خطأ شائع في اسم أحد الأعلام يقع فيه الأكثرون!! فانتبهوا له!
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه.
أما بعد، قال ياقوت ( ت 626 هـ ) في ((إرشاد الأريب)) : أحمد بن محمد بن يعقوب، الملَقَّب مِسْكُويه ،
أبو علي الخازن صاحب ((التجارب))، مات فيما ذكره يحيى بن منده في تاسع صفر سنة إحدى وعشرين وأربع مئة ... وكان مِسكويه مجوسيًّا وأسلم، وكان عارفاً بعلوم الأوائل معرفة جيدة. اهـ.
وذكره صاحبه أبو حيان التوحيدي ( ت 400 هـ ) في ((كتاب الإمتاع)) - وقد ذكر طائفة من متكلمي زمانه – فسمّاه: مسكويه. وذكره في ((أخلاق الوزيرين)) مرتين كذلك.
قال أبو معاوية البيروتي: والعجب أني وجدتُ الكثيرين – قديماً وحديثاً – يسمّونه في كتبهم ( ابن مسكويه )!! فيجعلون اسم أبيه (مسكويه)! وإنما هو لقبه هو.
وممن وجدته أخطأ مراراً وسمَّاه في كتابه ( ابن مسكويه ) – على سبيل المثال - :
ابن الأثير ( ت 630 هـ ) في ((الكامل))، والنويري ( ت 733 هـ ) في ((نهاية الأرب))، والصفدي ( ت 764 هـ ) في ((الوافي بالوفيات))، وابن خلدون ( ت 808 هـ ) في تاريخه، وغيرهم الكثير، ناهيك عن المعاصرين.
قال الحافظ ابن حجر في ((نزهة الألباب في الألقاب)) : مسكويه،
هو أحمد بن محمد بن يعقوب الرازي أبو علي صاحب كتاب ((تجارب الأمم))، واشتهر على الألسنة أبو علي بن مسكويه، وإنما هو لقبه هو، ذكر ذلك ياقوت في ((الأدباء)). اهـ.
وحتى الحافظ ابن حجر سها وسماه ( ابن مسكويه ) في ((الإصابة)) و((تهذيب التهذيب))!
ومن الطرائف أن الأب أَنِسْتاس الكَرْمِلي كتب متعقّباً المستشرق لويس ماسنيون في مقال كتبه باللغة الفرنسية، فقال: ... إلا أنه وقع له فيه بعض الأغلاط في ضبط الأعلام فنستأذنه في تصحيحها. ولما كان ضبطه لها بالحروف الفرنجية أصبح غلط الطبع بعيداً عنها. من ذلك: اسم ابن مسكويه ص 248 فإنه كتبه بالشين والمشهور بالسين. وإنْ كان أصل الاسم بالشين. اهـ. فصوَّب لفظ (مسكويه) لكنه أضاف إليها (ابن)!
* الكناشة البيروتية (المجموعة الثالثة).
