مكة تودع مؤرخها محمد الهيلة
مكة المباركة بكة المعظمة الوادي العظيم الذي تتربع فيه الكعبة المشرفة ويتفجر من تحتها ماء زمزم ويتدفىء القاصد من بردها بأجنحة الملائكة ويٌلبى الراغب فيٌسقى من حبها مايرويه
وفي أحد أيامها حط على ترابها وغرف من ماءها وسجد على أرضها من بكت عليه وهو المؤرخ المخلص لها الأستاذ محمد الحبيب الهيلة - رحمه الله - الذي ترك وطنه ومنبته واحتمى بمكة من ضجيج المذنبين واغترف حسناتها واعتكف بمحراب ماضيها يتأمل أيامها الغابرة ويسبح بحمد ربها ويدون الكلمات ويغفو بعد المشقة ويهجر الدنيا محتمياً في حجرته يخدم مكة وآثارها وجبالها ووهادها إستخلص من كلماته أحسنها واستصفى من مشاعره أخلصها واستل من أوقاته أطيبها ثم مات في خارجها وبكته عيونها رغم الجفاف ورثاه القاصد والمقيم ونقل مع حبه
- لمكة- إلى غفور رحيم.
محمد الحارث.
الشريف محمد بن عبدالعزيز الحارثي
1/ 7/ 1440هـ