سور المدينة وتاريخه (1-4)
2016/07/24
بقلم | ضياء محمد عطار
كانت المدينة المنورة حاضرة يسكنها قبائل الأوس والخزرج قبل اﻹسلام، وقد سكنها اليهود من قبلهم، فتكوّنت منهم بنو قينقاع وبنو النضير وبنو قريظة، وقيل قد سكنها من قبلهما أيضًا العمالقة. ولكن لم يكن فيها ملك يرأسها على عادة العرب آنذاك أو سائس أو حاكم. وبعد أن منّ الله -عزوجل- على أهل الأرض باﻹسلام انضم إلى سكانها المهاجرين من قريش. وسكنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن قدم إليها مهاجرًا وبعد أن أخذ على أهلها من الأنصار مواثيق بالنصرة والمنعة والحماية. ففرح بهجرته وقدومه إليهم أهلها فرحًا لم يفرحوا بمثله منذ وجدوا على أرض المدينة الشريفة، ووهب الله -عزوجل- حكمها ودولتها لهذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فجعله صاحب الدار أساسًا، وجعل من فيها مجاورين له صلى الله عليه وسلم، حيث قال الله سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز متوعدًا المنافقين من الخزرج والأوس من أن يسلط عليهم رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم فينفيهم عنها لو تمادوا فى تصرفاتهم وعدائهم، فقال ( لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلا قَلِيلا) الآية .
فحسد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك رأس المنافقين من الخزرج وهو : عبد الله بن أبي بن سلول الخزرجي الذى أسلم نفاقًا، وصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهرًا، وعاداه باطنًا، وأخفى في نفسه الكفر، ولم يزل يحيك ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤامرات حتى مات لعنه الله. وصدرت منه تصرفات كثيرة تؤذيى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانت له مواقف مخزية فى كثير من الأوقات تجاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزلت الآيات تلو اﻵيات بمؤامراته وفضحه، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم صبر على أذاه وتحمل كيده. وكان مبعث حقده على رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن أهل المدينة كانوا قد استعدوا قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة الشريفة لتتويجه ملكًا على المدينة، وكانوا قد صنعوا له تاجًا مرصعًا بالجواهر والذهب. وكان يستعد لوضع التاج على رأسه ليصبح ملكًا عليهم لولا قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم أداروا عليه ظهورهم، والتفوا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم وتناسوه، فرأي المنافق ابن أبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فوّت عليه منصبًا كبيرًا، وجاهًا عظيمًا كان يترقبه، الذى كان منه قاب قوسين أو أدنى .
سور المدينة وتاريخه (2-4)
سكن الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة فحكمها بحكم الله عشر سنين، ثم انتقل إلى الرفيق الأعلى. ثم توالت الخلافة الراشدة والمدينة مستقرة، والأمن فيها مستتب، وليس فيها ما يدعو إلى حمايتها أو تحصينها منه. واستمر الحال على ذلك والناس ينعمون بالأمن والأمان، والطمأنينة والاستقرار. ثم بدأ ظهور الجور، وانعدام الأمن جراء تغير الأوضاع وغارات الأعراب من هنا وهناك. فأصبح الوضع بالمدينة المنورة من الخطورة بمكان أن استوجب معها إيجاد موانع من حدوث تلك الغارات عليها ومن مهاجمة ودخول الغزاة إليها، فقام الأمير: إسحاق بن محمد بن يوسف بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن على الزينبى بن عبد الله الجواد ابن جعفرالطيار بن أبى طالب بن عبد المطلب بن هاشم الجعفرى الطالبى الهاشمى -رحمة الله عليه- سورًا على المدينة المنورة، وكان واليًّا عليها سنة (266) للهجرة الشريفة من قبل أمير المؤمنين أحمد بن المتوكل -رحمه الله-. فببنائه هذا السور الحصين أمن الناس من هذه الشرور، ومن تلك القلاقل، وأصبحت المدينة في أمان من النهب والسلب. فكان هو أول من أوجد هذا السور حول المدينة الشريفة . . وقد أخطأ كثير من المؤرخين فى تسمية بانى السور ونسبه، فلم يعلموا أصلًا أنه كان أميرًا للمدينة المنورة، ولكن قالوا: “إن بانى السور إسحق بن محمد الجعدى”. والصواب : أنه : الجعفرى من آل جعفر الطيار بن أبى طالب الهاشمى. ومصدر هذا الخطأ فيما أراه : هو العلامة محمد الحميرى صاحب تاريخ ( الروض المعطار فى خبر الأقطار) رحمه الله المتوفى سنة 727 من الهجرة، الذى نسب بانى السور: إلى الجعد، فتبعه المؤرخون من بعده ممن نقلوا عنه دون تمييز ولا تصحيح. ومنهم الإمام السيد نور الدين السمهودى رحمة الله عليه فى تواريخه. وتابعه على ذلك المؤرخون الذين كتبوا عن المدينة المنورة من بعده عامة، وعن تاريخ سورها خاصة. وآخرهم السيد أحمد ياسين الخيارى فى تاريخه معالم المدينة قديمًا وحديثًا، وكذلك الشيخ عبد القدوس الأنصاري في كتابه آثار المدينة، واللواء إبراهيم رفعت باشا فى كتابه مرآة الحرمين وغيرهم كثيرون. ولا يلام أمثال هؤلاء فى ذلك، ما دام الخبر نقله إمام تاريخ المدينة المنورة كالإمام السمهودي ومن في مرتبته. ولعل هذا الخطأ أطلقه العلامة الحميري في الروض المعطار سهوًا، أو وقع عليه سهوًا أو تصحيفًا من بعض النساخ، فكتب الجعدي بدلًا من الجعفري .
