قال الله تعالى : { لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا} [المائدة:82] .
يهوه : هو اسم إله اليهود القبلي , وطريقة لفظ الكلمة مجهولة وتطلق عليها عبارة Tetragre mme أو Tet ragrammation أي الكلمة الرباعية وكان يكتب في أسفارهم بالأحرف الأربعة ي هـ و هـ دون أن يدعم بحروف العلة أي دون أن يضبط بعلامات الشكل لخلو اللغة العبرية منها في فترات مبكرة ويقرأ الاسم \" يهوه \" أو \"ياهو\" وقد ظهر الاسم الأخير مضافاً أو مضافاً إليه في بعض أسماء الأعلام الذين ورد ذكرهم في بعض الكتب المقدسة مثل \" إيلياهو \" ومعناه ربي هو ياهو وتتعدد تسمية الآلهة عند اليهود تارة \" يهوه \" وتارة أخرى \" آد وناي \" وطوراً \" إيلوهيم \" ولكنها تعني في مجملها معنى واحد هو \" الله , الرب , السيد \" وقد تختلف للترجمات من عربية وانجليزية وفرنسية لأسفار اليهود حول هذا المصطلح .
وقد كان يهوه أول أمره إلهاً من آلهة الطبيعة فكان إلهاً للجبال ثم وإلهاً قبلياً مقاتلاً لأن رجال القبيلة التي عبدته كانوا مقاتلين مظفرين ذوي شوكة وبأس وظل شأنه حتى السبي البابلي , ثم تطور حتى صار عميد للآلهة في فلسطين , حيث يرد في سفري \" التثنية ويشوع \" على صورة الطاغية الذي يهيمن على سائر الآلهة .
وليس يعرف متى ظهر اسم \" يهوه \" أول مرة والمرجح أن ذلك كان بعد أن استوطن اليهود كنعان وقد كان النطق بهذا الاسم محظوراً إلا في مقامات خاصة .
وكان هذا الإله في أول أمره يلقب بـ \" إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب \" وقال الله أيضاً لموسى هكذا تقول لبني إسرائيل يهوه إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب أرسلني إليكم \" سفر الخروج \" 3: 15 \" ثم أصبح يلقب نفسه بـ \" إله العبرانيين \" ثم إله إسرائيل .
وهو إله باطش منتقم جبار تتوافق صفاته مع عقلية شعبه أمضى مئات السنين في الأسر فأخذ الأمل بالخلاص يضمحل وسيطر التطرف على الأجيال الجديدة , فانتسب إلى أكثر الألهة افتراساً وبطشاً .
وورد في نص من أحد أسفارهم قولهم : على الأبرياء والمسيحيين أن يتذكروا دوماً ما هو مفهوم اليهود لإلهم القبلي \" يهوه \" وأن يتذكروا أيضاً أن الغوييم \" وهم الشعوب الأخرى التي ينظر إليها اليهود أنها سعادين محتقرة أو قيعان غبية وارث موعودون به\" ليس لها الحق بتسمية إلهاهم أي لغير اليهود أنه رب إسرائيل وإسرائيل وحدها , قدوس إسرائيل الأوحد , ولأنك شعب مقدس للرب وإياك اصطفى الرب إلهك أن تكون له أمة خاصة من جميع الأمم التي على الأرض \" سفر تثنية الاشتراع 7 :6 \"6\" .
نخلص من ذلك أن الصفات التي ألبسها اليهود لإلههم \" يهوه \" إنما هي من أحاسيسهم المتسمة بالاستعلاء والعنف والأنانية شديدة التقتير فهو إله يعد ويخلف ولا يملك نفسه عند الغضب ويأخذ الابن بجريرة الأب , ومنتقم شديد الانتقام \"7\" .
من ذلك يتضح لنا إلهنا وربنا ( الله جل جلاله) أعز وأعلى من يهوه اليهود.
وننتهي إلى أن المشكلة أن اليهود أمة تحمل في أعماقها خصائص نفسية بالغة التعقيد وتنطوي على أخلاق غاية في العوج والالتواء ولذلك تموج صدورهم بحقد طافح على الناس جميعاً تتأجج جوانبهم دائماً بوخز هذا الغل راحة أو سعادة إلا على انقاض الآخرين ولا يستريحون إلا بالدس والكيد والتآمر والبغي والتخريب والانتقام \" 8\" .
ألا هل بلغت اللهم فاشهد .



________________

الحواشي :
1- سهيل ديب : التوراة تاريخها وغايتها , الطبعة الثانية , \" دار النفائس \" بيروت ص94 .
2- عصام الدين حفني ناصف : اليهودية بين الأسطورة والحقيقة دار المروج , بيروت , ص56-57 .
3- سهيل ديب : التوراة بين الوثنية والتوحيد , الطبعة الثانية , دار النفائس , بيروت ص21-22 .
4- عصام الدين حفني ناصف : المصدر السابق ص56-58 .
5- سهيل ديب : التوراة بين الوثنية والتوحيد , ص16-17 .
6- سهيل ديب : التوراة وتاريخها وغايتها ص22 .
7- د . كامل سعفان : اليهود تاريخ وعقيدة , ودار الاعتصام , القاهرة , ص162 .
8- د . عبد الستار فتح الله سعيد : معركة الوجود بين القرآن والتلمود , مكتبة المنار , الأردن , الطبعة الثانية ص32 .