قراءة نقدية في أشهر الكتب المؤلفة في فضائل آل البيت
من المقرَّر عند أهل العلم أنَّ الكتب المؤلفة في فضائل آل البيت من الكثرة بمكان، إلا أنه ينبغي أن يُقال: إنَّ أكثر تلك الكتب دخلتها الأحاديث الضَّعيفة والموضوعة، والقصص والأخبار الواهية، بل وفي بعضها انحرافاتٌ خطيرةٌ لا يحسن السُّكوت عليها.
قال العلاَّمة صديق حسن خان - رحمه الله تعالى - في هذا السِّياق محذِّراً من الوضع في فضائل عليٍّ ابن أبي طالب رضي الله عنه، مبيِّناً آثار ذلك الوضع في الأُمَّة:
« إنما دخل الفساد وسوء الاعتقاد في الأُمَّة من طريق هذه الأخبار المختلقة، والآثار المفتعلة، جاء بها قومُ سوءٍ من الرَّوافض وأهل البدع، وأشاعوها في الناس الجهلة والعامَّة، الذين لا تمييز لهم أصلاً بين الصَّحيح والسَّقيم، والحسن والقبيح، وذكَّر بها الوعَّاظ الجاهلون، فصارت بعد زمان كأنها الدِّين والعقيدة، ودسُّوا موضوعاتٍ كثيرةً فيها، فعاد الإسلام وأهله غريباً وغرباء »(1).
على أنه « قد صحَّ في فضائل أهل البيت أحاديث كثيرة ؛ وأمَّا كثير من الأحاديث التي يرويها من صنَّف في فضائل أهل البيت، فأكثرها لا يصحّحه الحفَّاظ، وفيما صحَّ في ذلك كفاية » (2).
وهذه سمةٌ بارزةٌ في أكثر ما كُتب في فضائل أهل البيت.
أمَّا بالنِّسبة للضَّعيف؛ فالأمر فيه يسير طالما كان في الفضائل والمناقب.
قال أبو عبد الله النوفلي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: « إذا روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحلال والحرام والسُّنن والأحكام تشدَّدنا في الأسانيد، وإذا روينا عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في فضائل الأعمال وما لا يضع حكماً ولا يرفعه تساهلنا في الأسانيد »(3).
وهو مرويٌّ عن غير واحد من أهل العلم(4).
ويذهب العلاَّمة صديق حسن خان إلى أنَّ الضَّعيف لا يُقبل حتى في الفضائل والمناقب، يقول - رحمه الله تعالى - مقرِّراً ذلك:
«ومسلك أهل التحقيق أنَّ الحكم بفضيلة أحدٍ حكمٌ شرعيٌّ، وأحكام الشَّرع الشَّريف متساوية الأقدام، فلا وجه للتمسُّك بالضِّعاف فيها، بل لابدَّ أن يكون الخبر صحيحاً لذاته أو لغيره، وكذا الحسن. لا يحتجُّ بالضَّعيف إلا عن طريق الشَّهادة والمتابعة إذا كان موافقاً» اهـ(5).
وأمَّا الواهي والموضوع فلا عذر في إيراده إلا مع بيان حاله.
قال السُّيوطيُّ في «تدريب الراوي» (1/246) في الكلام على الموضوع:
«وتحرم روايته مع العلم به، أي بوضعه في أي معنى كان، سواء في الأحكام والقصص والترغيب وغيرها، إلا مبيَّناً، أي مقروناً ببيان وضعه، لحديث «مسلم» [1/9]: (من حدَّث عنّي بحديثٍ يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين)» اهـ.
وكَتَبَ البخاريُّ على حديثٍ: «موضوع؛ مَنْ حدَّث بهذا استوجب الضَّرب الشَّديد، والحبس الطويل!». وعلَّق عليه الحافظ السَّخَاويُّ بقوله: «لكن محلّ هذا ما لم يُبيِّن ذاكره أمره، كأن يقول: هذا كذب، أو باطل، أو نحوهما من الصَّريح في ذلك»(6).