سور المدينة وتاريخه (3-4)
بحثت كثيرًا لتصحيح خطأ العلّامة الحميري في الروض المعطار في مراجع مهمة في هذا الشأن حتى توصلت إلى بطلان نسبته إلى جعد مجهول، وعلمت أن الصواب في نسبته: أنه الجعفري، حيث ذكر النسابة شهاب الدين السيد أحمد الداودي الحسني المعروف بابن عنبة في كتابه: عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب وهو أعرف الناس به وبنسبه، وبعمله الذي أنجزه فى ولايته، إذ قال بعد أن ساق نسبه الذى ذكرناه آنفًا: إسحق بن محمد بن يوسف أمير المدينة، وهو الذي بنى سورها (يعني المدينة الشريفة ) ووقعت بينه وبين بني علي ( يعني علي بن أبي طالب) الفتنة العظيمة وله بقية بوادي القرى انتهى. غير أنه لم يذكر تاريخ ولايته للمدينة، ولا ذكر تاريخ بنائه لسور المدينة الشريفة. ولكن الإمام أبا جعفر بن جرير الطبري ذكر في تاريخه: نسبه واسمه أنه: إسحق بن محمد الجعفري، وأن ولايته للمدينة كانت في خلافة أميرالمؤمنين أحمد المعتمد في سنة ست وستين ومائتين، وأشار إلى أنه كان على ولاية المدينة في هذه السنة، ثم ذكر تفاصيل قصة الفتنة التى نوه عنها السيد أحمد الداوي بن عنبة، وذكر أنها وقعت في تلك السنة بين آل علي بن أبي طالب وآل جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنهما- بالمدينة الشريفة، فقال: وكان سبب ذلك، أن القيم بأمر المدينة ووادي القرى (العلا) ونواحيها كان في هذه السنة: إسحاق بن محمد بن يوسف الجعفري، فولى وادي القرى عاملًا من قبله، فوثب أهل وادي القرى على عامل إسحاق بن محمد فقتلوه، وقتلوا أخوين لإسحاق، فخرج إسحاق إلى وادي القرى فمرض به ومات، فقام بأمر المدينة أخوه موسى بن محمد (الجعفري) فخرج عليه الحسن بن موسى بن جعفر (الحسيني) فأرضاه بثمانمائة دينار، ثم خرج عليه أبو القاسم أحمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد ابن عم الحسن بن زيد (الحسنى) صاحب طبرستان، فقتل موسى وغلب على المدينة فضبط المدينة، وقد كان غلا بها السعر، فوجه إلى الجار، وضمن للتجار أموالهم، ورفع الجباية، فرخص السعر وسكنت المدينة، فولى السلطان (يعني الخليفة) الحسني (يعنى أحمد بن إسماعيل الحسني) المدينة إلى أن قدمها ابن أبي الساج على وادى الصفراء انتهى.
