التواتر عند الحافظ الذهبي
((الدرر من كلام الحافظ الذهبي في علم الأثر))
((الدرر من كلام الحافظ الذهبي في علم الأثر))
قال الحافظ الذهبي في»السير» (10/١٧1): «وليس من شرط التواتر أن يصل إلى كل الأمة، فعند القراء أشياء متواترة دون غيرهم، وعند الفقهاء مسائل متواترة عن أئمتهم لا يدريها القراء، وعند المحدثين أحاديث متواترة قد لا يكون سمعها الفقهاء، أو أفادتهم ظناً فقط، وعند النحاة مسائل قطعية«.
((نفي التواتر ما هو وما حده))
قال الحافظ الذهبي في»ذيل التاريخ» (ص397): «قلت: نفي التواتر ماهو؟ وما حده؟ فالتواتر: ما حصل العلم فرب إخبار واحد يحصل لك علماً لا يندفع أبداً، ورب خبر جماعة لا يفيدك غير الظن، ولا يلزم من خبر ذلك الواحد الذي جزمت به أن يفيد العلم لغيرك، والناس في سماع الأخبار متفاوتون تفاوتاً كثيراً، كل منهم معذور والله أعلم«.
1 - تواتر القرآن:
قال الحافظ الذهبي في»السير» (10/١٧١): «أما القرآن العظيم، سوره وآياته فمتواتر، ولله الحمد، محفوظ من الله تعالى، لا يستطيع أحد أن يبدله ولا يزيد فيه آية ولا جملة مستقلة، ولو فعل ذلك أحدٌ عمداً لانسلخ من الدين، قال الله تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}».
2 - التواتر في القراءات
قال الحافظ الذهبي في»القراء»(١/177): »قلت: اختلفوا في قراءة أبي جعفر -رحمه الله-، فبعض العلماء عدها من قبيل الشاذ وبعضهم عدها من المتواتر«.
وقال في»القراء» (٢/217): «وللأعمش قراءة منقولة في «كامل» الهذلي وفي «المبهج« لأبي محمد سبط الخياط، معدودة في الشاذ عند الجمهور، لأنها لم تتواتر عنه».
3 - التواتر في الجرح والتعديل
قال الحافظ الذهبي في»السير» (10/537) في ثنايا ترجمة يحىى بن عبدالحميد الحماني: »قلت: قد تواتر توثيقه عن يحيى بن معين، كما قد تواتر تجريحه عن الإمام أحمد«.
4 - التواتر في الحكايات
قال الحافظ الذهبي في»العبر» (٣/271): «سنة أربع وخمسين وست مئة، كان ظهور النار بظاهر المدينة النبوية. وكانت آية من آيات ربنا الكبرى.
لم يكن لها حرٌّ على عظمها وشدّة ضوئها، وهي التي أضاءت لها أعناق الإبل ببُصرى، وبقيت أياماً، وظن أهل المدينة أنها القيامة، وضجوا إلى الله بالدعاء، وتواتر أمر هذه الآية«.
5 - الأحاديث التي حكم الحافظ الذهبي بتواترها
أ - تواتر حديث تقتل عمار بن ياسر الفئة الباغية:
قال الحافظ الذهبي في»السير» (١/421) عقب حديث «تقتلك الفئة الباغية»: «وفي الباب عن عدة من الصحابة، فهو متواتر«.
وقال في»التاريخ» (٢/328): «ويروى الحديث عن ابن عباس، وابن مسعود، وحذيفة، وأبي رافع، وابن أبي أوفى، وجابر بن سمرة، وأبي اليسر السلمي، وكعب بن مالك، وأنس، وجابر، وغيرهم، وهو متواتر عن النبي ^، قال أحمد بن حنبل: في هذا غير حديث صحيح عن النبي ^، وقد قتلته الفئة الباغية«.
ب - تواتر حديث رؤية الله عيانًا في الآخرة:
قال الحافظ الذهبي في»السير» (٢/٧٦١): «وأما رؤية الله عياناً في الآخرة، فأمر متيقن تواترت به النصوص. جمع أحاديثها الدارقطني والبيهقي وغيرهما«.
وقال في»السير» (10/113): «بلى نعنف ونبدع من أنكر الرؤية في الآخرة، إذا رؤية الله في الآخرة ثبتت بنصوص متوافرة«.
وقال في»السير» (10/455) عقب إنكار أهل البدع لأحاديث الرؤية: »ياسبحان الله أحاديث رؤية الله في الآخرة متواترة، والقرآن مُصدق لها، فأين الإنصاف«.
ت - تواتر حديث نكاح النبي صلى الله عليه وسلم لميمونة وهو محرم:
قال في»السير» (٢/241) عقب حديث عطاء: تزوج النبي صلى الله عليه وسلم ميمونة وهو محرم: «فهذا متواتر عنه«.
تواتر حديث من كنت مولاه فعلي مولاه:
قال في»السير» (٨/335) عقب حديث «من كنت مولاه فعلي مولاه»: »متنه متواتر«.