وقال الخطيبُ البغداديُّ - رحمه الله تعالى - :
«ومن روى حديثاً موضوعاً على سبيل البيان لحال واضعه، والاستشهاد على عظيم ما جاء به، والتَّعجُّب منه والتنفير عنه ؛ ساغ له ذلك، وكان بمثابة إظهار جرح الشَّاهد في الحاجة إلى كشفه والإبانة»(7).
* * *
وقد قسَّمتُ هذا الفصل إلى خمسة مباحث، أوردتُ فيها نماذج من تلك الكتب نقداً وتحليلاً في موازنة بينها وبين هذا الكتاب. ولقد ناقشتُ بعض القضايا المذكورة في تلك الكتب، وبيَّنتُ فيها وجهة نظري - فيما رأيتُ أنه الصَّواب -، وأيَّدتُ ذلك بالأدلة، وبما أنقله عن أهل العلم في القضية التي يدور النِّقاش حولها.
* المبحث الأول: قراءة نقدية في كتاب «ذخائر العُقْبى في مناقب ذوي القُرْبى» للمحبِّ الطَّبريِّ.
* المبحث الثاني: قراءة نقدية في كتاب «نور الأبصار في مناقب آل النَّبيِّ المختار» لسيِّد مؤمن الشَّبَلنْجيّ.
* المبحث الثالث: قراءة نقدية في كتاب «الشَّرف المؤبَّد لآل محمَّد» ليوسف بن إسماعيل النَّبهانيِّ.
* المبحث الرابع: قراءة نقدية في كتاب «فضائل أهل البيت» لأبي جعفر محمد بن الحسن الصَّفَّار.
* المبحث الخامس: قراءة نقدية في كتاب «نُزُل الأبرار بما صحَّ من مناقب أهل البيت الأطهار» للشَّيخ محمد بن معتمد خان البدخشانيِّ الحارثيِّ.
* وسبب اختياري لهذه الكتب لدراستها ونقدها وتحليلها :
أنَّ جميعها مطبوع متداول؛ هذا من وجه.
ومن وجه آخر؛ أنها تمثِّل الفترة الزَّمنية على مختلف العصور، بدءًا من الرُّبع الأول من القرن الثالث الهجري، وانتهاءً بالقرن الرَّابع عشر الهجري.
وثمَّة وجهٌ ثالثٌ؛ وهو أنَّ أصحاب تلك الكتب يُمثِّلون شتى الطوائف والفرق الإسلامية (أهل السُّنَّة والجماعة - الرَّافضة - الصُّوفية).
هذا ؛ وإني قد أطلتُ النَّفَسَ في مناقشة بعض الكتب لعدة اعتبارات، منها:
1 - أهمية تلك القضايا ومساسها بعقيدة أهل السُّنَّة والجماعة.
2 - تكرار مؤلِّفيها لتلك القضايا بمناسبة وبغير مناسبة.
3 - انتشار كثير من تلك الأفكار المخالفة لهذه العقيدة في صفوف أعدادٍ من المسلمين.
4 - براعة مؤلِّفيها في عرض تلك القضايا والأفكار بأُسلوب يأسر القارئ العادي ويُؤثِّر فيه ؛ فاقتضى الحال ما صنعتُ.
سائلاً المولى عزَّ وجلَّ التَّوفيق والسَّداد، والعصمة من الخطأ والزَّلل.
وكتب
د / خالد بن أحمد بابطين
11/8/1430هـ
البريد الالكتروني: dr.kaled.b@hotmail.com
العنوان البريدي: 4791 مكـة 21955
* * *
د / خالد بن أحمد بابطين
11/8/1430هـ
البريد الالكتروني: dr.kaled.b@hotmail.com
العنوان البريدي: 4791 مكـة 21955
* * *
المبحث الأول
قراءة نقدية في كتاب «ذخائر العُقْبى في مناقب ذوي القُرْبَى»
تأليف أبي العبَّاس أحمد بن محمد المحبّ الطَّبريِّ (ت694هـ)
تحقيق: أكرم البوشي
قراءة نقدية في كتاب «ذخائر العُقْبى في مناقب ذوي القُرْبَى»
تأليف أبي العبَّاس أحمد بن محمد المحبّ الطَّبريِّ (ت694هـ)
تحقيق: أكرم البوشي
يعدُّ كتاب المحبِّ الطَّبريِّ من أشهر كتب أهل السُّنَّة المصنَّفة في فضائل أهل بيت النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ، وقد أفاد منه الحافظ السَّخَاويُّ في كتابه في الأشراف، المسمَّى «استجلاب ارتقاء الغُرَف» ، كما أشار إليه في مقدِّمته (1/223)، بتحقيقي.
وقد قسَّمه المحبُّ إلى قسمين:
القسم الأول: وذكر فيه ما جاء في ذكر القرابة على وجه العموم والإجمال؛ وفيه تسعة أبواب.
القسم الثاني: وذكر فيه مناقب القرابة على وجه التفصيل، وفيه عدة أبواب، وفي كلِّ باب عدة فصول.
* وأبرز ما يُنتقد به المحبُّ الطَّبريُّ في كتابه أمور:
أولها: إيراده لكثير من الأحاديث الموضوعة والواهية والمنكرة، دون التنبيه على ضعفها أو وضعها، وقد أشار السَّخَاويُّ في مقدِّمة «الارتقاء» إلى ذلك، وَوَصَفَ المحبَّ بالتَّسامح والتَّساهل في إيراد الأحاديث، وأورد كلام شيخه الحافظ ابن حجر في حقِّ المحبِّ الطَّبريِّ: «إنه كثير الوهم في عزوه للحديث ونقله».
وقد سبقه إلى ذلك الحافظُ تقيُّ الدِّين الفاسيُّ المكيُّ في كتابه «العقد الثَّمين في تاريخ البلد الأمين» (3/316) في ترجمة المحبِّ الطبريِّ المكيِّ، إذ يقول ما نصُّه:
«وله تواليف حسنة في فنون من العلم؛ إلا أنه وقع له في بعض كتبه الحديثية شيء لا يستحسن، وهو أنه ضمّنها أحاديث ضعيفة وموضوعة في فضائل الأعمال، وفضائل الصَّحابة ، من غير تنبيهٍ على ذلك، ولا ذَكَرَ إسنادها ليُعْلم منه حالها. وغاية ما صنع أن يقول: أخرجه فلان، ويُسمِّي الطَّبرانيَّ مثلاً أو غيره من مؤلِّفي الكتب التي أخرج منها الحديث المشار إليه.
وكان من حقِّه أن يخرِّج الحديثَ بسنده في الكتاب الذي أخرجه منه، ليسلمَ بذلك من الانتقاد كما سَلِمَ به مؤلفُ الكتاب الذي أخرج منه المحبُّ الطَّبريُّ الحديثَ الذي خرَّجه.
أو يقول: أخرجه الطَّبرانيُّ - مثلاً - بسندٍ ضعيفٍ، كما صَنَعَ غيرُ واحدٍ من المحدِّثين في بيان حكم سند الحديث الذي يريدون إخراجه. أو ذكره بإسنادِ المؤلِّف الذي يخرِّجونه من كتابه» اهـ كلام الفاسي.
وممن أشار إلى كثرة إيراد المحبِّ الطَّبريِّ الموضوع والواهي؛ العلاَّمة صديق حسن خان في كتابه «الدِّين الخالص» (3/316)، فقد ذكر كتاب «ذخائر العقبى» ، وكتاب «نزل الأبرار» للبدخشاني - وسيأتي الكلام عليه في مبحث لاحق -، ونبَّه إلى ضرورة تصفيتهما من الرِّوايات الواهية بقوله:
« ... فما أحقّهما بأن يُجرَّدا عن الضِّعاف وما في معناها، ويُقتصر فيهما على الرِّوايات الصَّحيحة اللائقة بالاحتجاج! وهي أيضاً على قدر الكفاية، فأي حاجة معا إلى ما لا يبلغ مداها ... والصَّباح يُغني عن المصباح، والحقُّ أبلج، والباطل لجلج».
وقد أشار كذلك إلى رواية المحبِّ للضِّعاف والمناكير، محقق كتاب «الرِّياض النَّضرة في مناقب العشرة» (ص90-91).
