«مكتبة جدة وأيامنا الحلوة».. عبق التاريخ وخصوصية المكان
ببليوغرافيا ترصد وتقص حكايا جدة القديمة.. تم افتتاحها الشهر الجاري
ببليوغرافيا ترصد وتقص حكايا جدة القديمة.. تم افتتاحها الشهر الجاري
سهيل طاشكندي - جدة
الأربعاء 06/01/2016
استعادة منطقة جدة القديمة لإرثها الحجازي التاريخي، وعودتها لواجهة المشهد التراثي للمملكة، بدخولها ضمن قائمة اليونيسكو للمدن التاريخية، ضاعف الحاجة للحفاظ على تراث المنطقة، وإبراز خفاياها وتفاصيلها الدقيقة، من خلال ببليوغرافيا ترصد وتوثق كل شاردة وواردة عن تاريخ المنطقة القديمة.
مسألة استحضار تاريخ منطقة جدة بتراثها الإنساني والمكاني، وتقديمه للجيل الجديد لم تكن محض صدفة، إنما رغبة صادقة في إيجاد منظومة متخصصة توثق وترصد كل ما يتعلق بتراث المنطقة الثريّ والمتنوّع.
يقول رئيس مجلس إدارة «مؤسسة جدة وأيامنا الحلوة» منصور بن صالح الزامل: إن فكرة إيجاد مؤسسة متخصّصة توثق وترصد كل ما يتعلق بمنطقة جدة التاريخية حلم قديم، حمل في طياته الكثير من الأهداف السامية التي تنظر للمدينة كموروث تاريخي قيّم، يحوي تنوّعًا كبيرًا في تراثه المكاني والإنساني، ويكشف عظمة المكان، وعبق السنوات الماضية، وفي كواليسه الكثير من الحكايا والقصص الجديرة بتقديمها للجيل الجديد.
مكتبة نوعية
ويضيف الزامل: كانت خطوة إنشاء «مؤسسة جدة وأيامنا الحلوة» إشراقة نور في مشوار تحويل الفكرة إلى واقع ملموس يعيش الناس من خلالها التفاصيل الدقيقة حول تاريخ منطقة جدة القديمة، وتقديمه بطرق مختلفة، وأسلوب شيّق، وهو الأمر الذي أنشئت المؤسسة من أجله، والذي نتج عنه ولادة مقعد جدة، وجُدرانية جدة، وبيت جدة، ودكان جدة. وأكد أن من أهم مشروعات المؤسسة هذا العام افتتاح «مكتبة جدة وأيامنا الحلوة»، في شهر يناير 2016 باعتبارها أول مكتبة متخصّصة ترصد وتوثق كل ما يُنشر ويُكتب عن منطقة جدة التاريخية، خلال المراحل الزمنية المتعاقبة، سواء كان مكتوبًا، أم مسموعًا، أم مرئيًّا.
أرشيف متكامل
ستوفر المكتبة لزوّارها معلومات متكاملة عن منطقة جدة التاريخية، عبر قائمة بأسماء الكُتَّاب، وعناوين الكتب والإصدارات، وإمكانية اقتنائها أو قراءتها مجانًا، ضمن أروقة المكتبة التي تؤمّن أجواءً ملائمة تجبر القارئ على البقاء والاسترسال في القراءة بكل أريحية واطمئنان، وهي ليست مجرد مكتبة بالمفهوم العام، إنّما مقر متكامل لتوثيق كل الإصدارات والمنشورات التي تحكي تاريخ مدينة جدة، سواء كان مكتوبًا، أم مسموعًا، أم مرئيًّا.
إصدارات قيّمة
وللمكتبة عدد من الإصدارات القيّمة، منها أربعة مجسّات تحكي تاريخ منطقة جدة للجسّيس أنس أبو الخير، أحدها باللغة الإنجليزية، وإصدار آخر عن القرآن الكريم بثلاث لغات: إنجليزية، وألمانية، وفرنسية.. سيوزّع منه جزء عمّ على الزوّار الأجانب المهتمّين بالقرآن وتفسيره. ويضيف الزامل: من أهم إصدارات المكتبة التي سبقت تأسيسها مجموعة من المؤلّفات، أهمّها كتاب لي شخصيًّا بعنوان «جدة التاريخية 1969»، هو عبارة عن مجموعة صور قديمة ونادرة للأمريكي جوزيف رورك، الرجل الذي سكن جدة قبل أكثر من 50 عامًا تقريبًا، ووثّق للمدينة بعددٍ من الصور التي نشرتها ابنته على مواقع النت، وتم الاتّفاق معها على الحصول على حقوق النشر، وقامت المكتبة بجمعها ونشرناها في كتاب توثيقي يحكي تاريخ جدة بالصور.
كما قامت المؤسسة أيضًا بإصدار رواية «أيامنا الحلوة» للكاتبة مها باعشن، تحكي عن منطقة جدة داخل سورها القديم وخارجه، بعدما كبرت وتوسّعت بأسلوب قصصي جميل، وإصدار آخر بعنوان «ذكريات أيامنا الحلوة» للأستاذ سلامة سليم، يحكي من خلال 45 قصة قصيرة مواقف وطرائف حدثت للكاتب، وأبناء المنطقة خلال 45 سنة بأسلوب سلس وشيق.
جدة بريشة رسم
ومن إصدارات المكتبة «رحلة لأيامنا الحلوة» بريشة الفنانة المنتسبة لجدرانية «جدة وأيامنا الحلوة» حنان النعماني، التي وثّقت برسوماتها المبدعة، وبأسلوب الإنمي، والمانجا الياباني المعروف، قصة أب وأم قدما من شمال جدّة؛ ليغوصا مع طفلتهما الصغيرة في أروقة وشوارع جدة القديمة، وبيوتها العريقة الضاربة في القدم. وستصدر المكتبة قريبًا برنامجًا تلفزيونيًّا وثائقيًّا شيّقًا من ثلاثين حلقة بطلته ابنة جدة التاريخية، التي عاشت داخل السور، تحكي من خلاله أدق تفاصيل الحياة الاجتماعية بشتّى مناحيها.
زوّار مؤرخون
وينهي رئيس مجلس إدارة مؤسسة جدة وأيامنا الحلوة حديثه بالكشف عن خطوة جديدة ضمن الأنشطة المكتبية المبتكرة تتمثل في أرشيف إلكتروني يعتمد استضافة الزوّار الراغبين في سرد قصصهم عن المدينة القديمة، سيخصّص ملفًا لكل واحد منهم، يتمّ الرجوع إليه من قِبل الباحثين لمقارنة المعلومات التي يدلي بها الزوّار للوصول إلى الحقائق المفترضة.
المصدر: صحيفة المدينة