شدهة النظرة الأولى .. رصد لمشاعر الرحالة عند رؤية الكعبة للمرة الأولى
صدر عن دار كنوز المعرفة للنشر والتوزيع كتاب “شدهة النظرة الاولى رصد لمشاعر الرحالة عند رؤية الكعبة في المرة الاولى” لمؤلفه الدكتور عبدالله الطارقي استهل فيه المؤلف كتابه عن وصف بديع للنظرة الاولى لكل شيء مبهر وعظيم ووقعها على نفس الناظر.. وهذا ما اراده المؤلف في توثيق وتسجيل هذه “الصورة” في اللحظة التي تقع فيها عين الانسان للوهلة الاولى على البيت العتيق.
فهي لحظة تاريخية وفيصلية في اعين من رآها للمرة الاولى.. وهذه الشدهة تجمع المفاجأة.. والهيبة والجلال والعظمة والتأثير البالغ على نفس صاحبها تتوقف عندها لغة الكلام.
ويسرد المؤلف انه بحكم سكناه لمكة المكرمة.. لم يكن غريباً عليه رؤية هذه الشدهة على تقاسيم وجوه الحجاج في ساحة الكعبة المشرفة عند رؤيتهم لها للمرة الاولى، والتي تترجم الى دموع مدرارة وكأنها مرآة لما يدور بصدورهم لا يعبر عنه الا الدمع ومما رآه مؤلف الكتاب عياناً واضحاً اوضح ان في مقدساتنا الاسلامية ذخيرة نفسية جديرة بأن يتصدى بدراستها اصحاب العلاج النفسي والتوجيه والارشاد النفسي والتربوي.
ان هذه الشدهة تعتبر بمثابة اجابة لذلك النداء الرباني الذي نادى به ابراهيم عليه السلام ان الله قد بنى بيتاً فحجوه واجيبوا الله عز وجل ولاجل تلبية ذلك النداء ليس احد من اهل الاسلام الا وهو يحن الى رؤية الكعبة والطواف والحج.
وقد اورد المؤلف في كتابه العديد من الشخصيات عبر التاريخ ووصف حالهم لحظة رؤية الكعبة المشرفة.
والمشتاقون الاوائل كبلال بن رباح رضي الله عنه الى العالم الحبر القلصادي الاندلسي الى ابن رشيد الفهري وابن جبير الاندلسي والرحالة ابن بطوطة وغيرهم من العرب والمسلمين.
لكن مما زاد الكتاب اهمية تاريخية واجتماعية ان قام المؤلف بتوثيق شهادات من شاهدوا الكعبة المشرفة من غير المسلمين على اختلاف اعراقهم ودياناتهم فخذ مثلا القصة التي نقلها ابن الجوري رحمه الله عن غلام نصراني يقال له عبدالمسيح صاحب مجموعة من المسلمين الى الحج وهم لا يعلمون انه نصراني.. حتى وقعت عيناه على الكعبة فقال عبدالمسيح “ساعة وقعت عيني على الكعبة اضمحل عندي كل دين سوى الاسلام فاسلمت واغتسلت واحرمت”.
كما اورد المؤلف توثيقاً لما رآه الرحالة الفرنسي جيل جرفيه كورتلمون وكان مما قاله “في الوقف الذي تنخفض فيه درجة الحرارة اجد سعادتي في الذهاب لتأمل الحرم الشريف استمتع بسماع صوت المؤذنين منادين للصلاة.. ولا يمكن ان يتصور المرء وجود نغمات انسانية اكثر دفئاً وانسجاماً وقوة وعذوبة من الاذان، يالروعة المشهد”!!
شدهة النظرة الاولى كتاب يقع في 109 صفحات من الحجم الصغير لكنه كبير في معانيه واللحظات التي تم توصيفها.
المصدر: صحيفة البلاد