من هنا استفدنا : من السيد أحمد الداودي بن عنبة بناءه لسور المدينة وولايته لها، ومن الإمام أبى جعفر بن جرير الطبري تاريخ ولايته للمدينة سنة (266) فيكون إنشاؤه لسور المدينة خلال ولايته هذه فى هذه الفترة. وكثير من المؤرخين قالوا عن تاريخ نشأة سور المدينة المطهرة أنها كانت بعد سنة الستين والثلاثمائة من الهجرة الشريفة وهو خطأ. وذكروا أنه بناه عضد الدولة بن بويه في خلافة أمير المؤمنين الطائع لله. وهذا ما قاله الإمام مجد الدين الفيروزآبادى فى تاريخه: المغانم المطابة فى معالم طابة. ودرج عليه الكثيرون من المؤرخين وهو تاريخ غير دقيق لما سبق ذكره. وأما الذين قالوا: إن السور بناه إسحق بن محمد الجعدي، فقالوا فى تاريخ بنائه إنه كان فى سنة ثلاث وستين ومائتين من الهجرة وهو أيضًا خطأ، لأن ولاية الأمير إسحق بن محمد الجعفري للمدينة كانت فى سنة ست وستين ومائتين من الهجرة طبقًا لما ذكرها الإمام أبو جعفر بن جرير الطبري في تاريخه .
سور المدينة وتاريخه (4-4)
تتلخص تاريخ سور المدينة المنورة الشريفة على النحو التالى تجديدًا وتعميرًا وترميمًا : (1) في سنة (266) من الهجرة الشريفة : بُنى أول سور على المدينة المنورة، وأنشأه وأسسه واليها : الأمير إسحق بن محمد الجعفري الطالبي الهاشمي، وليس الجعدي كما يقولون. (2) في سنة (360 ) من الهجرة : جدد بناء السور عضد الدولة ابن بويه في خلافة أميرالمؤمنين الطائع لله بن المطيع لله، فبقى هذا السور زمنًا ثم تهدم وخرب مع مرور الأيام والسنين . (3) في سنة ( 558 ) من الهجرة الشريفة جدد بناؤه السلطان نور الدين الزنكي رحمه الله. فبناه بناءً محكمًا جدًا، وكتب تاريخه على أحد أبوابه الذى كان يُسمى باب البقيع على صفحة الحديد المصفح الذي يغطى صفحة هذا الباب ما يلي: هذا ما أمر به العبد الفقير إلى الله تعالى : محمود بن زنكي بن أقسقر، غفر الله له سنة ثمان وخمسين وخمسمائة. فبقي هذا السور والكتابة التى كتبها السلطان نور الدين محمود الزنكي -رحمه الله- على بابه حتى سنة ( 888 ) من الهجرة الشريفة، كما ذكرها الإمام نور الدين السمهودي فى تاريخه الوفا. وقال : وهو باق إلى يومنا هذا، إلى أن كتبنا كتابنا هذا انتهى . (4) في سنة (751) من الهجرة الشريفة : جدد هذا السور الملك الناصر السلطان حسن بن محمد بن قلاوون -رحمه الله- صاحب الديار المصرية والحجازية، كما ذكرها الإمام زين الدين المراغي في تاريخه تحقيق النصرة. وأشير هنا إلى أن السيد أحمد الخياري ذكر ذلك فى تاريخه معالم المدينة، ولكنه ذكر أن تجديده وقع فى سنة ( 755 ) وهو خطأ بناء على ما ورد في مصدره. وكذلك ذكرها الشيخ عبد القدوس الأنصاري في تاريخه: آثار المدينة. ولكنه، قال: جدده بعض ملوك الإسلام، ولم يسم السلطان حسن -رحمه الله-، كما أنه لم يسند الرواية إلى مصدره وهو الإمام أبوبكر المراغي في تاريخه تحقيق النصرة. (5) في سنة ( 939 ) للهجرة الشريفة : جدد سور المدينة الشريفة السلطان سليمان خان بن السلطان سليم خان رحمهم الله، وبناه على أساس السور القديم، واستغرقت أعمال البناء سبع سنوات، فكان الانتهاء من تمامه سنة (946) للهجرة. وكتب على أحد أبوابه المسمى باب المصري الذى كان يقع باتجاه المناخة ما نصه: إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم، كما ذكرها السيد أحمد ياسين الخياري -رحمه الله- في تاريخه. وزاد الشيخ عبد القدوس الأنصاري في كتابه : آثار المدينة صفة هذا البناء، فقال : وبناه بالحجارة والجص، وهو محكم البناء، سميك للنهاية، شامخ جدا، ثم ذكر أبوابه، فعدد له ثمانية أبواب، فقال : باب المصري، الباب الشامي، باب قباء، باب بصري، باب المجيدي، باب الجمعة، باب الحمام، الباب الحديد، ثم قال : أما الباب الصغير فهدمه فخري باشا مع ما حوله من السور إبان الحرب العالمية الأولى، ثم هدم أغلب أجزاء هذا السور فيما بعد في عهد الدولة السعودية، حيث الأمن مستبب في أنحاء البلاد انتهى باختصار .. هذا الباب الشامي .