* وهذه أمثلة لتلك الأحاديث الموضوعة:
1 - حديث أنس رضي الله عنه قال: كنت عند النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فرأى عليًّا مقبلاً فقال: «يا أنس! قلت: لبيك. قال: هذا المقبل حجَّتي على أُمَّتي يوم القيامة». (ص373) وعزاه للنَّقَّاش.
وهو حديث موضوع، آفته مطر بن أبي مطر.
- راجع: «الموضوعات» (2/161 - رقم 171)، و«اللآلىء المصنوعة» (1/366)، و«تنزيه الشريعة» (1/360)، و«الفوائد المجموعة» (ص373).
2 - حديث عليٍّ رضي الله عنه مرفوعاً: «أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة: المكرم لذّرّيتي، والقاضي لهم حوائجهم، والسَّاعي في أُمورهم عند اضطرارهم إليه، والمحبّ لهم بقلبه ولسانه». (ص50) معزواً للإمام علي بن موسى الرِّضا.
وهو حديث موضوع، آفته عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي، وهو كذَّاب.
وقد أورده السَّخَاويُّ في «استجلاب ارتقاء الغُرف» بتحقيقي، برقم (288) وقال: «ضعيف جدًّا». مع أنه أورد قبله حديثاً برقم (286) فيه الطائي المذكور فقال: «وفيه عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي، وهو كذَّاب». وانظر: «الفوائد المجموعة» (ص397) وحَكَمَ عليه بالوضع.
3 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه : «تبعث الأنبياء على الدَّوابِّ، ويحشر صالح على ناقته، ويحشر ابنا فاطمة على ناقتي العضْباء والقصْواء، وأُحشر أنا على البراق، خطوها عند أقصى طرفها، ويحشر بلال على ناقة من نوق الجنَّة». (ص234) وعزاه للحافظ السِّلَفيّ.
وهو حديثٌ موضوعٌ.
قال ابن الجوزي في «الموضوعات»: (3/566): «هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم ».
وقال الذَّهبيُّ في «ترتيبها» رقم (1120): «إسناده مظلم، ما أدري من وضعه؟ تعلَّق فيه ابن الجوزيِّ على أبي صالح كاتب الليث».
4 - حديث عليٍّ رضي الله عنه مرفوعاً: «إذا كان يوم القيامة كنت أنت وولدك على خيل بُلْق متوَّجة بالدُّر والياقوت، فيأمر الله بكم إلى الجنَّة والنَّاس ينظرون». (ص234) وعزاه لعليِّ بن موسى الرِّضا.
ولم أقف عليه، وآثار الوضع عليه ظاهرة، والله تعالى أعلم.
والعجب من المحبِّ الطَّبريِّ أنه حاول الجمع بين الحديثين بقوله: «ولا تضادد بينه وبين حشرهم على العَضْباء والقَصْواء، إذ يكون الحشر أولاً عليها، ثم ينتقلون إلى الخيل، أو يحمل ولده على غير الحسن والحسين منهم» اهـ.
وكان الأجدر أن ينظر في إسناد الحديثين، ويتكلَّم عن رجالهما.
5 - ذكر المحبُّ عدة أحاديث موضوعة جاءت في مقتل الحسين رضي الله عنه وما تبع ذلك، منها:
( أ ) عن أبي محمد الهلالي - وعزاه لمنصور بن عمَّار، والملاء - قال:
«شَرِكَ منا رجلان في دم الحسين بن علي - رضي الله عنهما -، فأمَّا أحدهما فابتُلي بالعطش، فكان لو شرب راويةً ما روي. قال: وأمَّا الآخر فابتُلي بطول ذَكَرِهِ، فكان إذا ركب الفرس يلويه على عنقه كأنه جبل!». (ص247).
وعدَّ المحبُّ هذا الخبر من الكرامات والآيات التي ظهرت لمقتل الحسين!
( ب ) عن نضرة الأزدية قالت: «لمَّا قُتل الحسين بن علي أمطرت السَّماء دماً! فأصبحنا وجِبابُنا وجرارُنا مملؤة دماً!». (ص248).
( ج ) عن جعفر بن سليمان قال: حدَّثتني خالتي أُمُّ سالمٍ قالت:
لمَّا قُتل الحسين مُطرنا مطراً كالدَّم على البيوت والجُدُرِ! قالت: وبلغني أنه كان بخراسان والشام والكوفة! (ص249) وعزاه لابن بنت منيع.
