• ×

“هوية الحجاز”

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط

“هوية الحجاز”

2016/07/18

الحجاز منطقة من مناطق مملكتنا الحبيبة تقع في الجزء الشمالي الغربي والغربي منها، ويضم أقدس مدينتين “العاصمة المقدسة مكة المكرمة – ومدينة الحبيب ﷺ المدينة المنورة”، ومعنى الحجاز قيل إنه يعني الحاجز وهو الحد الفاصل تهامة عن نجد واختلف الجغرافيون في حدوده بعدة أقوال وهنا ليس مجال الخوض في ذلك .. يوجد بالحجاز حوالي ٦٠٪ من قبائل المملكة العربية السعودية ولوجود الأماكن المقدسة به؛ فإن التركيبة السكانية للحجاز مختلفة عن باقي أقاليم وطننا الحبيب فهو مزيج بين أهله من القبائل الحجازية ومن قدم إليه من عشرات السنين، بل من حوالي ٢٠٠ عام ويزيد من جميع الدول الإسلامية وطاب به المقام والعيش بأرض الحجاز ..

هذه المقدمة هي مدخل لمتابعتي من شهر شعبان لوسم راقٍ على صفحة التواصل الاجتماعي تويتر بمسمى #هوية_الحجاز هذا الوسم ورقم مصارعته للإمبراطوريات الإعلامية والصحف الورقية …إلا أن من خلال تتبعي له وللمشاركين فيه .. لاحظت أن المشاركين في هذا الوسم يقدموا للمتلقي التراث الشعبي الحقيقي لأهل الحجاز النابع من أرضه وجباله وسهوله وأوديته وبطاحه تقديمًا راقيًّا يُبين فنونه المختلفة التي تعاقبها أهاليهم جيلًا عبر جيل ومن عشرات القرون في الحجاز وما صاحب هذه الفنون من ملابس ارتداها الآباء والأجداد ..

وما أثار إعجابي كثيرًا أن أغلب المشاركين في الوسم لا ينكرون بل يوضحون بعض الألعاب الشعبية أو الملابس التي انتشرت بالحجاز ووفدت إليه بحكم الطبيعة الإسلامية للأماكن المقدسة. وهنا تحديدًا أحب أن أُشير إلى أمر غاية في الأهمية هو ألا يأخذ البعض الظن والاعتقاد أننا فسطاسيين لا ولن نقبل ذلك ونرفض بكل قوة من هذا تفكيره أو ما تكنه سريرته .. وليعلم الجميع ويعي ما أقول بكل وضوح لا لبس فيه أن لافرق ولا ينبغي أن يكون هناك فرق أبدًا نحن أولا يربطنا دين واحد أبناء وطن واحد أهله وإخوان متحابين لحمة واحدة تحت قيادة دولتنا -حفظها الله- ورعاها وغير هذا الفكر مرفوض من فرد أو جماعة، لكن مايعكر صفو هذا الوسم عدة أمور يمكن تلخيصها فيما يلي:

١- بعض المعرفات المجهولة الخبيثة التي أجزم أن وراءها أيدي خبيثة خارجية تهدف لزرع الفتن بين أبناء هذا الوطن. ٢- بعض الجهلاء والحمقى من الطرفين الذين يستخدمون عبارات قذف ينأى العاقل الخوض فيها والتي نهانا ديننا وأخلاقنا وتأدبنا عن الخوض فيها. ٣- بعض البسطاء الذين لم يروا أبعد من أخمص قدميهم الذين يظنون عند عرض أهل الحجاز لموروثهم الحقيقي الذي يجب إشهاره من الجهات الرسمية في كل المحافل والفاعليات أن هذا هو إقصاء لألعاب وملابس مستخدمة حاليًا وممارسة والتي قد لا تكون موروثًا حجازيًّا إنما انتشرت بالحجاز.

كما أن هناك أمور من مسؤولية الدولة معالجتها لخطورتها ويجب الحد من انتشارها مثل :- ١- عبارات “مكة حقنا – جدة حقنا- زمزم لنا” أي سُفه هذا الذي يقال وأنا وأنت والكل محكومين بدولة وهذه المدن جزء من مكون دولتنا، عبارات يجب معاقبة ومحاسبة بحزم من يطلقها أو يستخدمها أو يروج لها. ٢- مكة للجميع “نعم مكة يقصدها جميع المسلمين في مواسم محددة ومنظمة ومقننة من الدولة يؤدون شعائرهم ونسكهم ويعودوا لأوطانهم، الدولة -حفظها الله- منظمة ومقننة هذه .. لكن مكة في وطن اسم المملكة العربية السعودية هم أهلها ليست مستباحة كما ينادي الصفويون الخاسئون بأن يجعلوها تحت الحماية الدولية .. فلينتبه من بعض الكلمات لا نلقي لها بالًا يتخاطفها الحاقدون والمغرضون .. مثل هذا الطرح لا ينبغي أن يطرح بل وأن يعاقب من يطرحه ويروج له .

وأختم مقالي هذا بأن مطلب أهل الحجاز في وسمهم “هوية الحجاز” ، هو مطلب محق في إحياء ثقافتهم وموروثهم؛ فعلى دولتنا -حفظها الله- أن تساعدهم في تحقيق ذلك .. كما يجب أن نعي ونعرف جيدًا بأننا مواطنون علينا واجبات تجاه وطننا وتجاه بعضنا، ينبغي أن يسود تعاملنا وتخاطبنا مع بعض المحبة وزيادة اللحمة الوطنية، وألا ندع للمغرضين والحاقدين سبيلًا بيننا.

*إهداء لأهل الحجاز

هذا الحِجَازُ إليهِ أهْـــدِي أحْرُفًا
مِن لؤلؤٍ دَبَّجْتُه عِرْفـَــــــــانا!!

هذا حجازُ النـُّـبلِ بوركَ طـُهــرُه
مِن أرضهِ نـَـبَعَ الهُدَى فـَـرَوَانا
هذا حِجَازُ المَجْدِ يَسْمُو شامخًا
سيظلُّ دومًا للعُلا رُبـَّـــــــانا
هذا الحجَازُ سَكبـْـتُ فيهِ مَحَبـَّـتي
فـَتـَـناغمَتْ أرجاؤهُ ألـْــــــحَانا
فيه المكارمُ فيه أربـابُ النُـُّهى
والعِز في أنحــــــــــائهِ رَبـَّانا
حَيِّا الحِجازَ وساكـِـــــنيهِ فـإنه
رحِمُ الفتوةِ أنجَــبَ الفـُرْسَانا

د/ شجاع بن علي المطرفي

المصدر: صحيفة مكة

بواسطة : د/ شجاع بن علي المطرفي
 0  0  1894
التعليقات ( 0 )

-->