شَاذِرْوان الكعبة المشرفة.
الشَاذِرْوان : بناء لطيف ملصق بأسفل جدار الكعبة من جهاتها الثلاثة: الشرقية والغربية والجنوبية، وهو جزء من الكعبة نقصته قريش من أصل البناء حين بنوها، وهو مسنم بأحجار الرخام المرمر، وأما الجهة الشمالية التي بها حِجْر الكعبة المشرفة فليس فيها شاذروان، وإنما بها بناء بسيط مسطح ارتفاعه عن الأرض 11سم وعرضه 40سم عن حِجْر الكعبة، بطول جدار الكعبة، وهو من الحجر الصوان من نوع الحجر الذي بنيت به الكعبة المعظمة، وذلك هو من أصل الكعبة وليس بشاذروان، وهذا البناء المسطح يقف عليه البعض للتضرع والدعاء ملصقًا بطنه بالكعبة.
وعدد حجارة الشاذروان التي حول الكعبة ثمانية وستون حجرًا في ثلاثة وجوه؛ من ذلك من حد الركن الغربي إلى الركن اليماني خمسة وعشرون حجرًا، منها حجر طوله ثلاثة أذرع ونصف وهو عتبة الباب الذي سد في ظهر الكعبة، وبينه وبين الركن اليماني أربع أذرع. وفي الركن اليماني حجر مدور. وبين الركن اليماني والركن الأسود تسعة عشر حجرًا.
هذا عدد حجارة شاذروان الكعبة في القرن الثالث الهجري، ولا أدري هل بقي على هذا العدد، أم زاد بعد إعادة بناء الكعبة المشرفة حينما سقط جُل جدرانها بسبب السيل سنة 1039هـ.
وللفائدة: استقصى خبر شاذروان الكعبة العلامة المحب أحمد بن عبد الله الطبري المكي(ت694هـ) في كتاب سماه: «استقصاء البيان في مسألة الشاذروان«، وأثنى عليها الفقيه الهيتمي (ت974هـ) بأنه «جزء حسن«، ويقال أن الكتاب مخطوط في مكتبة برلين تحت رقم 5536.
قلت: وفي زماننا هذا أمر الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله وحفظ به البلاد والعباد – بتجديد الشاذروان وجدار حجر الكعبة لتقادمه وتصدعه، وقد شرع العمال في تجديده في شهر صفر سنة 1437هـ وانتهوا منه في سبعة أيام.
كتبها:
إبراهيم بن منصور الهاشمي الأمير
7 ذو القعدة 1439هـ
مكة حرسها الله
المصادر:
«تهذيب الأسماء واللغات» (ص233-234)، «شفاء الغرام» (1/112)، «تاريخ الكعبة المعظمة» (ص108)، «التاريخ القويم» (4/1). «أخبار مكة» للأزرقي (1/427).
صور الشاذروان: