نوافذُ مؤقَّتةٌ 4.. جرول (شعبةُ المغاربة)
2016/01/12
بقلم | عبد الرحمن الاحمدي
وتمتنعُ الذَّاكرة عن التَّوقف، لتسترجع بعض ماشوهد، وبعضًا ممَّا سُمع ما استطاعت، فهناك الشيخ عبدالرحمن أبو عوف ومجلسه الجميل بحضرة أحبابه، وبرفقة إخوانه محيسن وموسى وأحمد، إلى العزيز الوجيه بن نصار عبدالعزيز سلطان مجلسه وصاحب المواقف التي لا تنسى، إلى الأهلاوي الصَّميم عقيل أيام قلعة الكؤوس في عز مجدها أهلاوي والفوز أهلاوي، إلى العم أبو الفرج ناصر الرجل الحازم وعلى طريقة خير الكلام ماقلَّ ودلَّ، والجيران الكرام العماري محمد والعماري عمر والبانخر محمد، والذين اتصفوا بالصفات الحضرمية الأصيلة من الأدب والأمانة والتواضع والمجاورة الصادقة، بالقرب من اليماني عبدالله حاضر فروض الصلاة جماعة وبصحبة السوداني الوقور عبدون، وعلى مشهد من مسامع أذان الشيخين جابر، وراضي بمباركة الإمام المولد أحمد الذي صِفه بماشئت من التُّقى والمعروف والناس شهود. وتستعيد الذاكرة شيئًا من الماضي أيضًا ومن جنبات الحي، فتذكر معلم التربية والتعليم القدير العمري عبدالسلام، ويشاركه في الشرف الجهني سلمان، والضليع في لغة القرآن الكريم المفتش التربوي العتيق حامد، وإلى المحترم الفاضل المنعمي عبدالله والذي لاتخلو أحاديثه من الجمال واللباقة وحسن المنطق، مثله مثل المحبين المنعمي محسن والمنعمي فهد، والأنيق المثالي بطبيعته الفهمي أحمد، إلى المحتسب الأمين الشاكري عبدالرحيم في زمن الشيخ الخريجي، إلى صاحبي الطرفة الحاضرة والنقد اللاذع الحامدين ابن حميد وابن ضيف الله، إلى أعلى الربوة قليلًا مع الطيبين المغامسي وصل والعامر عوض، وجارهما المكي العصامي السلفي عبدالعزيز، ومقتسم الجوار معهم الخلوق العماري عبدالله، ويليهم قربا المطرفي مبارك متعهد الرفقة الصادقة، وهناك في منتصف الحي الحازمي فالح مربي الأجيال والذي تجد المحبة والمودة مرتسمة على أقصى محيَّاه، ولا ينسى رفيقه الحازمي إبراهيم وهو ممن أحسن الجوار مع من حوله، والمطرفي عطاالله الساعي في الخير بمحبة بين الناس، والرجل الشهم المحب لأنجاله حتى الثمالة (الجمال) إبراهيم أبو درك، والأفاضل الأخوان الجيش عاتق وعبدالله أدبا وخلقا، واللحياني عابد باحث الصفاء في القريب من الفيافي. تذكر الوجوه الناصعة وغيرها في هذا الحي العريق فتعاد للنفس بعض أحداثه القديمة من المناسبات السعيدة وغيرها، ومما يذكر فيه هنا من السعادة والفرح تلك الأفراح المباركة في وسط أسطح البيوت المتواضعة، وما يصاحبها من تكاتف الجميع والمساعدة الواجبة والحضور المبهج والتشريف الجميل، وكل حسب جهده ومقدوره يعاون ويساعد بما يستطيع، بتواجد صاحب الكلمة الأولى في تلك الليلة حضرة المعلم الماهر والذي يحتفى به استقبالًا ومغادرة مابين أهلا يامعلم..إلى أنوار..أنوار.. يامعلم، وغيرها من المصطلحات الناعمة في زمن الصبر والتقشف والشدة..في زمن العوز والحاجة..إلى الليالي المباركة من رمضان، ومن ثم ليالي العيد السعيدة إلى موسم الحج العظيم ..إلى ليالي الخليف وعباراته الباهية.. وذلك بحضور مراجيح الشاب الراضي حسن، ولعب حتى المداد إلى صاحب البسطة الصغيرة الوحداوي حتى أبعد درجات العشق الصالح عبدالله.. إلى مباريات وعلى طريقة آخر واحد حارس..أشياء يسيرة تعطي ابتسامات كبيرة وتؤدي إلى سعادة غامرة بلا كلفة أو مشقة أو جهد..فمن يخبر الأجيال القادمة بحلاوة الزمن الماضي زمن الطيبين..نعم الطيبين قولًا وفعلًا. وختاما أعلم أن كل حي من أحياء المعمورة مكة المكرمة له قصة مشوقة ومعبرة بحد ذاتها ذاتها، وبالمؤكد له من الروعة بقدر روعة أهله. أدعو للجميع بالصحة والعافية والبركة في العمر من أهل هذا الحي الكرام وللناس كافة، ولمن رحلوا عن هذه الحياة الدنيا الفانية بالعفو وبالمغفرة والرحمة وبروضة من رياض الجنة .. اللَّهم آمين.
المصدر: صحيفة مكة