى حي الملاوي، وغرباً مبنى وزارة المالية الحالي وقديماً التشمة وهي خرزة عين زبيدة التي تفصل بين القصرين؛ فهذا قصر دار البياضية وقف الشريف غالب رحمه الله الموضح في هذا المكان في الخرائط الجغرافية القديمة لمكة المكرمة وقبل إنشاء قصر السقاف بمائة وأربعين عاماً على الأقل.
وقد اشتراه الجد الشريف غالب بن مساعد كبستان في عام ١٢٠٢هـ يشتمل على دارين وكانت ناظرة الوقف السابقة الشريفة شمسية بنت عبدالمطلب آل غالب تؤجره على جلالة الملك عبدالعزيز رحمهم الله منذ عام ١٣٤٦هـ وتستلم أجرته من يد جلالته دون معارض أو مشارك وأمام مشاهدة وسماع الجميع.
ولو كان هذا القصر لأسرة السقاف أو غيرهم أو لهم حق أو بعض حق في هذا القصر لما سكتوا طيلة السنين الطويلة الماضية عن المطالبة بهذا القصر أو معارضة ناظرة الوقف في استلام أجرته خصوصاً أنهم باعوا القصر العائد لهم للدولة ولم يعد لهم أي علاقة بتملكه مما يثبت ويؤكد عدم صحة الادعاء بتملكه في الوقت الحالي فضلاً عن تملك قصر دار البياضية.
علماً بأنه سبق أن صدر صك حكم شرعي من المحكمة الكبرى بمكة المكرمة مبني على صكوك الوقف القديمة وشهادة أعيان مكة المكرمة من كبار السن الذين عاصروا فترة تأجير هذا القصر على جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله قضى فيه حاكمه بثبوت تملك كامل قصر دار البياضية لجهة وقف الشريف غالب أرضاً وبناءاً وتم صرف النظر عن معارضة وزارة المالية في ادعاء تملك بعض أجزائه وصدق الحكم من مرجعه بمحكمة التمييز واكتسب الصفة القطعية وأصبح واجب النفاذ.
ثم تقرر لاحقاً نزع ملكية هذا القصر من الوقف بموجب نظام نزع الملكية لجعله متحفاً ومركزاً حضارياً.
وجميع ماسبق يبطل أي ادعاء ومن أي جهة بتملكه خلاف وقف الشريف غالب ولا يخفى أن سياسة ولاة أمر هذه البلاد تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين تقوم على احترام صكوك الأحكام الشرعية المكتسبة القطعية وتنفيذها دون قيد أو شرط؛ لأن أحكام القضاء قاطعة للنزاع ورافعة للخلاف وتحمل على الصحة والنفاذ ولايجوز الطعن فبها إلا في حالة مخالفتها للوجه الشرعي وهو مالم يحصل بتاتاً في هذه القضية ولله الحمد والفضل والمنة.
علماً أن نظار وقف الشريف غالب سبق لهم التقدم لأمانة العاصمة المقدسة وحصلوا بعد دراسة صكوك ومستندات الوقف الشرعية على تصريح لترميم هذا القصر ولو كان غير مملوك لجهة الوقف لما صدر هذا التصريح كما هو معلوم، وإن محاولة البعض القيام بتزوير هذه الحقائق لايعتبر تزويراً في حقوق الوقف فقط وإنما في تاريخ هذه البلاد المباركة.
مع الإحاطة أنه سبق تشكيل عدة لجان من وزارة الداخلية وأمارة منطقة مكة المكرمة ووزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة المالية ووزارة العدل وجميعها أثبتت صحة تملك الوقف لهذا القصر وأنه قصر البياضية، وأن قصر السقاف هدم وأزيل وأقيم في مكانه مبنى وزارة المالية وأن إطلاق مسمى قصر السقاف على قصر البياضية من باب إطلاق الجزء على الكل كون هذه القصور كان يشملها مسمى القصور الملكية بالمعابدة.
ومما يثبت ويؤكد جميع ماسبق أن الشركة المكلفة من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بعد تسلمها هذا القصر لترميمه وجدت تحت الركام النافورة الرخامية التي أنشأها الجد الشريف غالب رحمه الله داخل قصر البياضية، وقد أكدت الشركة القائمة بأعمال الترميم أن عمر هذه النافورة لايقل عن مائتي وأربعين عاماً مما يثبت قدمها خلافاً لقصر السقاف المحدث في عام ١٣٤٨هـ وفي هذا أوضح الأدلة لمن يرغب معرفة الحقائق بأدلتها الشرعية والتاريخية والجغرافية الموثقة وليست المزورة.
والحمدلله على توفيقه.
كتبه :
الشريف نواف بن عبدالمطلب آل غالب
المحامي والمستشار الشرعي لوقف الشريف غالب
8 محرم 1441هـ

