زوار معرض الكتاب بين قارئ وأمين مستودع
د. محمد عبدالله بن خزيم
يتسابق العامة قبل المثقفين لزيارة معرض الكتاب، والتجول بين جنباته واقتناء الكتب المتعددة العناوين وهذا أمرٌ جيّد إلا أن السؤال الذي يجب أن يسأله كل متسوق؛ لماذا اقتني الكتاب ؟ ويأتي سؤال آخر؛ كم كتاب في مكتبتي؛ وكم كتاب قرأته منها ؟ هذه أسئلة مهمة والإجابة عليها تُحدد أهداف زيارة معرض الكتاب وعماذا تبحث وماذا يُنصح باقتنائه … فالقراءة ثقافة ومرتكز أساسي لنمو العقل وتطوير الإنسان لقدراته، وطريق للإبداع البحثي وبهذا فمن هذا هدفه فليتجول وليبحث عن ضالّته، وسيجني ثمار تسوقه. فما بين طالب جامعي في مرحلة إعداد أطروحته العلمية، وعضو هيئة تدريس يسعى لتطوير مكتبته لتكون مصدرًا يتغذى منه ويُعد أبحاثه العلمية ودروسه اليومية، ومثقف يقضي جل وقته بين القراءة والاطلاع ليشبع غريزته بالنافع والمفيد، وهكذا بقية أهل التخصص وأصحاب المهن كلًا حسب مجاله وتخصصه؛ فلكل هؤلاء نقف وقفة إعجاب واحترام. أما الطرف الآخر من المتسوقين وهم أولئك المرضى بنهم اقتناء الكتب وتخزينها في المكتبة التي هي أشبه ما تكون بالمستودع المُقفل إن صح التعبير فلربما يكون المستودع ذي حراك بإخراج محتوياته والاستفادة منها . أحدهم أبلغني أن البعض من الموزعين وأصحاب المكتبات يضعون أسعارًا خيالية ويعرفون صيدهم وهو ذلك المريض الجاهل الذي يسعى لشراء الغث والسمين لحاجة أو لغير حاجة ويدفع قيمتها وتراه يحمل أسفارًا؛ ليضعها في مستودع للكتب لتنضم إلى ما قبلها وتتراكم عليها الأتربة ولو سأله سائل بعد سنوات عن عناوينها أكاد أجزم أنه لا يكاد يتذكر كتابًا واحدًا . فلهؤلاء نقول اقضوا أوقاتًا سعيدة مع أهليكم وأفسحوا الطريق للمثقفين؛ ليجدوا متعتهم وليستمتعوا بهوايتهم المفضلة، وإن كان لا بد لكم من التسوق فابدأوا بالتخطيط للاستفادة من مقتنيات مستودعاتكم وضعوا خطة استراتيجية لتحويل المستودع الى مكتبة وتعويد أنفسكم على القراءة والاطلاع ..
2015/12/22
المصدر: صحيفة مكة