التحذير من بعض النشرات الباطلة المنتشرة على الانترنت والبريد الالكتروني ووسائل التواصل
كتبه
أبو معاوية مازن بن عبد الرحمن البحصلي البيروتي
كتبه
أبو معاوية مازن بن عبد الرحمن البحصلي البيروتي
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه.
أما بعد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما يسمع )) (رواه مسلم)، وانطلاقاً من هذا الحديث النبوي نُـحَذِّر المسلمين من الأخبار التالية الكاذبة، وقد اقتطفتها من موضوع لي على الشبكة بعنوان ((موسوعة النشرات الباطلة المنتشرة على البريد الإلكتروني والانترنت))،
http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=4335
وقد سَهّل انتشارها كثرة وسائل التواصل ونظام ((الفوتوشوب / Photoshop )) الذي يتيح لأيٍّ كان اختلاق الصور الملفّقة، بل وُجِدَت برامج لتلفيق المقاطع المرئية الوهمية، وأصبحنا في زمنٍ فشا فيه الكذب كما أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم، وهاكم بعضها :
1 - قصة الفتاة التي استهزأت بالقرآن فمسخها الله!
وهذا أمر قد يقع عقوبة من الله، لكن تلك القصة المنتشرة مكذوبة، وصورة الممسوخة هي في الأصل تمثال في إحدى المتاحف، فلفّقها أحد المغرضين ونشرها!
2 - صورة أشجار الغابة التي رسمت عبارة ( لا إله إلا الله )!
وهي صورة رسمها أحد الهواة، فانتشرت أكذوبة بين الناس أن هذه حقيقية وهي لغابة في ألمانيا! ونسجوا حولها الأكاذيب أن فلاناً أسلم عندما رآها وفلاناً شُفِي بسبب زيارتها ... إلخ!!
3 - صور ملفّقة لأجسام ظهر عليها اسم (الله) أو (محمد)!
وهي منتشرة ومتنوعة، فمنها غيمة رسمت اسم (الله)، أو أمواج تسونامي، أو خلايا نحل، أو بقرة على ظهرها اسم (محمد)، أو ظهر أحد الاسمين على أعضاء داخلية للإنسان! فكثير منها ملفّق، وإنْ صَحَّ بعضها فغاية ما تكون أنها موافقة عجيبة، ومن أراد تقوية الإيمان فعليه بقراءة كلام الله القرآن وتدبر آياته ومعجزاته، وهكذا رَبَّـى النبي صلى الله عليه وسلم جيل الصحابة رضوان الله عليهم.
4 - الرؤيا المزعومة من خادم الحجرة النبوية المسمى الشيخ أحمد
وقد حذّر منها العلّامة الشيخ عبد العزيز بن ابن باز وبيَّن أنها من أوضح الكذب وأبين الباطل، وبطلانها ظاهر وجرأة مفتريها على الكذب عظيمة، وبيَّن الشيخ رحمه الله بالأدلة أن هذه الوصية كذب وافتراء على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخزى الله من كذبها وعامله بما يستحق، وانظر كلامه في موقعه على الشبكة.
5 - الزعم بأن زوال دولة إسرائيل سنة 2022 م بأدلة من القرآن!
نبّه على خطئها الشيخ عبد الرحمن السحيم وقال: مسألة الإعجاز العددي فيها تكلّف واضح، وتعسّف بيِّن! والذي ورد في السؤال أقرب إلى التّكهّنات لا إلى طريقة القرآن وحقائقه! وتم إقحام الرقم ( 19 ) في أكثر من موضع بتكلّف شديد! اهـ. وانظر بيانه المفصل في صفحتي المذكورة أعلاه.
6 - فتاة مريضة عجز الأطباء عن علاجها، فرأت السيدة زينب في المنام ...
تقول الأكذوبة المنتشرة أن فتاة عمرها (13) مرضت عاماً مرضاً شديداً عجز الطب في علاجها، وفي ذات ليلة اشتد بها المرض فبكت حتى غلبها النوم، فرأت في منامها بأن السيدة زينب رضي الله عنها وضعت في فمها قطرات فاستيقظت من نومها وقد شفيت من مرضها تماماً، وطلبت منها السيدة زينب رضي الله عنها أن تكتب هذه الرواية ( 13 ) مرة وتوزعها على المسلمين ... إلى آخر الكذب والدجل المذكور في الرسالة، وحذّر منها الشيخ ابن باز قائلاً: ((هذه النشرة على هذا الوجه من البدع المنكرة، ومن وسائل الشرك والغلو في أهل البيت وغيرهم من الأموات، ودعوتهم من دون الله والاستغاثة بهم واعتقاد أنهم ينفعون ويضرون من دعاهم أو استغاث بهم ...!!))
انظر كلامه بالتفصيل في ((مجموع فتاويه)) ( 8 / 346 – 348 ).
7 - الخطوط الغريبة في يدك
قال أبو معاوية البيروتي: وهذه الأوهام المخترعة أحفظها منذ صغري! ومختصرها أن في يدك اليمنى خطوطاً تشكل الرقم 18 ، وفي اليسرى أيضاً خطوطاً تشكل الرقم 81 ، فإذا جمعنا الرقمين ( 18 + 81 = 99 ) وهي عدد أسماء الله الحسنى! وإذا طرحنا الرقمين ( 81 - 18 = 63 ) وهي عمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم!!
ونبّه الشيخ عبد الرحمن السحيم أنّ هذه خيالات وأوهام ولا يجوز نشرها، ولا التعلّق بها، ولو كان في نشرها خير لَدَلّ النبي صلى الله عليه وسلم أمّـتَه عليه، والتعلّق بمثل هذه الأشياء هو شأن العرّافين والكُهّان والدّجّالين الذين يَزعمون أنهم يقرءون الأكُفّ ، ويُخبرون بأشياء لها عِلاقة بِسَعادة الإنسان وشقاوته ، أو لها عِلاقة بأمور مستقبلية.
8 - إسلام المشاهير (متجدّد!!)
سبحان الله! إذا أسلم رجل مشهور أو غني يسارع البعض إلى التهليل والتكبير والدعاية له! ماذا عن الفقراء الذي يدخلون في الإسلام بالمئات كل يوم، لماذا لا يذكرهم أحد! هل تعلمون يا إخوتي أن أكثر أهل الجنة هم من الفقراء! وأكثر أهل النار هم من الأغنياء! هذا ما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم. وللأسف الكثيرون ينشرون أخبار إسلام المشاهير من دون تثبّت، فما أنْ يسمعون تصريحاً منصفاً لمشهور تحدّث فيه عن الإسلام إلّا وسارع ينشر أنه أسلم!! بل أصبحنا مطيّة للساخرين واللّاهين والحاقدين على الإسلام، فيفترون أكذوبة إسلام مشهور وينشرونها، وتنتشر كالنار في الهشيم عبر الشبكة! وبلغ الكذبُ ببعضهم أن وزّع صورة لمشهور وهو يشير بأصبعه السبّابة للأعلى وعلّق تحتها أنه شهد شهادة التوحيد!! فيا أيها المسلم لا تكن ألعوبة بيد أعداء الإسلام فيمتطونك لينشروا الأكاذيب! بل تحقّق وتثبّت قبل نشر أيّ خبرٍ كان، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( كفى بالمرء كَذِباً أن يُـحَدِّث بكلِّ ما يسمع )).