الصور التاريخية لقصر البياضية:
image
الخريطة التي رسمها الرحالة بوركهات في عام ١٢٢٢هـ وقبل ١٢٠ عاماً تقريباً وحدد فيها موقع قصر دار البياضية في مكانه الحالي لحي المعابدة ولايوجد وقتها قصر السقاف:
image
الخريطة التي رسمها البريطاني إيلدون ريتر في عام ١٣٤٧هـ وكتب في موقع قصر البياضية الحالي في حي المعابدة على. ريق الأبطح ( قصر البياضية ) ولم يوجد وقتها أيضاً قصر السقاف:
image
image
النافورة الرخامية التي أنشأها الجد الشريف غالب داخل قصر دار البياضية منذ أكثر من ٢٤٠ عاماً:
image
الخريطة التي رسمها الرحالة بوركهات في عام ١٢٢٩هـ وأوضح فيها مكان قصر دار البياضية في محله المعروف حتى وقتنا الحاضر ولا يوجد بجواره قصر آل الشيبي الذي تم بيعه لعائشة وإبراهيم أبناء عمر السقاف والذين باعوه على مصلحة أملاك الدولة والذي هدم وأزيل وأقيم في محله مبنى وزارة المالية بمكة المكرمة:
image
صورة نشرت في الصفحة (٧٨) من الأطلس المصور لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة المطبوع في دارة الملك عبدالعزيز وتم إلتقاطها في عام ١٢٩٨هـ لقصر دار البياضية من الجهة الجنوبية الشرقية ويظهر فيها تحت الرقم (١) القصر الشمالي لدار البياضية والذي مازال قائماً حتى وقتنا الحاضر كما يظهر فيها تحت الرقم (٢) القصر الجنوبي لدار البياضية محاطاً بالأشجار والذي تم هدمه وإزالته وإقامة مايسمى حوش اللاسلكي في مكانه مما يثبت دخول هذا الحوش في مشمول قصر دار البياضية والمحاط من جميع جهاته بسور قديم مازال قائماً حتى وقتنا الحاضر وظاهر تحت الرقم (٣) في الصورة ويلاحظ في الجهة الشرقية آثار بستان الشريف مساعد الذي يحد قصر دار البياضية من جهة الشرق حسب صك الوقفية المؤرخ في عام ١٢١٦هـ وفي الجهة الغربية سفح جبل المدهون الذي يحد قصر دار البياضية من جهة الغرب ولايوجد في ذلك التاريخ مايسمى بقصر السقاف.



بواسطة : الشريف نواف بن عبدالمطلب آل غالب
 2  0  19911
التعليقات ( 2 )

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    09-01-42 08:36 صباحًا طارق بن هاشم منشي :
    ما يضيع حق وراه مطالب
  • #2
    11-01-42 12:27 صباحًا الشريف ادريس النعمي :
    بيض الله وجيهكم هذه الوقفه الصحيحة بالطرق العلمية والوثائق التاريخية تسدل الستار على هذا اللغط والتشويه للحقائق التاريخية للانتقاص من بنو هاشم وامجادهم وجهودهم في حفظ ارثهم العريق .. وفقكم الله ياشريف
-->