الرحلة النجدية الحجازية
كاتب هذه الرحلة هو : الأستاذ محمد بهجة البيطار الدمشقي . ولد سنة 1311هـ . ودرس في دمشق في المدارس وعلى أيدي المشايخ . تولى عدة وظائف منها عضوية مجمع اللغة العربية بدمشق وبغداد . ودرّس في مدارس دمشق والحجاز . وصار عضوا في المحكمة الشرعية الكبرى بمكة . ونائبا لرئيس هيئة المراقبة القضائية. ومفتشا للعلوم الدينية . ومدرسا للتوحيد . ثم عاد إلى دمشق ومنها إلى بيروت ثم عاد إلى الحجاز سنة 1368هـ / 1949م وأسس دار التوحيد بالطائف والتي لا زالت قائمة وتخرج منها عددا كبيرا من الطلاب . توفي سنة 1396هـ / 1976م رحمه الله .
قام محمد البيطار برحلته هذه سنة 1338هـ / 1920م وكان قد خرج من دمشق متوجها إلى نجد ليبلغ رسالة للملك عبد العزيز رحمه الله من قبل الملك فيصل بن الحسين بن علي والسيد محمد رشيد رضا وكان وقتها الملك عبد العزيز أمير نجد فقط ولم يسقط إمارة ابن رشيد إلا عام 1340هـ / 1922م ولم يضم الحجاز إلا ابتداء من عام 1343هـ / 1925م .
سار الأستاذ البيطار من دمشق بالقطار وكان يرافقه صاحبه شلاش وجرت عليه أحداث متنوعة وسلب من قبل قطاع الطرق ولم يصل إلا إلى بلدة الحائط وكانت تتبع للأشراف وأميرها هو الشريف عبد المطلب بن غالب وقد حذروه من مواصلة الطريق خوفا عليه من المتدينة وهم الإخوان فكتب رسالة إلى الملك عبد العزيز يوضح فيها وضعه وخوفه على نفسه وأرسلها مع رفيقه شلاش مع الرسائل التي معه وقد ورد ذكر قبيلة الفقرا من عنزة في ثنايا رسالته إلى الملك عبد العزيز وهذا ما يهمنا منها ومن هذه الرحلة .
وبعد ذلك توجه إلى المدينة النبوية مع كبار أهل الحائط وهم : الشيخ مقبل والشيخ خلف بن جابر والشيخ علي بن سليمان والخطيب الشيخ مبروك ومعهم نحو 15 رجلا وعندما وصلوا المدينة قابل الملك علي بن الحسين بن علي وكان وقتها ولي العهد وحاكم المدينة النبوية . والملك علي هذا هو آخر ملك للحجاز من الهاشميين إلى أن سلم جدة للملك عبد العزيز عام 1343هـ / 1925م ورحل إلى العراق عند أخيه الملك فيصل بن الحسين بن علي إلى أن توفي عام 1353هـ / 1935م .
مكث البيطار في المدينة بعض الوقت ثم ركب القطار وذهب إلى دمشق فوصلها أواخر رجب من عام 1338هـ / 1920م .
المصدر : المختار من الرحلات الحجازية ، اختيار وتهذيب وفهرسة الدكتور محمد بن حسن الشريف ، 3 / 944 ، دار الأندلس الخضراء ، جدة .
رابط التحميل
https://archive.org/download/lis03851/lis03851.pdf
.