رحيل رجل .. اللواء الشريف سعود الحارثي
بقلــم
الفريق أول - م. صالح بن طه خصيفان
بقلــم
الفريق أول - م. صالح بن طه خصيفان
فقد الوطن الحبيب واحداً من أبنائه البررة، ورجاله المخلصين ذلكم هو اللواء الشريف سعود بن سلطان الحارثي، وقد عرفت الفقيد منذ أن كان مسؤولاً في شرطة الحرم المكي الشريف ثم تدرج في مناصب أمنية عدة كان آخرها - مديراً لمباحث منطقة الرياض- عرفت فيه كثيراً من الشمائل والصفات التي حببته إلى قلوب الناس - عامتهم وخاصتهم - فلقد كان رحمه الله عفيف اللسان، نقي القلب، زاهداً في الشهرة إضافة إلى ما كان يتمتع به من سلوك إيماني رفيع جعل ولاة الأمر يأتمنونه على مناصب قيادية عدة فساهم من خلال موقعه مساهمة فعالة وحميدة مع العديد من الرجال في الحفاظ على الأمن في بلادنا والتي تعتبر - ولله الحمد - من أبرز بلدان العالم من حيث الاستقرار الفكري والأمني بل إن تجاربنا الأمنية أضحت أنموذجاً لدى كثير من المؤسسات الأمنية الدولية.
لقد كانت منقبة الصدق والإخلاص من أبرز ميزات الفقيد ولعل نشأته الأولى في ظلال البيت الحرام سكبت في روحه كثيراً من السمات التي لم يكن يجاريه فيها إلا القلة وطبعت شخصيته بطابع خاص فكان مضرب المثل بين زملائه في كل ما يتمنى المرء أن يدركه من هذه الدنيا ألا وهو السمعة الحسنة التي تعتبر العمر الثاني للإنسان بعد رحيله من هذه الدنيا الفانية والعبور إلى الدار الآخرة التي سوف يلاقي الإنسان فيها الجزاء على ما قدمه من الصالحات وجعله زاداً له عندما يلاقي المولى عز وجل في دار لا كدر فيها ولا حزن ولا نصب.
إنني يا أبا سلطان أجدني مقصراً في ذكر مناقبك التي يشهد بها لك كل من صاحبك وزاملك ونعم بأخوتك الطيبة الصادقة والتي كنت وفياً لها، وإنني في ختام هذه الكلمة بعد الفجيعة في رحيلك إلى دار المثوبة والرضوان لأسأل الله لك الرحمة والمغفرة وأن يتقبلك في عباده الصالحين وأن ينفع بذريتك الطيبة التي ربيتها على ذلك السمت الذي كان دلالة مميزة في شخصيتك وعزائي أنك قدمت إلى رب غفور ورحيم وجواد.
________________________________________
المصدر: صحيفة المدينة الأحد 4/8/1430هـ
سأئلين الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته
وأن يسكنه فسيح جناته
وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان
رحم الله موتانا وموتى المسلمين جميعاً
وإنا لله وإنا إليه راجعون