قلتُ: أكثر هذه الرِّوايات والأخبار من وضع الرَّافضة ومبالغاتهم، كما صرَّح به الحافظ ابن كثير في «البداية والنهاية» (8/203) إذ يقول:
«ولقد بالغ الشِّيعة في يوم عاشوراء، فوضعوا أحاديث كثيرة كذباً فاحشاً، من كون الشَّمس كسفت يومئذ حتى بدت النُّجوم، وما رُفع يومئذ حجرٌ إلا وُجِدَ تحته دم، وأنَّ أرجاء السَّماء احمرّت، وأنَّ الشَّمس كانت تطلع وشعاعها كالدَّم، وصارت السَّماء كأنها عَلَقة، وأنَّ الكواكب ضرب بعضها بعضاً. وأمطرت السَّماء دماً أحمر، وأنَّ الحُمْرة لم تكن في السَّماء قبل يومئذ، ونحو ذلك» ... إلى أنْ قال - رحمه الله -:
« ... إلى غير ذلك من الأكاذيب والأحاديث الموضوعة التي لا يصحّ منها شيء ».
وقال - أيضاً - في هذا السِّياق مختتماً كلامه: «وللشِّيعة الرَّافضة في صفة مصرع الحسين كذبٌ كثيرٌ، وأخبار باطلة» اهـ.
وهناك أحاديث موضوعة أُخرى، لولا خشية الإطالة لذكرتُها، وانظر على سبيل المثال (ص30 و41 و52 و83 و95 و163 و325 و342 و343).
ثانيها: أنه أطال في بيان فضائل أعيان أهل البيت، وذكر أخبارهم، وأقوالهم؛ وشهرتهم تُغني عن كلِّ ذلك.
وخذ على سبيل المثال لا الحصر، ما ذكره المحبُّ في مناقب العبَّاس بن عبد المطلب، فقد استغرق ذلك ثلاثاً وعشرين صفحة (من 313 - 344)، على النحو التالي:
* ذكر نسبه.
* ذكر اسمه وصفته.
* ذكر شفقته على النَّبيِّصلى الله عليه وسلم في الجاهلية والإسلام.
* ذكر شهود العبَّاس رضي الله عنه بيعة العقبة مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ومناصحته له وهو على دينه.
* ذكر سرور العبَّاس بفتح خيبر على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وشدة حزنه حين بلغه خلاف ذلك.
* ذكر ألم النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم لألم العبَّاس لمَّا شدُّوا وثاقه في الأسْر.
* ذكر إسلام العبَّاس رضي الله عنه.
* أذكار تتضمَّن نبذاً من فضائله رضي الله عنه.
* ذكر ما جاء من تعظيم النَّبيِّ له ولطفه به.
* ذكر وصفه بالجود والصلة.
* ذكر قول النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم فيه: «إنَّ عمَّ الرَّجل صنو أبيه» ، والزَّجر عن أذاه، والإيذان بأنه من النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم والنَّبيُّ منه. ... إلخ عرضه في هذا السِّياق المُسْهب.
الأمر الذي جعل الحافظ السَّخَاويَّ يقول في مقدِّمة «ارتقاء الغرف» (1/225):
«... على أنِّي لو مشيتُ في هذا المَهْيَعِ لجاء في عدّة مجلدات، فيها الكفاية والمقنع، مع بيانِ السَّمينِ من الهَزِيلِ، والثَّابتِ المَكِينِ من المُزَلْزَلِ العليلِ؛ إذ قد جمع الأئمةُ في كلٍّ من عليٍّ، والعبَّاس، والسِّبطين تصانيفَ منتشرةً في الناس. وكذا أُفرِدَتْ مناقب الزَّهراء وغيرها، ممن علا شَرَفاً وفَخْراً ؛ ولكنْ ليس غرضُ السَّائل إلا إجمال الفضائل التي يَنْدَرِجُ فيها مَنْ بعدهم، ويَبْتَهِجُ بها من جَعَلَ دَيْدَنَه حبَّ أَهْلِ البَيْتِ وودَّهم».
ثالثها: وُجِدَ من طريقة المحبِّ الطَّبريِّ في نسبة الأحاديث إلى مخرِّجيها مما يُؤخذ عليه، أنه يُوردها منسوبةً إلى غير مظانها، فقد ينسب الحديث إلى «السُّنن»، وهو في «الصَّحيحين» أو أحدهما ... وقد ينسبه إلى «المعاجم»، وهو في «السُّنن الأربعة» أو أحدها ... بل قد ينسبه إلى مصدرٍ لا يعدُّ من المصادر الحديثية، كالكتب المؤلَّفة في الصَّحابة، ويكون الحديث مرويًّا في «الصَّحيحين»، و«السُّنن» و«المسانيد»! ..... وهذا عند المحبِّ كثير.
* وإليك ثلاثة أحاديث على سبيل التمثيل:
1 - أورد (ص89) حديث: «خير نساء العالمين: مريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد ». وعزاه لابن عبد البر!
والحديث أصله في «صحيح البخاري» (6/470 - مع الفتح) - رقم (3432)، و«صحيح مسلم» (4/1886) - رقم (2430). وهو عند الترمذي (5/702) - رقم (3877)، وأحمد (1/84 و116 و132 و143 و293)، والحاكم في «المستدرك» (2/539) - رقم (3837) و(3/203) - رقم (4847)، وابن حبان في «صحيحه» (15/401 و464) - رقم (6951 و7003)، والطبراني في «المعجم الكبير» (22/402) - رقم (1004).
2 - أورد (ص94) حديث: «إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ من بطنان العرش: يا أهل الجمع نكِّسوا رؤوسكم، وغضُّوا أبصاركم حتى تمرَّ فاطمة بنت محمد على السِّراط». وعزاه بقوله: «خرَّجه الحافظ أبو سعيد محمد بن علي بن عمر النَّقَّاش في «فوائد العراقيين» ».
والحديث أخرجه الحاكم في «المستدرك» (3/166) - رقم (4728)، وقال: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه»، وتعقَّبه الذَّهبيُّ بقوله: «لا والله! بل موضوع».
والطبراني في «المعجم الكبير» (1/108) - رقم (180) و(22/400) - رقم (999). وهو في «فضائل الصحابة» (2/763) - رقم (1344)، والعزو لهؤلاء الأئمة أولى.
3 - عزا في (ص299) حديث: «سيِّد الشُّهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجلٌ قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله » لابن السَّرِي!
وهو موجود في «مستدرك الحاكم» (3/215) - رقم (4884)، وكان الأولى العزو إليه.
والحمد لله ربِّ العالمين.
* * *
_____________
(1) انظر: «الدين الخالص» لصديق حسن خان (3/317)، ط: دار الكتب العلمية.
(2) من كلام الشيخ عبد الله بن الإمام محمد بن عبد الوهاب. انظر «الدُّرر السَّنية في الأجوبة النَّجدية» (1/208).
(3) أخرجه الخطيب البغدادي في «الكفاية في علم الرواية» (ص134) - باب التَّشدُّد في أحاديث الأحكام. ونقله الحافظ ابن حجر في «القول المسدد في الذّبّ عن المسند للإمام أحمد» (ص20)، وغير واحد من السَّلف.
(4) فقد قال به عبد الرحمن بن مهدي، وأبو زكريا العنبري فيما نقله عنه الحاكم، وابن عبد البر، وغيرهم. انظر «الأجوبة الفاضلة للأسئلة العشرة الكاملة» لأبي الحسنات اللكنوي (ص50 - 51).
(5) «الدين الخالص» (3/316).
(6) انظر: «فتح المغيث» (1/275).
(7) «فتح المغيث» (1/275).
مرحباً بك أيها الشيخ الفاضل ، وسلمت يمينك ، وكتب الله لك الأجر المضاعف.
فقد عرفتك زميلاً في الإشراف التربوي بتعليم مكة ، قبل انتقالك للتعليم الجامعي،
فوجدت فيك الخلق الكريم ، والجدية في البحث والدراسة ، وسعة العلم والمعرفة ،
وحب آل البيت بمفهوم أهل السنة، أحسبك كذلك ، ولا أزكي على الله أحد.