• ×

قلة الكتب في أوروبا لعدة قرون دالٌ على شيوع التخلف والجهل فيها!

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط


قلة الكتب في أوروبا لعدة قرون دالٌ على شيوع التخلف والجهل فيها!


قال د. توفيق الطويل : شاع التخلف وانتشر الجهل في أوروبا ... لا سيما بين عامي 1000 و 1300 م ، حيث كانت أوروبا بيئة غير صالحة لنشأة العلم، فإن العلوم لا تثبت في أرض تنتشر فيها الأمية ويشيع فيها السحر وتفشو الخرافة، وقد صاحب هذه الظواهر قلة الكتب وفقر المكتبات وندرة المدارس وفوضى الجامعات وفساد الأخلاق، فالكتاب المقدس كان لا يكاد يوجد خارج الأديرة ... ناهيك بكتب العلم في ندرتها وارتفاع أسعارها، كان الكتاب العادي غير المزخرف يُباع بمبلغ يتراوح بين 160 و 200 دولار أميركي (بقيمة عام 1949 م فيما يقول ول ديورانت).
وترتب على هذا ندرة المكتبات وقلة ما تحوي من مجلدات، ويروي مؤرخو العلم أن محبي العلم من رواد حركة إحياء الآداب القديمة في القرن 12 كان برنارد من أهل تشارتر؛ وقد ترك وراءه فيما يُقال مكتبة تضم 24 مجلداً !!
وكانت إيطاليا أغنى من فرنسا، ولهذا اقتنى أوكيرسيوس - أكبر رجال القانون - 63 كتاباً !
وكانت أغنى مكتبة في أوروبا هي مكتبة كنيسة كنتر بري، وكانت تضم في عام 1300 م خمسة آلاف كتاب!
وأما غيرها من المكتبات فكانت في العادة لا تحوي أكثر من مئة مجلد ! مع استثناء مكتبة كلوني التي ضمّت في القرن 12 خمس مئة وسبعين كتاباً !
... وحسبنا أن نشير أن مكتبات العصر العباسي كانت غنية ( في ذاك الزمن ) بمكتبات ضخمة تحوي مئات الآلاف من الكتب.

قال أبو معاوية البيروتي: نسختُها باختصار وبعض التصرف، وللفائدة أُضيف التالي:
قال القلقشندي ( ت 821 هـ ) في ((صُبح الأعشى)) ( 1 / 466 / الطبعة الأميرية) : ((ويُقال إنَّ أعظم خزائن الكتب في الإسلام ثلاثُ خزائن. إحداها: خِزانة الخلفاء العباسيين ببغداد، فكان فيها من الكتب ما لا يُحصى كثرةً، ولا يُقوّم عليه نفاسةً ...
الثانية خزانة الخلفاء الفاطميين بمصر، وكانت من أعظم الخزائن وأكثرها جمعاً للكتب النفيسة من جميع العلوم ...
الثالثة : خزانة خلفاء بني أمية بالأندلس، وكانت من أجلّ خزائن الكتب أيضاً ... )). اهـ.

وأضيف عن خزانة بني عمّار في طرابلس/ الشام ما قاله الأستاذ محمد كرد علي: ((واختلفت الروايات في عدد المجلدات التي كانت في خزانة بني عمار أو دار حكمتهم في طرابلس، وعلى أصح الروايات أنها ما كانت تقل عن مئة ألف مجلد)). انظر ((خطط الشام)) ( 6 /191 ).


بواسطة : د. توفيق الطويل
 0  0  788
التعليقات ( 0 )

-->