من خرافات العرب عن الجن: قولهم دستور لاستئذان الجن!!
أبو معاوية مازن بن عبد الرحمن البحصلي البيروتي
25 / 5 / 2016
كتب المستشرق الإنجليزي إدوارد وليم لين (1216 – 1293 هـ/ 1801 – 1876 م) :
يخشى العرب الجن أخيارهم وأشرارهم كثيراً. ويحفظون لأخيارهم احتراماً عظيماً. وقد جرت العادة عند هذا الشعب عندما يصب أحدهم ماء أو غيره على الأرض أن يصيح أو يدمدم (دستور) مستأذناً أو مستغفراً الجني الذي قد يوجد هناك. ويظن أن الجن ينتشرون في طبقة الأرض الصلبة مثلما ينتشرون في السماء حيث يقتربون من حدود السماء الأولى فيسترقون السمع عن المستقبل ويستطيعون هكذا أن يساعدوا العرافين والسحرة. ويعتقدون أيضاً أن الجن يسكنون الأنهار والخرائب والآبار والحمامات والأفران والمراحيض. ولذلك عندما يدخل أحد مرحاضاً أو يدلي دلواً في بئر أو يوقد ناراً الخ. . . يقول (دستور) أو (دستور يا مباركين). ويتلو الداخل بيت الراحة هذه العبارة مبتهلاً إلى الله أن يحميه من الأرواح الشريرة.
* نقلته من مقالة ((المصريون المحدثون، شمائلهم وعاداتهم في النصف الأول من القرن التاسع عشر)) للأستاذ عدلي طاهر نور.
* مجلة الرسالة 13 - 04 – 1942 م.
قال أبو معاوية البيروتي: وهذه الصورة المشوهة عن الإسلام لم تكن لتُوجَد لو صدع علماء ذاك الوقت بالحق وحذروا من الشرك ووسائله! بل لعل بعضهم كان متلبساً به مؤمناً به والعياذ بالله!
اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك ونحن نعلم، ونستغفرك لِما لا نعلم.
ونأتي لكلمة (دستور) :
فقد وقفتُ على فتوى للشيخ صالح السحيمي حفظه الله:
يقول السائل : تكثر في بلادنا كلمة من العوام وهي [ تستور يا سيدي فلان ] فهل هذه الكلمة كفرية ؟
قال الشيخ حفظه الله:
نعم ، هي شرك أكبر تُخرج من حظيرة الإسلام، وإذا عرفت المعنى اتضح لك المقصود ، بستور أو دستور، لا أدري النطق كيف، بالباء؟(مداخلة أحد الحاضرين) بالدال، دستور، (مداخلة أحد الحاضرين) بالتاء، تستور : هو المقصود دعاء الجن من دون الله وهذه تكلمت عنها اليوم ، تستور يا فلان أي أغثنا أيها الجني ، يعني إذا أصابهم شيء أو نزلوا منزلاً أويعني فلان أصيب بحسد مثلا أو بنحو ذلك كالعين ، العين حق ولكن الناس بالغوا فيها الآن أو أرادوا أن ينزلوا منزلا ليدعوا الشياطين لحمايتهم في هذا المنزل ، هذا نظير قول مشركي قريش ومن قبلهم: نعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه ، فنزلت فيهم سورة كاملة :[قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (١) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (٢) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (٣) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (٤) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (٥) وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (٦)]ونحو ذلك ، فهي من هذا القبيل ، هي نظير ماكان يوجد في بلادنا أيام زمان في بعضه ويُخشى أن تكون موجودة عند بعض العجائز إلى الآن خذو ه شِلّوه إفعلوا به كذا ، يقصدون من ؟ الجن يعني يستعينون بالجن في أن يأخذوا فلان وأن يبطشوا به ، يعني إذا آذاهم أحد عليكم به أيها الجن فخذوه ، إخواني في الله هذه تكثر إلى الآن يرددها العوام تستور يا فلان إعطينا يا فلان ، شيلها يافلان هذه كلها شركيات يعني دعاء لغير الله عز وجل ، مالفرق بين من يقول هذا وبين من يقول ياللات يالعزى يا منات يا هوبل ونحو ذلك فكأنهم عبدوا الجن من دون الله سبحانه وتعالى ولذلك يقول الله عز وجل في سورة الإسراء منكرا على الإنس تعلقهم بالجن : [ قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا ( 56 ) أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا ، يقول عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه : كما رواه الإمام البخاري في صحيحه : كان أناس من الإنس يعبدون ناسا من الجن فأسلم الجن وبقي الإنس على عبادتهم ، يقول ابن حجر رحمه الله في شرح هذا الأثر ، استمر الإنس على عبادة الجن ، والجن لا يرضون بذلك لكونهم إيش ؟؟ أسلموا فمن هذا القبيل أبدا ، التعلق بالجن والتعلق ...وبعضهم يُحدث لهم الكهان أصوات معينة فيها همهمة وربما كانت أصوات شياطين بالفعل فيتعلقون بهم من دون الله عز وجل ويظنون أنهم أولياء أو أنهم أجاويد أو أنهم صلاح أو أنهم من سكان الأرض الطيبين الذين ينفعون ونحو ذلك من أقاويلهم الشركية البدعية ..نعم .
انتهى كلامه
http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=12420
وجاء في "تأصيل ما ورد في تاريخ الجبرتي من الدخيل" (ص96-97) للدكتور أحمد السعيد سليمان، (ط. دار المعارف بمصر 1979):
دستور
(من الفهلوية Dast war بمعنى القاضي والحاكم وكبير الزراد شتيين. وتستعمل في الفارسية والتركية بمعنى القواعد الأساسية لعلم من العلوم أو صناعة من الصناعات. ومن معانيها:
الإذن، عند الترك والعرب إذا دخل الرجال على النساء،
أو همّوا بالدخول في مكان مظلم استئذاناً من الجن.
وهي الدخيل المتأخر في العربية). اهـ.