• ×

دُرَر وفوائد من كتاب ((المقتبس في أخبار النحاة والأدباء والشعراء والعلماء)) للمرزُباني

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط

دُرَر وفوائد من كتاب ((المقتبس في أخبار النحاة والأدباء والشعراء والعلماء)) للمرزُباني

جمع وترتيب
أبي معاوية مازن بن عبد الرحمن البحصلي البيروتي

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه.
أما بعد، فهذا كتابٌ قيّمٌ لـلعلّامة أبي عبيد الله محمد بن عمران المرزُباني ( 296 – 384 هـ )، انتخبه بشير بن أبي بكر حامد بن سليمان الجعفري التبريزي ( 570 – 646 هـ ) المجاور بمكة، وقال في مقدمته: الباعث عليه أمران أولها استفادتي منه ساعة بعد ساعة، وثانيهما إفادة أهليه بغرائبه والنوادر التي فيه، فقد سمعت مشيختنا يقولون: لا يوجد من هذا الكتاب نسخة سوى الأصل الذي هو بخط المصنف، وهو ثمانية عشر مجلداً في وقف الوزير نظام الملك في مدرسته بمدينة السلام. اهـ. قلتُ: ثم قام الحافظ يوسف بن أحمد اليغموري (ت 673 هـ ) باختصار المنتخب وسمّى مختصره: ((نور القبس المختصر من المقتبس))، وقام المستشرق الألماني رُودُلف زلهايم بطباعته في بيروت عام 1384 هـ / 1964 م.
وقد أهدتني نسخةً من المختصَر الأختُ الفاضلة فاطمة الإستانبولي القيّمة على مكتبة جماعة عباد الرحمن في بيروت - جزاها الله خيراً -، فأكببتُ على مطالعته بشغف حتى أتممتهُ واستخرجتُ الكثير من دُرَره وفوائده، وهاكم بعض ما دوّنته:

1 – قال إبراهيم بن أحمد الغفاري القاضي عن أبيه: لأهل البصرة أربعة ُكتبٍ يفتخِرون بها على أهل الأرض: ((العينُ)) للخليل، و((النحو)) لسيبويه، و((الحيوان)) للجاحظ، و((القراءات)) لأبي حاتم سهل بن محمد السجستاني (ت 255 هـ).

2 - قال يونس بن حبيب: لم يقل لبيدٌ (ابن ربيعة) في الإسلام إلَّا بيتاً واحداً وهو (من البسيط) :
الحمدُ لله إذْ لم يأتِني أَجَلي ..... حتى لَبِسْتُ من الإسلام سِرْبالاً

3 - سأل الأخفشُ الخليلَ (بن أحمد الفراهيدي، العلّامة مُنشِئ علم العَرُوض، ت 170 هـ، وكان سؤاله عن بحور الشعر) :
لِـمَ سـمَّيتَ الطويلَ طويلاً؟ قال: لأنّه تَـمَّت أجزاؤه.
قال: فالبسيط؟ قال: لأنه انبسطَ عن مَدَى الطويل. قال: فالمديد؟ قال: لتمدُّد سُباعِيّه حَولَ خُـماسِيّه.
قال: فالوافر؟ قال: لوَفارة الأجزاء وَتِداً بوَتد. قال:
فالكامل؟ قال: لأن فيه ثلاثين حَركةً لم يجتمع في غيره.
قال: فالرَجَز؟ قال: لاضطرابه كاضطراب قوائم الناقة الرَجزاء. [قال: فالرمل؟ قال: لأنّه يُشبِه رَمَل الحَصير بضَمِّ بعضه إلى بعض.] قال:
فالـهَزَج؟ قال: لأنه يضطرب شِبهَ هَزَج الصوت. قال:
فالسريع؟ قال: لأنه يُسْرِع على اللسان. قال:
فالـمُنسَرِح؟ قال: لانسراحِه وسُهولتِه. قال: فالـخَفيف؟ قال: لأنّه أَخفُّ السُباعِيَّات.
قال: فالـمُقتضَب؟ قال: لأنه اقتُضِبَ من الشعر لقِلَّتِه. قال:
فالـمُضارِع؟ قال: لأنه ضَارَعَ الـمُقتضَب.
قال: فالـمُجتَثّ؟ قال: لأنه اجتُثّ، أي قُطِعَ من طُول دائرته.
قال: فالـمُتقارِب؟ قال: لتقارُب أَجزائه، وإنها خُـماسِيّةٌ كلُّها يُشبِه بعضُها بعضاً.

4 – قال الأصمعي (ت 215 هـ) : في الـحِمار عشرةُ أمثال: الـجَحش لَـمَّا بَذَّك الأعيارُ؛ وأنكحتَ الفراءَ فستَرَى؛ وكلُّ الصيد في جَوف الفَرَاء؛ و.....؛ والعَيرُ أَوقَى لدَمِه؛ وأصبرُ من عَيرِ أبي سَيَّارة؛ وذلك أنَّه دفع بالناس أربعين سنةً بعرفات؛ وأخربُ من جوف حمار؛ والعَيرُ يَضرِط والـمِكواةُ في النار؛ وإن ذهب عَيرٌ فعَيرٌ في الرباط. وقال المتلمِّس في أذلَّ من الحمار والوَتِد.

5 - قَدِمَ على ابن الأعرابي (150 – 231 هـ) قادمٌ من سُرَّ من رأى، فأخبره بنكبة سليمان بن وهب وأحمد ابن الخصيب في أيام الواثق، فأنشده (من الرمل) :
رُبَّ قومٍ رفعوا في نعمةٍ ..... زمناً والعيشُ ريَّانُ غدقْ
سكتَ الدهرُ زماناً عنهمُ ..... ثمَّ أبكاهم دماً حين نطقْ


6 - سُئِلَ عامر بن شَراحيل الشَّعبي ( 19 – بعد المئة هـ) عن شيء فقال: لا علم لي بـهذا! فقال: ألا يَستحي مِثلُك يقول هذا؟! فقال: إنّ الملائكة لم تَستحي من قولهم: { لا عِلْم لنا }، أستحي أنا!؟

7 - قال عمر بن الخطاب: ابنةُ عشرٍ لَذَّةٌ للناظرين، ابنةُ عِشرين لَذَّةٌ للمعانقين، ابنةُ ثلاثين تَسمَن وتَلين، ابنة أربعين أُمّ بناتٍ وبنين، ابنةُ خمسين عَجوزٌ في الغابرين. (263)
* وقد مَرَّ تخريج الأثر في ((كناشة البيروتي)) (710).

8 – (شهيد الكتاب!) تُوفي ثعلبٌ في إحدى وتسعين ومئتين، ودُفِن في صبيحة يومه ذلك بمقابر باب الشأم. وكان سببَ وفاته أنه خرج من مسجد الجامع بعد صلاة العصر يُريد منزله وبيده دفترٌ ينظُرُ فيه، وثقُلَ سـمعُهُ، فصدمه دابةٌ، فسقط على رأسه في هُوَّةٍ، فحُمِل إلى بيته، فما زال يتأوَّهُ من رأسه حتى مات رحمه الله تعالى.

9 -

بواسطة : مازن بن عبد الرحمن البحصلي البيروتي
 0  0  2957
التعليقات ( 0 )

-->