وقال في»التاريخ» (٢/358): «قال شعبة، عن سلمة بن كهيل، قال: سمعت أبا الطفيل يحدث عن أبي سريحة -أو زيد بن أرقم، شك شعبة- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من كنت مولاه فعلي مولاه». حسنه الترمذي، ولم يصححه لأن شعبة رواه عن ميمون أبي عبدالله، عن زيد بن أرقم نحوه، والظاهر أنه عند شعبة من طريقيقن، والأول رواه بندار، عن غندر، عنه.
وقال كامل أبو العلاء، عن حبيب بن أبي ثابت، عن يحيى بن جعدة، عن زيد بن أرقم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي يوم غدير خم: «من كنت مولاه فعلي مولاه«.
وروي نحوه يزيد بن أبي زياد، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، أنه سمع عليًّا ينشد الناس في الرحبة. وروى نحوه عبدالله بن أحمد في مسند أبيه، من حديث سماك بن عبيد، عن ابن أبي ليلى. وله طرق أخرى ساقها الحافظ ابن عساكر في ترجمة علي يصدق بعضها بعضًا«.
وقال في»التاريخ» (٥/169): «تواتر عن نبينا صلى الله عليه وسلم : «من كنت مولاه فعلي مولاه«.
ث - تواتر حديث المرء مع من أحب:
قال الحافظ الذهبي في»السير» (١١/362): «وقد تواتر قوله عليه السلام: «المرء مع من أحب«.
ج - تواتر حديث الشفاعة:
قال الحافظ الذهبي في»السير» (٩/436): «أحاديث الشفاعة متواترة«.
ح - تواتر حديث علو الله عز وجل:
قال الحافظ الذهبي في »العلو» (ص14): «فمن الأحاديث المتواترة الواردة في العلو حديث معاوية بن الحكم السلمي قال: «كانت لي غنم بين أحد والجوانية فيها جارية لي، فاطلعتها ذات يوم فإذا الذئب قد ذهب منها بشاة وأنا رجل من بني آدم فأسفت فصككتها، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، فعظم ذلك علي؛ فقلت: يارسول الله أفلا أعتقها؟ قال :ادعها فدعوتها، فقال لها: اين الله؟ قالت في السماء، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: أعتقها فإنها مؤمنة«.
وقال في»العلو» (ص45) عقب حديث غريب جداً: «وهذا الحديث إنما سقناه لما فيه مما تواتر من علو الله تعالى فوق عرشه مما يوافق آيات الكتاب«.
وقال في»العرش» (٢/21): «وأما الأحاديث المتواترة المتوافرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكثر من أن تستوعب، فمنها: حديث معاوية بن الحكم السلمي قال: «كانت لي غنم.«
خ - تواتر حديث ظل العرش:
قال الحافظ الذهبي في»العلو» (ص84): «وقد بلغ في ظل العرش أحاديث تبلغ التواتر«.
د - تواتر حديث اهتزاز عرش الرحمن لسعد بن معاذ:
قال الحافظ الذهبي في»العلو» (ص89): «فهذا متواتر أشهد بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قاله«.
ذ - تواتر حديث نزول الباري تعالى إلى سماء الدنيا:
قال الحافظ الذهبي في»العلو» (ص91): «وأحاديث نزول الباري متواترة قد سقت طرقها وتكلمت عليه بما أسأل عنه يوم القيامة، فلا قوة إلا بالله العلي العظيم«.
وقال في»العلو»(ص100): «وقد ألفت أحاديث النزول في جزء، وذلك متواتر أقطع به«.
ر - تواتر أثر خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر:
قال الحافظ الذهبي في»التاريخ» (٢/68): «قال علي رضي الله عنه: «خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، وعمر.
هذا والله قاله عليٌ وهو متواتر عنه، لأنه قاله على منبر الكوفة، فلعن الله الرافضة ما أجهلهم«.
وقال في»التاريخ» (٢/144): «قال علي رضي الله عنه بالكوفة على منبرها في ملأ من الناس أيام خلافته: «خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، وخيرها بعد أبي بكر عمر، ولو شئت أن أسمي الثالث لسميته«، هذا متواتر عن علي رضي الله عنه، فقبح الله الرافضة«.
ز - تواتر أثر القرآن كلام الله وليس بمخلوق عن ابن عيينة:
قال الحافظ الذهبي في»العلو» (ص156) عقب كلام ابن عيينة بأن القرآن كلام الله: »وقد تواتر هذا عن ابن عيينة«.
س - تواتر أثر ذم الكلام وأهله:
قال الحافظ الذهبي في»العلو» (ص166): «قلت: تواتر عن الشافعي ذم الكلام وأهله«.
ش - تواتر أثر تكفير من قال بأن القرآن مخلوق عن الإمام أحمد:
قال الحافظ الذهبي في»العلو» (ص176): «قد تواتر عنه -أي أحمد بن حنبل- تكفير من قال بخلق القرآن العظيم جل مُنزله«.
ص - تواتر أثر عدم رغبة سفيان الثوري بسماع الحديث وراويته:
قال الحافظ الذهبي في»التاريخ» (٤/388): «وقال سفيان: وددت أني أنفلت لا علي ولا لي. وهذا متواتر عنه«.