وذكر بعضهم : أنه في سنة (751) من الهجرة الشريفة : جدد الأمير السيد سعد بن ثابت الجمازي الحسيني سور المدينة، وهذا خبر غير دقيق. والصحيح : أنه حفر خندقًا حول هذا السور، فمات رحمه الله قبل أن يستكمل حفره، ثم استكمل العمل فيه خلفه الذى تولى المدينة الشريفة من بعده : الأمير الفضل بن القاسم بن أبي سند الجماز الحسيني. وكان هذا خندقًا حول السور ولم يكن سورًا فاشتبه ذلك على بعض المؤرخين . وبناء على ما سبق ذكره : فإن سور المدينة المنورة بُنى خمس مرات في مراحله التاريخية، فكان الأولى بناء له سنة (266) والذى بناه الأمير إسحق بن محمد بن يوسف الجعفري. وآخره الذى جدده السلطان سليمان خان سنة (946) من الهجرة، فبقى حتى سنة (1351) من الهجرة .
ثم بدأ يتهاوى بفعل الهدم والتقادم وغير ذلك. ونحن شاهدنا الباب المعروف بالباب المصرى في حدود سنة (1400) من الهجرة تقريبًا قبل أن يزال، وكان الباقي من السور هذا الباب فقط، وكان على مدخل سوق المدينة المعروف بسوق القماشة أو السويقة المفضي إلى باب السلام. وكان مبينًا بالحجارة، وعليه مصراعان من الخشب، وكان أثرًا باقيًا. وأما الأبواب فى السور الأول فكانت: أربعة كما ذكرها المؤرخون. وكان فى السور الأخير الذى بناه السلطان سليمان خان : ثمانية أبواب كما ذكرها الشيخ عبد القدوس الأنصارى في تاريخه: آثار المدينة. غير أنه لم يذكر جملة من هذه الأبواب وهي : باب العوالي، باب التمار، باب الكومة، باب العنبرية. ولا أدرى هل نسيها أم سها عنها. وقد أدركنا هذه الأسماء متداولة على ألسنة أهل المدينة فى عصرنا هذا إلى عهد قريب، مما يدل على أنه كانت هناك أبوابا بهذه المسميات. فباب قباء وباب الكومة ما زال الناس يتداولون هذا الاسم حتى هذه الأيام. وأما باب التمار وباب العنبرية، فقد انتهت تداولها نهائيًّا بين الناس ولا وجود لها اليوم . أما السبب الذى دعا إلى إنشائه وبنائه : فكان هو الخوف من النهب والسلب، وكثرة الغارات عليها.
وقد ذكر الإمام السمهودي في تاريخه الوفا : أن السبب وراء إنشاء هذا السور، واستمرار تجديدها كلما تقادم أو تهدم : هو الخوف من الغارات والنهب والسلب الذي كان يتعرض لها سكانها الآمنين، ونقل فى ذلك عن الإمام ابن الأثير صاحب التاريخ الكامل: إنه رأى بالمدينة رجلًا يصلي الجمعة، فلما فرغ ترحم على الوزير جمال الدين المعروف بالجواد، وكان أحد المسؤولين الذين جددوا هذا السور بعد تهدمه فى القرن السادس من الهجرة. وكان رجلًا صالحًا، تقيًا نقيًا، ناسكًا ورعًا، وكان وزيرًا لسلطان الموصل بالعراق، فسألوا الرجل عن سبب دعائه لهذا الوزير ؟ فقال : يجب على كل مسلم بالمدينة أن يدعو له؛ لأننا كنا في ضر وضيق مع العرب (الأعراب) لا يتركون لأحدنا ما يواريه ويشبع جوعته، فبنى علينا سورًا احتمينا به ممن يريدنا بسوء، فاستغنينا، فكيف لا ندعو له ؟ وروى كذلك الإمام مجد الدين الفيروز آبادي في تاريخه: المغانم المطابة: أن خطباء مسجد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة، كانوا يقولون في خطبهم : اللهم صن حريم من صان حرم نبيك بالسور، محمد بن علي بن أبي منصور، يعنون به هذا الوزير جمال الدين -رحمه الله .- وإذا كنا قد أتينا إلى هذه المرتبة من التصحيح. وتم توضيح تاريخ بنائه وتصحيح نسبه ونسب بانيه الأول، وأزحنا عن تاريخ سور مدينة نبينا -صلى الله عليه وسلم- بعضًا من الأخطاء التي تواصل عليها المؤرخون حتى يومنا هذا، وهذه منة من الله تعالى على العبد الفقير أن يضيف فائدة مهمة تتعلق بسور المدينة الشريفة.
د. السيد ضياء بن محمد عطار
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
المصدر: صحيفة مكة