دار أم هاني رضي الله عنها
لقد قام الشيخ محمد طاهر كردي رحمه الله تعالى بمطالعات عديدة ، وفي عدة كتب للوصول إلى معرفة موضع هذه الدار ، والكردي يعول عليه في مثل هذه الأمور ، باعتباره خاتمة المؤرخين المحققين لمكة، كما أنه أدرك عدد من الأماكن قبل أن تزال في التوسعات الأخيرة التي حصلت في الحرم وكتب عنها ، وبينها و أوضحها ،ودار أم هاني رضى الله عنها اكتسبت أهميتها من كون النبي صلى الله عليه وسلم اسري به منها ، وإلا كان في مكة المكرمة كثير من دور الصحابة والصحابيات رضى الله عنهم ، اندثرت وضاعت معالمها ولم تعرف أماكنها .
يقول الكردي رحمه الله تعالى : بعد مراجعة ما طالعناه من الأبحاث العديدة عرفنا موضع دار أم هاني رضى الله عنها مما يأتي :
1. من قول الأزرقي رحمه الله تعالى : ( دار أم هاني بنت أبى طالب التي كانت عند الحناطين عند المنارة ، فدخلت في المسجد الحرام حين وسعه المهدي في الهدم الأخير سنة 167هـ)
2. وقول الفاسي رحمه الله حيث يقول عن الحزورة : ( وكان عندها سوق الحناطين بمكة المكرمة ، وهي أسفلها عند منارة المسجد الحرام التي بأجياد )
3. ومن الخريطة التي وضعناها في بيان الزيادات التي حصلت في المسجد الحرام .
فمن هذه الأمور الثلاثة ظهر لنا تماما بما لا يقبل الشك أن دار أم هاني رضى الله عنها واقعة بالضبط عند منارة باب الوداع ، في عصرنا الحاضر ، لأنها هي المنارة المعنية في عبارتي الأزرقي والفاسي المتقدمة ، فمحلها في ذلك الزمن هو محلها اليوم لم يتغير ، والحزورة كانت واقعة عندها ، وكذلك سوق الحناطين .
ومن نظر إلى خريطة زيادات المسجد الحرام الموجودة في كتابنا ، علم يقينا أن المنارة المذكورة تقع في آخر توسعة المهدي العباسي رحمه الله تعالى ، من ركن المسجد الحرام الجنوبي المقابل لاجياد ، فدار أم هاني رضى الله عنها كانت عند هذا الركن ، ثم دخلت في توسعة المسجد الحرام .